بعد العفو الرئاسي : أحزاب جزائرية تدعو لاستكمال مسار إطلاق سراح السجناء وإلغاء القوانين المقيدة للحريات
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
الجزائر ـ وجدت إجراءات العفو الرئاسي في الجزائر عن السجناء المتابعين في قضايا رأي، ترحيبا من أحزاب سياسية، مع الدعوة لاستكمالها بخطوات عملية باتجاه رفع القيود عن مجال الحريات. وفي غضون ذلك، دعت تشكيلات سياسية، لإطلاق حوار وطني، لإعادة النظر في السياسات والقوانين محل الخلاف، وفقا للقدس العربي.
وفي رد فعله الأول، أكد حزب جبهة القوى الاشتراكية، تلقيه بارتياح كبير إطلاق سراح العديد من معتقلي الرأي وذلك بعد إقرار عفو رئاسي بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية.
وذكر الحزب الذي قدّم يوسف أوشيش مرشحا عنه في الرئاسيات الفارطة، أنه “كان من السباقين إلى المطالبة وبإلحاح، بإطلاق سراح معتقلي الرأي وذلك في إطار الدفاع المتواصل عن الحريات الجماعية والفردية والحقوق كل الحقوق، مؤكدا أنه “لطالما اعتبر أن هذه التدابير الأولية شرطا أساسيا لإنجاح أي مسعى سياسي وطني يهدف لتكريس الديمقراطية وإرساء دولة القانون”. وأشار إلى أنه نقلها إلى أعلى السلطات بالبلاد بشكل مباشر وصريح في أكثر من محطة وكررها خلال منبر الحملة الانتخابية الرئاسية وجعلها في صميم خطابه وبرنامجه الرئاسيين.
ولفتت جبهة القوى الاشتراكية إلى أنها “كانت تدعو إلى استغلال ذكرى الثورة العزيزة على قلب كل جزائري لتكون فاتحة عهد جديد قوامه الانفتاح، المصارحة والمصالحة، وهذا خصوصا في ظل سياق دولي وإقليمي عالي المخاطر، يتطلب منا ومن كل القوى الوطنية الحية التحلي بأقصى درجات المسؤولية وبالحد الأعلى من التوافق والإجماع بغية الحفاظ على استقلالنا ومواجهة التحديات الجسام والتكيف مع كافة التحولات القادمة”.
وفي السياق، طالب الحزب بـ”مواصلة الإجراءات الأخيرة لتشمل كل معتقلي الرأي، وعلى وجه الخصوص مناضل الحزب محمد بابا نجار المسجون ظلما منذ ما يقارب 19 سنة، ولتمتد أيضا إلى إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات لاسيما المادة 87 مكرر و اللجوء المبالغ فيه للحبس الاحتياطي”. وجدّدت القوى الاشتراكية في الأخير “استعدادها التام لإنجاح أي مسعى سياسي وطني يهدف لاستكمال المشروع الوطني من خلال حوار وطني شامل يحدد معالم خارطة الطريق التي تؤسس لإصلاحات سياسية ومؤسساتية تعيد الثقة، تجسد الشرعية الشعبية وتكرس الدولة الديمقراطية الاجتماعية، وهذا وفاءً لروح نوفمبر واستكمالا لأهدافه”.
من جانبه، نوّه حزب العمال بالإفراج عن العديد من السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي. وذكر أنه “على أمل أن تتأكد المعلومة التي تفيد بأن هذا الإجراء سيشمل جميع السجناء السياسيين، فإننا نرحب ببادرة الانفراج الهامة التي اتخذها رئيس الجمهورية والتي وضعت حدا لضيق عائلات مئات المناضلين والمناضلات والنشطاء والصحفيين”.
واعتبر الحزب الذي تقوده لويزة حنون، أن “هذا التطور الإيجابي يطمئننا، كوننا لم نفقد الأمل، حيث ناضلنا دون هوادة، مناشدين رئاسة الجمهورية من أجل إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي وغيرهم من ضحايا الأحكام القضائية غير العادلة كونها غير مؤسّسة”. وذكر “العمال” أنه “لكونه متمسك بالديمقراطية، سيواصل السعي من أجل إصدار عفو شامل يمس جميع السجناء المسجونين ظلما”.
وأضاف الحزب قائلا “إن الذكرى السبعين للكفاح المسلح تستحق مثل هكذا إجراءات، ونأمل أن يتبع هذا القرار إجراءات أخرى لاستعادة الظروف العادية لممارسة السياسة والحريات النقابية والجمعوية وحرية الصحافة… وفقا لنداء أول نوفمبر 1954 الذي يحدد احترام الحريات الأساسية كهدف أساسي للكفاح المسلح الذي لا يمكن فصله عن استعادة الدولة الجزائرية”.
ومع تبين عدد المفرج عنهم الذين لم يتجاوز عددهم لحد الآن العشرين، عبّرت منظمة “شعاع” الحقوقية عن استيائها من استثناء معتقلي الرأي والمساجين السياسيين من مرسوم العفو الأخير. وقالت “شعاع” إنها تُعبر عن أسفها لاستمرار السلطات في اعتقال مواطنين جدد بتهم سياسية عشية الاحتفال بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، مطالبة بـ”وقف التضييق على الحريات وإنهاء الاعتقالات في صفوف الناشطين والمعارضين، والإفراج عن معتقلي الرأي والمساجين السياسيين، وفتح حوار سياسي جاد”.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون، عشية عيد الثورة، قد وقّع على مرسومين رئاسيين يشملان العفو عن أكثر من 4 آلاف محبوس. ويتعلق المرسوم الأول بالعفو عن المحكوم عليهم نهائيا في قضايا تتعلق بالقانون العام، أما المرسوم الثاني فيشمل القضايا المخلة بالنظام العام. والمعروف أن السلطات لا تعترف بمصطلح سجناء الرأي، وتستعمل بدلا عنه في الإشارة إليهم عبارة “القضايا المخلة بالنظام العام”.
