◄ سلاسل صناعية للبحث والتطوير والتصميم والتصنيع المتكامل لمعدات الطاقة المتجددة

مسقط- الرؤية

حافظت صناعة الطاقة الكهروضوئية في الصين على زخم نمو قوي خلال النصف الأول من هذا العام. وأظهرت البيانات أنه خلال هذه الفترة، ارتفع إنتاج البلاد من البولي سيليكون ورقائق السيليكون والخلايا الشمسية والوحدات بنسبة تزيد عن 30 في المائة على أساس سنوي، كما زادت صادرات الوحدات الكهروضوئية بنحو 20 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.


 

ويظهر هذا النمو جليًا في منشأة إنتاج السيليكون الحبيبي التابعة لشركة جي آل سي "GCL" للتكنولوجيا المحدودة، وهي أكبر شركة صينية لتوريد البولي سيليكون في البلاد، في مدينة سوشو بمقاطعة جيانغسو، حيث تتدفق أعداد كبيرة من جزيئات السيليكون الحبيبية الصغيرة إلى خزانات التخزين، جاهزة لفحوصات الجودة والتعبئة والتغليف.

وقال لان تيانشي الرئيس التنفيذي المشارك للشركة: "السيليكون الحبيبي وهو نوع من السيليكون متعدد البلورات ومكون مادي أساسي في الصناعة الكهروضوئية، يتمتع بمزايا مثل صغر حجمه وعمليات الإنتاج الأكثر بساطة". وأضاف أن مرافق الشركة الأربعة لإنتاج السيليكون الحبيبي في الصين تعمل جميعها بسلاسة، مع زيادة مطردة في حصتها في السوق.

وقال ليو يي يانغ نائب الأمين العام والمتحدث باسم جمعية صناعة الطاقة الكهروضوئية الصينية، إن الطلب على أنظمة الطاقة الكهروضوئية يواصل الارتفاع على مستوى العالم مع تحول العالم بشكل متزايد نحو الطاقة المتجددة.

وفي النصف الأول من هذا العام، وصلت القدرة المُركَّبة حديثًا لصناعة الطاقة الكهروضوئية في الصين إلى 102.48 جيجاوات، بما في ذلك 49.6 جيجاوات من تركيبات الطاقة الكهروضوئية المركزية، و37.03 جيجاوات من تركيبات الطاقة الشمسية التجارية والصناعية، و15.85 جيجاوات من تركيبات الطاقة الشمسية للمجمعات السكنية.


 

وأضاف ليو: "لقد حققت الصين إنجازات كبيرة في قطاعات متعددة من صناعة الطاقة الكهروضوئية، بما في ذلك الخلايا الشمسية والوحدات ورقائق السيليكون". وتابع القول: "بفضل الابتكار التكنولوجي المستمر لشركات الطاقة الكهروضوئية الصينية، وتعزيز البحث والتطوير المستقل، وتحسين كفاءة الإنتاج، أصبحت الصين رائدة العالم في إنتاج الطاقة الكهروضوئية وسعتها، وفي قطاعات متعددة من السلسلة الصناعية".

وعند النظر إلى الماضي، نجد أن صناعة الطاقة الكهروضوئية في الصين مرت بفترة عصيبة عندما اعتمدت بشكل كبير على المصادر الأجنبية للمواد الخام والمعدات والأسواق.

ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين إلى أواخر عام 2010، كانت هناك زيادة ملحوظة في إنتاج الخلايا الشمسية في الصين. ومع ذلك واجهت الصناعة التي كانت موجهة في المقام الأول نحو التصدير في ذلك الوقت، تحديات خطيرة بسبب الأزمة المالية العالمية.

وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واجهت صناعة الطاقة الكهروضوئية العالمية صعوبات إضافية ناجمة عما يسمى بتدابير مكافحة الإغراق ومكافحة الدعم التي فرضتها بعض البلدان. ​​واستجابة لهذه التحديات، حولت صناعة الطاقة الكهروضوئية الصينية تركيزها نحو توسيع السوق المحلية الصينية وتطوير التقنيات الأساسية.

وعلى مدار الأعوام التالية وبفضل أهداف الصين المزدوجة للحد من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، كثفت شركات الطاقة الكهروضوئية الصينية جهودها في البحث والتطوير. وقال ليو إنهم نجحوا في تطوير وتطبيق تقنيات ناشئة مثل تقنية الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من البيروفسكايت، في حين عززوا أيضًا التسويق التجاري واسع النطاق للعديد من تقنيات الخلايا عالية الكفاءة.

وأشار ليو إلى أنه في عام 2023، كانت أكبر 10 شركات في العالم في إنتاج الخلايا الكهروضوئية كلها من الصين، بسعة إجمالية تبلغ 681.2 جيجاوات، وهو ما يمثل 66 في المائة من الإجمالي العالمي.

وبحسب الكتاب الأبيض "التحول في مجال الطاقة في الصين" الذي أصدره مؤخرا مكتب المعلومات التابع لمجلس الدولة الصيني، فقد بنت الصين سلاسل صناعية كاملة للبحث والتطوير والتصميم والتصنيع المتكامل لمعدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية، كما حققت كفاءة التحويل العالية لتكنولوجيا الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من السيليكون البلوري/ البيروفسكايت أفضل الأرقام العالمية.

وعلى مدى العقد الماضي، قدمت الصين منتجات وخدمات الطاقة النظيفة المتميزة للسوق الدولية. كما ضاعفت البلاد جهودها في الابتكار التكنولوجي لترقية تكنولوجيا الطاقة الجديدة بوتيرة أسرع؛ مما ساهم بشكل كبير في خفض تكاليف طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في جميع أنحاء العالم.

وأظهرت بيانات وكالة الطاقة الدولية أنه في عام 2023، تجاوزت قدرة الطاقة المتجددة المثبتة حديثًا في الصين إجمالي المناطق الأخرى في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها المساهم الأكبر في تطوير صناعة الطاقة المتجددة العالمية.

ولمعالجة التحديات التي تواجهها الصناعة مثل المنافسة الشديدة، وعقبات التصدير في بعض المناطق، واختلال التوازن الطفيف بين العرض والطلب، تعمل بعض الشركات الصينية الرائدة على زيادة الاستثمار في الترقيات التكنولوجية لتقليل التكاليف، والحفاظ على الأرباح، وتحسين الكفاءة، في حين تسعى بعض الشركات الأخرى إلى فرص نمو جديدة وتوسيع حضورها العالمي.

ومنذ بداية هذا العام، أعلنت شركات مثل جي آل سي "GCL"  للتكنولوجيا المحدودة و"ترينا سولار" و"جينكو سولار" عن إطلاق مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الشرق الأوسط. وتعمل بعض الشركات على تسريع توسعها العالمي من خلال مساعدة نظيراتها في الخارج في توطين السلاسل الصناعية.

وأضاف لان: "بغض النظر عن كيفية تغير السوق، يظل الابتكار هو أولويتنا القصوى، حيث أن القوة التكنولوجية وقدرات الابتكار المستقلة تشكل دائمًا أهمية حاسمة للحفاظ على مرونتنا وقدرتنا التنافسية".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مؤتمر عالمي يبحث حظر فلاتر السجائر وسط تحذيرات من 4.5 تريليون عقب سنويًا

دعت المنظمة إلى حظر شامل للإعلانات والترويج والرعاية المرتبطة بمنتجات التبغ، بما في ذلك السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين، مؤكدة أن "الوقاية لا تُبنى على تقليل الضرر، بل على إزالة المسببات".

يستعد المؤتمر العالمي لمكافحة التبغ، المقرر انعقاده الأسبوع المقبل، لبحث سبل مواجهة كارثة التلوث الناجمة عن تريليونات أعقاب السجائر، وسط دعوات متصاعدة لحظرها كلياً بسبب تداعياتها البيئية والصحية المدمرة.

قال أندرو بلاك، القائم بأعمال رئيس أمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ (FCTC): "أفضل ما يمكن أن يحدث للبيئة هو التخلي التام عن الفلاتر".

وأضاف أن 4.5 تريليون عقب سجائر تُلقى في البيئة سنوياً، مما يجعلها "الشكل الأكثر شيوعاً للتلوث على وجه الأرض"، لا لأنها كبيرة الحجم، بل لأنها شبه دائمة، وسامة، ولا تُحلل بيولوجياً.

وأكد بلاك أن الفلاتر البلاستيكية، التي تُصنع من أسيتات السيليلوز، "لا توفر أي فائدة صحية ملموسة للمدخن"، بل تُطلق مواد كيميائية سامة في التربة والمياه، وتنقسم إلى جسيمات بلاستيكية دقيقة تُدخل الدورة الغذائية عبر الكائنات البحرية والبرية.

في مؤتمر صحفي عقدته منظمة الصحة العالمية الأربعاء، حذرت من محاولات صناعة التبغ "التسلل إلى المؤتمر وتقويضه"، واصفةً جهودها بـ"الاستراتيجية المنهجية" لإرباك النقاش وتشويه الحقيقة.

وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "صناعة التبغ مدفوعة بعنصر واحد فقط: تحقيق الربح. لا تهتم بالصحة، ولا بالبيئة، ولا بالمستقبل".

Related فرنسا: تراجع ملحوظ في معدلات التدخينالتدخين الإلكتروني والتقليدي يزيدان خطر الإصابة بالسكري.. دراسة أميركية تكشف الارتباط الصحيإسبانيا تقرّ قانونًا جديدًا ضد التدخين والسجائر الإلكترونية.. ما تفاصيله؟ استهداف المراهقين.. ودعوة لحظر شامل

وأشار روديجر كريتش، رئيس قسم البيئة وتغير المناخ في منظمة الصحة العالمية، إلى أن الأعقاب "الأكثر تلوثاً للمياه"، مؤكداً: "حان الوقت لحظر هذه البلاستيكات. القرار ليس تقنياً، بل سياسيًا — وهو متروك للدول".

وتشير بيانات الاتفاقية إلى أن حوالي 180 دولة صادقت على FCTC منذ دخولها حيز التنفيذ عام 2005، وطبّقت تدابير مثل التحذيرات التصويرية على العلب، وحظر التدخين في الأماكن العامة، وزيادة الضرائب. لكن لم تُفرض حتى الآن أي قيود عالمية على المواد البلاستيكية في أعقاب السجائر.

وفي سياق موازٍ، كشفت منظمة الصحة العالمية عن أول تقدير عالمي لاستخدام السجائر الإلكترونية: أكثر من 100 مليون مستخدم، بينهم 15 مليون مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً.

واتهم بين ماكرادي، رئيس وحدة القانون والسياسات الصحية العامة، صناعة التبغ بـ"استهداف المراهقين بتصميم مقصود": نكهات حلوة، ألوان زاهية، وإعلانات مُوجّهة عبر منصات التواصل الاجتماعي — "مساحات يبني فيها الشباب هوياتهم".

ودعت المنظمة إلى حظر شامل للإعلانات والترويج والرعاية المتعلقة بالتبغ، بما في ذلك السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين، مشددة على أن "الوقاية لا تُبنى على تقليل الضرر، بل على إزالة المسببات".

ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر الحادي عشر لأطراف اتفاقية FCTC في جنيف من 17 إلى 22 نوفمبر، في لحظة تُقرر فيها مصير بيئي وصحي يتجاوز المدخنين ليشمل كل من يتنفس الهواء، أو يشرب الماء، أو يعيش على هذا الكوكب.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • من بكين إلى موسكو.. الشرق يعيد ترتيب العالم
  • الصناعة تدعو الجادين لضخ استثمارات جديدة في 28 قطاعا لتقليل الواردات
  • مؤتمر عالمي يبحث حظر فلاتر السجائر وسط تحذيرات من 4.5 تريليون عقب سنويًا
  • اكتشاف طبي جديد.. تجارب تُظهر إمكانية دفع الخلايا السرطانية إلى الموت الذاتي
  • العاصفة الشمسية الأقوى لعام 2025 تصل إلى الأرض.. ماذا سيحدث؟
  • بالتعاون مع فرنسا.. إطلاق مشروع الطاقة الشمسية في المدارس الكاثوليكية
  • أحمد عمرو: أحمل مهمة صناعة المواهب العربية والدولية في عالم الإسكواش
  • الطاقة الدولية ترجح فشل أهداف المناخ مع نمو الطلب على النفط والغاز
  • "الاتصالات" تنظم قمة "ملتيفيرس 2025" في وادي السيليكون لتعزيز ريادة الذكاء الاصطناعي والابتكار
  • صور| ازدهار أعداد الصقر الأسحم في محمية شرعان الطبيعية