الأسبوع:
2025-03-04@17:55:04 GMT

هل يستطيع السودان؟

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

هل يستطيع السودان؟

يواجه السودان أصعبَ مرحلة في تاريخه الحديث، حيث يقف وحيدًا أمام تمرد الدعم السريع من ناحية والدعم الدولي والإقليمي لتخريبه. وعلى الرغم من أن السودان مرَّ بمرحلتين للحروب الأهلية في الماضي، أولها تلك الحرب مع الجنوب ذي الغالبية المسيحية التي اندلعت في أغسطس 1955، وانتهت باتفاق السلام 2005، والذي منح الجنوب حقَّ تقرير مصيره، فاختار الانفصال وكان التقسيم الأول للبلاد 2011.

أما المرحلة الثانية فكانت عام 2003 عندما تمرد إقليم دارفور -خاصةً قبائله الإفريقية- على الدولة المركزية في الخرطوم، وانتهت هذه المرحلة أيضًا باتفاقيات للسلام وانحياز الحركات المسلحة للجيش ضد تمرد الدعم السريع. وهناك عدة أسباب لجعل النزاع الأخير هو الأخطر في تاريخ السودان، مما يهدد بفناء الدولة وشطبها من الخريطة الكونية، يمكن إيجازها فيما يلي:

أولاً: أن النزاع يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للبلاد عبر طرد السكان الأصليين من قبائل عربية وإفريقية وإحلال عرب الشتات الذين تمَّ جلبُهم من تشاد وإفريقيا الوسطى والنيجر ومالي محلهم.

ثانيًا: أن هذا المخطط تسعى له وتدعمه جبهة عريضة من دول الجوار ودول عربية وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وأن هذا التحالف هو الأقوى عسكريًّا واقتصاديًّا، ويجد السودان صعوبةً كبرى في مواجهته داخل ميادين الحرب في أروقة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تحاول إسباغ الشرعية على التمرد وعلى القتل وعمليات الإبادة.

ثالثًا: مواجهة الجيش السوداني لطرق جديدة في تسليح المتمردين من خلال استغلال شاحنات الإغاثة الإنسانية والتي تدخل محملة بأحدث الأسلحة داخل أكياس الدقيق والخبز، وهو ما يضع الجيش بين خيارين كليهما مر: إما منع الإغاثة والتسبب في وفاة مئات الآلاف جوعًا، أو إدخالها والتسبب في قتل مئات الآلاف برصاصات التمرد.

رابعًا: ومما يعرِّض الدولة السودانية للانهيار انحياز تيار واسع من النشطاء والمثقفين ومحترفي السياسة إلى جانب التمرد والعمل مع خطة العدو، ويمتلك هؤلاء أبواقًا إعلامية عربية وأوروبية للعمل ضد الجيش السوداني وتخريب مؤسسات الدولة، والأخطر من كل ذلك إثارة الفتنة بين قبائل ومناطق السودان لتفتيت النسيج الاجتماعي للبلاد.

خامسًا: نجح التحالف المعادي في منع تسليح الجيش السوداني من ناحية، وضرب مؤسسة الصناعات العسكرية الوطنية من ناحية ثانية، وتدمير مخزون البلاد الغذائي والصحي من ناحية أخرى. يتم ذلك بشكل منظم منذ إسقاط نظام البشير في أبريل 2019، مما جعل الجيش يحاول الحصول على سلاحه بطرق سرية. كما أنه مطالَب بالصرف على الخدمات الصحية والتعليمية والطرق والطاقة دون أن تكون له أي موارد.

وأمام كل التحديات يجد الجيش السوداني نفسَه غيرَ قادر على تشكيل حكومة جديدة تتحمل عنه العمل المدني ومخاطبة الخارج خشية تعرُّضه لفخ تشكيل الدعم السريع حكومةً موازيةً يمكن أن تحصل على اعتراف عدد من الدول الأوروبية والإفريقية، مما يرسِّخ لتقسيم البلاد بين حكومتين وجيشين.. فهل يستطيع السودان الانتصار على كل هذه الأزمات والخروج منتصرًا من شِباك الإجرام الدولي؟!!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجیش السودانی من ناحیة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتقدم شرقي الخرطوم

أفادت مصادر سودانية، اليوم الاثنين، بسيطرة الجيش السوداني على محطة 13 بشرق النيل وتقدمه ضد قوات الدعم السريع واقترابه من جسر المنشية الرابط بين وسط الخرطوم ووسط محلية شرق النيل.

