وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها في الانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
أحمد شعبان (واشنطن، القاهرة)
تستعد الولايات المتحدة الأميركية لانطلاق أهم وربما أصعب انتخابات رئاسية في تاريخها، لكن تتجه أصابع الاتهام إلى وسائل التواصل الاجتماعي بالتدخل لتغيير اتجاه البوصلة، والتأثير على نتائج الانتخابات لصالح أي من المرشحين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس.
ورغم وصف السباق الرئاسي في عام 2016 بـ«انتخابات فيسبوك»، إذ استخدمت الحملات والناخبون المنصة بكثافة آنذاك، باتت منصة «تيك توك» هي المفضلة في المعركة الدائرة بين هاريس وترامب لجذب الناخبين الأصغر سناً عبر «الإنترنت».
وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأميركية، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة نهى أبو بكر، أهمية تأثير منصات التواصل الاجتماعي على توجيه الرأي العام في الانتخابات الرئاسية، حيث إن الشعب الأميركي يستخدم هذه الوسائط بشكل مكثف، للتعبير عن آرائه والتأثير على الآخرين.
وقالت أبوبكر لـ«الاتحاد» إن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً أكثر أهمية في انتخابات العام الجاري مقارنة بالانتخابات الأميركية الماضية، مشيرةً إلى حرص كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على الاستعانة بصنّاع محتوى أو مؤثرين للترويج لحملاتهم الانتخابية.
وأشارت إلى أن الحملات الانتخابية، التي تستفيد من هذه الوسائط، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على توجهات الناخبين وخاصة بين الشباب، لأن التحولات الثقافية والاجتماعية لديهم غالباً ما تجعلهم يقودون هذه التحولات، ولذلك يمكن أن تُستخدم وجهات نظرهم كمؤشر على الاتجاهات المستقبلية في الرأي العام.
ورصد موقع «فوكس نيوز» 169 مليون شخص من المتابعين لترامب على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منهم 91.9 مليون على منصة «إكس»، كما يمتلك 35 مليون متابع على «فيسبوك»، فيما يتابعه 26.8 مليون شخص على «إنستقرام»، و12.5 مليون متابع على «تيك توك»، ونحو 3.54 مليون شخص على «يوتيوب».
ويتابع هاريس 52.38 مليون شخص منهم 21.2 مليون على «إكس»، و5.5 مليون على «فيسبوك»، و18.7 مليون على «إنستقرام»، و6.3 مليون على «تيك توك»، و684 ألف شخص على «يوتيوب».
من جهتها، شددت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، على أن وسائل التواصل الاجتماعي مؤثرة بشكل كبير على الانتخابات الأميركية، ولكن ليست بالقوة التي كانت تميزها من قبل في الانتخابات السابقة، حيث فقدت بعضاً من جاذبيتها وخاصة «فيسبوك».
ولفتت أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى وجود وسائط أخرى شهدت إقبالاً كبيراً من الناخبين، مثل «تيك توك»، وهي وسيلة مؤثرة جداً، مشيرة إلى أن أكثر من 150 مليون أميركي يستخدمونه، وأن الكونغرس أقر مشروع قانون في أبريل الماضي يقضي بحظر التطبيق في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى تدخل وسائل التواصل في الحراك والعمليات السياسة بشكل كبير في أميركا، مشيرة إلى ما حدث مع دونالد ترامب عندما كان رئيساً للولايات المتحدة، حيث أوقفت منصة تويتر (إكس حالياً) حسابه الرسمي بسبب التحريض على العنف، مما جعله يستحدث منصة «تروث سوشيال».
وشددت نورهان الشيخ على وجود مجموعة عوامل أفقدت منصات التواصل الزخم الذي كانت تتمتع به وخاصة نشر الأخبار المضللة، مشيرة إلى الاتهامات التي وجهها ترامب لشركة «ميتا» ورئيسها مارك زوكربيرغ بأنه قاد ضده حملة على «فيسبوك» في انتخابات 2020، وبالتالي تراجع دور وسائل التواصل سياسياً ونجحت اجتماعياً، لافتة إلى أن تطبيق «إنستقرام» أصبح له تأثير أكبر من «فيسبوك» و«إكس».
ووفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، فإن حملتي هاريس وترامب استغلتا منصة «تيك توك» لنشر الصور الساخرة واللغة الدارجة، في الوقت الذي عمدت فيه شركة «ميتا» إلى تحويل خوارزميتها بعيداً عن تقديم المحتوى السياسي على «فيسبوك»، فيما ساهم إيلون ماسك لتأييد ترامب في تنفير بعض مستخدمي منصة «إكس» المملوكة له.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه رغم أن حساب هاريس لديه 6 ملايين متابع فقط، مقارنةً بـ12 مليوناً لدى ترامب، فإن حساب المرشحة الديمقراطية حصل على 1.5 مليار مشاهدة، مقارنةً بمليار مشاهدة لمنافسها الجمهوري أثناء المناظرة بينهما.
