رحلة في تاريخ الصين (2- 4)
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
د. هيثم مزاحم **
يقول الباحث اللبناني إلياس فرحات في كتابه "الكونفوشيوسية الميسّرة وتاريخ الصين"، الصادر عن دار زمكان عام 2023، إن المؤرخين قد قسّموا حقبة آل تشاو إلى عصرين: عصر الربيع والخريف والثاني عصر الدول المتحاربة.
- عصر الربيع والخريف من 770 ق.م إلى 476 ق.م
سكن الصينيون في هذا العصر في دول صغيرة وكبيرة على ضفاف النهر الأصفر حيث كان تعيش على حدودهم شعوب كانوا يعتبرونها همجية.
بعد انتقال العاصمة إلى "لويانغ" ولقرون من الزمن اصبحت المقاطعات اكثر ثراء وتنافس الأمراء ما بينهم لفرض هيمنتهم وظهرت عشرات الممالك المستقلة وبدأت سلطة آل "تشاو" تواجه تحديات جدية.
ظهرت في هذا العصر طبقة اجتماعية جديدة هي العلماء الذين اصبحوا ذوي شأن كبير. ومع ضعف السلطة المركزية لمملكة آل "تشاو"، تنافس الأمراء والاقطاعيون على جذب الكهنة كي يعلموا أولادهم ويتولوا إدارة الدولة وأداء المراسم والاستفادة من خبراتهم في الطقوس الدينية والتشريعات والنظم القائمة. نشأت في عصر آل "تشاو" أكاديميات للتعليم اشهرها اكاديمية "بوابة تشي".
في القرن الرابع قبل الميلاد، أشاد ملك الـ"تشاو" مبنى كبيرًا وجذب اليه العلماء لإلقاء المحاضرات ومناقشة مختلف المواضيع. وكان يوفر لهم المسكن ونفقات العيش ويسلمهم مناصب رسمية في الدولة. وهكذا فقد النبلاء والكهنة احتكارهم للتعليم وانضمت طبقة الفقراء والعامة إلى المتعلمين ونشأت طبقة جديدة سميت طبقة المثقفين "شيه" وهم من اصبحوا فيما بعد كبار الموظفين. كان من ابرز علماء هذا العصر كونفوشيوس.
-عصر الدول المتنازعة 476 قبل الميلاد إلى 221 قبل الميلاد
خلال حياة كونفوشيوس تدهورت سلطة ملك آل"تشاو" ولم يعد "ابن السماء" السلطة الوحيدة وامتنع الحكام المحليون عن ارسال الضرائب له وترددوا في تقديم فروض الطاعة له وتحولت المملكة إلى حلبة نزاعات سرعان ما أكلت الامارات الكبيرة الإمارات الصغيرة وصرنا أمام سبع دول رئيسية هي كانت تخوض حروبًا فيما بينها في زمن سمي عصر الدول المتنازعة.
في هذا العصر تطور استخدام الحديد في المعدات الزراعية وفي الأسلحة مثل السيوف والرماح والفؤوس. ثم شاع استعمال العملة المعدنية ونشأ ما يمكن اعتباره اقتصاد مالي. وفي هذا العصر سكت عملات مستديرة من البرونز مثقوبة في الوسط ليتسنى ربطها في عقود من ألف قطعة. كما بدأ استخدام الاعواد في تناول الطعام وهي سمة من الحياة الصينية.
في هذا العصر نشأت مذاهب فكرية إلى جانب الكونفوشيوسية ومنها ما سمي المذاهب الفكرية المائة. كما برزت الطاوية التي تنسب افكارها إلى الحكيم "لاو تساو" وكان لديهم رؤية صوفية للحياة تتناقض مع رؤية كونفوشيوس.
دولة التشين ق221 قبل الميلاد - 206 قبل الميلاد
هي إحدى الدول المتحاربة وقامت بتوطيد سلطتها في الشمال الغربي حول وادي نهر "وي" الذي كان مركزًا لدولة "تشو". استفادت دولة آل "تشين" من خبرة جيرانها البدو الشماليين في استخدام الفرسان كما انشأوا مشروعات ري وزراعة في وادي نهر وي.
حققت هذه الدولة نفوذًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا بفضل الإجراءات التي اتخذها "شانغ يانغ" الذي أصبح عام 361 قبل الميلاد رئيسًا لوزراء حكم آل"تشين" فحد من سلطة الأسر الحاكمة وشجع طبقة عسكرية جديدة واستعاض عن منح الإقطاعيات وعين موظفين لإدارة الأراضي الجديدة التي ضمتها الدولة وشجع الزراعة وصناعة النسيج.
