ونشأ حمزة، في أسرة تسعى للحفاظ على هويتها الثقافية والدينية، واستعرض خلال لقائه مع برنامج "المقابلة" تأثير خلفيته كابن أسرة مهاجرة مسلمة على مسيرته، وأكد أن ارتباطه بجذوره كان عنصرا مهما في تشكيل هويته ورؤيته السياسية.

وولد حمزة يوسف لوالدين مهاجرين أب باكستاني وأم كينيه، ودرس في جامعة جلاسكو، وبرز فيها كناشط طلابي، وترأس جمعية الطلبة المسلمين فيها، ثم سلك المسار السياسي حيث أصبح برلمانيا ثم وزيرا في أكثر من حكومة قبل الصعود إلى أرفع منصب سياسي في البلاد.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4رئيس وزراء أسكتلندا: على بريطانيا طأطأة رأسها أمام مجازر غزةlist 2 of 4حمزة يوسف يستقيل من رئاسة الحكومة الأسكتلنديةlist 3 of 4حمزة يوسف: فلسطين تؤثر على الانتخابات البريطانيةlist 4 of 4حمزة يوسف: لا أشعر بالأمان في بريطانياend of list

وخلال مسيرته، واجه حمزة العديد من التحديات، لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة جهوده لتعزيز قيم العدالة والمساواة، كما ذكر في حديثه للمقابلة، وتصديه للتمييز بكافة أشكاله، وسعيه لبناء مجتمع أكثر شمولا واحتراما للتنوع.

وتحدث عن إستراتيجياته في قيادة أسكتلندا نحو تحقيق استقلالها، موضحا أن هدفه الأساسي كان يتمثل في منح الأسكتلنديين حرية تقرير مصيرهم، مع التأكيد أن الرغبة في الاستقلال لا تتعلق بمعاداة جهة معينة، بل هي حق أساسي لسكان أسكتلندا لتحديد مستقبلهم بأنفسهم.

وأشار حمزة إلى أن النظرة للمسلمين في أوروبا تتراوح بين فهم سطحي وعداء واضح يوجهه قادة سياسيون متطرفون، واصفا ما يواجهه المسلمون اليوم من ازدياد الإسلاموفوبيا والكراهية بأنه "أزمة لم يقم الساسة بواجبهم في مواجهتها".

وأوضح أنه كمواطن مسلم غربي نشأ وتعلم في أسكتلندا، يؤمن بأن الإسلام ليس دينا شرقيا فقط، بل دين للإنسانية جمعاء، مشيرا إلى أنه لم يشعر بالصراع بين هويته الدينية ومعيشته في الغرب، لكن ما يقلقه هو تصاعد الكراهية ضد المسلمين.

ليس شعورا شعبيا

ويرى يوسف أن الكراهية ضد المسلمين في الغرب ليست شعورا شعبيا بقدر ما هي نتيجة لتصرفات مسؤولين سياسيين ممن سعوا لتحويل المسلمين والمهاجرين إلى كبش فداء لمشاكل اقتصادية مثل الأزمة المالية العالمية لعام 2008 أو تبعات جائحة كورونا.

وتابع أن هذه السياسات أدت إلى شيطنة طويلة للمهاجرين والمسلمين، مما ساهم في تضخيم هذه الكراهية وانتشارها بين الناس، حتى أصبحت تدفع العديد من المسلمين للتساؤل عما إذا كانوا فعلا ينتمون إلى أوروبا.

وشدد يوسف على ضرورة أن يواجه المسلمون مخاوفهم من صعود اليمين المتطرف في أوروبا بالمساهمة الإيجابية في مجتمعاتهم، مستشهدا بنماذج ناجحة من المسلمين في بريطانيا في مجالات الأعمال والسياسة والأوساط الأكاديمية.

وتطرق يوسف إلى التناقضات في السياسات الغربية تجاه حقوق الإنسان، مشيرا إلى ازدواجية المعايير بين دعم أوكرانيا وتجاهل معاناة الفلسطينيين، حيث قال إن "بريطانيا قدمت برنامجا لإعادة توطين اللاجئين الأوكرانيين، بينما تُحرم غزة من دعم مماثل رغم المعاناة الشديدة لأهلها".

وأضاف أن هذا التباين يثير قلقا كبيرا لدى المسلمين وغير المسلمين في المجتمعات الغربية، الذين يتساءلون عن قيمة حياة الفلسطينيين مقارنة بحياة الآخرين.

