دينا محمود (لندن)
أكدت دوائر سياسية وتحليلية في لندن أن اتفاقية التعاون الدفاعي التي وقعتها المملكة المتحدة مع ألمانيا الأسبوع الماضي، تشكل جزءاً من جهود أوسع نطاقا، تسعى من خلالها حكومة رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر، لإعادة توطيد الصلات بين بريطانيا والدول الرئيسة في أوروبا، سواء في إطار حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أو على أسس التعاون الثنائي.


كما أن الاتفاقية، التي أُطلق عليها «ترينيتي هاوس» نسبة إلى اسم المبنى الذي وقعها فيه وزيرا الدفاع البريطاني جون هيلي والألماني بوريس بيستوريوس، تمثل مؤشرا على ما يساور القوى الأوروبية من مخاوف، إزاء إمكانية أن تشهد السياسة الخارجية للولايات المتحدة، تغييرات واسعة بعد الانتخابات الرئاسية في هذا البلد، بما قد يستلزم أن يعزز الحلفاء عبر الأطلسي، أمنهم المشترك بشكل جماعي، دون اعتماد مفرط على واشنطن في هذا الشأن.
واعتبر المحللون السياسيون الأوروبيون أن إبرام الاتفاقية، التي تنص على انخراط لندن وبرلين في مشروعات محورية ومختلفة للتعاون العسكري الثنائي في مجالات متنوعة، يكمل ما وصفوه بـ «مثلث الاتفاقات الدفاعية»، التي تجمع بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وهي القوى العسكرية الأكبر في القارة العجوز.
فقبل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بسنوات قليلة، أبرمت لندن وباريس اتفاقا مماثلاً عام 2010، يُعرف باسم «لانكستر هاوس». 
وفي عام 2019، توصلت فرنسا وألمانيا، إلى اتفاقية للتعاون والتكامل الثنائي، تحمل أسم «معاهدة آخن».
وفي سياق الإعلان عن الشراكة الدفاعية الجديدة، حرص الجانبان البريطاني والألماني، على تأكيد أن بإمكان الحلفاء والشركاء في الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا على وجه الخصوص، الانخراط في المشروعات المشتركة المخطط لها في إطار هذه الاتفاقية.
وبحسب تصريحات نشرتها صحيفة «بوليتيكو» الأميركية واسعة الاطلاع، قال المحللون إن التوصل إلى اتفاقية «ترينيتي هاوس»، يشكل ركيزة لمعاهدة شراكة بريطانية ألمانية قيد التفاوض حالياً، ومن المقرر أن يتم التوقيع عليها من جانب قادة البلدين، خلال العام المقبل.
كما أن إبرام هذه الاتفاقية في خطوة وُصِفَت بـ «غير المسبوقة»، يعكس الأولوية الكبيرة التي منحتها حكومة ستارمر، لتعزيز التعاون مع ألمانيا. فبعد ثلاثة أسابيع فحسب، من الانتخابات التشريعية التي أعادت «العمال» إلى سدة الحكم بعد 14 عاماً من البقاء في صفوف المعارضة، توجه وزير الدفاع البريطاني إلى برلين، من أجل إجراء محادثات مع نظيره الألماني، بهدف تسريع وتيرة التفاوض، بشأن سبل التوصل إلى اتفاقيات عسكرية وأمنية مع الحلفاء الأوروبيين.
ويؤكد خبراء عسكريون بريطانيون أن من شأن تفعيل اتفاقية «ترينيتي هاوس»، تعزيز الأمن الأوروبي بشكل عام، من خلال زيادة القدرات الدفاعية للندن وبرلين، في ما يتعلق بتصنيع الآليات والمركبات المدرعة وقطع المدفعية. 
كما أن الاتفاقية تعزز أنشطة الدفاع والردع، التي تقوم بها قوات حلف «الناتو» في شمالي أوروبا، باعتبار أنها تفسح المجال، أمام طائرات ألمانية، للعمل انطلاقا من قواعد عسكرية بريطانية. فضلا عن ذلك، تمثل الاتفاقية عنصرا مهما، في ما يُوصف باستراتيجية «إعادة ضبط العلاقات» بين بريطانيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد سنوات ضبابية، أعقبت خروج لندن من ذلك التكتل القاري، على إثر تصويت الناخبين البريطانيين بأغلبية ضئيلة لصالح هذا الخيار، في استفتاء شهدته بلادهم في يونيو 2016.

