الحرة:
2025-03-05@01:40:48 GMT

الجفاف يحول بحيرة الحبانية العراقية إلى بركة راكدة 

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

الجفاف يحول بحيرة الحبانية العراقية إلى بركة راكدة 

عمل محمد في متجره الصغير في المدينة السياحية القريبة من بحيرة الحبانية في وسط العراق لسنوات، لكنه لم يشهد عاما مثل 2023 إذ طال الجفاف الذي يضرب العراق البحيرة وأثّر سلباً على جذب السياح. 

في أكثر أيّام شهر أغسطس حراً، لم يكن المكان الذي يضمّ شققاً سياحية وفندقاً، يهدأ في الماضي خصوصاً في أيام عطلة نهاية الأسبوع.

 

لكن يوم الجمعة هذا لم يأتِ سوى عدد قليل من الزبائن إلى متجر محمد. أما الشاطئ الذي ازدادت مساحته مع تراجع منسوب المياه، فبدا خالياً. ولم يعد المكان سوى ظلٍّ لما كان عليه في الماضي، حينما كان واحداً من أفضل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط بعد تأسيسه في العام 1979. 

يروي محمد من أمام دكانه الذي يبيع فيه المرطبات والمياه وملابس ومعدّات السباحة لسياح لم يأتوا هذا العام لفرانس برس أنه "خلال العامين الماضيين، كان هناك عمل وحركة"، لكن "الآن لا يوجد مياه، هذا عام جفاف". 

ويضيف الشاب البالغ من العمر 35 عاماً والذي فضّل عدم إعطاء اسمه كاملاً أنه "بسبب قلّة المياه، توقف العمل وتوقفت الحركة، لا يأتي أحد...إذا عادت المياه، يعود الناس". 

وبالفعل، فإنّ مياه البحيرة التي تبعد نحو ساعة ونصف في السيارة عن بغداد، تراجعت عشرات الأمتار.  

يوضح مدير الموارد المائية في محافظة الأنبار جمال عودة سمير لفرانس برس أن "البحيرة تحتوي الآن على 500 مليون متر مكعّب من المياه" فقط، مقابل "قدرة استيعابية قصوى هي 3,3 مليار متر مكعب"، مضيفاً أنه في العام 2020، كانت البحيرة ممتلئة إلى حدّها الأقصى.

"المتنفس الوحيد"

بعد الظهر، خلت المدينة السياحية في الحبانية تماما إلّا من بضعة كلاب شاردة ونوارس حلّقت فوق ما تبقّى منها. ووُضعت مظلّات متفرقة على الشاطئ بينما بدت الشقق السياحية المحيطة خالية. 

قبيل غروب الشمس ومع تراجع درجات الحرارة قليلاً، افترشت عائلات قليلة الأرض الموحلة، منهم من جاء من مدينة الفلوجة المجاورة، وآخرون من بغداد. استمع البعض إلى الموسيقى، فيما طها آخرون اللحم والدجاج على الفحم، ودخّنوا النرجيلة.  

لعب الأطفال في بقعة واحدة لا تزال المياه جارية فيها. أما في مواقع أخرى، فالمياه ضحلة وموحلة، ولا تصلح للسباحة. 

جاء قاسم لفتة من مدينة الفلوجة المجاورة إلى البحيرة لقضاء وقت مع عائلته وأولاده. 

يقول الرجل البالغ من العمر 45 عاماً والذي يعمل تاجراً أنه في السابق "كنا نأتي إلى هنا وكان الوضع أفضل، كانت المياه أعلى، ووضع المكان أفضل"، لكن هذه السنة "هي الأسوأ، بسبب قلة المياه وانخفاض مستوى البحيرة". 

وناشد الدولة "أن تهتم بالمكان، لأنه المتنفس الوحيد ليس فقط لأهل الأنبار بل للمحافظات الجنوبية وبغداد أيضاً". 

ويعود هذا الوضع المأساوي لواقع أن العراق يعيش عامه الرابع من الجفاف، ويعدّ من الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض تداعيات التغير المناخي وفق الأمم المتحدة. 

وفي زيارة إلى العراق الأسبوع الماضي، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك من أن ما يشهده العراق من جفاف وارتفاع  في درجات الحرارة هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع.

أما المخزون المائي في العراق، فهو "الأدنى في تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي"، كما قال المتحدّث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال في وقت سابق لفرانس برس.

"بركة راكدة"

في الحبانية، ساهم تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في انخفاض المنسوب المتأثّر أيضا بتراجع نهر الفرات الذي ينبع من تركيا ويعبر في سوريا ويغذّي البحيرة.

وبحسب مدير الموارد المائية في الأنبار، فإن تراجع منسوب البحيرة ونهر الفرات يعود إلى "قلة الإطلاقات المائية من دول المنبع مثل تركيا وسوريا"، ولذلك اضطرت الوزارة "إلى سحب المياه من بحيرة الحبانية لتعزيز الحصص المائية في محافظات الوسط والجنوب".