وبشأن موقف أسكتلندا من الاستقلال عن المملكة المتحدة، أفاد يوسف بأن هناك دعما متزايدا لفكرة الاستقلال، خاصة بعد الأضرار الاقتصادية التي لحقت بأسكتلندا جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن غالبية الأسكتلنديين يؤمنون بأن بلادهم ستكون أقوى اقتصاديا وسياسيا إذا استعادت استقلالها وانضمت مجددا إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن "البريكست" لم يؤثر فقط على الاقتصاد، بل أيضا على مستقبل أسكتلندا واستقلالها عن المملكة المتحدة.

التجربة السياسية

وسلط يوسف خلال الحلقة الضوء على تجربته السياسية التي بدأت كمساعد للراحل بشير أحمد، أول نائب مسلم في البرلمان الأسكتلندي، مؤكدا أنه لم يترشح للبرلمان على أساس هويته الدينية، بل كممثل لجميع سكان دائرته الانتخابية في جلاسكو، حيث يشكل المسلمون 10% فقط من ناخبيه.

وعن تجربته في المناصب الوزارية المختلفة على مدى 12 عاما، أقر يوسف بأن المسيرة لم تكن سهلة، وشهدت نجاحات وإخفاقات، لكنه أكد أن الحفاظ على النية الصافية والتمسك بالمبادئ والقيم كان دائما بوصلته في العمل السياسي.

ويرى يوسف أن أوروبا والغرب هي موطن للمسلمين بقدر ما هي موطن لغيرهم، داعيا القادة المسلمين الشباب إلى المشاركة الفعالة في الحياة العامة وعدم الاكتفاء بالشكوى، مؤكدا أن التغيير يأتي من خلال العمل الجاد والمشاركة الإيجابية.

وعن قانون الكراهية الذي ساهم في صدوره خلال توليه وزارة العدل، قال يوسف "كانت معركة صعبة لإدخال مشروع القانون إلى البرلمان الأسكتلندي، لكن كان من المهم جدا القيام بذلك، بسبب ارتفاع مستوى الكراهية ضد فئات مختلفة في المجتمع".

وبعد وزارة العدل، تولى يوسف وزارة الصحة في أصعب مرحلة، وهي مرحلة جائحة كورونا، ورغم الانتقادات التي واجهها، أكد يوسف أن مهمته كانت التأكد من أن الخدمات الصحية قادرة على التعامل مع الأزمة.

وانتقد يوسف محاولات فرض القيم الغربية على المجتمعات الأخرى، مشيرا إلى تجربة كأس العالم في قطر كمثال على نجاح المجتمعات في الحفاظ على هويتها مع تنظيم أحداث عالمية

ولفت يوسف إلى أن ولايته في البرلمان ستنتهي عام 2026، معربا عن رغبته في استثمار خبرته في مجال حل النزاعات وتحقيق السلام، خاصة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وأكد طموحه في جسر الهوة بين الشرق والغرب.

3/11/2024المزيد من نفس البرنامجمؤرخ إسرائيلي: المشروع الصهيوني استهدف حل مشكلة أوروبا بالتخلص من اليهودplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 57 seconds 02:57لويس أوكامبو يعرض في "المقابلة" رؤيته لجرائم الحرب بغزةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 36 seconds 02:36بروفيسور يهودي: التعاطف مع إسرائيل يماثل التعاطف مع ألمانيا النازيةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 54 seconds 02:54فينكلشتاين للمقابلة: معركتي ضد إسرائيل من أجل العدالة ولا علاقة لها بيهوديتيplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 14 seconds 02:14رئيسة المجلس الإسلامي البريطاني: نحن أقوى مسلمي العالمplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 19 seconds 01:19المفكر العوا: 7 أكتوبر أولى خطوات تحرير فلسطين وأكون سعيدا إذا شهدتهplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 10 seconds 03:10المفكر محمد العوا: لم أتمن عدم اندلاع ثورة يوليو 1952play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 46 seconds 01:46من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المسلمین فی مشیرا إلى حمزة یوسف إلى أن

إقرأ أيضاً:

حكماء المسلمين: الأطفال أمل الإنسانية وحمايتهم مسؤولية دينيَّة وواجب أخلاقي

أكَّد مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنَّ الأطفال يمثلون الأمل الحقيقي لمستقبل الإنسانيَّة، وأن حمايتهم وضمان حقوقهم ليس مجرد التزام اجتماعي، بل مسؤولية دينيَّة وواجب أخلاقي يجب أن تتجسَّد في جهود دولية موحدة ومكثفة لمعالجة الأزمات التي تؤثر على الأطفال، خاصَّة في مناطق الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية؛ حيث يعيشون ظروفًا حياتيَّة قاسية تهددهم، وتحرمهم من حقهم في الأمان والحماية والتعليم والرعاية الصحية.


