إيمان كمال تكتب: السينما ليست سجادة حمراء (فقط)..والأناقة ليست جريمة
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
المرأة في الجونة السينمائي 7..
متمردة، مناضلة، حرة على الشاشة
-"آخر المعجزات" صدمة رقابية جديدة هزت فرحة الافتتاح
على السجادة الحمراء في ليلة الافتتاح تتأنق الفنانات والفنانين بطبيعة الحال، وهو أمر بديهي في المحافل والفعاليات على مستوى العالم وبالأخص الفنية والسينمائية، وفي الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي شهدت السجادة الحمراء تأنق كثير من النجمات اللاتي حرصن على ارتداء كل ما هو جذاب و"شيك"، وهو الأمر الذي يثير حالة من الجدل سنويا ليس في الجونة فقط.
ولأن الكيل بمكياليين هو آفة البعض على السوشيال ميديا، والمتشددين.. فعلى الجانب الآخر اعجاب وانبهار بما ترتديه النجمات العالميات في المحافل والمهرجانات العالمية في الأوسكار ومهرجان كان وبرلين وغيرها من المهرجانات الكبرى.
هذا الاعجاب والانبهار يليق أيضا بنجمات الوطن العربي، لأن الأناقة ليست جريمة، ولا تقلل من قيمة أى مهرجان بل تكمل الصورة، وتعطي نوعا من البريق والدعاية الجيدة، دون أن نغفل القيمة الحقيقية في عروض الأفلام والجلسات النقاشية والندوات والورش وغيرها من الفعاليات السينمائية التي رفعت شعار "كامل العدد".
(1)
"آخر المعجزات "صدمة رقابية
قبل افتتاح مهرجان الجونة بساعات ومع الاستعداد لمشاهدة الفيلم المصري القصير "آخر المعجزات" فوجئ مخرج الفيلم عبد الوهاب شوقي وحضور المهرجان بمنع العرض لأسباب رقابية غير مفهومة.
فيلم قصير مأخوذ عن قصة "معجزة" للأديب المصري العالمي نجيب محفوظ قررت الرقابة منعه دون إبداء أسباب واضحة، في تعنت واضح واستكمال في دور الوصاية على الإبداع، بعد منع عرض فيلم "الملحد" قبل أشهر قليلة.
كنت محظوظة بمشاهدة الفيلم قبل أشهر، فيلم يحمل قيمة فنية وسينمائية تطمئن على أن مصر لا تزال تحظى بمخرجين موهوبين ومخلصين للصناعة، فيلم صوفي يشبه مخرجه..عبد الوهاب شوقي، نأمل أن تصحح الرقابة الخطأ ويعرض الفيلم في السينما.
(3)
"الستات"..حرة
بعيدا عن فساتين نجمات الجونة..ولأن المهرجان خلال سبع دورات قدم مجموعة من الأفلام المهمة على مستوى الصناعة والقيمة الفنية والإنسانية أيضا -تطبيقا لشعار المهرجان "من أجل الإنسانية"- اهتمت مجموعة من أفلام الدورة السابعة بالمرأة..عالمها النفسي، أحلامها، تفاصيلها المدهشة والمعقدة.
أول هذه الأفلام هو الفيلم المصري التسجيلي الطويل "رفعت عيني للسما" في عرضه العربي الأول بعد حصوله على جائزة العين الذهبية في النسخة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، كما حصل أيضا على جائزة فارايتي لأفضل فيلم أثناء فعاليات الجونة السينمائي.
يتقاسم الزوجان ندى رياض وأيمن الأمير إخراج الفيلم الذي قررا من خلاله رصد تجربة 6 فتيات من صعيد مصر وبالتحديد من قرية البرشا، يقدمن عروضا مسرحية في الشارع في تمرد واضح على عادات القرية، لكل منهما حلمها الخاص سواء بالتمثيل أو الغناء أو احتراف الباليه.
