فلسطين ولبنان.. معركةُ الأُمَّــة المصيرية
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
محمد الضوراني
استمرار العدوان الصهيوني الأمريكي على إخواننا في فلسطين ولبنان في حالة من الإجرام اللامحدود وبتسليح أمريكي وغربي مُستمرّ ورعاية وحماية سياسية ودعم اقتصادي كبير، ومع كُـلّ ذلك نجد صمتًا عربيًّا من أنظمة عربية متصهينة وأصبحت لا شيء يُذكَرُ أمام الصهيوني الضعيف والجبان والحاقد على الأُمَّــة الإسلامية بكلها، وفي حالة أَيْـضاً من الخنوع لشعوب عربية كان الأولى بهم أن يكون لهم موقف؛ كون الدم الإسلامي واحدًا والدم العربي واحدًا والقضية المركزية لكل الأُمَّــة واحدة والعدوّ لكل الأُمَّــة الإسلامية والعربية واحدًا وهم الصهاينة المجرمون بتاريخهم الإجرامي في الحاضر وفي الماضي، ومع استمرار الإجرام الصهيوني في استهداف إخواننا في فلسطين وفي غزة بالتحديد من خلال التدمير الشامل وحالة الإجرام المُستمرّ والمتواصل وتوسع هذا الإجرام ليصل إلى إخواننا في لبنان في حالة من الحقد الذي لم يصل إليه أحد من قبل وبرعاية أممية مُستمرّة لهذا الإجرام.
لأحداث متواصلة تعتبر مؤشرًا خطرًا يداهم الأُمَّــة التي جزء كبير منها يعيشون في كوكب آخرَ منعزل عما يحدث لإخوانهم في فلسطين ولبنان.
المسلمون والعرب في معركة مصيرية لكل الأُمَّــة، معركة إما أن نكون فيها أحرارًا بمعنى الحرية الحقيقية والتي أمرنا الله أن نمتلكها حرية إيمانية دينية أخلاقية، حرية في الدفاع عن أنفسنا ضد الأطماع الصهيونية الغربية في استهدافنا وفي نهب ثرواتنا وفي نشر الخلافات والفتن في ما بيننا، حرية نعتز بها بعزة الله وتعود الأُمَّــة لدينها وقيمها وأخلاقها وثقافتها الحقيقية لتحميَ الأُمَّــة من السقوط والخسارة الأبدية إذَا لم تعِ دورها وواجباتها والمسؤولية الملقاة على عاتقها في حمل هذه الرسالة، هذه الحرية هي ليست تلك الحرية التي عمل الغرب على نشرها في الشعوب الإسلامية والعربية حرية لإفساد الناس وإبعادهم عن دين الله ومنهج الله حرية غربية لتسقط الشعوب الإسلامية والعربية وتصبح لا شيء أمام أعدائها من أولياء الشيطان الغرب الكافر.
اليوم ما يحدث في فلسطين ولبنان عرّى وكشف الحقائقَ أمام الجميع وأصبح الناس صنفين: مؤمنًا صريحًا أَو منافقًا صريحًا ولا يوجد غيرها للتصنيف بين الناس الحق واضح بكل تجلياته والباطل واضح بكل تجلياته وما علينا كشعوب إسلامية إلى أن نكون مع المؤمنين في مواجهة الكافرين والمنافقين فالنصر حليف المؤمنين وما يحدث لهذا العدوّ من هزائم ومن خسائر لم يحدث من قبل وانهيار صورته أمام الجميع بأنه الجيش الذي لا يُهزم وتلك الهالة الكبيرة والتهويل الكبير الذي كشف أمام الجميع أنه أوهن من بين العنكبوت، وها هم المجاهدون يمرِّغون أنفَ هذا العدوّ في التراب، وكلما استمر في عدوانه زاد المؤمنين المجاهدين قوة وثباتًا وعزيمة في هزيمة هذا العدوّ ومن تحالف معهم وساندهم؛ لذلك نحن أقربُ للنصر وما يحدث في فلسطين ولبنانَ من انتصارات لَمؤشرٌ واضح لقرب النصر، وما علينا جميعاً إلَّا المساهمة في تحقيقه، فالنصر حليفُ المؤمنين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی فلسطین ولبنان
إقرأ أيضاً:
فيدان يحذر طهران.. معركة تركيا وإيران في سوريا
"تهدف علاقاتنا الثنائية مع إيران إلى أن تتطور على أساس مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل وحسن الجوار"، هكذا حددت وزارة الخارجية التركية – على موقعها الرسمي- الأهداف المصممة من قبل أنقرة لعلاقتها مع طهران.
هذا الإطار جاء متسقًا مع مبادئ معاهدة الصداقة التي تم توقيعها بين البلدين، في أبريل/نيسان 1926، والتي شملت مبادئ أساسية تحكم العلاقات الثنائية، وهي؛ الصداقة والحياد، والابتعاد عن مسببات الحروب. كما نصت المعاهدة على إمكانية العمل المشترك للقضاء على أي تهديدات انفصالية داخل أراضي البلدين.
