رسائل فيلم The Substance
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
نوفمبر 3, 2024آخر تحديث: نوفمبر 3, 2024
حيدر حسين سويري
فيلم The Substance (المادة)، هو فيلم أكثر رائع، نستطيع القول أنهُ فيلم يحمل بين طياته حكمة كبيرة أو كثير من الحكمة، بالرغم من أن تصنيفه فيلماً للرعب، إلا أنهُ بعث برسائل عديدة لكل من له عقل وتدبر، سواء في ذلك المتدين والملحد، فالحكمة تخص عقل الانسان ونفسه دون اضافات اخرى.
تبدأ القصة بنجمة شاشة شهيرة اسمها (اليزي بيث)، لها متابعين بالملايين، بعد ذلك تفاجئ بأن صاحب القناة التي تقدم فيها برنامجها الشهير يريد الاستغناء عنها، لكبر سنها، واستبدالها بشابة صغيرة السن أكثر حيوية وجمالاً، فلا تتقبل (اليزي بيث) الامر وتحاول اللجوء لطريقة تجعلها اكثر شباباً، فتصل من خلال اعلان الى منتج يجعل لها نسخة ثانية، وكل منهما تعيش لمدة اسبوع، ودائما يذكرها بانها ونسختها (شخص واحد). تجرى احداث الفيلم على هذا المنوال، الى ان تبدأ الاضطرابات والتمرد من النسخة الشابة (سو) …
لست هنا في صدد عرض احداث الفيلم، بل الرسائل والحِكم التي بعثها، وهي في عدة نقاط (ولعل غيري عرف اكثر مني فليضيفه):
يجب على الانسان ان يرضى بعمره المقدر له، وان يفسح المجال لغيره لكي يأخذ فرصته في الحياة، وأن لا يكون أنانياً يجب محاربة النفس الامارة بالسوء، والتي تحث الانسان على التشبث بالأشياء واحتكارها لنفسه، دون الاكتراث للآخرين، وكما قيل (أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)، ولذلك اصبحت (سو) وهي نسخة (اليزي بيث) عدوتها. لابد للإنسان من تكوين اسرة، فهي ضرورة ملحة له ولمجتمعه، لكي يلجأ اليهم نفسيا وجسديا، منها عندما يتقدم به العمر على الخصوص، وان يبذل قصارى جهده في تربيتهم وتعليمهم، كي يكون اداة تنفعه ومجتمعه في المستقبل لا يجعل الانسان من نفسه اسيراً لرغبة الناس، فرغبة الناس بك تزول بزوال ما يريدونه منك. لا يجعل الانسان قيمتهُ بجسده وصورته، بل لتكن قيمتهُ في بناء شخصيته ومقدار عمله ونوعه، فأما الزبدُ فيذهب جفاء واما ما يتفع الناس فيمكث في الارض. كانت (الزي بيث) تعتمد على شبابها وجمالها فلما ذهبا ذهبت معهم. الشباب والجمال صفات ذاتية، اكثر من كونها جسدية، فالسعادة تأتي من داخلك ولا بأس بمن يساعدك لنيلها من الخارج. على شرط أن تكون بطريقة صحيحة انتقد الفيلم عمليات التجميل بصورة واضحة، وانها تجعل من الانسان مسخاً ووحشاً، تخشاه الناس وتهرب منه. ليس عليك حينما تفقد عملك من نوعٍ ما، أو في مكانٍ ما أن تيأس، بل عليك ان تكون واثقاً من نفسك بأنك ستجد ما هو أفضل منه في نفس المكان أو في مكان آخر. الايمان بأن الموت حقيقة لا مفر منها ويجب تقبل ذلك، فانك ميت وهم ميتون.بقي شيء…
أعتقد أن مشاهد العري في هذا الفيلم أدت دورها، وكانت مخرجة الفيلم ناجحة في عرضها، ليس كباقي الافلام والمسلسلات فالمشاهد تكون اضافية مبتذلة، لا معنى لها سوى إثارت الشهوات، وبث سموم جنسية مقيته.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: لا تخدع نفسك.. جامعة كولومبيا لن تكون النهاية
أصبحت جامعة كولومبيا ساحة معركة رئيسية في إطار الصراع المتفاقم حول حرية التعبير والرقابة الحكومية والحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة، ونشرت نيويورك تايمز مقالين حول هذا الموضوع بقلم كل من ميغان أورورك الأستاذة في جامعة ييل وكاتب العمود في الصحيفة ديفيد فرينش.
واعتبرت الأستاذة في مقالها أن تصرفات الحكومة جزء من نزعة استبدادية تدفع الجامعات والمؤسسات لفرض رقابة على نفسها لتجنب العقوبات السياسية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤرخ بريطاني: أقول لبوتين وترامب تحيا أوروبا وتحيا التشرشلية الديغولية!list 2 of 2الصحافة الإسرائيلية: خفايا إقالة رئيس الشاباك وسيناريوهات المستقبلend of listوفي هذا الصدد، انتقد فرينش تجاوزات الحكومة بحق الجامعات عامة وجامعة كولومبيا خاصة، إذ ألغت إدارة ترامب 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي المخصص للجامعة.
ولفت أيضا إلى أن الحكومة حاولت فرض سيطرتها على جامعة كولومبيا عبر المطالبة بتغييرات في إدارتها وسياسات القبول والبرامج الأكاديمية، وهو ما اعتبره انتهاكا لحقوق الجامعة الدستورية بصفتها مؤسسة خاصة.
وأشارت أورورك إلى أن الحكومة ليست بحاجة إلى حظر حرية التعبير بشكل صريح، بل يمكنها ببساطة خلق مناخ من الخوف بحيث تفرض المؤسسات قيودا استباقية على المعارضة السياسية بنفسها.
محاولات تاريخيةوأكدت الكاتبة أن هجوم ترامب الحالي جزء من سلسلة خطوات اتخذها المحافظون طيلة العقود الماضية لمحاولة إعادة تشكيل الجامعات الأميركية وفق رؤيتهم، خصوصا منذ أن قارنت الوضع الحالي بالذعر الأحمر في خمسينيات القرن الماضي، محذرة من أن هجمات المحافظين الممنهجة على الجامعات جعلت المجتمع الأميركي يراها على أنها مراكز نخبوية لتدريس عقائد يسارية.
إعلانوذكرت الكاتبة أن استطلاعات غالوب عام 2015 وجدت أن لدى 57% من الأميركيين ثقة كبيرة أو كبيرة جدا بالتعليم العالي، وانخفضت هذه النسبة إلى 36% بحلول عام 2023، بينما انخفضت النسبة بين الجمهوريين من 56% إلى 20%، وينبع جزء من انعدام الثقة إلى أن نسبة أعضاء هيئة التدريس الليبراليين في الجامعات ارتفعت مقارنة بالمعتدلين والمحافظين، ولكنه أيضا نتاج الحملة التي يشنها اليمين ضد الجامعات، وفق الكاتبة.
وخلصت إلى أن ما واجهته جامعة كولومبيا بمنزلة تحذير لجميع الجامعات التي أخفقت في مواكبة أولويات الحكومة حتى الآن، إذ من الممكن أن تواجه ضغوطا مماثلة لتغيير حوكمتها وتمويلها ومناهجها الدراسية.
قضية خليلوركز فرينش بدوره على الآثار القانونية والدستورية المترتبة على تصرفات الحكومة، لا سيما في حالة محمود خليل، طالب الدراسات العليا السابق في جامعة كولومبيا الذي احتجزته السلطات الفدرالية بناء على مشاركته بالاحتجاجات الجامعية على الرغم من امتلاكه البطاقة الخضراء.
وأشار إلى أن مبررات احتجاز خليل كانت مبهمة، إذ أشارت وزارة الأمن الداخلي إلى احتمال تسبب أفعاله في عواقب "سلبية خطيرة على السياسة الخارجية"، دون تقديم دليل على أن خليل قد خرق أي قوانين.
ويرى الكاتب أن هذا كان هجوما مباشرا على حرية التعبير المحمية بموجب الدستور الأميركي، مؤكدا أن الحكومة استهدفت خليل بسبب تأييده لفلسطين، وليس بسبب أي سلوك إجرامي.
ولفت إلى أنه في العاشر من مارس/آذار الجاري، أخطرت وزارة التعليم 60 جامعة بأنها قد تواجه إجراءات تنفيذية لفشلها في حماية الطلاب اليهود من المضايقات المعادية للسامية، وكتب الرئيس نفسه أن اعتقال خليل هو الأول من "اعتقالات كثيرة قادمة".
دور الجامعاتوأكد فرينش أن على الجامعات الموازنة بين مسؤوليتين رئيسيتين هما حماية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من التمييز والمضايقات، وضمان حرية التعبير في الحرم الجامعي، وهذه مهمة صعبة تتطلب الحكمة والشجاعة في آن واحد.
إعلانوأضاف أن إدارة ترامب تفتقر إلى كلتا الصفتين، إذ إنها تستخدم مزاعم معاداة السامية في الجامعات ذريعة لانتهاك حقوق حرية التعبير وبسط سيطرتها على المناخ الفكري في البلاد.
وانتقد الكاتبان رد فعل جامعة كولومبيا التي فضلت النجاة بنفسها والانصياع لتهديدات ترامب، إذ إنها فتحت تحقيقا بداية هذا الشهر مع الطالبة مريم علوان بتهمة المضايقة والتحرش، والسبب أنها كتبت مقالا يدعو إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل.
ونوه أورورك وفرينش -كل في مقاله- على أن وضع جامعة كولومبيا يعد اختبارا حاسما لمستقبل حرية التعبير والحرية الأكاديمية الأميركية، وإذا لم يتم التصدي لتعديات إدارة ترامب "الاستبدادية"، فسيلحق الضرر بالجامعات في جميع أنحاء البلاد، مما يهدد بتقويض أسس الاستقلالية الفكرية في التعليم العالي الأميركي.