دراسة حديثة: حرائق الغابات تزداد بفعل التغير المناخي
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةحذرت دراسة علمية حديثة، من أن تسارع وتيرة ظاهرة تغير المناخ على النحو الذي يشهده كوكب الأرض حالياً، يفاقم من شدة وخطورة حرائق الغابات، التي تجتاح مناطق مختلفة من العالم ويزيد عددها، بما يؤدي بالتبعية إلى تزايد حجم الخسائر الناجمة عنها.
وبحسب الدراسة، التي أُجريت على منطقة «بانتانال» الواقعة بين البرازيل وبوليفيا وباراجواي، قاد التغير المناخي وتبعاته، إلى أن يشهد هذا الجزء من قارة أميركا الجنوبية، الذي يُعرف بأنه من بين أكبر مناطق البرك والمستنقعات على وجه البسيطة، حرائق غابات غير مسبوقة في يونيو الماضي.
وربط معدو الدراسة، بين هذه الحرائق وما اجتاح المنطقة في الشهر نفسه، من ظروف مناخية قاسية، تزامن فيها ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي مع هبوب الرياح وجفاف الطقس، ما زاد - وفقاً للباحثين - فرص اندلاع ألسنة النيران، بواقع أربع أو خمس مرات، عما كان سيحدث في ظروف لا تتأثر بتبعات التغير المناخي.
وكشف الباحثون، عن أن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري لأسباب ذات صلة بالأنشطة البشرية، أدى إلى زيادة حرارة الجو في منطقة «بانتانال» بنسبة تقارب 40%، وذلك في إطار نمط يجري رصده منذ 45 عاماً، يتزايد فيه متوسط درجات الحرارة وتتراجع كمية الأمطار التي تهطل على هذه المنطقة.
وقادت هذه العوامل، إلى أن تصبح «بانتانال»، وهي إحدى أكثر مناطق العالم من حيث التنوع البيولوجي على ضوء أنها تشكل موطناً لما يزيد على 4700 نوع من الحيوانات والنباتات، فريسة في الوقت الحاضر، لموجة جفاف هي الأسوأ منذ 70 عاماً.
وسبق أن أكدت السلطات البرازيلية، أن هذه الموجة تتفاقم بسبب التغير المناخي، وظاهرة «التذبذب الجنوبي» المناخية، المعروفة باسم «النينيو».
وأكد الباحثون أن هذه الظروف، التي تتضافر فيها الحرارة المرتفعة مع شدة الرياح وتراجع معدلات الرطوبة وهطول الأمطار، تمثل بيئة خصبة لانتشار حرائق الغابات واتساع رقعتها، فضلاً عن زيادة التعقيدات التي تكتنف إمكانية السيطرة عليها، بمجرد اندلاعها.
وأشار الباحثون في هذا الشأن، إلى ما كشف عنه خبراء دوليون في الأرصاد الجوية، من أن يونيو 2024، كان الشهر الأكثر حرارة وجفافاً والأشد كذلك من حيث قوة الرياح والعواصف، في منطقة «بانتانال» منذ نصف قرن تقريباً، ما أفضى إلى أن تصبح حرائق الغابات، التي ترافقت مع ذلك أشد وطأة.
وخَلُصَ الباحثون إلى أن ما حدث في ذلك الشهر، يُنذر بأن نشوب حرائق على هذه الشاكلة، أصبح محتملاً بمعدل مرة واحدة كل 35 عاماً في ظل مناخ عالمنا اليوم، الذي ارتفعت فيه متوسطات الحرارة، بواقع 1.2 درجة على الأقل، عن مستوى ما قبل حقبة الثورة الصناعية، بسبب الاحتباس الحراري.
ومن شأن وصول مستوى الاحترار، إلى عتبة درجتيْن مئويتيْن فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، تضاعف احتمالات حدوث مثل هذه الحرائق، لتستعر بمعدل مرة كل 18 عاماً.
أما عودة مناخ الأرض إلى طبيعته، بعيداً عن التأثيرات الناجمة عن ظاهرة «التغير المناخي»، فسيقود إلى أن تصبح حرائق غابات من نوعية تلك التي شبت في منطقة «بانتانال» قبل بضعة أشهر، حدثاً نادراً لا يقع سوى مرة كل 161 عاماً.
وأفادت بيانات برازيلية، بأن عدد الحرائق التي اندلعت في تلك المنطقة شاسعة المساحة، زاد خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 1500%، مقارنة بما شهدته الفترة نفسها من 2023.
وأشارت البيانات ذاتها، إلى أن إجمالي مساحة الأراضي التي التهمتها النيران منذ مطلع 2024 وحتى الآن في المنطقة، يفوق 1.3 مليون هكتار، وهو ما يزيد على ثمانية أضعاف مساحة عاصمة غربية كبيرة مثل لندن.
ورغم أن حرارة الجو وجفافه، عادة ما يجعلان منطقة «بانتانال» عُرْضة لحرائق الغابات في الفترة ما بين شهريْ يوليو وسبتمبر من كل عام، فإن يونيو الماضي شهد وحده تسجيل عدد هائل من هذه الحرائق، بلغ 2500 حريق تقريباً، وفقاً لتقرير نشرته منصة «كَربون بريف» الإلكترونية المعنية بعلوم المناخ وسياساته وسياسات الطاقة كذلك.
ويزيد هذا العدد، وهو الأكبر منذ عام 1998، بواقع 6 أضعاف، عما سُجِلَ خلال عام 2000، الذي يُوصف على نطاق واسع، بـ «عام ألسنة اللهب»، إذ دمرت فيه حرائق الغابات تلك المنطقة بشكل كبير، ما أثار وقتذاك غضباً واسع النطاق.