ازدادت قوة دولة آل "تشين" وهددت جيوشها الدول الأخرى وتمكنت بتفوقها العسكري ومناوراتها السياسية من إثارة التفرقة بين الدول الست الأخرى التي استمرت بالتنازع فيما بينها.
كانت دولة "تشو" في شرق الصين إحدى الدول التي انفصلت عن ملك ال"تشاو" منذ زمن طويل وامتنعت عن دفع الجزية لبلاط ال"تشاو" واعلنت سيادتها على اراضيها. حاولت دولة آل "تشين" إقناع دولة "تشو" بقطع علاقاتها مع دولة "تشي" وقدمت رشاوى إلى معظم وزراء دولة "تشو". في عام 278 ق.م هاجم جيش ال"تشين" دولة "تشو" وسيطر على عاصمتها. قامت دولة ال"تشين" بضم الدول الخمس الأخرى. وفي عام 221 ق.م توحدت المملكة الوسطى تحت سلطة واحدة هو السيد الأعلى لل"تشين" والذي اتخذ لقب "تشين تشيه هوانغ تي"، آي الإمبراطور الأول.
وهكذا وبعد قرنين من النزاعات والحروب قامت إمبراطورية "تشين" وخضعت جميع أنحاء الأمبراطورية لسلطة مطلقة للإمبراطور الذي أقام في العاصمة "هسينيانغ" حكومة استبدادية. أجري إحصاء تفصيلي للبلاد يشمل عدد المنازل ورؤساء العائلات واسم كل مواطن وسنه من أجل فرض الضريبة على الرؤوس. تم تبسيط اللغة المكتوبة وأصبحت موحدة في جميع أنحاء البلاد كما تم توحيد الموازين والمقاييس وسكت عملة مستديرة لها ثقب في الوسط وأصبحت العملة الموحدة للمملكة الوسطى على مدى الألفي عام التالية. وقام الإمبراطور بفتح شبكة طرقات تمتد من العاصمة إلى أقصى حدود الإمبراطورية.
كان خطر البدو الشماليين الشغل الشاغل للحكومات الصينية. وعند توليه السلطة عام 221 ق.م أمر الامبراطور "تشين شيه غوانغ تي" قائده "منغ تيين" أن يقود قوة مؤلفة من ثلاثمائة ألف جندي وفلاح لطرد البدو وبناء سور متصل لمسافة عشرة آلاف "لي" لحماية أراضيه. تم ربط الأسوار المنفصلة للدول الشمالية السابقة معًا لتشكل سور الصين العظيم.
امتد السور مسافة ستة آلاف كيلومتر عبر قمم الجبال والوهاد. وبعد الانتهاء من بناء السور الذي فصل الشعوب المستقرة عن البدو الرعاة، حل السلام والاستقرار على طول الحد الفاصل بينهما. وخلال المائتي عام التالية تم ترميم السور وخلال الأربعة قرون اللاحقة انهار بعض أجزائه بسبب عدم الصيانة.
في عهد أول امبراطور للـ"تشين" تم تجنيد مئات الالاف لبناء القصور والمتاحف وذكر المؤرخ "سوما تشيين" وهو مؤرخ لاسرة حاكمة لاحقة انه في كل مرة كان الامبراطور يضم دولة منافسة كان يبني قصرا على الطراز المعماري السائد في الارض الجديدة.
زادت معاناة الناس في حكم الإمبراطور الثاني الذي أرسل مئات الآلاف من البالغين لحماية الحدود ولأعمال السخرة واعتمد الشدة في حكمه وحكم على أعداد كبيرة من الموظفين بالسخرة والتعذيب حتى الموت ما ادى إلى فرار العديد منهم إلى الجبال والغابات والمستنقعات والعيش هناك كخارجين عن القانون. وفي صيف 209 اندلعت ثورة الفلاحين بقيادة" تشين شينغ" و"ووكوانغ" اللذين تمردا على ضابط مسؤول بعدما فشلت مجموعة من 900 فلاح من الوصول في الموعد المحدد إلى مكان العمل على الحدود. وكانت عقوبة التاخير الإعدام، إذ حشد الفلاحين وبدأت ثورتهم. ترددت دعوة "تشينغ شينغ" في أنحاء البلاد على نطاق واسع وكانت هذه اول ثورة من الثورات العظيمة المتكررة في تاريخ الصين.