وهو ما قالت عنه ماجدة مسعود أحدى عضوات فريق "بانوراما برشا" أن الفتيات ناقشن التمييز الذي تتعرض له المرأة خاصة في الصعيد، مثل الزواج المبكر، ومنعها من اختيار شريك الحياة، والعنف الأسري وتعليم الفتيات، ومنعها من ارتداء ما تحب، فكل منهما تمتلك أحلاما كبيرة.
ويقول مخرج الفيلم أيمن الأمير: "بطلات الفيلم لديهن طموحات فنية ورغبة في احتراف التمثيل والغناء والرقص، وهن يقدمن عروضا في الشارع، ويشاركن في ورش صناعة أفلام، وهو ما طور من طاقتهن الإبداعية وأسهم بشكل غير مباشر في الفيلم من خلال تقديم عروض أكثر قوة وجرأة وصدقا مع القضايا التي عبروا عنها".
فيلم وثائقي آخر عن المرأة قدمته المخرجة رند بيروتي "احكيلهم عنا"، الفيلم قدم تجربة مجموعة من اللاجئات العربيات والكرديات تعشن مع عائلاتهن في ألمانيا، والصراع في محاولة تحقيق طموحهن بينما ينظر المجتمع للمهاجرين على اعتبار أنهم خطرا يهدده، فكل واحدة من البطلات لهما أحلامها لكن الواقع فرض عليهن وضعا مختلف حين وجدن أنه عليهن الانتهاء من الدراسة الثانوية وتعلم الألمانية ومن ثم العمل كممرضات في دار رعاية المسنين.
في الفيلم الروائي الطويل "الكل يحب تودا" للمخرج المغربي نبيل عيوش، وهو الفيلم الذي اختير ليمثل المغرب في الأوسكار في فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وعرض لأول مرة في مهرجان كان.
تقدم الممثلة نسرين الراضي في الفيلم واحد من أفضل أداءتها السينمائية، في شخصية البطلة "تودا" المغنية أو "الشيخة" المتخصصة في غناء "العيطة" وهو نوع من الغناء كان حكرا على الرجال.
يبدأ الفيلم بتعرض تودا للاغتصاب بعد أن قرر بعض الرجال استباحة جسدها لمجرد أنها "مغنية" في الأفراح، طوال الأحداث ترفض تودا جنى المال أو الاسترزاق من خلال جسدها، ترفض أن يتعامل معها الرجال على أنها عاهرة، حتى لو اضطرت لخسارة عملها، وإن لم تمانع مع ممارسة الحب مع من أعجبها، فهى "حرة" في اختياراتها الجسدية، وحرة في اختيارها لون الغناء الذي تحب، قوية الظروف الصعبة التي تواجهها ومسئوليتها عن نجلها الأصم ذي السنوات التسع، تسعى للفرصة التي تنقلها من عالم الملاهي الليلة لتصبح مطربة محترفة..دون أن يكون جسدها هو ثمن الوصول.
في "الفستان الأبيض" اختارت المخرجة جيلان عوف التعبير عن مشاعر إنسانية بسيطة، من خلال البطلة "وردة" التي تحلم بارتداء الفستان الأبيض في ليلة زفافها قبل أن تكتشف تلف الفستان، لتبدأ رحلة بحث عن فستان أبيض بصحبة صديقتها.
أفلام أخرى اهتم صناعها بقضايا المرأة، منها الفيلم التونسي "ماء العين" من تأليف وإخراج مريم جوبير،خللا الأحداث تشعر الأم "عائشة" بصدمة كبيرة حين تكتشف أن ابنيها انضموا إلى تنظيم متطرف، ولا تستطيع التعامل مع الشعور بالذنب، ومع عودة أحد الأبناء تكتشف أن عليها اخفائه بعيدا عن الأعين لأن السجن هو مصيره.
أما المخرجة الهندية شوتشي تالاتي تناقش في فيلم "الفتيات يبقين فتيات" التعقيدات النفسية التي تمر بها المراهقات والتمرد على محاولات القمع الأسرية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أجواء مهرجان الجونة أجواء الجونة من خلال
إقرأ أيضاً:
23 جائزة في مهرجان الاسماعيليه الدولي للأفلام التسجيلية
أعلنت إدارة مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية، منح ٢٣ جائزة للأفلام الفائزة في مسابقات المهرجان المقرر انطلاقه في ٥ فبراير المقبل بمشاركة نحو ٣٤ دولة .
وأكدت إدارة المهرجان أن نحو 8 جوائز تم تخصيصها للأفلام المتسابقة في مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل ومسابقة الفيلم القصير التسجيلي والروائي و التحريك.كما سيمنح ملتقى الإسماعيلية 7 جوائز لتطوير مشروعات الأفلام المتقدمة في المسابقة،و8 جوائز خاصة بورشة عمل ذاكرة المدينة للأفلام المكتملة والمشروعات المكتوبة، وذلك بالتعاون مع شركاء المهرجان.
وكانت محافظة الإسماعيلية عقدت اليوم اجتماعًا تنسيقيًا لبحث الاستعدادات النهائية لاستضافة الدورة السادسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، ترأس الاجتماع المهندس أحمد عصام، نائب محافظ الإسماعيلية، بحضور اللواء محمد أنيس، السكرتير العام للمحافظة، والمخرجة هالة جلال، رئيسة المهرجان.
أكدت المخرجة هالة جلال، أن إدارة المهرجان تسعى هذا العام لتقديم دورة متميزة تليق بتاريخ المهرجان ومكانته الدولية، مشيرة إلى أهمية تحسين جودة الأفلام المختارة وتنظيم الفعاليات بطريقة احترافية لتقديم تجربة استثنائية للجمهور وضيوف المهرجان.
كما أعربت عن تطلعها إلى تعزيز حضور الشباب من صناع الأفلام ومنحهم الفرصة للتعبير عن إبداعاتهم الفنية.
من جانبه، أوضح المهندس أحمد عصام، نائب محافظ الإسماعيلية، أن المحافظة تولي أهمية كبيرة لهذا الحدث، باعتباره منصة ثقافية وسياحية هامة تعكس الوجه الحضاري للإسماعيلية.
وأكد عصام أن المحافظة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان توفير كافة الخدمات اللوجستية، وتسهيل الإجراءات لاستقبال الضيوف من مصر وخارجها.
تناول الاجتماع مناقشة الترتيبات النهائية المتعلقة بمواقع العروض والفعاليات المصاحبة، بالإضافة إلى تجهيزات استقبال الوفود الدولية.
وأكدت إدارة المهرجان أنه سيتم تسليط الضوء على موضوعات جديدة ومتنوعة من خلال المسابقات الرسمية والندوات، من بين المسابقات، مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة: تضم 10 أفلام تعالج موضوعات إنسانية واجتماعية، مقدمة من مخرجين من مختلف أنحاء العالم، ومسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة تشمل 24 فيلمًا من 20 دولة، من بينها 12 فيلمًا عربيًا، مما يبرز التنوع الثقافي للأعمال المشاركة، ومسابقة النجوم الجديدة تركز على دعم المخرجين الشباب، بمشاركة 17 فيلمًا يعكسون رؤى إبداعية مبتكرة.
وأعلنت إدارة المهرجان عن إقامة مجموعة من الندوات والورش التي تستهدف مناقشة تطورات صناعة السينما التسجيلية والقصيرة، كما سيتضمن برنامج المهرجان فقرة خاصة لتكريم المخرج الكبير علي الغزولي من خلال عرض مجموعة مختارة من أبرز أعماله.
أكد الحضور على أهمية هذا الحدث كوسيلة لتسليط الضوء على قضايا إنسانية وثقافية متنوعة، مع تعزيز مكانة الإسماعيلية كمركز ثقافي وسينمائي عالمي.
