تسمّوا علماءَ وأفعالهم جِـدًّا رقيعة
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
احترام عفيف المُشرّف
قالوا عنهم علماء، أقوالهم ضعيفة، وأفعالهم رقيعة، ومواقفهم وضيعة، وما زالوا يسمونهم بالعلماء! هل هؤلاء علماء؟! سؤال كبير ومعناه أكبر وإجابته أكبر وأكبر، علماء يحلِّلون الحرام ويحرِّمون الحلال ويشرعنون ما يوافق أهواء ولاة الأمر.
علماء غفلوا عن اثنتي عشرة آية في كتاب الله تحض على طاعة الله ورسوله، والتمسك بطاعة ولاة الأمر من المؤمنين، وحتى الآية التي حثت على طاعة ولي الأمر بيّنَها سبحانه بأنها مقرونة بطاعة الله ورسوله؛ بمعنى إذَا كانت طاعة ولي الأمر مخالفة لطاعة الله ورسوله فلا طاعة له.
علماء قالوا بأنهم حمَلة الدين وورثة الأنبياء، فتركوا الدين وسنة سيد المرسلين واستنوا بسنن ليست من الدين، ضلوا وأضَلوا، وهَلكوا وأهَلكوا من تبعهم وأخذ بفتواهم.
يصمتون، حَيثُ يلزمهم الكلام ويتكلمون حَيثُ لا ينبغي ولا يحل الكلام، صمتوا عن إحراق كتاب الله وتدنيسه، صمتوا عن الإساءة للنبي -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله-، صمتوا عن دخول الحاخام الصهيوني يعقوب يسرائيل هرستوغ الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية إلى الأراضي المقدسة في مكة المكرمة التي فيها بيت الله الحرام، والمدينة المنورة التي تضم قبر أشرف خلق الله.
صمتوا عندما قام هذا الحاخام باستفزاز واضح لمشاعر المسلمين بإقامة طقوسَه عند مقام شهداء أُحُد، صمتوا عند دخول الصحفي الإسرائيلي جيل تماري، مراسل القناة الـ13 الصهيونية يتجول في أقدس بقاع الأرض جبل عرفة وفي أفضل أَيَّـام الدنيا يوم عرفة.
صمتوا عن قيام مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم بترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة العبرية؛ الترجمة التي تحتوي على أكثر من 300 خطأ، والتي رصدها المتابع للشأن الإسرائيلي علاء الدين أحمد، وهي أخطاء تمس العقيدة بشكل مباشر من ضمنها تحريف اسم المسجد الأقصى الذي ذكر بالقرآن وترجمته باسم الهيكل.
صمتوا عندما قام من يسمى بالأمين العام لرابطة علماء المسلمين محمد العيسى بالصلاة عند محرقة الهولوكوست والترحم على موتى اليهود، صمتوا عندما قامت المهلكة السعوديّة بمنع الحج بزعمهم الخوف من التجمعات؛ بسَببِ جائحة كورونا في حين سمحوا بأعياد الهالوين الذي يعتبر من أعياد اليهود، صمتوا وصمتوا عن كُـلّ المنكرات والجرائم والمجازر التي أصابت وتصيب الأُمَّــة الإسلامية منذ نشأة هذا الكيان اللقيط في أرض الإسلام.
الصامتون عن كُـلّ ما حدث ويحدث يخرجون عن صمتهم، وليتهم لم يخرجوا؛ فقد تمخض الجبل فولد فأراً، خرجوا عن صمتهم لماذا؟! ليستنكروا ويشجِّبوا ويكفِّروا (طُـوفَان الأقصى) وحركات المقاومة في غزة ولبنان ومحور جبهات الإسناد. خرجوا عن صمتهم ليقولوا: لا يجوز الترحم أَو الحزن على استشهاد قادات المقاومة الذين قضوا في طريق القدس!
خرجوا عن صمتهم ليفتوا باسم الدين، ويحرمون الجهاد، ويقفون إلى جانب ولي الأمر الذي هو بجانب القاتل الصهيوني، ويدينون الضحية، صمّوا آذانهم عن أصوات الثكالى في غزة ولبنان، وعميت أبصارهم عن مشاهد الجثث والأشلاء للأطفال والنساء والشيوخ.
خرجوا عن صمتهم ولم يذكروا النتن بكلمة سوء، بل إنهم أخرجوا كُـلَّ سوئهم على من استشهدوا من قادة المقاومة، ولم يفرقوا بين إن كان القائد شيعي أَو سني، لا فرق فعداوتهم ليست لطائفة كما يدّعون، بل هي عداوة لله ورسوله ولدينه، اغفلوا كُـلّ آيات الجهاد من كتاب الله بل وأفتوا بخلافها، صمتوا عن المهم وهو الجهاد في سبيل الله، واعتلوا المنابر ليخيفوا الناس من الضلالة والخوف على الدين. والضلالة لمن عصى ولي الأمر وإن كان فاسقًا.
أقوالهم كثيرة وفتاواهم شنيعة. ومن أراد فليرجع إلى قناة علماء السلطان بالتلجرام ليراهم بالصوت والصورة وهم يفترون على الله الكذب بأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان، وقد أظهروا الإسلام بصورة تشمئز منها القلوب.
آن الأوان لهدم هذا المعبد الوهَّـابي على من فيه، ممن يهدمون عُرَى الإسلام ركنًا ركنًا، ويقولون ما لم يقله الله ويمنعون ما أمر الله به، فهم والله أخطر على الأُمَّــة من العدوّ الصهيوني، هم المثبطون وهم السوس الذي ينخر في الأُمَّــة من الداخل.
فقد بلغ الوهن حده في المسلمين والسبب الأول هؤلاء الذين تسموا بالعلماء، والعلم منهم بريء.
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ولی الأمر
إقرأ أيضاً:
عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.