أخبار ذات صلة من هي زعيمة حزب المحافظين البريطاني الجديدة؟ حزب المحافظين في بريطانيا يختار زعيماً جديداً له

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ألمانيا بريطانيا اتفاق عسكري

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يجري تغييرات واسعة في الجيش.. هذه أبرزها

أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، بأن رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أجرى سلسلة تعيينات واسعة في الجيش.

وشملت التعيينات قيادات بارزة في هيئة الأركان ووحدات قتالية رئيسية في الجيش، بعد موافقة وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وخلال أقل من 24 من تولي زامير لمنصبه الجديد.

وجاءت هذه التعيينات في خطوة تعكس تحولات في القيادة العسكرية الإسرائيلية، بعدما كان كاتس قد جمّد قرارات التعيين خلال فترة رئيس الأركان السابق، هيرتسي هليفي، بحجة استكمال التحقيقات الداخلية للجيش في أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتشمل هذه التعيينات أكبر جولة ترقيات واسعة، وتعيين حوالي 60 ضابطًا برتب عميد وعقيد بمناصب مختلفة، وهي تعيينات كانت مجمّدة سابقًا بسبب معارضة كاتس لها خلال فترة هليفي، حيث لم يتمكن الأخير من تنفيذها، في ظل التوتر بين القيادتين السياسية والعسكرية.

غير أن زامير، بعد ساعات قليلة من توليه المنصب، عقد اجتماعًا مساء الأربعاء لإقرار هذه التعيينات الموسّعة، والتي شملت مناصب رئيسية في الجيش، مثل قادة ألوية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ورؤساء أقسام في هيئة الأركان العامة، إضافة إلى تعيين ملحقين عسكريين في واشنطن وبكين، وضباط كبار في الشرطة العسكرية.

أبرز التعيينات الجديدة

وصادق وزير الأمن على توصية رئيس الأركان بتعيين اللواء يانيف عاسور قائدًا للمنطقة الجنوبية، ومن المقرر أن يتولى منصبه الأسبوع المقبل، كما تمت ترقية العميد إيتسيك كوهين إلى رتبة لواء وتعيينه رئيسًا لشعبة العمليات، حيث سيباشر مهامه خلال الأشهر المقبلة.

وإحدى أكثر التعيينات إثارة للجدل كانت إعادة تعيين العقيد (أ) الذي كان قائدا لوحدة الهندسة في القيادة الجنوبية، قائدا للوحدة القتالية الخاصة "يهلوم"، وهو قرار كان قد ألغاه كاتس سابقًا بعد أن قرره رئيس الأركان السابق، هليفي. لكن زامير أعاد تثبيت القرار بموافقة كاتس.

كما تم تعيين العقيد أيوب كيّوف، الذي شغل منصب قائد لواء جنين، رئيسًا لدائرة العليات في شعبة العمليات التابعة لهيئة الأركان، فيما تمت ترقية المقدم متان فيلدمان، الذي كان رئيسا لمكتب رئيس الأركان السابق، ليشغل منصب قائد لواء جنين.

وضمن إطار التغييرات، تم تعيين ضابطين من أبرز قادة ألوية المشاة خلال الحرب ملحقين عسكريين في واشنطن وبكين، فيما تم تعيين المقدم يوفال مزوز، الذي قاد الكتيبة 13 في لواء "غولاني"، قائدًا للواء الشرقي على الحدود اللبنانية (769).

كما عُين المقدم عمري مشياح قائدًا للواء الشمالي في فرقة غزة، بعد أن كان مسؤول العمليات في الفرقة 162 التي نفذت عمليات واسعة في القطاع خلال الحرب؛ وفي سلاح المدفعية، تم تعيين المقدم إفرات كيكوف قائدة للواء المدفعية 213، لتصبح ثاني امرأة تتولى قيادة لواء مدفعي في الجيش الإسرائيلي.

وشملت التعيينات ترقية العقيد يوفال يامين إلى رتبة عميد وتعيينه رئيسًا للشرطة العسكرية. كما تم تعيين العميد إيهود تسور، في منصب القائد المسؤول عن المنطقة الوسطى (المسؤولة عن منطقة الضفة الغربية المحتلة) في قيادة التدريب والتأهيل التابعة للجيش الإسرائيلي.

وتم تعيين العقيد غلعاد شريكي قائدًا للواء الأغوار (اللواء 417)، فيما عُين العقيد ناتانئيل لسري رئيسًا لشعبة التخطيط في سلاح البر، بينما تولى العقيد معوز سالومون منصب رئيس دائرة التخطيط في شعبة "التخطيط وبناء القوة متعددة الأذرع".