ورغم أن هذه الحرائق، تشكل منذ عقود جزءاً طبيعياً من النظام البيئي لـ «بانتانال»، فإن حدوثها بتلك الأعداد الكبيرة التي شبت خلال يونيو 2024، يهدد بأن تصبح هذه المنطقة، ساحة لنمط جديد من أنماط حرائق الغابات، يتسم بالشدة والتكرار.
كما أن تلك الحرائق، التي يلعب «التغير المناخي» دوراً كبيراً في زيادة وطأتها، تقود بدورها لانبعاث كميات أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما يفضي بالتبعية إلى تسريع وتيرة تغير المناخ نفسه، وكذلك تعريض الحياة البرية للخطر، وفقدان الكثير من الأنواع النباتية والحيوانية موائلها الطبيعية، وتهديد السلامة البيئية لمنطقة «بانتانال»، والمناطق المماثلة لها في شتى أنحاء العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تغير المناخ التغير المناخي حرائق الغابات المناخ الاحترار المناخي التغیر المناخی حرائق الغابات هذه الحرائق أن تصبح إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف مفاجأة بشأن انهيار الحضارات القديمة.. ماذا حدث؟
تشير دراسة حديثة إلى أن العديد من الحضارات القديمة تعرضت للدمار نتيجة للكوارث الطبيعية، حيث أكدت الدراسة أن التاريخ البشري قد يحتوي على أحداث أعظم مما تم توثيقه حتى الآن.
تعتقد الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس اليرت"، أن الحضارات القديمة مثل السومريين والمايا وبناة المعابد الضخمة قد كان لديهم نظامًا عالميًا من المعرفة المتقدمة.
هذه المعرفة لم تكن مقصورة على ثقافة معينة، بل كانت إرثًا مشتركًا عبر أجيال عديدة.
أين ذهبت الحضارات القديمة؟ترى الدراسة، أنه إذا تخلص الباحثون من التحيز الأكاديمي التقليدي ونظروا إلى الأدلة بموضوعية، فإنهم سيكتشفون حقيقة مذهلة عن ماضينا. فقد تكون البشرية قد وصلت إلى مستويات حضارية متقدمة رقياً قبل أن تتعرض لكوارث مدمرة.
يتم ربط هذا الفهم بأسطورة أطلانتس، التي رواها الفيلسوف أفلاطون، والتي تُشير إلى حضارة متقدمة ازدهرت قبل 9000 عام وتم تدميرها في كارثة عظمى.
ووفقاً لحسابات الدراسة، فإن زوال أطلانتس قد حدث حوالي 11,600 عام، وهو الوقت الذي تزامن مع نهاية العصر الجليدي الأصغر. وقد شهدت تلك الفترة تغيرات مناخية حادة، حيث تلا فترة انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة ارتفاع سريع. يعتبر الباحث أن هذا التزامن هو دليل على أن أطلانتس ممكن أن تكون حضارة حقيقية.
يمكن أن تكون أسطورة أطلانتس، جنباً إلى جنب مع الأدلة الجيولوجية، تعكس معرفة قديمة مشتركة ورثتها الحضارات اللاحقة مثل المصريين والمايا.
هذه الفرضية يمكن استخدامها كإطار تحليلي أوسع لفهم تاريخ الأرض. على هذا الأساس، يعتقد الباحث أن كوكبنا شهد كوارث متكررة أثرت في تطور الحضارات البشرية بشكل جذري.
خفايا التاريخ المدفونتطرح نظرية الباحث سؤالًا محوريًا: إذا كان البشر الحديثون موجودين منذ 150 ألف عام على الأقل، لماذا لا نملك سجلًا حضاريًا متصلاً يوثق تطورهم؟ ويجيب بأن السبب يكمن في سلسلة من الكوارث الكبرى التي قضت على مجتمعات بأكملها وأسفرت عن اندثار معارفها وإنجازاتها.
ويعتقد الباحث أن هناك ما لا يقل عن 16 كارثة كبرى حدثت خلال الـ150 ألف سنة الماضية، حيث كانت كل واحدة منها قوية بما يكفي لتدمير حضارات كاملة.
كما يحذر من أن حضارتنا الحديثة قد تواجه مصيرًا مشابهاً، إذ إن كارثة عالمية قد تمحو آثارنا، مما يترك فقط بقايا ضئيلة من وجودنا للأجيال القادمة.
يعتبر الباحث أن بعض الدمار الناتج عن الفيضانات القديمة قد يكون قد أخفى أدلة على حضارات سابقة في قيعان المحيطات. وبهذه الطريقة، لا يزال جزء كبير من التاريخ الإنساني غير مكتشف، مما يدعو إلى مزيد من البحث في هذا المجال.
ما تأثير الكوارث الكونية؟يربط الباحث بين هذه الكوارث بالدورات الكونية، بما في ذلك مفهوم "السنة العظيمة"، وهي دورة فلكية تستمر لمدة 25,920 عامًا.
من المحتمل أن الحضارات القديمة كانت على دراية بهذه الدورات، وكانوا يشفّرونها في هندستهم المقدسة وأساطيرهم.
كما يعتقد أن بعض الكوارث الكبرى، مثل بداية العصر الجليدي الأصغر، قد تكون ناجمة عن تأثيرات كونية مثل اصطدامات المذنبات أو الكويكبات.
ويشير الباحث إلى أن الأرض تمر بدورات تجعلها أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مما يتطلب الاهتمام بتأثيرات الطبيعة على تطور الحضارات.