مسؤولة يهودية سابقة بإدارة بايدن: استقلت لأنني لا أستطيع تأييد كارثة غزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
وتُعد غرينبرغ أول موظفة سياسية يهودية معينة من قبل بايدن تستقيل علناً بسبب الموقف الأميركي من الحرب، لتنضم بذلك إلى سلسلة متنامية من الاستقالات الاحتجاجية داخل الإدارة الأميركية.
وفي مقابلة مع برنامج "المنشقون" كشفت غرينبرغ عن تفاصيل قرارها المصيري، قائلة "لا يمكنني بعد الآن وبضمير مرتاح الاستمرار في تمثيل هذه الإدارة في ظل الدعم الكارثي المستمر من قبل بايدن للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة".
وقد نشأت غرينبرغ في بيئة يهودية تقليدية جنوب كاليفورنيا، حيث تشكلت هويتها وانتماؤها منذ طفولتها المبكرة، والتحقت بحضانة يهودية وكانت منخرطة بقوة في نشاطات الكنيس (المعبد اليهودي) في مجتمع متنوع ضم يهوداً من إسرائيل وإيران وأميركا اللاتينية ومختلف أنحاء العالم.
وتصف تلك المرحلة قائلة "نشأت متدينة وفخورة جداً بثقافتنا وتراثنا اليهودي.. كان مجتمعنا يؤيد إسرائيل بشكل كبير، حيث كان يُنظر إلى تأييدها وتأييد الشعب اليهودي على أنهما الشيء نفسه".
وتضيف "كان يُنظر إلى إسرائيل على أنها الرد على معاداة السامية، وأنها توفر لنا الأمن في عالم سمح بحدوث الهولوكوست.. وكان مهما جدا لوالديّ أن أنشأ في هذا المجتمع المنغلق علينا كيهود داخل المجتمع الأميركي".
رحلة إلى إسرائيلوشكلت رحلة قامت بها غرينبرغ إلى إسرائيل خلال دراستها الجامعية نقطة تحول محورية في وعيها السياسي والإنساني، فخلال زياراتها للضفة الغربية، واجهت للمرة الأولى الواقع الفلسطيني عن قرب.
وتقول "حين كنت في الضفة ورأيت الجدار ومررت عبر الحواجز وتعرفت على نظام الفصل العنصري عن قرب، ساعدتني تجربتي في التعرف على الوجه الآخر من الرواية التي تم تلقينها لي".
وتكشف عن تحول عميق في تفكيرها و"كنت قد فكرت في الانتقال للعيش في إسرائيل وأنا أصغر سناً، وحتى في الانضمام للجيش الإسرائيلي، لأن هذا أمر طبيعي يقوم به الناس في مجتمعي.. لكنني توقفت".
وبدأت غرينبرغ مسيرتها السياسية في سن مبكرة جداً، حيث تطوعت في الحملات الانتخابية منذ العاشرة من عمرها، وتوضح دوافعها بكونها كنت مهتمة بشكل كبير بالعدل الاجتماعي وبدا لها أن السياسة وسيلة لتحقيق التغيير الذي أرادته.
وتدربت مع كامالا هاريس عندما كانت عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، وبعد شهرين من تخرجها في الجامعة انتقلت للعمل بحملة هاريس الرئاسية الأولى، وعندما انسحبت انضمت إلى حملة بايدن بولاية أريزونا، وهو ما مهد الطريق لتعيينها لاحقا في الإدارة.
وفي وزارة الداخلية، شغلت غرينبرغ منصباً سياسياً رفيعاً، حيث تم تعيينها مباشرة من قبل البيت الأبيض. وتوضح طبيعة عملها بأنها كانت من الموظفين الذين يقومون بدور سياسي في الحكومة ويسمون السياسيين أو المعينين.
مسار الاستقالةوفي ديسمبر/كانون الأول 2023، بدأت غرينبرغ رحلة التفكير في الاستقالة متأثرة باستقالة زملائها جوش بول وطارق حبش، وتصف تلك الفترة قائلة "شعرت أنني يجب أن أرى ما يمكنني فعله من الداخل وشعرت أنني في منصب مميز يمنحني الفرصة لرفع صوتي".
لكنه ومع تصاعد العمليات العسكرية في غزة، وخاصة اقتحام رفح، وصلت غرينبرغ إلى نقطة اللاعودة، واختارت يوم ذكرى النكبة الفلسطينية لإعلان استقالتها، في خطوة رمزية عميقة الدلالة، وتؤكد "بمجرد اتخاذ القرار أدركت أن لدي القدرة على فعل شيء".
وتقدم غرينبرغ رؤية مختلفة تماماً لمفهوم الأمن اليهودي، مخالفة بذلك التيار السائد في مجتمعها، وتقول "لا أعتقد أن إسرائيل تبقي الشعب اليهودي آمناً. لا أعتقد أن تحويلها لدولة عسكرية حيث إرسالك لأبنائك البالغين سن الـ18 للجيش هو الأمان".