وما بين التنافس والتعاون، مضت علاقة الدولتين، عبر عقود من الزمان، كانت تستبطن من طرف خفي سنوات الصراع المرير بين العثمانيين والصفويين، والتي انتهت بتوقيع معاهدة "قصر شيرين" في مايو/ أيار 1639، التي أنهت زهاء قرن ونصفٍ من القتال بين الطرفين، كما رسمت حدود إيران الحالية مع كل من تركيا والعراق.
وقد شهد العقدان الماضيان، اشتداد حدة الصراع الجيو-إستراتيجي، والجيو-سياسي، بين الدولتين، إثر اتساع النفوذ الإيراني في العراق، عقب سقوط نظام صدام حسين والبعث العراقي 2003، ثم تمدد طهران الواسع في سوريا عقب ثورة 2011، إضافة إلى ازدياد الحضور الإيراني المكثف في لبنان، وفي اليمن.
إعلانكل هذا كان يمثل خصمًا من الرصيد الجيو-إستراتيجي لتركيا، قبل أن تتبدل الأوضاع مجددًا، مع إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في موازاة تراجع النفوذ السياسي والعسكري لحزب الله اللبناني.
هذه التطورات قلبت الموازين مجددًا، ومنحت تركيا مزايا إستراتيجية هائلة على حساب إيران، أفضت إلى شعور طهران بالهزيمة أمام أنقرة للمرة الثانية خلال سنوات قليلة، كما سنوضح لاحقًا.
من هنا فإن التوتر الحاصل بين الطرفين خلال الأيام الماضية على إثر تحذيرات أطلقها وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لم يكن إلا كاشفًا عن الغضب المكتوم لدى الطرفين.
تحذيرات فيدان
في مقابلة مع قناة الجزيرة، انتقد وزير الخارجية التركي، سياسة إيران الخارجية المرتبطة بأذرعها المسلحة وقال: إنها تنطوي على "مخاطر كبيرة رغم بعض المكاسب التي حققتها"، مؤكدًا أن طهران "تكبدت تكلفة أكبر مقابل الحفاظ عليها".
وفي رده على سؤال بشأن احتمال دعم إيران قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أو وحدات الحماية الكردية "YPG" ضد تركيا، حذّر فيدان إيران من ذلك، قائلًا: "يجب ألا ترمي الحجارة إذا كنت تعيش في بيت من زجاج"، وأردف: "إذا كنت تسعى إلى إثارة بلد ما من خلال دعم مجموعة معينة هناك، فقد تواجه موقفًا حيث يمكن للبلد المذكور أن يزعجك من خلال دعم مجموعة أخرى في بلدك".
في أعقاب هذه التحذيرات تبادلت وزارتا الخارجية في البلدين استدعاء السفير التركي في طهران، والقائم بالأعمال الإيراني في أنقرة، للتعبير عن الاستياء المتبادل.
الغضب المكتوملا يمكن فصل تحذيرات فيدان، عن الغضب المتراكم لدى تركيا خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب عبث إيران بأمنها القومي، وعدم احترامها معاهدة الصداقة المبرمة بين البلدين.
هذا العبث الإيراني اتخذ عدة تمظهرات، أبرزها السعي لإحداث تغيير ديمغرافي ومذهبي واسع في سوريا، التي تمثل العمق الإستراتيجي لتركيا، وذلك عبر إفراغها من المكون العربي السني، وإحلال المكونين الشيعي والكردي مكانه.
إعلانكما تعمدت إيران انتهاك اتفاقية خفض التصعيد الموقعة عام 2017، وذلك بقصف المناطق المشمولة بالحماية عبر التنظيمات المسلحة المرتبطة بها، وبالتناوب مع روسيا وقوات نظام بشار الأسد.
أيضًا اتهمت تركيا إيران بدعم ومساندة حزب العمال الكردستاني "PKK"، ففي مايو/ أيار 2023، كشف وزير الداخلية السابق، سليمان صويلو عن نقل الحزب، معسكره الرئيسي من جبال قنديل في شمال العراق إلى منطقة ماكو في إيران بالقرب من الحدود التركية، وقال: "إنّه بالرغم من نفي إيران وجود المعسكر لكن تركيا تعرف وجوده وما يدور فيه".
وفي مايو/ أيار من العام 2024، جدد وزير الدفاع، يشار غولر، التبرم قائلًا: إنَّ «نهج الإيرانيين ليس لطيفًا، نتحدَّث إليهم ونقدم معلومات (عن حزب العمال)، فيردون علينا: لا شيء، لا يوجد أحد». وأضاف: «من دون شك، نحن منزعجون».
ومع سقوط نظام بشار الأسد، بدا واضحًا أن تركيا لن تسمح بعدم استقرار الأوضاع في سوريا مرة أخرى، بعد أن باتت على بُعد خطوات من إغلاق ملف تهديد حزب العمال إلى الأبد.
كما أن العبث بالأمن القومي السوري، يتردد صداه على الفور في أنقرة، كما أبانت سنوات الفوضى التي ضربت سوريا لحوالي 13 عامًا.
