رابطة العلماء العرب تبحث بالدوحة العلاج المر لنزيف العقول العربية
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
الدوحةـ افتتح -اليوم الأحد- في الدوحة اللقاء السنوي لـ"رابطة العلماء العرب" التي ترجع جذور فكرتها إلى ما يقرب من عقدين من الزمن. وكانت قد انبثقت من تأسيس "شبكة العلماء العرب المغتربين" كإحدى مبادرات مؤسسة قطر.
ويشارك في اللقاء السنوي، الذي يستمر 3 أيام، خبراء عرب مرموقون دوليًا ومحليًا في المجالات العلمية والاجتماعية بالشرق الأوسط ودول العالم في حوار رفيع وورش عمل متخصصة أعدتها جامعة حمد بن خليفة.
وتبوأت هذه الرابطة، اليوم، مكانتها كمجتمع يركز على الابتكار ويعزز العلاقات وأواصر التعاون بين العلماء العرب والمعاهد البحثية والجامعات والشركاء في القطاع الصناعي للنهوض بالعلوم والبحوث ومشاريع بناء الكفاءات في قطر، حيث تضم رابطة العلماء العرب بعضويتها حاليًا أكثر من 14 مؤسسة كبرى في هذه الدولة وعلى مستوى العالم.
يُذكر أن أرقاما كانت قد وصفت بالصادمة قد انتشرت عام 2023 تشير إلى أن أكثر من نصف العرب تقريبا يرغبون في الهجرة، والأكثر حرصا على هذه الهجرة هم الحاصلون على شهادات جامعية ومستويات تعليمية أعلى، أي هجرة العقول.
الشيخة موزا بنت ناصر تدعو لضرورة استثمار التكنولوجيا في استنباط أساليب جديدة لتفعيل التعاون (الجزيرة) تهديد التنميةما يثير القلق في الدول العربية -بحسب خبراء- يتمحور في قدر التهديد الكبير الذي تشهده "عمليات التنمية" في الدول العربية جراء هجرة أدمغتها، حيث تشير التقديرات أن العالم العربي خسر جراء هجرة الأدمغة ثلث طاقته البشرية، وما يقارب 50% من هؤلاء أطباء متخصصون، و23% تقريبا من المهندسين، والبقية من مجالات مختلفة.
أما الوجهة فكانت دول أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا، كما تشير الدراسات أيضا إلى أن 54% من الطلاب العرب الذين يسافرون للدراسة لا يعودون إلى أوطانهم بحثا عن فرص العمل.
وهذه الهجرة الضخمة، وما أفرزته من أخطار رآها البعض بأنها وجودية، حتمت بحكم الواقع البحث عن كيان يوقف إلى حد ما نزيف العقول العربية المهاجرة، ويجد لأحلامهم وإبداعاتهم مكانا، يقدرهم ويؤمن بموهبتهم وإمكانياتهم، لتتشكل على إثر ذلك ما بات يعرف "برابطة العلماء العرب" في مؤسسة قطر.
سُعدتُ اليوم بلقاء جمع من العلماء والمبتكرين والباحثين العرب الذين يقيمون في مختلف أنحاء العالم خلال اللقاء السنوي لرابطة العلماء العرب، والتي تُعتبر امتداداً طبيعياً لمبادرة العلماء العرب المغتربين التي أطلقناها عام 2006. نتطلّع إلى المزيد من الإسهامات في جعل منطقتنا العربية… pic.twitter.com/UZAz5whpK0
— موزا بنت ناصر Moza bint Nasser (@mozabintnasser) November 3, 2024
استثمار التكنولوجيااللقاء الذي عقد في مبنى ذي المنارتين بجامعة حمد بن خليفة، قالت فيه رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر المسند "إن رابطة العلماء العرب امتداد طبيعي لمبادرة العلماء العرب المغتربين التي أطلقناها عام 2006".
وعبرت الشيخة موزا عن سعادتها بلقاء عدد كبير من العلماء والمفكرين، وقالت "سُعدتُ بلقاء هذا الجمع المبدع من العلماء والمبتكرين والباحثين أينما يقيمون في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن الشركاء في معاهد البحوث وقطاع الصناعة الذين سنحرص على تطوير شراكاتنا معهم".
كما أكدت أمام الحضور إصرارها على استثمار التكنولوجيا في استنباط أساليب جديدة ومحفِّزة على تفعيل التعاون للارتقاء به إلى المستوى الذي يسهّل على الجميع الإسهام في جعل المنطقة العربية أكثر قدرة في التغلّب على تحديات القرن الـ21.
الدكتورة دينا آل ثاني تعدد التحديات التي تواجه العالم العربي فيما يخص هجرة العقول (الجزيرة) تحدياتالدكتورة دينا آل ثاني أستاذ مشارك في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة قالت إن التحديات التي تواجه العالم العربي فيما يخص هجرة العقول كبيرة، إلا أنها ليست مستعصية على الحل.
وذكرت -في حديثها للجزيرة نت- أن هذه الإشكالية (هجرة العقول) تشكل عبئاً جديداً قديما لتداعيات وتأثيرات استمرارها، مما يتطلب من جهات صنع القرار العلمي والسياسي والاقتصادي في الوطن العربي أن تعمل ما بوسعها في تقديم المبادرات لتقليل تأثير هذه الظاهرة، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المعضلة مستمرة ويصعب إيقافها بقرار سياسي.
وأكدت الدكتورة دينا أن رابطة العلماء العرب في وضع مثالي لتيسير وتمكين مثل هذه المبادرات، وتحويل العقبات إلى فرص، إلا أن هذه المبادرات، على حد قولها، قد تقلل من التأثير السلبي لهجرة العقول بشكل تدريجي، ولكن لن تنهيها، لأن ذلك يتطلب تضافر جهود المؤسسات العلمية العربية والتنسيق المستمر فيما بينها سواءً أكان ذلك في المدى المنظور أم على الصعيد الإستراتيجي.
الدكتور شهاب القرعان يؤكد أن قطر تحتضن عددا كبيرا من العلماء العرب (الجزيرة) فقدان التنظيمبدوره أكد الدكتور شهاب القرعان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة باور إيديسون Power Edison أن الدور الذي تقوم به قطر في الحد من هجرة العقول أو عودتها إلى عالمها العربي بارز ومهم للغاية، وذلك لافتقاد آلية منظمة تربط العلماء العرب ببعضهم في مكان واحد.
ويحكي القرعان تجربته للجزيرة نت، ويقول إنه واحد من الشباب العربي الذي حلم قبل حوالي 20 عاما بأن يحقق ما يصبو إليه في العالم العربي، بأن يتحول اختراعه الخاص بتحلية مياه البحر إلى واقع ملموس، إلا أنه اصطدم بواقع أكثر مرارة وقسوة وعدم إدراك لاختراعه، وهذا ما اضطره للعودة إلى الولايات المتحدة ليكمل حلمه الذي تحول بدعم أميركي إلى حقيقة أذهلت العالم.
وفي حديثه أوضح الدكتور القرعان الجهد الكبير التي تبذله دولة قطر لاحتضان عدد كبير من العلماء العرب على أراضيها وخاصة الشباب، وتقدم لهم كل الدعم المطلوب.
ويسأل "ولكن أين باقي الدول العربية، وما الخطوة التالية من احتضان العلماء؟" ويجيب بالتأكيد على ضرورة دعم الاستثمارات والمشاريع الصغيرة للشباب العربي المبدع، لوضعهم على أول الطريق، كي يصبحوا بعد فترة قادرين على الإنتاج ورفد الاقتصادات العربية بمئات المليارات و"لكن للأسف هذه البيئة غير موجودة في عالمنا العربي".
"يحتاج علماء العالم العربي إلى التعاون، ويجب أن نعمل على إتاحة فرص التواصل بين بعضنا البعض حتى نتمكن من العمل معًا."
يؤمن الدكتور علي سلطان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة في @WCMQatar، إيمانًا راسخًا بالإمكانات التي تمتلكها المنطقة العربية فيما يتعلق بالبحث العلمي، مع… pic.twitter.com/QLWuogo2BO
— Qatar Foundation (@QF) November 2, 2024
منصة رقميةوشهدت الجلسة الافتتاحية من رابطة العلماء العرب إطلاق المنصة الرقمية والتي تطورت لتشكل مساحة تفاعلية متكاملة تقدم للأعضاء مجموعة كبيرة من الفرص المشتركة، التي تتضمن المشاريع البحثية والتبادل الأكاديمي والطلابي وأنشطة التطوير المهني.
ومن خلال إطلاق هذه المنصة، ترى الرابطة أن المسافات والحدود الجغرافية لم تعد تشكل عائقًا أمام تقارب وتعاون الخبرات العربية وإنشاء مركز معرفي يلهم الأجيال الحالية والمستقبلية لتطوير حلول مستوحاة من العالم العربي للتصدي ومعالجة التحديات الإقليمية والعالمية.
وتركز فعاليات اللقاء على مجالات ذات أهمية محلية وإقليمية وعالمية، مثل الرعاية الصحية الدقيقة، التكنولوجيا الحيوية، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، الاستدامة، الصحة البيئية. كما توفر الفعاليات فرصًا لتبادل الرؤى والأفكار المتعددة بين العلماء وصناع السياسات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العالم العربی هجرة العقول من العلماء العرب ا
إقرأ أيضاً:
"المصرفيين العرب” يكرم وزير التموين بجائزة التميز والانجاز المصرفي العربي للعام 2024
شارك الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، في فعاليات ملتقى الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب والمنعقد اليوم بالقاهرة بعنوان البنك المستدام: دورالتدقيق الداخلي وإدارة المخاطر والامتثال لضمان الازدهار والاستقرار"، وذلك خلال الفترة من 20-21 نوفمبر 2024، ويهدف الملتقي إلى تسليط الضوء على أهمية التدقيق الداخلي في القطاع المصرفي في ظل التحولات المالية السريعة التي يشهدها القطاع.
هذا وقد قام الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، بتكريم الدكتور شريف فاروق - وزير التموين والتجارة الداخلية، بجائزة التميز والانجاز المصرفي العربي للعام 2024.
وقدم الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، الشكر للقائمين علي اقامة هذا الملتقى وتقديره لهذا التكريم، وقد تناول السيد الدكتور الوزير في كلمته أهمية تعزيز الرقابة والشفافية في القطاع المالي والتجاري، وأشاد الدكتور شريف فاروق إلى الدور الحاسم الذي يلعبه التدقيق الداخلي في ضمان النزاهة والكفاءة داخل المؤسسات، مؤكدًا على أهمية تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الدول لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، كما أشار إلى الجهود المبذولة من قبل وزارة التموين والتجارة الداخلية في تحسين نظم الرقابة وتطوير البنية التحتية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يعد هذا اللقاء فرصة كبيرة لتبادل الخبرات والمعرفة بين كبار الخبراء والمصرفيين في العالم العربي، بما يسهم في تطوير وتحسين ممارسات التدقيق الداخلي في القطاع المصرفي وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية، وكذلك فرصة لتبادل الأفكار والرؤى بين الخبراء والمختصين لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات التدقيق والتمويل.