انضم الإقطاعيون الذين نزعت أملاكهم إلى الثوار، وانتخبوا "تشين شينغ" ملكًا وشكلوا حكومة وحشد شينغ جيشًا كبيرًا وبلغ العاصمة. وقام افراد العشائر الملكية السابقة المنافسة ل"التشين" بتشكيل حكومات خاصة بهم ورفضوا الاعتراف ب"تشين شينغ" وبعد بضعة أشهر هزموا جيش الفلاحين وقُتل "تشين شينغ" و"وو كوانغ".
لكن استمر الصراع بين مجموعتين، الأولى يقودها "ليو بانغ" وهو من أصول ريفية والثانية يقودها "هسيانغ يو" من النبلاء. عام 206 ق.م احتل "هسيانغ يو" العاصمة "هسينيانغ" وهزم جيش ال"تشين" وسقطت أسرة "التشين" الحاكمة. نشب قتال بين القائدين المتنافسين على عرش الإمبراطورية وتغلب "ليو بانغ" واستولى على السلطة وأسس اسرة "هان" الحاكمة وهي من أصول ريفية.
حكم الهان من 206 ق.م إلى 220 م
كان "ليوبانغ" مؤسس أسرة الهان من أصل ريفي وحصل على لقب ملك الهان عام 206 ق.م عندما استولى على العاصمة ومنذ ذلك الوقت اأطلق الشعب الصيني على نفسه اسم شعب الهان. عام 202 ق.م تغلب "ليو بانغ" على خصمه واتخذ لقب الإمبراطور "كاو تسو" وبسط نفوذه على المنطقة الوسطى وأقام عاصمته في "تشانغان" بالقرب من العاصمة القديمة في الغرب. وقد أبقى على النظام السياسي المركزي كما كان مطبقًا في أسرة آل "تشين".
في نصف القرن الأول من حكم آل"هان" اتخذت إجراءات لإصلاح الاقتصاد والزراعة وتقديم المساعدات للفلاحين وتم إعفاء من عاد منهم من أعمال السخرة من 6 إلى 12 عامًا. وتم خفض الضرائب اعتمدت عقوبات صارمة ما أدى إلى انخفاض الجريمة. نتيجة لهذه الإجراءات تحسنت أساليب الزراعة ووسائل التحكم بالمياه وازدهرت الزراعة وبلغت الإمبراطورية اوجها في عهد الإمبراطور الخامس "وو تي " 141 ق.م – 87 ق.م الذي انشأ قنوات هامة ربطت إحداها العاصمة "تشانغان" بالنهر الأصفر وسهلت نقل الحبوب المجمعة إلى العاصمة.
وفي عهد "وو تي" شجعت الزيادة في الإنتاج الزراعي التجارة إلى درجة أن العملة المتداولة لم تعد تكفي. فمنح الإمبراطور حق سك العملة سرًا للأسر الغنية وأدى ذلك إلى انخفاض قيمة العملة وارتفاع الأسعار. أنشأ "وو تي" احتكارات للدولة هي الملح والحديد وتم تأميم محلاتهما واستحدثت رخصة رسمية لتجارة المشروبات الروحية.
وتم إنشاء جهاز نقل حكومي للتحكم بتوزيع الإنتاج وصنع أصحاب المهن الحكوميون العربات وتحكم الموظفون في جميع الأراضي وفي نقل المياه.
على عكس عهد آل "تشين" الذي احرقت فيه الكتب ومنع النقاش، شهد القرن الأول من عصر آل"هان" رفع الحظر عن الكتابات الفلسفية والتاريخية ودوّن العلماء النصوص التي حفظوها عن ظهر قلب وصنفوها. وتفرغ العديد من العلماء لمراجعة الأدب الكونفوشيوسي الكلاسيكي وشرحه. حلت التعاليم الكونفوشيوسية مكان المذهب الفكري القانوني. وفي عهد "وو تي" تم إعلان الكونفوشيوسية مذهبًا رسميًا للدولة. وأنشأ الإمبراطور جامعة إمبراطورية عام 124 ق.م لدراسة الأعمال الكونفوشيوسية الكلاسيكية وكان فيها خمسون طالبا يحظون بدعم الدولة إذ وصل عدد طلاب الجامعة إلى ثلاثين الفًا. كان اختيار الموظفين يتم من بين المتعلمين حيث أدخل نظام الامتحانات لاختبار معارف الموظفين وإلمامهم بالتعاليم الكونفوشيوسية.