وأوضحت مصادر عسكرية أن الجيش أحرز تقدما في أحياء عدة بشرق النيل، فيما قال مصدر مطلع في قوات "درع السودان" التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، إن الجيش والقوات المساندة له اقتربت من الوصول إلى الناحية الشرقية من جسر المنشية.

وأضاف المصدر أن السيطرة على الجسر باتت مسألة وقت، وأن قوات الدعم السريع بدأت في الانسحاب، "ولم يتبق منها سوى قناصة يتخندقون في بعض البنايات، ويجري التعامل معهم".

كما قال مصدر عسكري للجزيرة، إنّ الجيش تقدم في أحياء عدة بشرق النيل من بينها أحياء النصر، والهدى، ومرابيع الشريف، إلى جانب تقدمه نحو حي القادسية.

وكان مصدر ميداني قال للجزيرة، إن الجيش سيطر على المحطة رقم 13 بشرق النيل، واقترب من جسر المنشية، في حين أظهرت صور بثها سلاح المدرعات بالجيش السوداني اقتراب وحداته من وسط العاصمة الخرطوم.

وقد تعهد قائد منطقة الشجرة العسكرية وسلاح المدرعات في الجيش اللواء نصر الدين عبد الفتاح لدى تفقده دفاعات الجيش بجسر الحرية الرابط بين وسط الخرطوم وجنوبها، "بتحقيق النصر" والوصول إلى القصر الجمهوري وجزيرة توتي خلال شهر رمضان.

إعلان

بدورها، قالت الخارجية السودانية إن القوات المسلحة تتقدم في جميع المحاور توطئة لبسط السلام والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.

من جهتها، أفادت غرفة طوارئ شرق النيل، بولاية الخرطوم في وقت سابق، بأن تصاعد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع أدى إلى نزوح آلاف الأسر السودانية من مدينة شرق النيل، شمالي العاصمة الخرطوم.

وأشارت غرفة الطوارئ إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءا، بسبب تكدس السكان في مناطق النزوح، تزامنا مع دخول شهر رمضان، ما يجعل الحاجة ملحة لتوفير الملاجئ الآمنة والغذاء والماء والرعاية الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة.

كما ناشدت الغرفة المنظمات الإنسانية والجهات ذات الصلة بضرورة المساهمة الفورية، وتقديم الدعم الإنساني العاجل.

مواجهات الفاشر

وفي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلن الجيش السوداني أن عشرات من الدعم السريع سقطوا بين "قتيل وجريح" في 4 غارات شنها بمحيط المدينة.

وكان إعلام الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش بمدينة الفاشر قال أمس الأول، إن ما سماها المليشيا استهدفت بالمسيّرات والمدافع عددا من المواقع بالمدينة، من بينها حيي أبو جَربون "دون وقوع خسائر".

وأوضح إعلام الجيش أن قيام قوات الدعم السريع بقصف الفاشر يأتي بعد أن "منيت بخسائر" بمناطق ودَعة ودارالسلام جنوبي وغربي الفاشر، حسب البيان.

كما أضاف أن الجيش أوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الدعم السريع القادمة من مدينتي نِيالا بولاية جنوب دارفور، والضِعين بولاية شرق دارفور القادمة "بغرض الهجوم على الفاشر".

وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) من أصل 5 ولايات، في حين تخوض اشتباكات ضارية مع الجيش في مدينة الفاشر التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات الإقليم.

ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

إعلان

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: “الدعم السريع” هاجمت بمسيرات سد مروي شمال البلاد
  • السودان: الدعم السريع وجماعات متحالفة معها توقّع على دستور انتقالي
  • للمرة الثالثة الدعم السريع يستهدف محطة مروي بطائرات مسيّرة وانقطاع الكهرباء في الولاية الشمالية
  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يتقدم شرقي الخرطوم
  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
  • الجيش: سيطرنا على منظومة تشويش تابعة لقوات الدعم السريع على سطح منزل في شرق النيل – فيديو
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع