دينا محمود (واشنطن، لندن)
في وقت يكثف فيه طرفا السباق نحو البيت الأبيض تحركاتهما، لكسب أصوات الناخبين المترددين في الولايات المتحدة، أصبحت شرائح مجتمعية أميركية بعينها، محط أنظار حملتيْ المرشحيْن، خاصة المُصوِّتين المنحدرين من أصول لاتينية، ممن يُقدَّر عددهم بعشرات الملايين من الأشخاص.
فالبيانات، التي كشفت عنها مراكز مرموقة لدراسات الرأي العام في الولايات المتحدة، تشير إلى أن الأميركيين المنتمين لهذه الفئة، يمثلون ثاني أسرع المجموعات السكانية نمواً، بين من يحق لهم التصويت في البلاد، إذ زاد عددهم من 32.

3 مليون في انتخابات عام 2020، إلى 36.2 مليون في اقتراع هذا العام.
وتفيد هذه البيانات بأن الزيادة، التي طرأت على أعداد هؤلاء الناخبين، تمثل قرابة نصف ما حدث من ارتفاع في عدد الأميركيين المؤهلين للتصويت، في الفترة ما بين الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي فاز فيها الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن على سلفه الجمهوري دونالد ترامب قبل 4 سنوات، والاقتراع المرتقب، الذي يتنافس فيه ترامب نفسه، مع كامالا هاريس نائبة بايدن.
وشدد متابعو ماراثون «ترامب - هاريس»، الذي دنا من نهايته، على أن الأهمية التي يكتسيها «الصوت اللاتيني» في حسم السباق المتقارب بشدة حالياً بين المرشحيْن، وضعت الناخبين ذوي الأصول اللاتينية، في بؤرة اهتمام حملتيْهما.
ولكن المراقبين يحذرون، في الوقت ذاته، من أن هناك كثيراً من الصعوبات، التي تكتنف محاولة نيل دعم المنتمين لهذه الفئة، ممن تبلغ نسبتهم ما يقارب 15%، من الكتلة التصويتية في الولايات المتحدة.
فالأميركيون من أصول لاتينية لا يشكلون، بأي حال من الأحوال، مجموعة موحدة ذات اهتمامات مشتركة؛ وذلك بالنظر إلى أنهم ينحدرون من خلفيات اجتماعية واقتصادية متباينة، وينتمون إلى ولايات متنوعة، ما قد يقود إلى اختلاف رؤاهم واختياراتهم السياسية بشكل كبير.
ولكن ذلك لم يحل دون أن يسعى الملياردير الجمهوري الطامح في العودة إلى البيت الأبيض، ومنافسته الديمقراطية الراغبة في إبقاء سيطرة حزبها على سدة الرئاسة، إلى مغازلة أصوات ذوي الأصول اللاتينية، في الأيام القليلة السابقة، ليوم الحسم الانتخابي.
فرغم أن السوابق التاريخية تشير إلى أن هؤلاء الناخبين، يدعمون عادة المرشحين الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية والتشريعية بأعداد أكبر، يأمل الجمهوريون في الولايات المتحدة، في أن يساعد تركيز ترامب، على ملفيْ الهجرة وأمن الحدود منذ انطلاق حملته، على تقليص ذلك الدعم، عندما يتوجه الأميركيون إلى مراكز الاقتراع.
وخلال ظهور له في ولاية فلوريدا، حرص المرشح الجمهوري على الإدلاء بتصريحات، اعتبر فيها أن الوضع الاقتصادي كان أفضل بالنسبة للأميركيين من أصول لاتينية، خلال فترة حكمه، التي امتدت بين عاميْ 2017 و2021.
أما المرشحة الديمقراطية، التي تعول على استمرار الدعم التقليدي من جانب غالبية أصحاب «الصوت اللاتيني» لممثلي حزبها وأجرت مقابلات مع وسائل إعلام محلية تحظى بمتابعة كبيرة من جانب أبناء هذه الشريحة المجتمعية، فتبنت خططاً تستهدف دعم الشبان من تلك الفئة، وتوفير عدد أكبر من فرص التدريب والتوظيف لهم، في المؤسسات الحكومية الفيدرالية.
كما أن حملة هاريس أعلنت أن البرنامج الاقتصادي، الذي ستطبقه نائبة الرئيس حال وصولها إلى المكتب البيضاوي، سيشمل توفير قروض لرواد الأعمال ومشتري المنازل للمرة الأولى، وهو ما يُنتظر أن يصب في صالح المنحدرين من أصول لاتينية، ممن يُتوقع أن تؤدي تلك السياسات، إلى مضاعفة عدد من يُقدمون على شراء منزل لأول مرة من بينهم، إلى قرابة 600 ألف شخص.

أخبار ذات صلة لماذا يراهن ترامب على بنسلفانيا وجورجيا للعودة إلى البيت الأبيض؟ استطلاع: احتدام السباق الرئاسي بين هاريس وترامب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دونالد ترامب كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأميركية فی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل

قال توم هومان مرشح دونالد ترامب لتولي رئاسة الوكالة المسؤولة عن مراقبة الحدود والهجرة (آي سي إي) إن الإدارة الأميركية الجديدة ستستخدم الأراضي التي تعهدت ولاية تكساس بمنحها لصالح خطة الهجرة وبرنامج الترحيل.

وقال هومان الملقب بـ"قيصر الحدود" في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن الإدارة الأميركية المقبلة ستستخدم "بالتأكيد" الأرض التي قدمتها تكساس لدعم خطة ترامب المتعلقة بطرد المهاجرين غير الشرعيين.

وأضاف هومان: "يجب احتجازهم (المهاجرين غير الشرعيين) لفترة قصيرة بينما نحصل على وثائق السفر من بلدهم الأصلي ومن ثم ترحيلهم".

وجاءت تصريحات هومان بعد يوم واحد من عرض مسؤولين في ولاية تكساس على ترامب حوالى 570 هكتارا من أراضي الولاية الواقعة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة من أجل "مساعدة إدارته على تنفيذ خططها المتعلقة بالطرد".

والأرض المعنية هي مزرعة تم الاستيلاء عليها في أكتوبر في مقاطعة ستار، على ضفاف نهر ريو غراندي الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة.

وقالت مفوضة تنظيم المدن في ولاية تكساس داون باكنغهام أن فريقها "على استعداد تام" لإبرام اتفاق مع وكالة فدرالية أميركية "يتيح بناء مركز لدراسة واحتجاز وتنسيق أكبر عملية ترحيل مجرمين عنيفين في تاريخ البلاد".

ورغم دعم المسؤولين في تكساس لخطة ترامب للهجرة، تسعى بعض المناطق الأخرى في البلاد إلى حماية المهاجرين قبل تنصيب الرئيس المنتخب في يناير المقبل.

ومؤخرا وافق مجلس مدينة لوس أنجلوس بالإجماع على تشريع يسمح باقامة ملاذات آمنة لحماية المهاجرين في المدينة ومنع احتجازهم.

لكن هومان قلل من أهمية هذا التشريع قائلا إن سلطات إنفاذ القانون ستعتقل المهاجرين غير الشرعيين في الولايات التي توفر الملاذات الآمنة ومن ثم تنقلهم جوا خارج الولاية وتحتجزهم بعيدا عن عائلاتهم ومحاميهم، "لن تتمكنوا من منعنا من القيام بما سنقوم به".

وكان ترامب أكد، الاثنين، أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود واستخدام الجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين، بعد توليه منصبه في يناير.

وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترامب مرارا المهاجرين غير الشرعيين واستخدم خطابا تحريضيا حيال الأجانب الذين قال إنهم "يسممون دماء" الولايات المتحدة.

ووعد ترامب بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد الرئيس جو بايدن.

وتقدر السلطات بنحو 11 مليونا الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. ويتوقع أن تؤثر خطة الترحيل بشكل مباشر على حوالي 20 مليون أسرة.

مقالات مشابهة

  • قبیل تسلّم ترامب.. لماذا سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى؟
  • الصين:مستعدون للحوار مع الولايات المتحدة لدفع التجارة الثنائية للإمام
  • قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قادة من حركة “حماس”
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قادة حركة حماس قبل انتقال السلطة
  • مستشار «الأهرام للدراسات»: ترامب يمثل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة
  • وزير الثقافة الأسبق: الإعلام الأمريكي كان منحازًا لـ"هاريس" ضد "ترامب"
  • جمال عبد الجواد: "ترامب" يمثل خطرًا كبيرًا على الولايات المتحدة