وتضيف بحزم "لن نحل مشكلة معاداة السامية أو مأساة المحرقة عن طريق خلق مأساة لآخرين. فالأمن سيتحقق فقط من خلال التضامن الحقيقي ومن خلال ديمقراطية متعددة الأعراق حيث تتساوى فيها حقوق الجميع".
وقد واجهت غرينبرغ ردود فعل قاسية من مجتمعها اليهودي، حيث اعتبر البعض موقفها خيانة، وبهذا السياق تقول "للأسف، صدق الناس في مجتمعي هذه الخرافة لفترة طويلة وهي أن علينا الاختيار بين أمننا وبين حرية الشعب الفلسطيني.. سنوات عديدة من الصدمة تدفع الناس لتصديق تلك الأكذوبة".
لكنها في الختام تؤكد أن موقفها ينبع من صميم هويتها اليهودية وتقول "ما أفعله برأيي يتناغم مع كل ما تعلمته من القيم اليهودية أكثر من أي شيء فعلته بحياتي، لأن اليهودية هي العدل والكفاح من أجل شعب قد يعرف كيف يفعل ذلك لنفسه".
3/11/2024المزيد من نفس البرنامجدبلوماسية أميركية مستقيلة: الأيديولوجيا والفساد والعنصرية وراء دعم بايدن لإسرائيلتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات arrowمدة الفیدیو
إقرأ أيضاً:
«قتلها وأحرق جثتها».. تأييد الإعدام لقاتل «عروس المنيا»
أيدت محكمة جنايات العدوة الاستئنافية، اليوم، حكم الإعدام الصادر بحق المتهم "علي ع م" (29 عاماً) في قضية قتل الشابة "منة الله ر م" التي عُرفت إعلامياً باسم "عروس المنيا"، وذلك بعد مراجعة دقيقة لأوراق القضية والتأكد من سلامة الإجراءات القانونية وسلامة الحكم الابتدائي الصادر بالإعدام شنقاً على المتهم في يناير 2025 بعد استطلاع رأي مفتي الديار المصرية، ط.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار شريف أحمد سعيد وعضوية المستشارين وائل محمد فريد ومحمد كمال ضيف الله.
تفاصيل الجريمة المروعةتعود أحداث هذه القضية التي هزت الرأي العام في محافظة المنيا إلى 14 مايو 2024، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بقيادة اللواء مجدي سالم، مدير أمن المنيا آنذاك، بلاغاً من أسرة الضحية يفيد باختفائها، وبعد مرور 24 ساعة من البحث المكثف، تلقّت الأجهزة بلاغاً آخر من أهالي قرية الشيخ عطا التابعة لمركز بني مزار يفيد بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية تحمل آثار حروق متفرقة.
وبتكثيف التحريات تم القبض على المتهم "علي ع م"، العامل البالغ من العمر 29 عاماً والمقيم بمركز بني مزار. وبعد عرضه على النيابة العامة، تم تحويله للمحاكمة الجنائية حيث كشفت التحقيقات تفاصيل صادمة للجريمة.
كشفت التحقيقات أن المتهم استغل عمل الضحية كمحصلة في أحد البنوك، حيث استدرجها بحجة مساعدته في إنهاء إجراءات قرض من الشركة التي تعمل بها. اصطحبها على دراجته النارية إلى منطقة المقابر بقرية الشيخ عطا، مدعياً رغبته في زيارة أحد المتوفين.
وفي منطقة المقابر الخالية من المارة، أوهمها بالدخول إلى إحدى الجبانات المجاورة للأشجار اليابسة، وهناك نفذ جريمته الشنعاء حيث اعتدى عليها ثم ضربها بحجر على رأسها حتى فقدت الوعي. ولإخفاء معالم جريمته، ألقى بجسدها في الجبانة وأشعل النيران فيها.
دوافع الجريمةأكد تقرير الطب الشرعي أن الحروق التي تعرضت لها الضحية كانت السبب الرئيسي في وفاتها، كما كشفت التحقيقات أن الدافع وراء الجريمة كان السرقة، حيث استهدف المتهم الضحية التي كانت تحتفل بخطوبتها قبل وفاتها بأيام، وهو ما يفسر ارتداءها لمشغولاتها الذهبية وقت الحادث.
وجاء حكم اليوم بتأييد هذا الحكم بعد مراجعة دقيقة من قبل محكمة جنايات العدوة الاستئنافية التي تأكدت من صحة الإجراءات القانونية وسلامة الحكم الابتدائي.
ردود الفعل على الحكم
تقبلت أسرة الضحية الحكم بسعادة وفرحة، ووصفته بأنه ثأر لابنتهم، حيث بدأ أفراد الأسرة في تقبل العزاء بعد مرور 8 أشهر على مقتل ابنتهم. كما أثارت الواقعة حالة من الحزن والغضب في محافظة المنيا ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب الجميع بالقصاص العادل للضحية.
يذكر أن هذه القضية تعتبر من أبشع جرائم القتل التي شهدتها محافظة المنيا خلال العام الماضي، حيث جمعت بين عنف الجريمة وقسوة طريقة التخلص من الجثة، مما جعلها تحظى بمتابعة إعلامية وقضائية واسعة.