إعمال حقوق الطفل في جميع جوانب الحياة

 

قال حكماء المسلمين، فى بيان له  بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، إنَّ الإسلام حثَّ على حسن رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم، مشيرًا إلى ضرورة إعمال حقوق الطفل في جميع جوانب الحياة من الدعم النفسي والاجتماعي إلى الاستثمار في التعليم والتنمية، لضمان تنشئتهم في بيئة تحفظ كرامتهم، مما يسهم في إعداد جيل واعٍ ومسؤول، قادر على مواجهة التحديات المستقبليَّة والإسهام في بناء مجتمعات متقدمة ومزدهرة.


وأوضح البيان أن مجلس حكماء المسلمين يبذل جهودًا كبيرة من أجل التوعية بأهمية العناية بالأطفال والتنشئة السليمة لهم وتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني لديهم.

 

 

لافتًا إلى أن الأخوَّة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، في أبوظبي عام 2019،  تُعدُّ مرجعًا عالميًّا في تعزيز حقوق الإنسان، وخاصة حقوق الأطفال؛ حيث أكدت أنَّ حقوق الأطفال الأساسية مثل التَّنشئة الأسرية السليمة، التغذية، التعليم، والرعاية الصحية، هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع، ولا ينبغي أن يُحرم أي طفل منها في أي مكان، كما دعت إلى إدانة كافة الممارسات التي تمس كرامة الأطفال أو تُخل بحقوقهم الإنسانية.

 

على الجانب الآخر قال الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن مضاد كلمة العمران الإبادة والخراب، وأمة الإسلام ليست مخيرة في مسألة العمران وإنما مكلفة به، وإن كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس؛ فخروجها للناس لا يعنى التفرد والتميز عن باقي الأمم بلا قيد، بل بتَحمّل المسؤولية والعمل والإخلاص والإصلاح سعيا لعمران الأرض.

 


أضاف أمين الدعوة والإعلام الديني، خلال اختتام  الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أسبوعها الثالث بسوهاج ان  التدين ليس مجرد عبادة في المساجد؛ وإنما العبادة في المساجد جزء من التدين، والتدين الحق هو الإصلاح وعمارة الأرض، والناظر إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن النبي المعلم دائما كان يعطي دروسا لأصحابه في حب العمل وإعمار الكون، فكان يوجه الصحابة للعمل بما يناسب قدراتهم حتى لو كانت زهيدة، كالرجل الفقير الذي  أمره الرسول أن يحتطب وألا تمنعه قلة حيلته وضيق رزقه عن مواصلة العمل، وفي ذلك نموذجا في حسن القيادة  وحسن التوجيه في الاستثمار، لترسيخ أن العمل واليد العاملة هي من أساسيات فقه العمران.

 

 

مقالات مشابهة

  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن
  • نساء الغابة المقدسة اللائي يتصلن بالسماء لحل أزمات السنغال
  • استطلاع يظهر نسبة كبيرة من مسلمي بريطانيا يفكرون في مغادرتها بسبب الإسلاموفوبيا
  • استكشاف ساحة معارك ألعاب الفيديو: رسم معالم الجيل القادم
  • حكماء المسلمين: الأطفال أمل الإنسانية وحمايتهم مسؤولية دينيَّة وواجب أخلاقي
  • "الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين
  • «القاهرة الإخبارية»: تعديل العقيدة النووية الروسية يجنبها حربا عالمية ثالثة
  • أحمد عز يشيد بمبادرة ساندرا نشأت وقناة مدرستنا "5 seconds"
  • نجم The Vampire Diaries مشمئز بعد منحه مشروب ستاربكس..شاهد الفيديو
  • Spotify تدخل سباق الفيديو بودكاست وتنافس YouTube