شاركت دولة الإمارات، ممثلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، في اجتماع وزراء الصحة لدول مجموعة العشرين (G20) لعام 2024، الذي استضافته جمهورية البرازيل بهدف بحث التحديات الصحية العالمية وتحديد الأولويات الاستراتيجية ووضع خطط بعيدة المدى لبناء أنظمة صحية مرنة وقادرة على مواجهة المستقبل، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.


ترأس وفد الدولة المشارك في الاجتماع معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وضم سعادة الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وسعادة ناصر البدور، الوكيل المساعد لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، وسعادة عبد الله النقبي، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الصحية المساندة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وعدداً من المسؤولين.
وشارك الوفد بحضور سعادة صالح أحمد السويدي، سفير الدولة لدى جمهورية البرازيل الاتحادية في عدد من الاجتماعات رفيعة المستوى شهدت نقاشات حيوية حول حزمة من المواضيع المحورية وذات الأولوية على أجندة مجموعة العشرين كان أبرزها تغير المناخ والتحديات الصحية الناجمة عنه والمساواة وتعزيز الالتزام بنهج “الصحة الواحدة” والتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، إلى جانب تطوير استراتيجيات مبتكرة للتصدي للأوبئة والبحث والتطوير لرفع كفاءة الأنظمة الصحية وزيادة مرونتها.
وشهدت الاجتماعات أيضا لقاءً مشتركاً بين وزراء الصحة والمالية لمناقشة سبل تعزيز التمويل في مجال الجاهزية والتصدي للأوبئة وتكثيف الاستثمار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ويضمن التكامل بين قطاعي الصحة والمالية للارتقاء بالعمل المشترك في مواجهة التحديات الصحية العالمية.
تعكس مشاركة دولة الإمارات في اجتماع وزراء الصحة لمجموعة العشرين التزامها العميق بالتعاون الدولي لدعم الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم، تماشياً مع أهداف مئوية الإمارات 2071 الرامية إلى تحسين جودة الحياة الصحية للفرد والمجتمع وبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
وتأتي هذه الجهود لتؤكد موقف الإمارات الداعم للنهج متعدد الأطراف باعتبارها شريكاً استراتيجياً دولياً في تحقيق الأمن الصحي وضمان رفاه المجتمعات من خلال سعيها المتواصل لتحسين النتائج الصحية وتسهيل الوصول العادل للرعاية الصحية.
وأكد معالي العويس في مداخلته خلال الاجتماع أن التصدي للتغير المناخي يتطلب نهجاً متكاملاً وتنسيقاً مشتركاً على جميع المستويات، حيث تلعب الأنظمة الصحية دوراً حيوياً في هذا الشأن، مشيراً إلى أهمية تطوير البنية التحتية الصحية وجعلها أكثر مرونة واستباقية، وتطوير سياسات شاملة تركز على معالجة الأسباب البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تسهم في تفاقم المخاطر الصحية الناتجة عن تغير المناخ، وتوفير الرعاية الصحية المتكافئة للفئات الأكثر تأثراً.
وقال إن دولة الإمارات تدرك الرابط العميق بين تغير المناخ والصحة، وتسعى إلى تطوير أنظمة صحية تتمتع بالقدرة على مواجهة الأزمات المناخية، مع التركيز على خطط التكيف الوطنية التي تشمل أنظمة الإنذار المبكر وتقييمات التعرض للمخاطر المناخية..ومن خلال توثيق علاقات التعاون العابر للحدود، تسعى الإمارات لضمان الاستجابة الفعالة للأمراض الناتجة عن تغير المناخ، والتي قد تؤثر على فئات معينة دون غيرها.
وأضاف معاليه أن الإمارات تضع نهج الصحة الواحدة في صميم سياساتها الصحية الوطنية، وتحرص على تبني رؤية استشرافية من خلال رفع الجاهزية لمواجهة الأوبئة، ودعم التعاون بين القطاعات الصحية والبيئية وغيرها من القطاعات المعنية، وتوفير بيئة مواتية لتطبيق هذا النهج عبر تعزيز ممارسات الحوكمة وتبني السياسات والتشريعات اللازمة، بالإضافة إلى دعم البحوث وتبني التقنيات وتطوير أنظمة المراقبة المتكاملة لمواجهة الأمراض المعدية والحيوانية المنشأ.
وأشاد معاليه بإلتزام دول مجموعة العشرين بتضمين هذا التوجه في السياسات الصحية العالمية، لما له من دور أساسي في التصدي لمقاومة المضادات الحيوية ومعالجة الأمراض المدارية المعدية والمهمَلة، فضلاً عن رفع جاهزية الأنظمة الصحية لمواجهة الطوارئ المستقبلية.
وثمّن معاليه الدور الحيوي الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية في ترسيخ العدالة والاستدامة في قطاع الصحة العالمي، مؤكداً دعم دولة الإمارات الكامل لمهمة المنظمة، وتطلعها للمساهمة في المساعي الجماعية التي من شأنها توفير مستقبل أكثر صحة واستدامة.
وأشار معالي العويس إلى أن دولة الإمارات ترى في الصحة الرقمية أداة محورية لتحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، وذلك من خلال تطوير بنية تحتية قوية تتماشى مع رؤية مجموعة العشرين.
وقال معاليه: “وإذ ترحب الإمارات بإدراج إطار المرونة المناخية العالمي ضمن إعلان وزراء الصحة لمجموعة العشرين فإنها تؤكد التزامها بالعمل المتواصل مع الشركاء الدوليين لإنشاء بنية صحية قادرة على مواجهة تأثيرات المناخ على الصحة العامة.
وعبر معاليه عن تقدير دولة الإمارات للجهود البارزة التي بذلتها الرئاسة البرازيلية في تنظيم القمة وإنجاح أعمالها، مشيراً إلى أسس التعاون والشراكة المتينة التي تقوم عليها العلاقات بين دول المجموعة وأهميتها في صياغة السياسات المشتركة وتحديد الأولويات الصحية لهذا العام، مؤكداً ضرورة تفعيل العمل المشترك، إذ أصبح التنسيق الدولي والتكامل بين القطاعات ضرورة حتمية لرفع كفاءة أنظمة الصحة وإيجاد حلول فعّالة للتحديات العالمية الأكثر إلحاحاً والتي لا يمكن لدولة أو قطاع مواجهتها بمفرده.
وقال معالي العويس في ختام مداخلته إن الإمارات تواصل التزامها الراسخ بدعم الجهود العالمية المشتركة لبناء مستقبل صحي آمن وأكثر إنصافاً للجميع، وستظلّ حاضرة بقوة في مسيرة الارتقاء بصحة ورفاهية المجتمعات حول العالم.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“إنتر باك 2026” يسلّط الضوء على دور الشرق الأوسط المتنامي في مجالات الاستدامة والابتكار الرقمي والتجارة العالمية للتغليف

يشهد العالم تحولاً متسارعاً في صناعة الأغذية المعبأة مدفوعاً بالنمو السكاني، وتزايد معدلات التحضر، وارتفاع مستويات الدخل، وتغيّر أنماط الاستهلاك. ووفقاً لجمعية ماكينات تجهيز وتعبئة الأغذية في اتحاد الصناعات الميكانيكية الألماني (VDMA)، تتوقع مؤسسة «يورومونيتور إنترناشيونال» ارتفاع مبيعات الأغذية المعبأة عالمياً بنسبة 11% بين عامي 2024 و2029، من 872 مليون طن إلى 968 مليون طن.
غير أن هذا النمو يختلف من منطقة إلى أخرى، وتبرز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كإحدى أكثر الأسواق حيوية، حيث يُتوقع أن ترتفع المبيعات بنسبة تقارب 21% لتصل إلى 97 مليون طن بحلول عام 2029. ويُعزى ذلك إلى جهود تنويع الاقتصاد، والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، وتغير أنماط الاستهلاك.
وتتبوأ دولة الإمارات مكانة ريادية في هذا التحول، إذ تعد مركزاً للابتكار وسوقاً واعدة في آن واحد. فقد بلغت مبيعات الأغذية المعبأة في الدولة 2.5 مليون طن في عام 2024، ومن المتوقع نموها بنسبة 23% لتصل إلى 3.1 ملايين طن بحلول عام 2029.
في هذا السياق، تستعد الصناعة العالمية لأبرز تجمعاتها، مع انعقاد معرض إنتر باك 2026 في مدينة دوسلدورف الألمانية خلال الفترة من 7 إلى 13 مايو 2026، حيث يشكل الحدث منصة رئيسية للشركات في دولة الإمارات والمنطقة للوصول إلى أحدث الابتكارات والتقنيات العالمية في مجال التعبئة والتغليف.

منطقة تسير بخطى ثابتة نحو النمو
تشير بيانات VDMA و«يورومونيتور إنترناشيونال» إلى استمرار نمو مبيعات الأغذية المعبأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويستحوذ قطاع المنتجات المخبوزة على الحصة الأكبر بنسبة 41% (32.9 مليون طن)، مع توقعات بزيادة المبيعات إلى 38.5 ملايين طن في 2029. ويأتي قطاع منتجات الألبان ثانياً بنسبة 26%، متوقعاً له نمواً بنحو 23% ليصل إلى 25.5 ملايين طن، ثم فئة الأرز والمعكرونة والنودلز التي تسجل طلباً يبلغ 13.2 مليون طن في 2024.
هذا الطلب المتنامي سيدفع، بحسب التوقعات، إلى المزيد من الاستثمارات في معدات وتجهيزات التصنيع الغذائي وتقنيات التعبئة المتقدمة لتعزيز القدرات الإنتاجية وتلبية احتياجات السوق.

استثمارات متزايدة في التقنيات والمعدات
تُظهر بيانات VDMA نمواً ملحوظاً في واردات معدات تجهيز وتعبئة الأغذية إلى المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس جهود التحديث المتسارعة.
وتأتي إيطاليا وألمانيا والصين ضمن أبرز مورّدي التكنولوجيا المتقدمة في مجالات الأتمتة والروبوتات والإنتاج الموفّر للطاقة، حيث تسهم هذه الحلول في رفع جودة المنتجات وتعزيز كفاءة العمليات وتحسين الأداء البيئي.
منصة عالمية تجمع قادة القطاع
استقطب «إنتر باك 2023» آلاف الزوار من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وساهم في دفع عجلة الأعمال العالمية. ومع اقتراب دورة 2026، تتجه الأنظار مجدداً إلى دوسلدورف، حيث يجتمع رواد القطاع من مختلف أنحاء العالم.
ويغطي المعرض جميع قطاعات التعبئة والتغليف من المواد الخام والحلول التقنية إلى الماكينات ومعدات العمليات المرتبطة، شاملاً الصناعات الغذائية والمشروبات والحلويات والمخابز والأدوية والتجميل والمنتجات غير الغذائية والصناعية.

قوة إقليمية بفرص عالمية
بفضل موقعها الاستراتيجي وطموحاتها في الاستدامة وتوسع قاعدة مستهلكيها، تبرز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلاعب أساسي في التحول العالمي لصناعة التعبئة والتغليف.
ويمنح «إنتر باك 2026» الشركات والمؤسسات في دولة الإمارات والمنطقة فرصة فريدة للانخراط في هذا التحول العالمي، والتواصل مع القادة الدوليين، والمساهمة في رسم مستقبل قطاع التعبئة والتغليف من دبي إلى دوسلدورف وما بعدها.

وقال توماس دوهزه، مدير معرض إنتر باك: يُعد المعرض منصة تربط الإمكانات الإقليمية بأفضل العقول والتقنيات العالمية، حيث يجتمع الخبراء وصناع القرار من مختلف الدول لتبادل الخبرات واستكشاف الابتكار والمساهمة في تحديد ملامح مستقبل الصناع.
وقال ريتشارد كليمنز، المدير التنفيذي لجمعية ماكينات تجهيز وتعبئة الأغذية في VDMA: “أصبحت دولة الإمارات ومنطقة الخليج أسواقاً محورية لنمو صناعات التعبئة والتجهيز عالمياً، حيث تسهم الاستثمارات في الإنتاج الغذائي والخدمات اللوجستية والتقنيات المستدامة في رفع الطلب على المعدات عالية الجودة”.


مقالات مشابهة

  • وزير الصحة: مؤتمر السكان والتنمية البشرية يضع مصر على الخريطة الصحية العالمية
  • النفط والغاز تشارك في مؤتمر المناخ والطاقة بالبرازيل
  • كرسي فارغ يتسلم رئاسة مجموعة العشرين من جنوب أفريقيا
  • جنوب أفريقيا ستسلم رئاسة مجموعة العشرين لكرسي أميركا الفارغ
  • أحمد الصايغ: توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومتنا الصحية
  • سيف بن زايد يترأس وفد الإمارات في اجتماع وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون
  • دولة قطر تشارك في اجتماع مجموعة العمل الاستشارية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • الإمارات تشارك في «قمة تورايز العالمية للسياحة» في الرياض
  • الرئيس الصيني يلغي مشاركته في قمة مجموعة العشرين
  • “إنتر باك 2026” يسلّط الضوء على دور الشرق الأوسط المتنامي في مجالات الاستدامة والابتكار الرقمي والتجارة العالمية للتغليف