الحرة:
2024-12-26@00:47:11 GMT

الجفاف يحول بحيرة الحبانية العراقية إلى بركة راكدة 

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

الجفاف يحول بحيرة الحبانية العراقية إلى بركة راكدة 

عمل محمد في متجره الصغير في المدينة السياحية القريبة من بحيرة الحبانية في وسط العراق لسنوات، لكنه لم يشهد عاما مثل 2023 إذ طال الجفاف الذي يضرب العراق البحيرة وأثّر سلباً على جذب السياح. 

في أكثر أيّام شهر أغسطس حراً، لم يكن المكان الذي يضمّ شققاً سياحية وفندقاً، يهدأ في الماضي خصوصاً في أيام عطلة نهاية الأسبوع.

 

لكن يوم الجمعة هذا لم يأتِ سوى عدد قليل من الزبائن إلى متجر محمد. أما الشاطئ الذي ازدادت مساحته مع تراجع منسوب المياه، فبدا خالياً. ولم يعد المكان سوى ظلٍّ لما كان عليه في الماضي، حينما كان واحداً من أفضل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط بعد تأسيسه في العام 1979. 

يروي محمد من أمام دكانه الذي يبيع فيه المرطبات والمياه وملابس ومعدّات السباحة لسياح لم يأتوا هذا العام لفرانس برس أنه "خلال العامين الماضيين، كان هناك عمل وحركة"، لكن "الآن لا يوجد مياه، هذا عام جفاف". 

ويضيف الشاب البالغ من العمر 35 عاماً والذي فضّل عدم إعطاء اسمه كاملاً أنه "بسبب قلّة المياه، توقف العمل وتوقفت الحركة، لا يأتي أحد...إذا عادت المياه، يعود الناس". 

وبالفعل، فإنّ مياه البحيرة التي تبعد نحو ساعة ونصف في السيارة عن بغداد، تراجعت عشرات الأمتار.  

يوضح مدير الموارد المائية في محافظة الأنبار جمال عودة سمير لفرانس برس أن "البحيرة تحتوي الآن على 500 مليون متر مكعّب من المياه" فقط، مقابل "قدرة استيعابية قصوى هي 3,3 مليار متر مكعب"، مضيفاً أنه في العام 2020، كانت البحيرة ممتلئة إلى حدّها الأقصى.

"المتنفس الوحيد"

بعد الظهر، خلت المدينة السياحية في الحبانية تماما إلّا من بضعة كلاب شاردة ونوارس حلّقت فوق ما تبقّى منها. ووُضعت مظلّات متفرقة على الشاطئ بينما بدت الشقق السياحية المحيطة خالية. 

قبيل غروب الشمس ومع تراجع درجات الحرارة قليلاً، افترشت عائلات قليلة الأرض الموحلة، منهم من جاء من مدينة الفلوجة المجاورة، وآخرون من بغداد. استمع البعض إلى الموسيقى، فيما طها آخرون اللحم والدجاج على الفحم، ودخّنوا النرجيلة.  

لعب الأطفال في بقعة واحدة لا تزال المياه جارية فيها. أما في مواقع أخرى، فالمياه ضحلة وموحلة، ولا تصلح للسباحة. 

جاء قاسم لفتة من مدينة الفلوجة المجاورة إلى البحيرة لقضاء وقت مع عائلته وأولاده. 

يقول الرجل البالغ من العمر 45 عاماً والذي يعمل تاجراً أنه في السابق "كنا نأتي إلى هنا وكان الوضع أفضل، كانت المياه أعلى، ووضع المكان أفضل"، لكن هذه السنة "هي الأسوأ، بسبب قلة المياه وانخفاض مستوى البحيرة". 

وناشد الدولة "أن تهتم بالمكان، لأنه المتنفس الوحيد ليس فقط لأهل الأنبار بل للمحافظات الجنوبية وبغداد أيضاً". 

ويعود هذا الوضع المأساوي لواقع أن العراق يعيش عامه الرابع من الجفاف، ويعدّ من الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض تداعيات التغير المناخي وفق الأمم المتحدة. 

وفي زيارة إلى العراق الأسبوع الماضي، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك من أن ما يشهده العراق من جفاف وارتفاع  في درجات الحرارة هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع.

أما المخزون المائي في العراق، فهو "الأدنى في تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي"، كما قال المتحدّث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال في وقت سابق لفرانس برس.

"بركة راكدة"

في الحبانية، ساهم تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في انخفاض المنسوب المتأثّر أيضا بتراجع نهر الفرات الذي ينبع من تركيا ويعبر في سوريا ويغذّي البحيرة.

وبحسب مدير الموارد المائية في الأنبار، فإن تراجع منسوب البحيرة ونهر الفرات يعود إلى "قلة الإطلاقات المائية من دول المنبع مثل تركيا وسوريا"، ولذلك اضطرت الوزارة "إلى سحب المياه من بحيرة الحبانية لتعزيز الحصص المائية في محافظات الوسط والجنوب".

