عربي21:
2025-04-02@07:16:18 GMT

رابعة العدوية وحكم الإخوان ومتلازمة البالون

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والذي قامت خلال قوات الشرطة والجيش بمجازر ضد مدنيين سلميين معارضين لانقلاب الــ3 من يوليو 2013 في مصر، والذي تفاوتت أعداد من قضوا فيه بين 670 شهيدا بحسب وزارة الصحة و6000 بحسب المعارضة، والذي اعتقل على إثره الآلاف.. هو نتيجة لتجاذبات سياسية سبقت هذه الأحداث بعام، وتحديداً بعد انتخاب مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي وتوليه مقاليد البلاد، وإن كانت مقدماتها مرتبطة بثورة يناير، وهي الحقيقة التي فهمها لاحقاً من أيد المجزرة ومن قام بها، بعد أن تم إقصاؤه.



لقد كانت الفترة التي "لم يحكم" فيها الإخوان البلاد رغم سيطرتهم على المجالس النيابية والتنفيذية، فخّاً وقعوا فيه، نصبته لهم قوى يوليو بعسكرها ومدنييها والقوى الدولية، ونفّذته وموّلته القوى الإقليمية، لكنهم ومع تكرار التاريخ وإعادته لنفسه لم يتعلموا الدرس، وإن كان الفارق نوعيا بين ما حدث في 1954 وما حدث في 2013، مع غياب عوامل مؤثرة كثيرة في 1954 بالمقارنة مع 2013 وعلى رأسها الإعلام والقوى الإقليمية التي موّلت واستقطبت ودفعت أطرافا داخلية لإفشال التجربة، وفي ظل تحمّل المعارضة "المدنية"، كما تسمّي نفسها، مسئولية التمهيد لإفشال التجربة.

لكن أيضاً لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال الأداء غير الناضج للإخوان في هذه الفترة، وتراخيهم رغم انكشاف نوايا الثورة المضادة متمثلة في قادة القوات المسلحة ودولة يوليو العميقة، في كثير من المواقف، بداية من الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس العسكري لتقييد الرئيس المنتخب، وقبلها حل مجلس الشعب، وصولاً إلى البيان الذي أصدره في عصر الأول من يوليو، وأمهل فيه القوى السياسية 48 ساعة لحل الأزمة والتهديد بأنه ما لم تنحل الأزمة فإنه سيعلن خارطة طريق يشرف على تنفيذها بنفسه، ليرد عليه الرئيس في خطاب مطول تضمن المقولة المشهورة "الجيش فيه رجالة زي الدهب".

تعرف أحمد من خلال زميله في الكلية، محمد، على الإخوان المسلمين، بعد أن صارحه عن الجماعة ونشاطاتها، وبعد عدة نشاطات دعاه لها مع الجماعة دون أن يكشف عن هوية من كان معهم من شباب في تلك الأنشطة. وافق أحمد أن ينضم للجماعة، ويشارك في أول معسكر لشباب الجماعة ليقيم معهم الليل ويتلقى الدروس الدينية ويمارس الأنشطة الرياضية التي كان من ضمنها مسابقة البالون، وهي مسابقة شرحها المشرف عن المعسكر، بعد أن وزع على كل واحد من الشباب بالونا ربطه في ساقه وعليه أن يحافظ عليها دون أن ينفجر، وبعد نزال مشوق حاول كل شاب أن يفجر بالون زميله ويحافظ على بالونه، وانتهى الأمر بفوز أحدهم، أعطى المشرف درساً وعبرة من هذه المسابقة، بأن الكل حاول تفجير بالون زميله لكنه لو لم يدخل في المعمعة ولم يحاول تفجير بالون زميله ما انفجر بالونه.

لم يكن الإخوان المسلمون يوماً ثوريين، رغم أن شبابهم كانوا أكثر حماساً في الثورة وأبلوا بلاءً حسناً في مواقف كثيرة اقتضت التضحية، لكن قياداتهم المتشبعة بفكرة الإصلاح والتغيير المتأني والبطيء للمجتمع تكبح جماح هذه الفكرة التي راجت في الوطن العربي بنظرية الأواني المستطرقة، ورغم ذلك استفادت من الثورة وانخرطت فيها بعد تردد على أمل الاستفادة منها وصولاً للمرحلة الرابعة من المراحل التصاعدية للتكوين، من بناء الفرد والأسرة والمجتمع ثم الدولة، وصولاً لأستاذية العالم.

والجماعة رغم وفرة العلماء فيها، لم تنتهج المنهج العلمي في المتابعة والمراقبة والتقييم وقياس الأداء، ما يعني أن الجماعة لم تعرف إن كانت استطاعت أن تتدرج بالفعل في مراحل التكوين وبَنَتْ الفرد ثم الأسرة بالفعل، وهل أصبح المجتمع قابلاً للتحول للدعوة ومن ثم أصبح لديهم حاضنة شعبية تؤهل لبناء الدولة.

إن نظرية الحاكم المتغلب التي يتكلم بها الجامية، والتي نؤيدها، إنما هي أمر واقع في التاريخ، من لدن حتشبسوت ثم بروتس مروراً بحروب الردة وواقعة التحكيم، وصولاً لآخر انقلاب في أفريقيا منذ أيام في النيجر. والتاريخ يؤكد أن الحكم لو لم تصاحبه قوة فلا مكان للحاكم، وكم من حاكم تقلد إرثاً أو صدفة، أطيح به لضعفة، وفقدانه مقومات الحكم المختصرة في القوة. فالعدل وإن كان أساس الملك فإن القوة هي مناط إنفاذ هذا العدل، وحتى يتم ذلك فعلى الإخوان أن يعدّلوا منهجهم ويتعلموا من تجاربهم ودروس التاريخ، أو أن تصنع الأمة لها تياراً ثالثاً يتخذ من العلم سبيلاً ومن القوة مركباً ومن العدل عباءة، لنخرج من ثنائية العسكر والإخوان بثوبها الحالي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر الإخوان الثورة مصر الإنقلاب الإخوان الثورة الحكم العسكري مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بحد أدنى 150 جنيها.. الحكومة تقر زيادة للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية وغير المخاطبين يوليو القادم

أكد أحمد كجوك، وزير المالية، أنه جاري من بداية تاريخ 1 يوليو 2025، صرف زيادة العلاوة الدورية لجميع العاملين المخاطبين بقانون الخدمة المدنية بنسبة 10%.

كما أشار في بيانه له اليوم الإثنين31 مارس 2025، أنه تقرر أيضا نسبة 15% للعاملين خارج إطار قانون الخدمة المدنية، على أن لا يقل الحد الأدنى للزيادة عن 150 شهريا من وقت صرف الزيادة المقرر في أول شهر يوليو المقبل لعام 2025.

كما كشف وزير المالية عن اعتماد إعانة «غلاء المعيشة» والتي لا تزيد حاليا عن 600 جنيها، ليتم صرفها بالزيادة الجديدة حتى 1000 جنيها.

كما تقرر اعتماد زيادة الحافز الحافز الإضافي المقرر للموظفين المخاطبين بأحكام قانون الخدمة المدنية المشار إليه، والعاملين غير المخاطبين به لـ 300 جنيه تشمل كل الدرجات الوظيفية من «السادسة» حتى «الممتازة».

وكانت قد انتهت وزارة المالية من اعتماد الموازنة العامة الجديدة ومن ثم أرسلتها لمجلس النواب للتصديق عليها، وقد اشتملت على الآتي:

-خصصت الدولة في الموازنة العامة الجديدة 160 مليار جنيه لدعم السلع ورغيف العيش.

-كما قررت الدولة أن تخصص توجه مبلغ بما قيمته 679 مليار جنيه لزيادة أجور العاملين في الدولة.

-وقررت الدولة أن تخصص مبلغ بمقدار 15 مليار جنيه لتكاليف العلاج على نفقة الدولة.

وكان قد أعلن أحمد جكوك وزير المالية، عن زيادة بنسبة 25% في معاشات تكافل وكرامة، وهي زيادة دائمة، كشف عنها خلال مؤتمر الحكومة الأسبوع في شهر رمضان، ومن المقرر أن يتم التأكيد على ذلك القرار في مطلع إبريل القادم بحسب كجوك.

ووجهت الدولة صرف مبلغ قيمته 5.9 مليار جنيه لقطاع التأمين الصحي الشامل، وذلك في الموازنة العامة الجديدة للدولة.

اقرأ أيضاًالحكومة: لا صحة لتراجع الإنفاق على قطاعات الصحة والتعليم في الموازنة العامة الجديدة

الحكومة تكشف حقيقة تقليص مخصصات قطاع الصحة المالية بالموازنة العامة الجديدة

بدء الجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة قانون العمل

مقالات مشابهة

  • مشروع القرن.. كيف تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير يوليو المقبل؟
  • إدانة تلميذ بـ20 سنة حبساً تورط في قتل زميله أمام مؤسسة تعليمية بطنجة
  • شاب يطعن زميله في حلوان بسبب خلافات بينهما
  • بوغبا يوقع مع نادٍ درجة رابعة.. حقيقة أم كذبة أبريل؟
  • في كتاب "العودة إلى للتصوف".. حسام الحداد يطرح الأسئلة الشائكة في توظيفه السياسي
  • بحد أدنى 150 جنيها.. الحكومة تقر زيادة للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية وغير المخاطبين يوليو القادم
  • من أول يوليو المقبل.. رفع الحد الأدنى للأجور 1100 جنيه زيادة دائمة شهرية
  • وزير المالية: زيادة أجور العاملين بالدولة بحد أدنى 1100 جنبه من أول يوليو المقبل
  • وزير المالية: زيادة أجور العاملين بالدولة من أول يوليو المقبل
  • الرئيس التونسي: عهد «اللوبيات» يجب أن ينتهي