شكل الحياة في العصر البرونزي بعد اكتشاف قرية سعودية.. كل المعالم تغيرت
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
تتوالى الاكتشافات الأثرية المهمة في مختلف أنحاء العالم، حيث تم التوصل مؤخرًا لكشف جديد بالسعودية، بوجود قرية أثرية تنتمي للعصر البرونزي داخل واحة خيبر بشمال غرب المملكة ضمن بحث أثري نشر في مجلة «بلاس وان» العلمية.
تفاصيل الكشف الأثريالكشف الأثري الجديد يبرز ما تكتنزه أرض أرض السعودية من عمق حضاري، يعزز من جهودها في حماية التراث الثقافي والتاريخي، كما أنه يغير من المفاهيم السابقة بأن المجتمع الرعوي والبدوي كان النموذج الاجتماعي والاقتصادي السائد في شمال غرب الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي المبكر والمتوسط، وفق ما أكده محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بحسب «سكاي نيوز عربية».
ومع ظهور هذا الاكتشاف المهم بالمملكة العربية السعودية، اتجهت الأنظار نحوه بقوة مع البحث عن أشكال الحياة بالعصر البرونزي، وكيف كانت تسير الحياة بمجالاتها المختلفة خلاله.
شكل الحياة في العصر البرونزيبدأت فترة العصر البرونزي بعد انتهاء فترة العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث على التوالي، وكان هو بمثابة المرحلة الثالثة في تطور الثقافة المادية بين الشعوب القديمة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وفق موسوعة المعرفة والعلوم البريطانية «britannica» العالمية.
ويشير اسم هذا العصر إلى استخدام معدن البرونز «النحاس» به بقوة، لكن يختلف تاريخ بداية تلك الحقبة باختلاف المناطق، فعلى سبيل المثال بدأ العصر البرونزي في كل من اليونان والصين قبل 3000 قبل الميلاد ، بينما لم يبدأ في بريطانيا حتى حوالي عام 1900 قبل الميلاد.
وتسمى بداية هذه الحقبة الزمنية أحيانًا بالعصر الحجري النحاسي أشار إلى الاستخدام الأولي للنحاس النقي حيث كان المعدن نادرًا في البداية، وكان يستخدم فقط لصناعة الأشياء الصغيرة أو الثمينة.
وبحلول عام 6500 قبل الميلاد كان استخدامه معروفًا في شرق الأناضول، وسرعان ما انتشر على نطاق واسع، وبحلول منتصف الألفية الرابعة، شهد علم المعادن النحاسي تطورات سريعة مع صناعة الأدوات والأسلحة المصبوبة، ما أدى إلى ظهور أولى علامات التحضر في بلاد ما بين النهرين، وبحلول عام 3000 كان استخدام النحاس معروفًا في الشرق الأوسط، وامتد غربًا إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط ، وبدأ يتسلل إلى ثقافات العصر الحجري الحديث في أوروبا.
أما من ناحية الزراعة كانت تتدفق المياه ببطء شديد في الأنهار ما تسبب في تراكم رواسب الطمي الثقيلة مع ارتفاع قيعان الأنهار، ونتيجة لذلك كثيرًا ما كانت تفيض الأنهار عن ضفافها وقد تغير مسارها في بعض الأحيان عندما لا تكون محمية بسدود عالية.
في الألفية العاشرة قبل الميلاد بدأت الزراعة الاصطناعية في الظهور ببلاد ما بين النهرين، لقد تم ابتكار فكرة الري، مما أدى إلى جلب المياه إلى مساحات كبيرة من الأراضي من خلال شبكة واسعة من القنوات المتفرعة ولأن الأرض خصبة للغاية، ومع الري والصرف اللازمين، أصبحت جنوب بلاد ما بين النهرين أرضًا وفيرة يمكنها دعم عدد كبير من السكان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كشف أثري اكتشاف قرية العصر البرونزي العصر الحجري العصر البرونزی العصر الحجری قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
الصين في "العصر الترامبي"
يختبئ الرئيس ترامب وهو يعمق من صناعة قرارته وراء الدوافع الاقتصادية
تجد الصّين نفسها مثل كثيرٍ من دول العالم في حيرة من أمرها لجهة التعاطي مع القرارات والمواقف الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع أنها كانت تتوقع منه ذلك مسبقاً على خلفية ما صدر منه في عهدة حكمه الأولى (2017 ـ 2021)، وأيضا ما روّج له خلال حلمته الانتخابية.
يختبئ الرئيس ترامب وهو يعمق من صناعة قرارته وراء الدوافع الاقتصادية بما تحمله من تنافس وصراع محموم بين بلاده والصين، لكنه في حقيقة الأمر ينطلق أيضا من دوافع سياسية، تتعلق أساساً بالمحافظة على قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للعالم، من خلال فرض القوة والتوحش والتغول، بعيداًً عن القوة النّاعمة.
وعلى الطرف الآخر، تدرك الصين جيَداً أن دوافع التهديد الأمريكي ليست اقتصادية خالصة، إنما تحمل داخلها تهديداً لجبهتها الداخلية من خلال تعطيل التنمية، وبالتالي تراجع دورها كما ذهب إلى ذلك وانغ شياو هوي (كبير المحللين في شبكة الصين في مقاله، الذي حمل عنوان: عصا الرسوم الجمركية الأمريكية لن تعيق مسيرة تقدم الصين في 19 مارس الجاري ــ موقع الصين اليوم).
لا شك أن من بين أسباب فرض رسوم جديدة على المنتجات الصينية من طرف ترامب، هو محاولة تطويع الصين وإخضاعها أمام التهديدات الأمريكية واجبارها على التفاوض على غرار ما فعل مع كندا والمكسيك، بحيث ترجح الكفة فيها لجهة تحقيق المصالح الأمريكية على خلاف نتائج الحروب التجارية العديدة السابقة بين الدولتين، وهذا يعد عملاً تكتيكياً، وإن بدا هدفاً استراتيجيّاً، ذلك لأن فرض مزيد من الضرائب على السلع الصينية يضر بمصالح المواطن الأمريكي.. إذن ما هو الهدف الإستراتيجي الأمريكي من الضغط على بكين في العصر الترامبي؟.
تشير بعض التقرير والتحليلات، وكذلك المعطيات الحالية المعلنة، إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب، تعمل من أجل منع الصين من سيرها نحو تحديد موقعها في نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب تسعى إليه جاهدة مع دول أخرى منذ عقود، خاصة بعد أن تراجعت الدول المتحالفة معها، ومنها على الخصوص مجموعة "بريكس"، وكذلك بعد أن دخلت الولايات المتحدة في حوار مباشر مع موسكو، هدفه بالأساس ابعاد أي تحالف، أو حتى تعاون هذه الأخير، مع بكين.
من ناحية أخرى، فإن واشنطن، تضغط على الصين لإجبارها على التنازل في قضيتي بحر الصين الجنوبي وتايوان، وهذا لن يتحقق لأنه مضر بالأمن القومي للصين ووحدتها الترابية، لذا يتعذر تطويعها بهذا الخصوص، مع أنه هدف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية.
الصراع بين الدولتين ـ رغم قرارات ترامب ـ ظاهره الاقتصاد وباطنه السياسية، مع أن الولايات المتحدة تضغط لأجل شراء الصين مزيدا من المنتجات الأمريكية، كما تحاول شراء حصص شركة "تيك توك" بأسعار زهيدة، في وقت تصر فيه الصين على موقفها.. يبقى السؤال هنا هل ستنجح سياسة ترامب في تحقيق ذلك؟.
من غير الواضح ما ستؤول إليه مواقف الصين من خلال رد فعلها على ضغوط ترامب المتواصلة، لكن المعروف أن الصين والولايات المتحدة هما أكبر اقتصادين في العالم، وهما متكاملان في سلاسل الصناعة والتوريد بشكل كبير، وبالتالي فإن الحرب التجارية بينهما ـ ذات الطابع السياسي الخفي والمعلن ـ لا تقوض التعاون بينهما فقط ولكنها تشكل تهديدا للاقتصاد العالم، ولا شك أن الرئيس ترامب يعرف ذلك، لكنه يصرُّ على تحكم الولايات المتحدة في العالم حتى لو أدى ذلك إلى كوارث.. إنها حرب مفتوحة من ترامب على دول العالم كلها بالقوتين الاقتصادية والعسكرية، والصين من الدول المعنية بذلك، لكن مهما كانت النتائج السلبية للحرب الأمريكية عليها ستكون الأقل ضررا مقارنة بالدول الأخرى.