وتقول السلطات العراقية إن السدود التي تبنيها الجارتان تركيا وإيران تعدّ سببا رئيسيا في تراجع منسوب نهري دجلة والفرات على الأراضي العراقية. 

يعمل صداع صالح محمد في إدارة المنتجع منذ 25 عاماً. ولحظ في حديث مع فرانس برس أنه "منذ أكثر من عام، بدأت البحيرة بالانخفاض". 

وأضاف صالح، مدير قسم التدقيق والرقابة الداخلية في المدينة السياحية أنه "لا يمكن المقارنة" مع السنوات السابقة، "ففي مثل هذه الأوقات، تكون الحبانية ممتلئة، سواء السكن أو الشاطئ". 

لكن "حاليا، أصبح ارتياد السياح للحبانية ضعيف جداً جداً"، كما قال. وفي العام 2020، وعلى الرغم من الحجر الصحي المرتبط بجائحة كورونا، سجلت الشقق السياحية 9 آلاف حجز، لكنّها حالياً لم تتجاوز 3 آلاف منذ مطلع العام، وفق المسؤول. 

وتابع بحسرة "البحيرة أصبحت عبارة عن بركة ماء راكدة لا تصلح لا للشرب ولا للسباحة". 

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

سان جيرمان يحول تركيزه إلى مواجهة ليفربول

قال مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي إن الفوز 4-1 على ليل أمس السبت في الدوري الفرنسي كان بمثابة اختبار للفريق قبل مواجهة ليفربول في دور 16 من دوري أبطال أوروبا.

سجل سان جيرمان أربعة أهداف خلال الشوط الأول من مباراة أمس ليحقق الفوز العاشر على التوالي في كل المسابقات.

On s'est RÉ-GA-LÉS ! ????

On se revoit dès mercredi, au Parc des Princes !
ICI C'EST PARIS ❤️????#PSGLOSC pic.twitter.com/HAtEW8hETO

— Paris Saint-Germain (@PSG_inside) March 1, 2025

ولم يتعرض بطل فرنسا لأي هزيمة منذ خسارته أمام بايرن ميونخ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال لويس إنريكي للصحافيين: "إنه أفضل شوط أول في الموسم".

وتابع: "الآن علينا التفكير في.. المباراتين أمام ليفربول، علينا التفكير في التعافي وأن نكون طموحين".

وأضاف: "هو الفريق الأكثر جاهزية في أوروبا، سواء من حيث النتائج أو طريقة اللعب.. سنحاول وسنلعب بكل قوتنا".

وكان ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تصدر الترتيب في مرحلة الدوري بالبطولة الأوروبية، بينما احتل سان جيرمان المركز 15 وتغلب على ستاد بريست في الدور الفاصل ليصعد إلى دور 16.

والتقى سان جيرمان وليفربول مرتين عام 2018 في دور المجموعات بدوري الأبطال، وقد فاز كل منهما على ملعبه.

وقال لويس إنريكي: "لن نغير الكثير. هذه المباراة كانت بمثابة اختبار، ليفربول وليل لديهما نفس الأشياء والخصائص. وضعناهم تحت ضغط لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على اللعب من الخلف".

وواصل: "ستكون المواجهة المقبلة مختلفة، وستكون معقدة للغاية بالطبع، لكننا في أفضل فترة لنا هذا الموسم. وسنلعب أمام أفضل فريق في أوروبا، والذي تأهل ببراعة".

وشدد: "ليس من عقليتنا التكهن والاكتفاء بتأمين أنفسنا والبقاء في موقف دفاعي، بل سنهاجم ونحاول استغلال ذلك لصالحنا".

ويستضيف سان جيرمان مباراة الذهاب يوم الأربعاء بينما يستضيف ليفربول مباراة الإياب في 11 مارس (آذار).

مقالات مشابهة

  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا
  • الغرف السياحية: زيادة أعداد المصريين المسافرين للعمرة خلال رمضان الجاري
  • الأوهام الصهيونية بين التضليل والواقع: كيف يحول الإعلام هرطقات الاحتلال إلى مسلّمات؟
  • صمت الفصائل العراقية.. تكتيك سياسي أم موقف دائم؟
  • بوكو حرام في بحيرة تشاد.. تهديد مستمر رغم الانتكاسات
  • إغلاق المدارس في نصف مناطق مانيلا بسبب موجة حر مع بدء موسم الجفاف
  • مجلس تنفيذي البحيرة يوافق على إطلاق أسماء الشهداء على بعض المدارس والمعاهد
  • استيراد زيت الزيتوت يرفع من حجم التبادل التجاري بين المغرب والبرازيل
  • جامعة الدول العربية تدعو لإدارة الموارد المائية بطريقة متكاملة وعادلة لضمان أمن المياه
  • سان جيرمان يحول تركيزه إلى مواجهة ليفربول