واندلعت مواجهة على مواقع التواصل الاجتماعي، فور انتهاء المناظرة بين ترامب وهاريس، استخدم أطرافها مقاطع مصورة أصلية وأخرى محررة تتناول لحظات بارزة في المناظرة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي الانتخابات الرئاسية الأميركية وسائل التواصل الاجتماعی ملیون على ملیون شخص تیک توک
إقرأ أيضاً:
إلتماس أقصى العقوبة للتكتوتر “موح الوشّام” لنشره الرذيلة والإلحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي
إلتمس وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بسيدي امحمد بالعاصمة، اليوم الثلاثاء ، توقيع أقصى العقوبة، المتهم الموقوف “تيكتوكر” المدعو ” ح.محمد”. المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم ” موح الوشام”.
وجاءت طلبات النيابة العامة بالجلسة، بعد عرض المتهم للمحاكمة ومتابعته جزائيا بنشر الرذيلة والإلحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسب ما انفردت به ” النهار” من تفاصيل حول ملف الحال فإن نيابة الجمهورية لذات المحكمة وجهت 9 تهم للمتهم عقوباتها متفاوتة، تتعلق بجنحة إهانة هيئة نظامية، وجنحة نشر صور مخلة بالحياء ، جنحة المساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص، جنحة المساس بالمعلوم الديني بالضرورة، جنحة ممارسة نشاط خارج السجل التجاري، جنحة تعريض حرية الغير للخطر والصحة العمومية، جنحة رفض الامتثال للقوة العمومية، جنحة عرض لأنظار الجمهور فيديوهات مخلة بالحياء إلى جانب جنحة التهديد.
وخلال جلسة المحاكمة، طالبت الوكيل القضائي للخزينة العمومية استبعاد الدفع الشكلي الذي أثاره دفاع المتهم قبل بدء المحاكمة، أين تمسك ببطلان اجراءات المتابعة، باعتبار أن الشفة لديها مالكها، وقدم عقد إيجار، ولكن دفاع الوكيل القضائي اعتبر أن العنوان المدون في عقد الإيجار ليس هو العنوان نفسه الذي تم بموجبه توقيف المتهم، ملتمسا تعويضا ماليا قدره 5 مليون دج، ليؤكد الوكيل القضائي أن إعلان تأسيسه في قضية الحال جاء طبقا لاحكام الدستور المادة 78 فقرة أخيرة التي تنص مايلي: “يجب على كل شخص احترام الدستور و ان يمثل لقوانين الجمهورية” .
وأضافت الدفاع أن ماقام به المتهم يشكل خطرا على الصحة العمومية ياعتبار أن الوشم مخالف للنظام العام و الأداب العامة.
وفقا للمادة ” 2 ” من الدستور الجزائري.
من جهته المتهم اعترف بالجلسة أنه يمارس مهنة ” تاتواج” وأنه حاول مرارا وضع نشاط قانوني له، بواسطة سجل تجاري لكنه قوبل بالرفض، كما أنه تم رفض طلبه في الحصول على بطاقة حرفي، حتى يتسنى له ممارسة عمله، نافيا المتهم في معرض تصريحاته بأنه لم يقم بنشر الصور المحجوزة بحوزته، التي تتعلق بصور لفتيات يقوم بوشم أجسادهن في وضعيات مخلة بالحياء، كما نفى إصابته بمرض خطير معدي حسبما تم تداوله مؤخرا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي .
وجاءت الملاحقة القضائية للمتهم في قضية الحال على إثر، عرضه مقاطع فيديو على منصة التواصل الاجتماعي ” تيكتوكر” بعضها مخلة بالحياء، وأخرى تحريضية تدعو لفساد الأخلاق والرذيلة، والاستهزاء بالمعلوم الديني بالدعوة للإلحاد ، على غرار عرض الوشم على جمهور المواقع، والترويج له، بطريقة متعمدة.
وعلى إثره قامت مصالح الأمن بالعاصمة بتوقيف المعني بمسكنه العائلي وسط العاصمة، باعتباره ” تيكتوتر” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولدى عملية إيقاف المتهم أبدى الأخير مقاومة عنيفة أمام رجال الشرطة، حيث أطلق فيديو لحظتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في بث مباشر، وثق من خلاله لحظة وصول رجال الأمن لمسكنه ومحاولتهم الدخول لأجل توقيفه، أين بدى المتهم في حالة ذعر وخوف شديدين، إذ رفض فتح الباب لهم، مهددا الشرطي بوضع حد لحياته لأي محاولة للتقرب منه أو توقيفه.
هذا وقررت رئيسة الجلسة تأجيل النطق بالحكم في قضية الحال إلى الأسبوع المقبل.
ياسمينة دهيمي