الأسبوع:
2025-04-17@02:35:48 GMT

بايدن.. «go»

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

بايدن.. «go»

تعد فترة حكم الرئيس الأمريكي چو بايدن من أسوأ الفترات في حكومات أمريكا، لما لا وهي من أكثر الفترات اضطراباً في أمريكا والعالم، فمنذ أن حكم أمريكا في يناير 2021، كان قد وضع من مهامه ثلاث قضايا رئيسية خلال ولايته، وهي تعزيز الديموقراطية في أمريكا وخارجها، تهيئة الأمريكيين للانخراط في الاقتصاد العالمي، حشد الجهود لدعم التعامل مع التهديدات العالمية، والدفاع عن مصالح أمريكا، ومواجهة النموذج الصيني، والعمل علي إنهاء الحروب، والحد من التسلح، والتمسك بحلف الأطلنطي، والاهتمام بالتغير المناخي، وإيجاد تسوية في الملف النووي الإيراني، إلا أن الأربع سنوات تكاد تكون علي وشك الانتهاء، تاركاً العالم يعج في الفوضى والحروب والنزاعات وعدم استقرار الاقتصاد العالمي، ومن ذلك الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تقم إدارته بالعمل علي تسوية الأزمة دبلوماسيا، بل بتحريض الدول الغربية للقيام بالحرب بالوكالة، ومساعدة أوكرانيا بكل أنواع الأسلحة المتطورة، ومساعدتها مادياً ومعنوياً مقابل محاولة عزل روسيا وفرض العقوبات عليها، لتمتد الحرب دون توقف بمساندة من إدارة بايدن، ثمّ حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد العزل من أبناء غزة والضفة، ومؤخراً حرب العدوان الإسرائيلي على لبنان، بمساندة عسكرية ومادية من إدارة بايدن الديموقراطية، تلك الإدارة التي وقفت مع إسرائيل وتركت يدها الطولة لتقوم بالاغتيالات في غزة والضفة ولبنان، وفي سوريا العراق وإيران، كما تعمدت إدارته منع صدور أي قرارات دولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبخاصة القرارات التي تدين إسرائيل، وعدم استخدام نفوذ أمريكا في عهده للضغط علي إسرائيل لوقف الحرب المدمرة في غزة منذ أكثر من عام، ولهذا فإن شعوب العالم الحر والمؤسسات الأممية والدولية تتهم بايدن وإدارته لتلطخ أيديهم بالدماء، والتورط مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحداث الإبادة والتجويع في غزة والضفة ولبنان، أو حتى مجرد حماية إدارة بايدن للأونروا في فلسطين، وتعريض قوات اليونيفل التابعة للأمم المتحدة للهجمات الإسرائيلية علي حدود لبنان وإسرائيل، دون أي حماية من أمريكا، أو حتى إدانة بايدن لإسرائيل ولو لمرة واحدة، كما أن القوات الأمريكية في عهده قد انسحبت من أفغانستان في ٣١ أغسطس ٢٠٢١، تاركة البلد يعج في الفوضى والإرهاب بعد عشرين عامًا من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وتسليمها البلد لحركة طالبان مرة أخرى، والتسبب في تعريض حياة الكثير من الأفغان للخطر خوفاً من حركة طالبان، وبخاصة هؤلاء الذين لم يتمكنوا من المغادرة لأمريكا وأوروبا، وفشل أمريكا في تحقيق الديموقراطية المزعومة، وترك ما اقترفته في هذا البلد دون عقاب، ناهيك عن فشل حكم بايدن داخل أمريكا، وعدم قدرته علي تحقيق أمن الحدود، وتراجع الاقتصاد وغيرها من المشاكل الاجتماعية في عهده، ما يدفع الكثير من بلدان إلي إعلانهم مقولة " بايدن "go آملين في أن يكون الرئيس الأمريكي القادم قادر علي إحلال السلام في العالم، وبخاصة أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستجرى في الخامس من نوفمبر القادم، والتي يخوضها كلا من الرئيس الأمريكي السابق " دونالد ترامب" عن الحزب الجمهوري، ونائبة الرئيس بايدن "كاميلا هاريس" عن الحزب الديموقراطي، إذ تشهد تلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه المرة، منافسة شرسة وغير مسبوقة بين كلا المرشحين، ومحاولة كلا منهما استقطاب الأصوات من الأمريكيين ذوى الأصول العربية والإفريقية واللاتينية، ومن دلائل ذلك أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلي تساوي النسب بين المرشحين، ولهذا فإن الكثير من دول العالم تتمنى وصول أحد المرشحين إلي الرئاسة وفقاً لمصالحهم التي تتواءم مع توجهات ووعود كلا من هاريس وترامب، وبخاصة روسيا والصين وإيران، ودول الغرب، ودول الشرق الأوسط وعلي رأسها فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن والسودان، وغيرها من الأزمات الدولية التي تنتظر أن يقوم الرئيس الأمريكي القادم علي حل تلك الأزمات، فهل يشهد العالم تغييرا ملحوظاً مع مجيء رئيس أمريكي جديد؟ أم ستبقى أمريكا برؤسائها الديموقراطيين والجمهوريين مهيمنة علي سياسات العالم والعمل فقط من أجل مصالحها التي تأتي علي حساب الشعوب؟

.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

الدب الأمريكي الذي قد يقتل صاحبه!