وأشاد المهندس أحمد عصام، نائب محافظ الإسماعيلية، بالدور البارز الذي يقوم به المتطوعون في تنظيم الدورة السادسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، المقرر انطلاقه في الفترة من 5 إلى 11 فبراير 2025.
وأكد عصام، أن الشباب المتطوعين يمثلون العمود الفقري لإنجاح هذا الحدث الفني والثقافي الكبير، مشيرًا إلى أن حماسهم وعملهم الدؤوب يعكسان صورة مشرفة للإسماعيلية وأبنائها.
وأضاف نائب المحافظ أن المهرجان يتيح فرصة فريدة لهؤلاء الشباب للتفاعل مع خبراء السينما وصناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم في تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم التنظيمية.
يتولى المتطوعون مجموعة متنوعة من المهام التنظيمية، بما في ذلك استقبال الضيوف، وتنسيق الفعاليات، وتقديم الدعم اللوجستي خلال العروض السينمائية والندوات، كما يساهمون في الترويج للفعاليات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعزز من وصول المهرجان إلى جمهور أوسع.
من جانبها، أشادت المخرجة هالة جلال بحماس الشباب المتطوعين، ووصفتهم بأنهم "الوقود المحرك للمهرجان".
وأكدت أن إدارة المهرجان حرصت على تنظيم برامج تدريبية مسبقة لتأهيل المتطوعين، وضمان تنفيذ الفعاليات بأعلى مستوى من الكفاءة.
اختتم المهندس أحمد عصام تصريحاته بتأكيد دعم المحافظة الكامل لفريق المتطوعين، وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لإنجاح المهرجان، ودعا الشباب للاستفادة من هذه التجربة الفريدة، التي لا تقتصر على دعم المهرجان فحسب، بل تفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتعلم والإبداع.
يُذكر أن مهرجان الإسماعيلية يُعد من أبرز المهرجانات السينمائية المتخصصة في الأفلام التسجيلية والقصيرة على مستوى العالم العربي، ويستقطب نخبة من المبدعين والمهتمين بصناعة السينما.
وأعرب المخرج محمد محمدين، مسؤول المتطوعين في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، عن فخره بالمشاركة في الدورة السادسة والعشرين للمهرجان، مشيرًا إلى أن المتطوعين هم جزء أساسي في نجاح هذا الحدث الكبير.
وأكد محمدين أن فريق المتطوعين يضم مجموعة من الشباب المتحمس والمخلص، الذين يعملون على تقديم أفضل تجربة تنظيمية لزوار المهرجان والمشاركين.
وأضاف أن المتطوعين يخضعون لتدريبات خاصة لضمان كفاءة العمل في مختلف جوانب المهرجان، سواء في استقبال الضيوف، أو إدارة الفعاليات والعروض، أو حتى التنسيق بين الفرق المختلفة.
وأشار إلى أن المهرجان يعد فرصة كبيرة للتعلم واكتساب الخبرات في مجال تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، لافتًا إلى أن المتطوعين يتطلعون دائمًا إلى تقديم صورة مشرفة للمحافظة والمهرجان.
كما أكد أن المتطوعين يعملون في تناغم كامل مع كافة الجهات المعنية، وعلى رأسها إدارة المهرجان، لتوفير بيئة عمل مثالية تضمن نجاح فعالياته، مشيدًا بجهود المخرجة هالة جلال في توجيه ودعم فريق العمل.
واختتم محمدين تصريحاته بالقول إن المتطوعين يعكفون على الاستعدادات النهائية، متطلعين إلى أن تكون هذه الدورة من أفضل الدورات في تاريخ المهرجان، معبرًا عن اعتزازه بالثقة التي منحها لهم المهرجان للمساهمة في إنجاح هذه الفعالية السينمائية الكبرى.