يواجه السودان أصعبَ مرحلة في تاريخه الحديث، حيث يقف وحيدًا أمام تمرد الدعم السريع من ناحية والدعم الدولي والإقليمي لتخريبه. وعلى الرغم من أن السودان مرَّ بمرحلتين للحروب الأهلية في الماضي، أولها تلك الحرب مع الجنوب ذي الغالبية المسيحية التي اندلعت في أغسطس 1955، وانتهت باتفاق السلام 2005، والذي منح الجنوب حقَّ تقرير مصيره، فاختار الانفصال وكان التقسيم الأول للبلاد 2011.
أما المرحلة الثانية فكانت عام 2003 عندما تمرد إقليم دارفور -خاصةً قبائله الإفريقية- على الدولة المركزية في الخرطوم، وانتهت هذه المرحلة أيضًا باتفاقيات للسلام وانحياز الحركات المسلحة للجيش ضد تمرد الدعم السريع. وهناك عدة أسباب لجعل النزاع الأخير هو الأخطر في تاريخ السودان، مما يهدد بفناء الدولة وشطبها من الخريطة الكونية، يمكن إيجازها فيما يلي:
أولاً: أن النزاع يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للبلاد عبر طرد السكان الأصليين من قبائل عربية وإفريقية وإحلال عرب الشتات الذين تمَّ جلبُهم من تشاد وإفريقيا الوسطى والنيجر ومالي محلهم.
ثانيًا: أن هذا المخطط تسعى له وتدعمه جبهة عريضة من دول الجوار ودول عربية وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وأن هذا التحالف هو الأقوى عسكريًّا واقتصاديًّا، ويجد السودان صعوبةً كبرى في مواجهته داخل ميادين الحرب في أروقة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تحاول إسباغ الشرعية على التمرد وعلى القتل وعمليات الإبادة.
ثالثًا: مواجهة الجيش السوداني لطرق جديدة في تسليح المتمردين من خلال استغلال شاحنات الإغاثة الإنسانية والتي تدخل محملة بأحدث الأسلحة داخل أكياس الدقيق والخبز، وهو ما يضع الجيش بين خيارين كليهما مر: إما منع الإغاثة والتسبب في وفاة مئات الآلاف جوعًا، أو إدخالها والتسبب في قتل مئات الآلاف برصاصات التمرد.
رابعًا: ومما يعرِّض الدولة السودانية للانهيار انحياز تيار واسع من النشطاء والمثقفين ومحترفي السياسة إلى جانب التمرد والعمل مع خطة العدو، ويمتلك هؤلاء أبواقًا إعلامية عربية وأوروبية للعمل ضد الجيش السوداني وتخريب مؤسسات الدولة، والأخطر من كل ذلك إثارة الفتنة بين قبائل ومناطق السودان لتفتيت النسيج الاجتماعي للبلاد.
خامسًا: نجح التحالف المعادي في منع تسليح الجيش السوداني من ناحية، وضرب مؤسسة الصناعات العسكرية الوطنية من ناحية ثانية، وتدمير مخزون البلاد الغذائي والصحي من ناحية أخرى. يتم ذلك بشكل منظم منذ إسقاط نظام البشير في أبريل 2019، مما جعل الجيش يحاول الحصول على سلاحه بطرق سرية. كما أنه مطالَب بالصرف على الخدمات الصحية والتعليمية والطرق والطاقة دون أن تكون له أي موارد.
وأمام كل التحديات يجد الجيش السوداني نفسَه غيرَ قادر على تشكيل حكومة جديدة تتحمل عنه العمل المدني ومخاطبة الخارج خشية تعرُّضه لفخ تشكيل الدعم السريع حكومةً موازيةً يمكن أن تحصل على اعتراف عدد من الدول الأوروبية والإفريقية، مما يرسِّخ لتقسيم البلاد بين حكومتين وجيشين.. فهل يستطيع السودان الانتصار على كل هذه الأزمات والخروج منتصرًا من شِباك الإجرام الدولي؟!!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الجیش السودانی من ناحیة
إقرأ أيضاً:
البرهان يحسم أمر إدارة الاسلاميين للحرب .. المجد للبندقية
بورتسودان- متابعات تاق برس – قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إن الحديث عن عن إدارة “الإسلاميين” للحرب من بورتسودان أكاذيب وليس هناك أحد يقوم بتوجيهنا في هذه الحرب ولن يملي علينا أحد شيء.
وأضاف “سنذهب في هذه المعركة حتى الانتصار ولن نخذل أي شخص وضع الأمل في أن الجيش سينتصر ولا يوجد مجد آخر وإنما المجد للبندقية.
وشدد بعدم وجود أحد يقوم بتوجيهم في هذه الحرب ولن يملي علينا أحد شيء، واضاف “هناك أكاذيب أن الإسلاميين في بورتسودان من يديرون الحرب”.
وقال البرهان اليوم فى ورشة الخدمة المدنية ، ان من اسماهم المرجفون يروجون أن الحرب ضد أعراق محددة، و:”حربنا ضد كل من يحمل السلاح ضد الدولة”.
واوضح ان الحرب ليست ضد أي قبيلة ومن يروجون لذلك يقصدون تحشيد الناس وجرهم للقتل، وان تمرد رئيس القبيلة لا يعني تمرد كل القبيلة
وجدد قائلا” سنذهب في هذه المعركة حتى الانتصار”.
واعتبر البرهان قتل قوات الدعم السريع للمواطنين في منطقة الصالحة بأم درمان ينم عن كراهيتهم للشعب السوداني.
وأشار البرهان إلى أن الحرب على كل من يحمل السلاح ضد الدولة وليست ضد أي قبيلة ومن يروجون لذلك يقصدون تحشييد الناس وجرهم للقتل، وأكد أن تمرد زعيم القبيلة لا يعني تمرد كل القبيلة.
وقال البرهان: علّمتنا التجارب السابقة والمظاهرات وترك العمل وكسر الشارع وحرق اللساتك التي ولت مع الجماعة السابقة، بأن المجد ليس لحرق اللساتك وإنما للبندقة فقط.. الحرب وحّدت الشعب السوداني في إطار الاصطفاف الوطني.. والجيش لن يخذل الشعب.
ودعا البرهان إلى مراجعة قوانين الخدمة المدنية في السودان، وقال خلال مخاطبته مؤتمر الخدمة المدنية إن تعدد القوانين وتغيرها كل حين في الحقب الماضية اضر بالدولة.
وأضاف “لابد من مواكبة موظفي الدولة لتقنيات إدارة المهنة وتطوير الموظف ونتظر قانون محكم ومواكب ندير به المرحلة القادمة.
وأضاف :الخدمة المدنية بيها تشوهات واختلالات وأي زول فاكر الوزارة حقتو يجيب ولد خالتو وحبويتو يشغلهم وده السبب الخلانا غير منتجين
ووجه وزارة العمل بمراجعة كل الوظائف والتأهيل هو المفصل، ونوه إلى ان المرحلة القادمة في الدولة لابد من ادارتها بالقوانين واللوائح لا نسمح بتخريب واضرار ممتلكات الدولة.
البرهان الإسلاميينالحرب