يتحدث التراث الإنساني عن «الدبة التي قتلت صاحبها»، و«الرواية التي قتلت صاحبها»، و«القصيدة التي قتلت صاحبها»، وكلها تعبيرات تؤكد أن الغباء يقود أحيانًا صاحبه المغرور إلى اتخاذ قرارات متهورة تؤدي إلى إلحاق الأذى به، وبمن يحبه ويدافع عنه، وقد يصل الأمر إلى حد القضاء عليه.

الآن يمكن أن نسحب هذه الأمثال والعبارات على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وعد عند أداء اليمين الدستورية أمام الكونجرس بإعادة أمريكا -التي يحبها بالتأكيد- عظيمة مجددًا، ثم ما لبث أن أصدر سلسلة من الأوامر التنفيذية التي يؤكد مراقبون كثر أنها قد تؤدى في النهاية إلى تفكك الولايات المتحدة وغروب شمس الإمبراطورية الأمريكية.

من الوعود الكثيرة التي قطعها ترامب على نفسه، وتهمنا في هذا المقال، وعده بأن يجعل بلاده «عاصمة العالم» للذكاء الاصطناعي. ثم سرعان ما تحول إلى دب هائج ضرب هذه الصناعة في مقتل ومنح منافسيه من دول العالم الأخرى خاصة الصين فرصة للتفوق عليه، عندما رفع بشكل تعسفي، يبدو غير مدروس، التعريفات الجمركية على كل دول العالم تقريبا.

الأمر المؤكد بعد أن بدأ ترامب حربه التجارية مع العالم، أن هذه الحرب ستكون الولايات المتحدة أكثر المتضررين منها، خاصة على صعيد صناعة الذكاء الاصطناعي التي سيكون عليها من الآن فصاعدًا مواجهة منافسة شرسة مع مثيلتها في الصين ودول أخرى. والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا على كل المهتمين بتطوير برامج الذكاء الاصطناعي هو: كيف ستؤثر التعريفات الجمركية «الترامبية» على هذه البرامج التي ما زالت في طور الحضانة التكنولوجية، إذا أخذنا في الاعتبار أنها بدأت في الظهور منذ 3 أعوام فقط وتحديدا في عام 2022 عندما أطلقت شركة «اوبن آي» برنامج «شات جي بي تي» الذي فتح الباب أمام منافسين كثر في جميع أنحاء العالم لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي حققت زيادة هائلة في الانتشار والاستخدام العالمي من جانب الشركات والمستخدمين الأفراد. وهنا تشير التقديرات إلى أن عدد مستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي حول العالم قد تجاوز 314 مليون مستخدم في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى حوالي 378 مليون مستخدم هذا العام. وحسب أحدث التقارير، تجاوز عدد مستخدمي تطبيقات شات جي بي تي النشطين أسبوعيًا 400 مليون مستخدم في فبراير الماضي.

ورغم تراجع ترامب المفاجئ كالعادة وإصداره أمرًا جديدًا الأسبوع الماضي بإلغاء الرسوم الجمركية التي كان قد فرضها على أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف الذكية، وشاشات العرض المسطحة، ومحركات الأقراص، وأشباه الموصلات القوية المعروفة باسم وحدات معالجة الرسومات، والتي تعد من العناصر الضرورية لمشروعات الذكاء الاصطناعي، ورغم ترحيب شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، مثل آبل وديل، بهذا القرار؛ نظرًا لاعتمادها الكبير على المكونات المستوردة من الصين ودول أخرى، فإن قرارات ترامب التي عرفت بقرارات يوم الجمعة تم التراجع عنها بعد يوم واحد، بإعلان وزير التجارة «هوارد لوتنيك» أمس الأول «أن الرسوم الأمريكية على رقائق أشباه الموصلات والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والتي أعفاها البيت الأبيض في وقت متأخر من يوم الجمعة، ما زالت قيد التنفيذ، وسيتم تحديدها في غضون شهر أو شهرين».

يتجاهل ترامب وإدارته الجمهورية حقيقة قد تعصف بصناعة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وهي أن الرسوم الجمركية الجديدة ستؤدي دون شك إلى زيادة كلفة إنشاء مراكز البيانات والمعلومات التي تشكل حجر الزاوية في تطوير ونشر برامج الذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب أن المواد المطلوبة لتأسيس هذه المراكز مثل مواد البناء ومولدات الطاقة الاحتياطية ومعدات تبريد الخوادم الضخمة ما زالت تخضع للرسوم التي فرضها ترامب على الواردات الصينية.

من التناقضات الملفتة للنظر في سياسة ترامب نحو الذكاء الاصطناعي أنها تريد أن تحافظ على مكانة الولايات المتحدة «كعاصمة للذكاء الاصطناعي في العالم». ووفقًا لأقوال ترامب، فإن «على الولايات المتحدة أن تبقى في الصدارة للحفاظ على اقتصادها وأمنها القومي»، في الوقت نفسه سارع ترامب فور توليه منصبه إلى تقليص قواعد الذكاء الاصطناعي التي كان قد أصدرها الرئيس السابق جو بايدن، بأمر تنفيذي في أكتوبر 2023 لتنظيم مجال الذكاء الاصطناعي، وتحقيق التوازن بين الابتكار وحماية الأمن القومي ومصالح المستهلكين، وضمان استخدام مسؤول للتكنولوجيا مع حماية الحقوق المدنية ومنع إساءة الاستخدام، مثل الاستخدامات التي قد تنتهك الحقوق الدستورية أو تسهم في نشر الأسلحة النووية. وقد ألزم هذا الأمر الشركات العاملة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية، خاصةً عند تطوير تقنيات قد تشكل تهديدًا للأمن القومي أو الصحة العامة أو الاقتصاد. وتضمن هذا الأمر تقديم نتائج اختبارات الأمان وتفاصيل حول آليات تطبيقها، بالإضافة إلى توجيه الوكالات الفيدرالية لوضع معايير تنظيمية للمخاطر المرتبطة بهذه التقنيات.

جاء ترامب وألغى في فبراير الماضي بجرة قلم كل ذلك بزعم أن الخطوات التنظيمية التي وضعتها إدارة بايدن تعيق تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتضع عوائق أمام الشركات الأمريكية، وتجعلها في موقع تنافسي ضعيف مقارنةً بالدول الأخرى، ليعود بنفسه إلى سياسة وضع عوائق أشد.

من الواضح أن الرسوم الجمركية الصارمة التي فرضها ترامب على الصين، التي بلغت حتى الآن 145%، قد تصب في صالح الصين، وتضعف صناعة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وتساعد التنين الصيني في نهاية المطاف على منافسة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن الصين تعد موردًا رئيسيًا لمكونات مراكز البيانات، التي لم يلغ ترامب الرسوم المفروضة عليها.

لقد استبق ترامب الأحداث وتدخل بعنف في مسيرة صناعة وليدة ما زالت في بداياتها، ولم تُحقق بعد أرباحًا كبيرة. صحيح أن شركات التقنية العملاقة ضخت استثمارات مليارية في برامج طويلة المدى لتطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي وبناء مراكز البيانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولكنها تبقى استثمارات بدون عوائد سريعة. ويكفي أن نشير هنا إلى أن «جوجل» أعلنت عن خطط لاستثمار 75 مليار دولار، وأعلنت شركة «مايكروسوفت» عزمها إنفاق 80 مليار دولار هذا العام، بالإضافة الى إعلان شركة «اوبن آي» و«شركة أوراكل»، استثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار، في بناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي خلال فترة ولاية ترامب. هذه الأموال الطائلة والاستثمارات الهائلة تحتاج إلى تبني سياسة الانفتاح على العالم وليس سياسة ترامب التي تغلق الباب أمام الشركات الأمريكية للحصول على ما تريده من العالم، ويتحول ترامب الى دب يقتل صناعة الذكاء الاصطناعي. إذا أردت أن تصبح بلادك عظيمة مرة أخرى يجب أن تحترم العالم المحيط بك أولا، وألا تشن حروبا من المؤكد أنك سوف تخسرها في مواجهة الجميع، وإذا أردت أن تطاع، يا عزيزي ترامب، فإن عليك كما يقول العرب «أن تأمر بالمستطاع».

مقالات مشابهة

  • كونكاكاف يرفض تنظيم كأس العالم بـ64 فريقاً في أمريكا الجنوبية
  • الدب الأمريكي الذي قد يقتل صاحبه!
  • يصعب أن نتخيل عالم ما بعد أمريكا.. لكن يجب أن نتخيله!
  • ترامب يحشد العالم لعزل الصين.. خطة جديدة من الرئيس الأمريكي لضرب بكين اقتصاديا
  • رئيس برلمان أمريكا الوسطى يشيد بالتنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في لقاء مع الطالبي العلمي
  • في أول تصريح علني منذ مغادرته الرئاسة.. بايدن: سياسة ترامب ستدمر أمريكا
  • ترامب.. الرئيس الأمريكي الأضعف والأغبى..
  • سُّلطان عمان يتلقّى اتصالًا هاتفيًّا من الرئيس الأمريكي
  • في ظلّ ما يجري في أمريكا: العالم إلى أين؟
  • أي الملوك دام؟!.. المصير الأمريكي (1)