وتقول السلطات العراقية إن السدود التي تبنيها الجارتان تركيا وإيران تعدّ سببا رئيسيا في تراجع منسوب نهري دجلة والفرات على الأراضي العراقية. 

يعمل صداع صالح محمد في إدارة المنتجع منذ 25 عاماً. ولحظ في حديث مع فرانس برس أنه "منذ أكثر من عام، بدأت البحيرة بالانخفاض". 

وأضاف صالح، مدير قسم التدقيق والرقابة الداخلية في المدينة السياحية أنه "لا يمكن المقارنة" مع السنوات السابقة، "ففي مثل هذه الأوقات، تكون الحبانية ممتلئة، سواء السكن أو الشاطئ". 

لكن "حاليا، أصبح ارتياد السياح للحبانية ضعيف جداً جداً"، كما قال. وفي العام 2020، وعلى الرغم من الحجر الصحي المرتبط بجائحة كورونا، سجلت الشقق السياحية 9 آلاف حجز، لكنّها حالياً لم تتجاوز 3 آلاف منذ مطلع العام، وفق المسؤول. 

وتابع بحسرة "البحيرة أصبحت عبارة عن بركة ماء راكدة لا تصلح لا للشرب ولا للسباحة". 

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

جفاف 36 بحيرة في تركيا خلال آخر 50 عامًا

حذر البروفيسور الدكتور فاتح كونوكجو، أستاذ الهندسة البيولوجية في جامعة تكيرداغ، من التأثيرات السلبية للتغير المناخي على الموارد المائية في تركيا، مؤكدًا أن 36 بحيرة في البلاد جفت تمامًا في آخر 50 عامًا، وأن 14 بحيرة أخرى مهددة بالجفاف.

جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر “التطبيقات الزراعية المستدامة وعلوم البذور”، الذي نظمه قسم الهندسة البيولوجية في جامعة تكيرداغ. وتابعه موقع تركيا الان

وأوضح كونوكجو في حديثه أن التغير المناخي والاحتباس الحراري لهما دور كبير في تدهور البيئة وزيادة مشاكل المياه. وأشار إلى أن تركيا تشهد جفافًا طبيعيًا كل 5-6 سنوات وجفافًا شديدًا كل 12-16 سنة، مع تفاوت كبير في توزيع الأمطار من حيث الوقت والمكان.

الأمطار والتغيرات المناخية تؤثر سلبًا على الموارد المائية
البروفيسور كونوكجو أضاف أن العالم يعاني من نقص كبير في المياه، حيث يعيش 2.5 مليار شخص دون الوصول إلى مياه صالحة للشرب، مشيرًا إلى أن نحو 300-500 مليون طن من المعادن الثقيلة والملوثات يتم تصريفها إلى المياه العذبة سنويًا، ما يؤثر على التنوع البيولوجي ويسهم في انقراض العديد من الأنواع.

اقرأ أيضا

صدمة الذهب: الحد الأدنى للأجور في تركيا 2025 أقل من 2002!

الأربعاء 25 ديسمبر 2024

ترقيا تواجه نقصًا مائيًا حادًا
وتابع كونوكجو تحذيراته حول أزمة المياه في تركيا، مشيرًا إلى أن منطقة تراقيا قد تواجه صعوبة في تأمين احتياجاتها المائية في المستقبل القريب. حيث يعتمد جزء كبير من مياه الشرب في المنطقة على المياه الجوفية، التي تشهد نقصًا حادًا يصل إلى 141 مليون متر مكعب حاليًا، مع توقعات بزيادة هذا النقص ليصل إلى 500 مليون متر مكعب بحلول عام 2050.

مقالات مشابهة

  • محافظ البحيرة: نعمل على تعظيم الاستفادة السياحية من رشيد ومسار العائلة المقدسة
  • جفاف 36 بحيرة في تركيا خلال آخر 50 عامًا
  • الإطار التنسيقي يشبّه الجبهة الداخلية العراقية بـالحدود: كلاهما محصّن
  • الإطار التنسيقي يشبّه الجبهة الداخلية العراقية بـالحدود: كلاهما محصّن - عاجل
  • مصدر أمني:الحرس الثوري يجري تمريناً عسكرياً بالذخيرة الحية قرب الحدود العراقية
  • البطريرك ساكو في قداس الميلاد: على المواطنين العودة إلى الهويّة الوطنية العراقية الجامعة
  • روتين العناية ببشرة الأطفال في فصل الشتاء.. «احمي ابنك من الجفاف»
  • إدارة السدود: الوضع العام للسدود ممتاز مع استقرار في مستويات المياه
  • 2024.. العام الذي أعاد تشكيل خريطة الشرق الأوسط
  • بدر بن حمد: العلاقات العُمانية العراقية تاريخية ومتجذرة على أوتاد راسخة