خبير عسكري: انسحاب إسرائيل من الخيام تكتيكي والقتال هناك مغاير لغزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلدة الخيام جنوبي لبنان تكتيكي، موضحا آلية القتال الدائر بين حزب الله وإسرائيل بالمنطقة، في مشهد مغاير لما يحدث في قطاع غزة.
وأوضح حنا -في تحليله المشهد العسكري لتطورات لبنان- أن الانسحاب الإسرائيلي من الخيام تكتيكي بهدف "إعادة التموضع العسكري ثم المتابعة باتجاه البلدة".
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، أمس السبت، بانسحاب القوة الإسرائيلية التي هاجمت الحي الشرقي لبلدة الخيام في جنوبي لبنان، وقالت إن ذلك جاء "بعد فشل محاولات التسلل إلى وسط البلدة".
ويعتقد الخبير العسكري أن الخيام تعد جزءا أساسيا من خط القرى الحدودي الذي تريد إسرائيل السيطرة عليه وإنشاء منطقة عازلة فيه، مشيرا إلى أن هذه البلدة تطل على إصبع الجليل وسهل الحولة.
وتقع الخيام على مسافة نحو 3 كيلومترات من الخط الحدودي مع إسرائيل، وترتفع نحو 700 متر فوق سطح البحر. وتعتبر البلدة الحدودية الأكبر من حيث المساحة وعدد السكان.
ونظرا لهذه المميزات الجغرافية، يستطيع حزب الله، وفق حنا، استهداف مستوطنات وتجمعات عسكرية إسرائيلية بصورة مباشرة.
ويرى الخبير العسكري أنه قد يكون هناك عدة أسباب وراء الانسحاب الإسرائيلي مثل التنسيق مع الصليب الأحمر لسحب جثث، إضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي "لم يحسب حساب أن يكون هناك مقاومة".
وأوضح أن "الخطط العسكرية توضع بناء على معلومات ومؤشرات ليست ملموسة، وتسمى تحليلا تكتيكيا تبنى عليها الخطط".
ومن وجهة نظر الخبير العسكري، لا توجد اشتباكات مباشرة في جنوب لبنان مثلما يحدث في مخيم جباليا شمال القطاع.
ويعتمد حزب الله، وفق حنا، تكتيك التراجع إلى الخلف، ومن ثم يستهدف التجمعات العسكرية الإسرائيلية بصواريخ مباشرة مضادة للدروع، في حين يرسل جيش الاحتلال وحدات خاصة قبل الآليات بسبب سيطرة مقاتلي الحزب على المرتفعات الأساسية.
ويرى حنا أن تركيز حزب الله على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان يعد منطقيا، في ظل انتشار 5 فرق عسكرية على طول 125 كيلومترا، واصفا إياها "بنك أهداف عسكريا مهما".
ويعتقد أن استهداف المصانع والمعامل العسكرية الإسرائيلية يندرج في هذا الإطار لكون بعضها متخصصا في تصنيع المتفجرات مثل قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية.
وأعلن حزب الله، الخميس الماضي، عن مقتل أكثر من 95 جنديا وضابطا إسرائيليا وإصابة نحو 900 آخرين منذ بدء التوغل الإسرائيلي في جنوب لبنان قبل أكثر من شهر.
وأوضح حزب الله -في بيان- أن مقاتليه دمروا 42 دبابة من طراز ميركافا، و4 جرافات عسكرية، وآليتين من طراز هامر، وآلية مدرعة وناقلة جنود، بالإضافة إلى إسقاط 5 طائرات مسيرة إسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الخبیر العسکری حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: استهدافات حزب الله تؤلم الاحتلال وتطال كامل أراضيه
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن حزب الله يواصل عملياته في العمق الإسرائيلي مستهدفا معظم مساحة الكيان الإسرائيلي، مؤكدا أن هذه الإستراتيجية تشكل ضغطا متواصلا على المجتمع الإسرائيلي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن -اليوم الأحد- رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان، باتجاه خليج حيفا وتجاه الجليل الأعلى والغربي، فيما أعلن حزب الله استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي بعدة مستوطنات، مؤكدا نجاحه في إصابة آليات عسكرية إسرائيلية في منطقة حولا جنوب لبنان.
وأوضح جوني في تحليل للمشهد العسكري أن حزب الله ينتهج إستراتيجية متنوعة في استهدافاته، تشمل القواعد العسكرية والمصانع والمطارات ومراكز الأبحاث، مستخدما وسائل متعددة من صواريخ ومسيرات وفقا لمقتضيات الميدان.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي لحزب الله هو إبقاء المجتمع الإسرائيلي تحت رحمة صفارات الإنذار، متوقعا سقوط الصواريخ والمسيرات في أي لحظة وأي مكان، وهي نقطة قوة تهدف إلى إقناع الإسرائيلي بأن المواجهة لن تحسم عسكريا.
ويرى الخبير العسكري أن هذه المواجهة تحمل عنوانا واضحا يتمثل في إطالة أمد المعركة واستنزاف قدرات إسرائيل التي تعاني معنويا واقتصاديا من تداعيات هذه الحرب.
وفي هذا السياق، أوضح جوني أن الضغط المتبادل بين الجانبين في مرحلة "عض الأصابع"، حيث يؤلم كلا الطرفين الآخر بوسائله المتاحة، إلا إن حجم الأذى الذي تُلحقه إسرائيل في لبنان يختلف نظرا لتفوقها العسكري في البر.
ومع ذلك، فإن المجتمع الإسرائيلي يعاني بدوره، حيث بات يعيش تحت القصف والهواجس الأمنية، مما أدى إلى تصاعد النقاشات حول جدوى الحرب والهجرة العكسية داخل إسرائيل، حسب الخبير العسكري.
أزمة عميقةولفت إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين، منهم ديفيد برنيع رئيس الموساد الذي صرح بأن الحرب لن تحسم عسكريا، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الذي أكد أن الحرب لن تغير معادلات الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف أن تصريحات رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الأسبق، غادي آيزنكوت، التي اتهم فيها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتعاون مع إستراتيجية إيران لاستنزاف إسرائيل، تشير إلى عمق الأزمة في القرار الإسرائيلي بشأن هذه المواجهة.
وحول إعلان حزب الله استهداف مستوطنات جديدة، أكد جوني أن ذلك يضاف إلى معادلة الإيلام، مشددا على مصداقية حزب الله في تنفيذ تهديداته، وأن المعركة تصاعدية مفتوحة هدفها الاستنزاف.
وفي تعليقه على إعلان إسرائيل مقتل قياديين في حزب الله، أوضح جوني أن المقاومة تعتمد على قاعدة البديل، مشيرا إلى أن القادة محضّرون لمسألة البدائل وفق هرمية القيادة في حزب الله.
ولفت إلى أن إسرائيل قد تكون تضخم من دور القادة المستهدفين لإظهار عملياتها كنجاحات عسكرية، لكن الواقع أثبت عجزها عن الدخول إلى مناطق مثل منطقة الخيام بعد عدة أيام من المحاولات الفاشلة.
ويرى جوني أن هذه الحرب تسير في مسار تصاعدي واستنزافي، حيث ستتحمل إسرائيل التبعات الأكبر مع مرور الوقت، مما يزيد من التوقعات بأنها ستصل إلى نقطة تدفعها لإعادة تقييم إستراتيجيتها الحالية.