منذ عهد الإمبراطور "وو تي" احتفظت الفلسفة الكونفوشيوسية بمكانتها كمذهب رسمي واستمرت حتى القرن العشرين. وانتشر الفكر الكونفوشيوسي في جميع أنحاء البلاد ما أسهم في توحيد المجتمع الصيني.
في مطلع عصر آل "هان" تم استخدام الحرير والقنب لإنتاج الورق وفي وقت لاحق بدأ صنع الورق من الأشجار وشباك الصيد القديمة. أدت صناعة الورق إلى وقف استخدام الاخشاب للتدوين والحد من استخدام الحرير للتدوين أيضًا. في القرون التالية دخل الورق إلى كوريا واليابان والهند وجزيرة العرب لكنه استغرق ألف عام لوصوله إلى أوروبا عبر آسيا الوسطى. شجعت هذه التطورات على نشر الكتب وظهر الأدب الكلاسيكي وتاريخ الصين في كتب، وتأصلت ثقافة مشتركة ضربت جذورها العميقة في جميع أنحاء الصين.
الهان والبدو الهون
تعرضت مملكة الصين الوسطى منذ بداياتها إلى هجمات جيرانها الشماليين من القبائل البدوية التي تعيش في السهوب، أي المغول. عندما كانت الصين في طريقها للتوحد في ظل حكم التشين ونشوء الإمبراطورية كانت تجري عملية توحيد في منغوليا وتم تشكيل اتحاد قبلي من "الهسيونغ نو" المعروفة بـ"الهون"، وامتد نفوذ هذا الاتحاد من منشوريا عبر منغوليا إلى أقصى الغرب وصولًا إلى جبال البامير. كان لإمبراطور آل"هون" ربع مليون مقاتل يغيرون على المناطق الحدودية وينهبونها في الأوقات التي كانت تعاني ماشيتهم من نقص في المراعي. وقد حد السور العظيم من هجمات البدو لكنه لم يمنعها نهائيًا.
قاد إمبراطور الهان كاو تسو هجومًا ضد البدو المغول وتظاهر إمبراطور البدو بالانكسار وسحب قبائله وتراجع فلحق بهم كاو تسو بأعداد قليلة وكانت النتيجة أن وقع في أسر إمبراطور البدو ثم تم لاحقًا السماح له بالهرب مع جماعته والعودة إلى الصين. حاول كاو تسو استمالة آل "هون" بتزويج إمبراطورهم من إمرأة صينية. توفي "كاو تسو" عام 195 ق.م وترك شؤون الدولة لزوجته الإمبراطورة "لو".
شعر إمبراطور آل "هان" "وو تي" بأن لديه قوة تمكنه من مهاجمة آل"هون" فأرسل حملات من عشرات آلاف الفرسان وجنود المشاة لقتال آل"هون" لكن الصحراء وقبائل الهون قضت على الكثير منهم.
إمبراطورية الهان وطريق الحرير القديم
لغاية عصر آل هان لم يكن هناك أي اتصال بين الصين والأقاليم الغربية وكانت آسيا الوسطى والهند وبلاد فارس عالمًا منفصلًا. وأرسل الإمبراطور "وو تي" عدة بعثات بهدف تطوير التبادل التجاري والثقافي. كما أرسل العديد من الحملات العسكرية التي ادت إلى توسع الإمبراطورية الصينية غربًا وضمت جزءًا كبيرًا من آسيا الوسطى إلى أراضيها. كان احتلال وادي فرغانة بداية بسط سلطة الصين على دول آسيا الوسطى. وتم افتتاح طريق الحرير القديم إلى الغرب وتدفق الحرير الصيني إلى آسيا الوسطى وبلاد فارس ومنها إلى أوروبا.
بحلول القرن الأول قبل الميلاد اتسعت رقعة إمبراطورية الهان بشكل يفوق الإمبراطورية الرومانية المعاصرة لها. ونجحت ثلاث حملات كبيرة شنها "وو تي" ضد قبائل ال"هون" في اجبارهم إلى العودة إلى ما وراء السور وصحراء "جوبي". وانقسم ال"هون" إلى فريقين، الشماليون والجنوبيون. عام 51 ق.م خضع آل "هون" الجنوبيون لل"هان". وواصل ال"هون" الشماليون إعاقة الطريق نحو الغرب وهاجمهم جيش الهان عدة مرات وهزمهم فنزحوا إلى الشمال الغربي واستقر بهم الأمر في نهاية الأمر في المراعي في وسط أوروبا وشكلوا خطرًا على الإمبراطورية الرومانية ونهب أحفادهم العاصمة روما.