سوريا.. هل كان ثمة انقلاب؟لم يمر على تصريحات فيدان سوى أيام قليلة، حتى اندلعت مواجهات عنيفة في منطقة الساحل، إثر هجوم واسع شنته مجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق، وتتلقى دعمًا من قوى خارجية، كما صرّح بذلك مصدر مسؤول بالحكومة السورية.
الهجوم استهدف قوى الأمن العام، وخلف عشرات القتلى، كما أدى إلى سيطرة هذه المجموعات على أجزاء واسعة من محافظتي طرطوس واللاذقية.
الهبة الشعبية الواسعة، والتحرك الفعال لقوات الأمن العام ووزارة الدفاع، ساهما في التصدي للهجوم المباغت الذي وصف بأنه كان محاولة انقلاب تم ترتيبها بمساعدة جهات خارجية، حيث أشارت أصابع الاتهام إلى إيران.
إعلاناللافت للنظر هو التحرك التركي السريع لدعم ومساندة القوات السورية في مواجهة تمرد الساحل.
إذ نفذت الطائرات الحربية التركية غارات على مواقع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لمنعها من القيام بأي عمليات متزامنة في ريف حلب الشرقي، وربما في المدينة نفسها.
كما شنت المسيرات التركية غارات على مواقع وحدات الحماية الكردية، في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب. فيما دفع الجيش التركي بتعزيزات كبيرة لتغطية تقدم مقاتلي الجيش السوري باتجاه منطقة الساحل.
التحركات التركية المنسقة والسريعة، أعادت إلى الواجهة تحذيرات فيدان، ونبهت على طبيعة تحركات الدولتين في سوريا.
الصراع التركي الإيراني في سوريالا تزال إيران تتجرع تداعيات الهزيمة الجيو-إستراتيجية التي منيت بها في القوقاز، إذ استطاعت القوات الأذرية – بدعم ومساندة تركيا – عام 2020 إلحاق الهزيمة بالقوات الأرمينية، واستعادة السيطرة على إقليم ناغورني قره باغ، ثم بسطت سيطرتها تمامًا عليه عام 2023.
هذا الانتصار منح تركيا ميزات إستراتيجية واسعة في منطقة القوقاز، ومهد لربطها بريًا من جديد بتلك المناطق، إضافة إلى مناطق آسيا الوسطى، خاصة مع استكمال إنشاء ممر زنغزور الإستراتيجي، الذي سيعيد ترتيب الأوضاع جنوب القوقاز، على حساب النفوذ التقليدي الذي كان متوفرًا لإيران، والذي سيتراجع بشدة.
وفي المحطة التالية، تعرضت إيران لخسارة إستراتيجية كبيرة، بسقوط نظام بشار الأسد، لحساب منافستها التقليدية تركيا، التي أعادت تموضعها الإستراتيجي بانتصار الثورة السورية.
فالتعاون بين إيران، منذ انتصار ثورتها عام 1979، وبين نظام البعث السوري، منحها تفوقًا إستراتيجيًا في مواجهة تركيا، إذ حرم الأخيرة من مجالها الحيوي في الشام، والذي تحول لاحقًا إلى مصدر خطر أمني منذ تأسيس حزب العمال الكردستاني برعاية حافظ الأسد.
كما وفّر لإيران ممرًا إلى البحر المتوسط، وأتاح لها تأسيس قواعد متقدمة للدفاع عنها في لبنان بواسطة حزب الله.
إعلانلذا لم يكن من المنتظر أن تستسلم إيران لخسارة سوريا، وخروجها منها خالية الوفاض، وهذا ما تدركه تركيا جيدًا وتتحسب له.
وفي هذا السياق المضطرب، يمكن فهم تحذيرات فيدان، وكذلك التحرك السريع والمنظم لقوات الجيش التركي، لدعم نظيره السوري في مواجهة التمرد "الانقلاب" في منطقة الساحل.
فهذا التبدل الحادث في موازين القوة الإقليمية، جاء موازيًا لتعزيز الحضور التركي دوليًا، إذ تتعاظم الحاجة الأوروبية إليها في بناء بنيتها الأمنية الجديدة، وتدور المفاوضات الآن حول كيفية هذه المساهمة وما يمكن أن تمنحه القارة العجوز لأنقرة في المقابل.
إضافة إلى دورها المرتقب في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
هذه الأوراق التي تتجمع في يد أنقرة، ستعمل على توظيفها لتعزيز حضورها الإقليمي خاصة في الملف السوري.
على العكس من إيران التي تعيش أيامًا صعبة مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي ألمح مؤخرًا إلى إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري في التعامل معها، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة.
هذا التهديد يأتي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تعيشها إيران؛ بسبب العقوبات الأميركية الضاغطة، والمرشحة للتصاعد خلال الفترة المقبلة.
لهذا من الصعوبة بمكان صمود إيران طويلًا في لعبة "عضّ الأصابع" مع تركيا، خاصة في ظل الحاجة إليها لمواجهة تقلبات المرحلة المقبلة.
الأمر الذي قد يدفع طهران إلى القبول بسياسة الأمر الواقع، والاعتراف بالمسار الجديد في سوريا، ومن ثم الكفّ عن أي تدخلات ستضعها مباشرة في مواجهة مع تركيا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline