تطوير القوانين في عُمان.. قفزة نحو المستقبل
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
فـي خطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فـي فبراير من عام 2020 ربط جلالته توجهه لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديث منظومة التشريعات والقوانين ليكون داعمًا لمسار دخول سلطنة عُمان إلى مرحلة جديدة ومهمة من مراحل التنمية والبناء وهي مرحلة «رؤية عمان 2024». مما يعني أن المرحلة الجديدة من العمل تحتاج إلى منظومة قوانين وتشريعات تتناسب والأهداف الجديدة، وبما يتواءم مع رؤية عُمان.
ومنذ ذلك الخطاب التاريخي فـي بدايات عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم إلى اليوم صدر 23 قانونًا وتشريعًا إضافة إلى معالجة بعض القوانين وتعديلها كما حصل فـي قانون الاستثمار الأجنبي وغيرها من القوانين، وإصدار بعض الأنظمة. وخلال المرحلة نفسها عكفت الدولة على حوكمة الجهاز الإداري.
ومن المنتظر صدور أكثر من قانون جديد خلال الفترة القادمة، مما يعني أن فلسفة تحديث القوانين مبنية على إستراتيجية قادرة على التكيف مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبل فـي عصر يتميز بالتحولات التكنولوجية والاقتصادية السريعة.
وتكشف القوانين التي صدرت خلال السنوات الخمس الماضية عن توجهات سلطنة عمان فـي مختلف المجالات وفـي مقدمتها نظام الحكم نفسه حيث صدر النظام الأساسي للدولة برؤية متواكبة مع متطلبات المرحلة، وبما يلبي طموحات العمانيين نحو المستقبل، كذلك صدور نظام المحافظات الذي يدعم توجه الدولة نحو اللامركزية الإدارية وإعطاء المحافظات مساحة واسعة من الاستقلال الإداري والمالي والعمل على تطوير المحافظات بناء على الرؤى التشاركية بين المحافظة والمجالس البلدية وكذلك الرؤى التي يشارك المواطنون من أبناء المحافظة فـي وضعها واقتراحها.
وتكشف القوانين الجديدة عن توجه سلطنة عمان نحو المزيد من الانفتاح الاقتصادي وتطوير أنظمة العمل.
ومن أبرز القوانين التي صدرت وكان لها أثر اجتماعي كبير هو قانون الحماية الاجتماعية الذي أكد توجهات سلطنة عمان لوجود نظام محكم يرسخ أسس الحماية الاجتماعية لكل فئات المجتمع العماني.
ولا شك أن القوانين والتشريعات والأنظمة التي صدرت خلال سنوات حكم عاهل البلاد المفدى من شأنها أن ترسخ بيئة الاستقرار والقدرة على قراءة المستقبل والتنبؤ به، كما أنها تشجع الاستثمارات المحلية والأجنبية، والتي تعد أساسية من أجل النمو الاقتصادي، وتساعد على جذب المستثمرين الأجانب من خلال توفـير بيئة عمل شفافة وآمنة، وتعزيز الاقتصاد وخلق فرص العمل جديدة للعمانيين.
ورغم أهمية النمو الاقتصادي ومركزيته فـي رؤية عمان إلا أن منظومة القوانين الجديدة تعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي وتعزيز قيم العدالة وهذا الخطاب كان مطروحًا بقوة عند توحيد صناديق التقاعد على سبيل المثال لا الحصر.
ولا يمتد أثر القوانين على اللحظة التي نعيشها اليوم ولكنه استثمار طويل من أجل المستقبل خاصة وأن سلطنة عمان تسعى بشكل حثيث لتحويل اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة وهذا يتطلب منظومة قوانين تتمتع بالديناميكية والقدرة على التطور ومواكبة التحولات العالمية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
«التربية» تطلق امتحانات الترشح الإلكترونية لوظائف الإشراف التربوي والإدارة المدرسية
«عُمان»: تبدأ وزارة التربية والتعليم، ممثلة بالمديرية العامة للإشراف التربوي السبت المقبل الثامن من مارس 2025، تطبيق امتحانات الترشح الإلكترونية لشغل وظائف الإشراف التربوي والإدارة المدرسية للعام الدراسي 2025/2026، وذلك في المديريات التعليمية بجميع محافظات سلطنة عمان.
وقال سيف بن مبارك الجلنداني المدير العام للمديرية العامة للإشراف التربوي: إن هذه الامتحانات تأتي في إطار خطة الوزارة لسد احتياجات المدارس من وظائف الإشراف التربوي والإدارة المدرسية. وأوضح الجلنداني أن الوزارة أعلنت عن توفر 2500 وظيفة شاغرة، تشمل 1870 درجة لوظيفة معلم أول، و142 درجة لوظائف مديري مدارس ومساعديهم، بالإضافة إلى 480 درجة لوظائف مشرف أول ومشرف في ديوان عام الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات.
وأشار الجلنداني إلى أن هذه الفرص الوظيفية شهدت إقبالًا واسعًا، حيث تجاوز عدد المتقدمين 3500 مترشح، مما يعكس رغبة كبيرة في الالتحاق بوظائف الإشراف التربوي والإدارة المدرسية.
وفيما يتعلق بإجراءات الترشح، أوضح الجلنداني أن العملية تتم وفقًا لدليل الترشح الذي صدر بالقرار الوزاري رقم 27/2025، ويشمل ثلاث مراحل رئيسية. تبدأ المرحلة الأولى بالتقديم الإلكتروني عبر البوابة التعليمية لسلطنة عمان، حيث يقوم المتقدم بإدخال بياناته الشخصية، وسيرته الذاتية، ومؤهلاته العلمية، وخبراته العملية.
المرحلة الثانية هي الاختبار الإلكتروني، الذي تم تصميمه بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي وفق معايير علمية دقيقة، ويشمل ثلاثة محاور أساسية: المعرفة والمعلومات التربوية، والمهارات والممارسات التطبيقية، والإلمام بالمستجدات التربوية.
أما المرحلة الثالثة فتتمثل في المقابلات الفنية، التي تهدف إلى تقييم الخبرة المهنية والعملية للمتقدمين، وذلك لضمان اختيار الأشخاص الأكثر كفاءة لهذه الوظائف.
وتماشيًا مع توجهات الحكومة نحو التحول الرقمي، عملت الوزارة على تطوير برنامج محوسب يسهل إجراءات الترشح. وكانت الوزارة قد بدأت في تنفيذ المرحلة الأولى من هذا البرنامج في العام الماضي، وتستكمل هذا العام بتطبيق الامتحان الإلكتروني لضمان الشفافية والكفاءة في عملية التقييم.
وستقوم المديريات التعليمية في مختلف محافظات سلطنة عمان بتنظيم الامتحانات على فترتين لضمان سلاسة الأداء، حيث سيخضع جميع المجتازين للامتحان إلى إجراءات تقييمية إضافية على مستوى المديريات التعليمية وديوان عام الوزارة.
وأوضح الجلنداني أنه سيتم ندب المؤهلين لهذه الوظائف لمدة عامين دراسيين، مع إلحاقهم ببرامج تدريبية استراتيجية وإثرائية لتعزيز مهاراتهم القيادية والإشرافية، لضمان رفع كفاءتهم في أداء مهامهم التربوية والإدارية.