توسعت إمبراطورية الهان شرقًا وجنوبًا وعبر قلب آسيا، إلى اليابان وكوريا وجنوب منشوريا. وانتشر الهان جنوبًا وتم إخضاع فيتنام إلى السيادة الصينية.
في أواخر عهد الهان سجلت اتصالات مع الغرب وتم افتتاح طريق التوابل البحري وسجل وصول جماعة من التجار إلى جنوب الصين عام 166م.
هان المتأخرة أو هان الشرقية من 25 م إلى 220 م
تمكن الإمبراطور "كوانغ وو" من إخماد ثورات الفلاحين وأعاد الإدارة المركزية القوية إلى العمل. واتخذ إجراءات لزيادة الإنتاج وتخفيف معاناة الفلاح وإقامة مشروعات التحكم بالمياه واستخدام الآلات الحديدية المطورة في الزراعة واعقب ذلك قرن من الاستقرار النسبي.
ثم وقعت انقسامات داخل البلاط الإمبراطوري وتدهورت اوضاع المملكة الوسطى مع تزايد الانقسامات وثورات الفلاحين وفي الربع الأخير من القرن اندلعت ثورة العمائم الصفر بقيادة ساحر طاوي استعان بمنجمين تنبؤوا بسقوط الأسرة الحاكمة. حشد بلاط ال"هان" جيوشا لمحاربة الثورة لكن قادة الجيوش استخدموا القوات الموضوعة بتصرفهم لتوطيد دعائم سلطتهم الخاصة. بدورهم ثار خصيان القصر وتعرضت العاصمة والقصر للسلب والنهب ودخلت الإمبراطورية في حالة من الفوضى وانتهت القرون الأربعة الاولى من الوحدة الإمبراطورية بثورة عارمة وانقسام سياسي فيها.
** رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية- لبنان
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أول تعليق لنتنياهو على "الجنائية".. يوم أسود في تاريخ الشعوب
وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرار الاعتقال الذي صدر في حقّه، من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بأنه "مشوّه". وذلك في أول تصريح له عقب أوامر المحكمة، اليوم الخميس.
وأضاف نتنياهو، في وقت لاحق أمس الخميس، أنّ: "تل أبيب لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية الدولية، المتضمن إصدار مذكرتي اعتقال بحقه رفقة وزير الدفاع المقال يوآف غالانت".
وفي السياق نفسه، تابع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي: "لن تعترف إسرائيل بهذا القرار المشوه، وهذا يوم أسود في تاريخ الشعوب".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي انعقد في "تل أبيب"، بعد إصدار الجنائية الدولية، الخميس، مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة على كامل قطاع غزة المحاصر.
تجدر الإشارة إلى أنه بموجب قرار المحكمة الجنائية الدولية، أصبحت الدول الأعضاء فيها مُلزمة بشكل قانوني، باعتقال نتنياهو وغالانت، في حالة ما إذا دخلا إلى أراضيها، حيث بات يتوجّب عليها تسليمهم إلى الجنائية الدولية من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية في حقّهما.
وفي نص بيانها الذي نشرته على حسابها الموثّق على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، قالت المحكمة الجنائية الدولية، إن "قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري". مبرزة أن الجرائم المنسوبة لنتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد.
وأوضحت المحكمة: "الغرفة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية ترفض الطعون التي تقدمت بها إسرائيل بشأن الاختصاص القضائي".
وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي، قد قدّمت اعتراضها الرسمي على اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وعلى قانونية طلب إصدار مذكرات توقيف ضد نتنياهو وغالانت، خلال أيلول/ سبتمبر الماضي.
كذلك، رفعت دولة الاحتلال الإسرائيلي، دعويين قانونيتين أمام المحكمة الجنائية، إحداهما تدعي عدم اختصاص المحكمة، والثانية تتهم المدعي العام بانتهاك دستور المحكمة ومبدأ التكامل.
إلى ذلك، خلّف قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق غالانت، موجة واسعة من ردود الفعل، على الصعيدين الدولي والإسرائيلي، وكذا بين رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عبر العالم.