وكان من أبرز من أفرج عنهم الصحافي الجزائري إحسان القاضي بعد 22 شهرا في السجن، إلى جانب الناشط البيئي محاد قاسمي وهو من أقدم سجناء الحراك الشعبي حيث ظل محبوسا لأكثر من 4 سنوات، وهما أكثر من تم تناول قضيتهما في الإعلام. كما تم توثيق الإفراج عن عدة سجناء، منهم الصحافي إحسان القاضي، الناشط البيئي محاد قاسمي، عثمان محمد، عمر فرحات، سفيان غيروس، سمير خنتوش، تجاديت محمد، لعلوي مهدي، سعدي أحمد، سفيان ربيعي ورابح محروش وعيدوني ماسينيسا وصفوان توفيق. وتقدر أوساط حقوقية عدد السجناء المتابعين في قضايا سياسية أو منشورات على مواقع التواصل بنحو 240 شخصا، وهم المتابعون عادة بتهم المساس بالمصلحة الوطنية والمساس بالوحدة الوطنية وتهم تتعلق بالتمويل والإرهاب وغيرها من مواد قانون العقوبات.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: معتقلی الرأی
إقرأ أيضاً:
أحزاب الوسط في ألمانيا تتوصل إلى اتفاق ائتلافي في ظل مخاوف من ركود اقتصادي بسبب رسوم ترامب الجمركية
أبريل 9, 2025آخر تحديث: أبريل 9, 2025
المستقلة/- توصل المحافظون بزعامة فريدريش ميرز وزعماء الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) الألماني (يسار الوسط) إلى اتفاق ائتلافي سريع يوم الأربعاء، وفقًا لدعوة إلى مؤتمر صحفي من الأحزاب المشاركة في المفاوضات.
يأتي هذا الاتفاق وسط ضغوط شديدة على السياسيين الألمان لتشكيل حكومة جديدة بسرعة قادرة على مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
جاء هذا الاتفاق، الذي يأتي بعد 45 يومًا من فوز المحافظين بزعامة ميرز في انتخابات مبكرة، سريعًا وفقًا للمعايير المتبعة في ألمانيا، حيث قد تستغرق مفاوضات الائتلاف بعد الانتخابات بين الأحزاب التي ستتولى الحكم شهورًا.
يمهد هذا الاتفاق الطريق لميرز، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي (يمين الوسط)، لأداء اليمين الدستورية كمستشار جديد لألمانيا في غضون أسابيع.
يأتي اتفاق الائتلاف في وقت تسود فيه حالة من عدم اليقين العميق في ألمانيا وأوروبا بعد أن فرض ترامب الأسبوع الماضي رسومًا جمركية بنسبة 20% على الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة قد تضر بشدة بالاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير. يأتي هذا أيضًا في الوقت الذي يتعهد فيه ميرز بتعزيز جيش بلاده ردًا على التهديد الذي يشكله بوتين على أوروبا وإضعاف التحالف عبر الأطلسي الذي اعتمدت عليه ألمانيا طويلًا في دفاعها.
وقد ضاعفت هاتان الصدمتان المزدوجتان – للاقتصاد والأمن الأوروبي – الضغط على ميرز ونظرائه في الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتشكيل حكومة مستقرة قادرة على الاستجابة بسرعة. وتقود ألمانيا حكومة أقلية ضعيفة بقيادة المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز منذ انهيار ائتلافه الثلاثي المنقسم في نوفمبر/تشرين الثاني بسبب خلافات حول الإنفاق.
ورغم تعهدات ميرز بتوفير قيادة ألمانية قوية داخل أوروبا، إلا أنه يخرج من مفاوضات الائتلاف كزعيم حزبي متضرر. وقد لاقى اتفاقه التاريخي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر لإطلاق مئات المليارات من اليورو من الإنفاق الممول بالديون على الدفاع والبنية التحتية ترحيبًا واسعًا في الخارج، لكنه أثار استياءً لدى أجزاء من قاعدته المحافظة في الداخل، مما عرضه لهجمات من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، الذي من المتوقع أن يصبح أكبر حزب معارض في برلمان البلاد. تراجعت شعبية ميرز بشكل حاد منذ فوز حزبه المحافظ في الانتخابات.
أبرزت المرحلة الأخيرة من المفاوضات بين المحافظين والحزب الاشتراكي الديمقراطي عدة نقاط خلاف رئيسية، حيث طالب الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزيادات ضريبية على أصحاب الدخول المرتفعة، بينما عارض المحافظون زيادات ضريبية جديدة.
وبرزت الهجرة أيضًا كواحدة من أكثر القضايا السياسية إثارة للجدل في المراحل الأخيرة من المحادثات. ففي مواجهة ضغوط من جناحه اليميني بسبب النتيجة القوية لحزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات، طالب المحافظون بزعامة ميرز برفض طلبات طالبي اللجوء على الحدود الألمانية. لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي ردّ على ذلك، بحجة أن مثل هذه الخطوة ستُنفّر جيران ألمانيا في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تضامن الاتحاد الأوروبي لمواجهة رسوم ترامب الجمركية.
ومن المتوقع عقد مؤتمر صحفي مشترك مع قادة الحزب يوم الأربعاء في برلين، حيث من المتوقع تقديم اتفاق الائتلاف رسميًا. ولا يزال اتفاق الائتلاف بحاجة إلى تصويت أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ولا تحتاج أحزاب كتلة ميرز المحافظة إلى تصويت كامل العضوية للموافقة.