حمزة يوسف: قادة سياسيون سعوا لتحويل مسلمي الغرب إلى كبش فداء أزمات عالمية
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
ونشأ حمزة، في أسرة تسعى للحفاظ على هويتها الثقافية والدينية، واستعرض خلال لقائه مع برنامج "المقابلة" تأثير خلفيته كابن أسرة مهاجرة مسلمة على مسيرته، وأكد أن ارتباطه بجذوره كان عنصرا مهما في تشكيل هويته ورؤيته السياسية.
وولد حمزة يوسف لوالدين مهاجرين أب باكستاني وأم كينيه، ودرس في جامعة جلاسكو، وبرز فيها كناشط طلابي، وترأس جمعية الطلبة المسلمين فيها، ثم سلك المسار السياسي حيث أصبح برلمانيا ثم وزيرا في أكثر من حكومة قبل الصعود إلى أرفع منصب سياسي في البلاد.
وخلال مسيرته، واجه حمزة العديد من التحديات، لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة جهوده لتعزيز قيم العدالة والمساواة، كما ذكر في حديثه للمقابلة، وتصديه للتمييز بكافة أشكاله، وسعيه لبناء مجتمع أكثر شمولا واحتراما للتنوع.
وتحدث عن إستراتيجياته في قيادة أسكتلندا نحو تحقيق استقلالها، موضحا أن هدفه الأساسي كان يتمثل في منح الأسكتلنديين حرية تقرير مصيرهم، مع التأكيد أن الرغبة في الاستقلال لا تتعلق بمعاداة جهة معينة، بل هي حق أساسي لسكان أسكتلندا لتحديد مستقبلهم بأنفسهم.
وأشار حمزة إلى أن النظرة للمسلمين في أوروبا تتراوح بين فهم سطحي وعداء واضح يوجهه قادة سياسيون متطرفون، واصفا ما يواجهه المسلمون اليوم من ازدياد الإسلاموفوبيا والكراهية بأنه "أزمة لم يقم الساسة بواجبهم في مواجهتها".
وأوضح أنه كمواطن مسلم غربي نشأ وتعلم في أسكتلندا، يؤمن بأن الإسلام ليس دينا شرقيا فقط، بل دين للإنسانية جمعاء، مشيرا إلى أنه لم يشعر بالصراع بين هويته الدينية ومعيشته في الغرب، لكن ما يقلقه هو تصاعد الكراهية ضد المسلمين.
ليس شعورا شعبيا
ويرى يوسف أن الكراهية ضد المسلمين في الغرب ليست شعورا شعبيا بقدر ما هي نتيجة لتصرفات مسؤولين سياسيين ممن سعوا لتحويل المسلمين والمهاجرين إلى كبش فداء لمشاكل اقتصادية مثل الأزمة المالية العالمية لعام 2008 أو تبعات جائحة كورونا.
وتابع أن هذه السياسات أدت إلى شيطنة طويلة للمهاجرين والمسلمين، مما ساهم في تضخيم هذه الكراهية وانتشارها بين الناس، حتى أصبحت تدفع العديد من المسلمين للتساؤل عما إذا كانوا فعلا ينتمون إلى أوروبا.
وشدد يوسف على ضرورة أن يواجه المسلمون مخاوفهم من صعود اليمين المتطرف في أوروبا بالمساهمة الإيجابية في مجتمعاتهم، مستشهدا بنماذج ناجحة من المسلمين في بريطانيا في مجالات الأعمال والسياسة والأوساط الأكاديمية.
وتطرق يوسف إلى التناقضات في السياسات الغربية تجاه حقوق الإنسان، مشيرا إلى ازدواجية المعايير بين دعم أوكرانيا وتجاهل معاناة الفلسطينيين، حيث قال إن "بريطانيا قدمت برنامجا لإعادة توطين اللاجئين الأوكرانيين، بينما تُحرم غزة من دعم مماثل رغم المعاناة الشديدة لأهلها".
وأضاف أن هذا التباين يثير قلقا كبيرا لدى المسلمين وغير المسلمين في المجتمعات الغربية، الذين يتساءلون عن قيمة حياة الفلسطينيين مقارنة بحياة الآخرين.
وبشأن موقف أسكتلندا من الاستقلال عن المملكة المتحدة، أفاد يوسف بأن هناك دعما متزايدا لفكرة الاستقلال، خاصة بعد الأضرار الاقتصادية التي لحقت بأسكتلندا جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن غالبية الأسكتلنديين يؤمنون بأن بلادهم ستكون أقوى اقتصاديا وسياسيا إذا استعادت استقلالها وانضمت مجددا إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن "البريكست" لم يؤثر فقط على الاقتصاد، بل أيضا على مستقبل أسكتلندا واستقلالها عن المملكة المتحدة.
التجربة السياسية
وسلط يوسف خلال الحلقة الضوء على تجربته السياسية التي بدأت كمساعد للراحل بشير أحمد، أول نائب مسلم في البرلمان الأسكتلندي، مؤكدا أنه لم يترشح للبرلمان على أساس هويته الدينية، بل كممثل لجميع سكان دائرته الانتخابية في جلاسكو، حيث يشكل المسلمون 10% فقط من ناخبيه.
وعن تجربته في المناصب الوزارية المختلفة على مدى 12 عاما، أقر يوسف بأن المسيرة لم تكن سهلة، وشهدت نجاحات وإخفاقات، لكنه أكد أن الحفاظ على النية الصافية والتمسك بالمبادئ والقيم كان دائما بوصلته في العمل السياسي.
ويرى يوسف أن أوروبا والغرب هي موطن للمسلمين بقدر ما هي موطن لغيرهم، داعيا القادة المسلمين الشباب إلى المشاركة الفعالة في الحياة العامة وعدم الاكتفاء بالشكوى، مؤكدا أن التغيير يأتي من خلال العمل الجاد والمشاركة الإيجابية.
وعن قانون الكراهية الذي ساهم في صدوره خلال توليه وزارة العدل، قال يوسف "كانت معركة صعبة لإدخال مشروع القانون إلى البرلمان الأسكتلندي، لكن كان من المهم جدا القيام بذلك، بسبب ارتفاع مستوى الكراهية ضد فئات مختلفة في المجتمع".
وبعد وزارة العدل، تولى يوسف وزارة الصحة في أصعب مرحلة، وهي مرحلة جائحة كورونا، ورغم الانتقادات التي واجهها، أكد يوسف أن مهمته كانت التأكد من أن الخدمات الصحية قادرة على التعامل مع الأزمة.
وانتقد يوسف محاولات فرض القيم الغربية على المجتمعات الأخرى، مشيرا إلى تجربة كأس العالم في قطر كمثال على نجاح المجتمعات في الحفاظ على هويتها مع تنظيم أحداث عالمية
ولفت يوسف إلى أن ولايته في البرلمان ستنتهي عام 2026، معربا عن رغبته في استثمار خبرته في مجال حل النزاعات وتحقيق السلام، خاصة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وأكد طموحه في جسر الهوة بين الشرق والغرب.
3/11/2024المزيد من نفس البرنامجمؤرخ إسرائيلي: المشروع الصهيوني استهدف حل مشكلة أوروبا بالتخلص من اليهودتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المسلمین فی مشیرا إلى حمزة یوسف إلى أن
إقرأ أيضاً:
هآرتس: الديمقراطية والصحافة الحرة في الغرب تتراجعان
حذرت صحيفة هآرتس اليسارية -في افتتاحيتها- من أن الديمقراطية والصحافة الحرة في تراجع جراء ما تسميه حرب النخب الثرية في الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل على المبادئ الديمقراطية وحرية الصحافة.
وجاء المقال تعليقا على قرارٍ هذا الأسبوع للملياردير الأميركي جيف بيزوس (مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أمازون ومالك واشنطن بوست) فرض سياسة جديدة لنشر مقالات الرأي في الصحيفة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: 5 إشارات تحذيرية سبقت هجوم 7 أكتوبرlist 2 of 2صحف عالمية: اتفاق المرحلة الثانية أكثر صعوبة وحرب غزة قد تعودend of listوبموجب هذا القرار، سيكون التركيز على "الحريات الشخصية والأسواق الحرة" ولن يُسمح بنشر مقالات تتعارض مع هذه القيم، كما تفيد هآرتس.
قرار مدروسواعتبرت هآرتس أن هذا ليس قرارا بريئا من مالك صحيفة له أجندة أيديولوجية، بل ولا ينفصل عن المزاج السائد في عالم التجارة والأعمال الأميركي منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا.
ورأت في القرار أيضا "تملقا صارخا" لترامب من ناحية، وهو ما اتضح فعليا في حفل تنصيبه. ومن ناحية أخرى، هناك انخراط متزايد من قبل مجموعة من المليارديرات، معظمهم من عالم التكنولوجيا، في عمل الإدارة الأميركية.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن هذا التطور تجلى بشكل خاص في التدخل السياسي لأغنى رجل في العالم (إيلون ماسك) الذي كلفه ترامب بمهمة ترشيد أداء الأجهزة الحكومية، ولكنه يتعامل بقسوة في إنجازها مما أضر بالمؤسسات الحيوية.
إعلانوماسك ليس وحده الذي نالته سهام هآرتس، إذ طالت أيضا مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا. وقالت الصحيفة إن الأخير سرعان ما انساق مع الرياح التي تهب من البيت الأبيض عندما ألغى آلية التحقق من الحقائق في منصة فيسبوك.
ومع إقرارها بحق وسائل الإعلام في الترويج لقيم ورؤى عالمية معينة، إلا أن هآرتس ترى أن قرار بيزوس بالحد من حرية التعبير الصحفي في واحدة من أهم الصحف في العالم لا يمكن النظر إليه بمعزل عن العمليات الأعمق التي تهدد الصحافة الحرة في العديد من البلدان التي تولى فيها قادة مناهضون لليبرالية زمام السلطة.
الأوليغارشية وترامبوزعمت هآرتس أن الإضرار بحرية الصحافة في هذه البلدان جزء معلن ومتعمد من حرب هؤلاء القادة على المبادئ الديمقراطية.
فالجمع بين رئيس أميركي مدفوع بروح انتقامية يتعذر التنبؤ بتصرفاته، وحكومة مؤلفة من مجموعة صغيرة من فاحشي الثراء (الأوليغارشية أو حكم الأقلية) هو مزيج يقود الولايات المتحدة إلى حقبة خطيرة للغاية من تقويض الضوابط والتوازنات في أقوى ديمقراطية في العالم، تسير خلف ركابها دول أخرى، على حد تعبير المقال.
وحسب الصحيفة، فإن بيزوس ليس سوى مثال واحد على الانزلاق الخطير للنخب إلى هذا الدرك. وفي إسرائيل أيضا، تواجه الصحافة مخاطر متزايدة من قبل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحد من استقلاليتها.
وتوضح افتتاحية هآرتس أن هذه التهديدات تمثلت في تدخل مالكي وسائل الإعلام خفية في شؤونها، كما هو موثق بالقضايا الجنائية ضد نتنياهو، ومحاولات الاستيلاء من الداخل، كما حدث بالقناة 13 التلفزيونية؛ وتشريعات صريحة مثل مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة ليل نهار ضد هيئة البث العام "كان" وهآرتس.
وخلصت إلى أن الصحافة الحرة تعتبر أساسية لحماية الديمقراطية، وأن مالكي الصحف يتحملون مسؤولية كبيرة في تحقيق التوازن بين مصالحهم الشخصية والمصلحة العامة، في وقت يتراجع فيه الوعي بهذه المسؤولية، مما يهدد مستقبل النظام الديمقراطي.
إعلان