وعلّق وزير الأمن إسرائيل كاتس على هذه التعيينات خلال مكالمة هاتفية مع اللواء يانيف عاسور والعميد إيتسيك كوهين، وقال إن القيادة السياسية "تثق بكم لقيادة هذا الجيل نحو نصر حاسم على جميع الجبهات وضد كل الأعداء".

واجتمع كاتس، مساء الأربعاء، مع أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة، بحضور رئيس الأركان الجديد، زمير، حيث شدد على ضرورة ضمان قدرة إسرائيل على "الدفاع عن نفسها بقواتها الخاصة، ضد أي تهديد على الجبهة وفي الداخل".

وشدد على أن إسرائيل "تفعل كل ما بوسعها لاستعادة الأسرى"، مضيفًا أن " حماس لا يمكن أن تبقى في غزة في نهاية المطاف". كما شدد على أهمية الحفاظ على العلاقات مع واشنطن، قائلًا: "دعم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يُعدّ مكسبا إستراتيجيًا يجب الحفاظ عليه".

أول رسالة من زامير لجنوده: "وجهتنا واحدة... تحقيق النصر"

وفي أول مرسوم يومي يصدره كرئيس للأركان، شدد زامير ، في رسالة لجنوده على أن الجيش الإسرائيلي يخوض "حربًا طويلة وشاقة"، مشددًا على ضرورة تحقيق "النصر الحاسم على الأعداء"، فيما أشار إلى إخفاق الجيش في 7 أكتوبر.

وأضاف زامير أن الجيش لن يتوقف عن القتال، مستشهدًا بنص توراتي، وقال "على أعدائنا الذين سعوا لإبادتنا، والذين قتلوا وخطفوا وأحرقوا، سننزل ضربة قاسية... لن نتوقف حتى القضاء عليهم، ولن نستكين حتى يعود مختطفونا من الأنفاق".

وختم رسالته بتوجيه حديثه للجنود قائلاً: "أمامنا طريق صعب، وهناك أيام قاسية بانتظارنا، لكننا أيضًا سنحظى بأيام أفضل. إنني أعدكم أن أكون لكم سندًا، وسأضمن حصولكم على كل ما تحتاجونه لتحقيق النصر"، وفق تعبيره.

ويبدو أن زامير يسعى إلى إعادة هيكلة القيادة العسكرية استعدادًا لاستمرار العمليات القتالية، خاصة في غزة، حيث لمّح في رسالته الأولى إلى أن الهدف الرئيسي للجيش يبقى تحقيق "نصر حاسم وسحق العدو بالكامل"، في إشارة إلى استئناف وشيك للحرب على غزة.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية صحيفة عبرية: إسرائيل أكملت استعداداتها لتهجير سكان غزة ترامب يتوعد سكان غزة بالموت إسرائيل - الشروع في عملية إقالة المستشارة القضائية للحكومة الأكثر قراءة "الأوقاف" تعتمد 15 موظف خدمات مساندة في الحرم الإبراهيمي خلال رمضان الاحتلال يُصدر قرارا بالاستيلاء على أكثر من 5 دونمات في طمون بطوباس صورة: الاحتلال يغتال شابا ويحتجز جثمانه خلال اقتحام مخيم بلاطة أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يجري تغييرات واسعة في الجيش.. هذه أبرزها
  • بعد إقرار تدابير مشددة ضدها..إيران ترفض اتهامها من بريطانيا بأنشطة معادية
  • إيران تنفي "اتهامات" بمحاولتها تهديد الأمن البريطاني
  • وزير الدفاع البريطاني يلتقي في واشنطن نظيره الأميركي
  • أهم أنظمة الأسلحة الأميركية التي قد تخسرها أوكرانيا
  • إعلام إسرائيلي: استئناف حرب غزة يثير المخاوف حول الأسرى.. ونتنياهو: "سنعيدهم"
  • 3 تغييرات في تشكيل الريال أمام أتلتيكو.. تعرف عليها
  • محافظ القاهرة يصدر حركة تغييرات محدودة بين رؤساء الأحياء بالعاصمة
  • محافظ القاهرة يصدر حركة تغييرات محدودة بين رؤساء الأحياء
  • ثغرة في أنظمة “آبل” تثير المخاوف بشأن الخصوصية