جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-23@11:44:02 GMT

المقاعدون تحت المجهر

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

المقاعدون تحت المجهر

 

بدر البلوشي

تعتبر الخدمة المدنية من الأسس الراسخة التي تبني المجتمعات وتدعم اقتصاداتها، ولقد كان لسلطنة عمان دورٌ مميز في تعزيز هذه الخدمة من خلال توفير فرص عمل عادلة ومستدامة. ومع ذلك، فإنَّ هناك فئة من الموظفين الذين خدموا الوطن بجد واجتهاد، ولكنهم وجدوا أنفسهم في موقع يتطلب منهم التقاعد المبكر بموجب الأوامر السامية.

هؤلاء المقاعدون، الذين لم يبلغوا سن التقاعد الرسمي وهو 60 عامًا، يستحقون مزيدًا من العناية والاهتمام، خاصة فيما يتعلق بزيادة رواتبهم التقاعدية.

الموظفون الذين تم إحالتهم للتقاعد المبكر يواجهون تحديات عديدة، أولها حرمانهم من الفترات المتبقية من سنوات خدمتهم. فالتقاعد المبكر لا يعني فقط انتهاء الخدمة، بل يعني أيضًا فقدان الفرص التي كان من الممكن أن تعزز من رواتبهم، مثل الترقيات والعلاوات السنوية. إن استحقاقهم للزيادة السنوية في رواتبهم التقاعدية يعد أمرًا في غاية الأهمية، إذ يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار ما قدموه من جهود في خدمة الوطن، حيث إن حرمانهم من الزيادات المقررة يعتبر انتهاكًا للعدالة الاجتماعية.

حسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية في عمان، فإن عدد الموظفين الذين تقاعدوا مبكرًا بلغ حوالي 5000 موظف تقريبا في السنوات الخمس الماضية، ومع ارتفاع تكلفة المعيشة، فإن رواتب هؤلاء المتقاعدين لا تغطي احتياجاتهم الأساسية، مما يضعهم في موقف اقتصادي صعب. إذ تُظهر التقارير أن نسبة الزيادة السنوية التي كانت تُمنح للموظفين قبل التقاعد كانت تتراوح بين 3% إلى 5%، وهو ما يبرز الفارق الكبير بين الرواتب التي يحصل عليها الموظفون في الخدمة والرواتب التقاعدية.

وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية، فإنَّ تحديات الحياة اليومية تضاعفت. فالمتقاعدون بالتقاعد المبكر يتوجب عليهم التعامل مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات، مما يزيد من الضغوط المالية عليهم. ومن هنا، تأتي أهمية تعزيز حقوقهم ورفع رواتبهم التقاعدية بما يتناسب مع متطلبات الحياة.

والأعباء المعيشية لا تفرق بين من أكملوا سنوات خدمتهم ومن تقاعدوا مُبكرًا، ولهذا ينبغي أن تُدرج الزيادة السنوية ضمن حقوق هؤلاء المتقاعدين.

وتنبع أهمية الاهتمام بالمتقاعد من ضرورة توفير الاستقرار النفسي والاجتماعي لهم. ففترة التقاعد هي مرحلة حساسة في حياة الفرد، حيث يحتاج المتقاعدون إلى دعم مالي يعزز من نوعية حياتهم. إن الرعاية التامة للمتقاعدين تعكس القيم الإنسانية والتضامن الاجتماعي، مما يُساهم في خلق مجتمع متماسك. لذا، فإنَّ تحسين مستوى الرواتب التقاعدية هو تجسيد للوفاء لتضحياتهم وخدمتهم الطويلة.

كذلك، فإن تقديم الدعم المالي للمتقاعدين يعزز من شعورهم بالانتماء إلى المجتمع. فالمتقاعدون الذين يشعرون بالتقدير والاحترام يكونون أكثر اندماجًا في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، مما يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية. إن الاعتناء بهم يعكس صورة إيجابية عن المجتمع ويعزز من الروح الجماعية في خدمة الأهداف المشتركة.

إضافة إلى ذلك، فإن تحسين رواتب المتقاعدين قد يسهم في تحفيز الموظفين الحاليين؛ إذ يشعرون أن حقوقهم محفوظة، مما يدفعهم لتقديم الأفضل خلال فترة خدمتهم. إن الدعم المقدم للمتقاعدين يشكل دافعًا قويًا للأجيال الجديدة للعمل بجد وإخلاص، ليكونوا جزءًا من هذا التوجه العادل في المجتمع.

ولا شك أن تعزيز حقوق المتقاعدين يعد مؤشرًا على تقدم المجتمع ورقيه، فالمجتمعات التي تضع رفاهية مواطنيها في مقدمة أولوياتها تكون أكثر ازدهارًا ونجاحًا. إن الاستثمار في تحسين أوضاع المتقاعدين يعد استثمارًا في مستقبل المجتمع بأسره، مما يجعل من الضروري أن يتم التعامل مع قضاياهم بجدية واهتمام. إن العدالة في منح الزيادة السنوية للرواتب التقاعدية للمقاعدون بالأوامر السامية للتقاعد المبكر ليست مجرد مطلب إنساني، بل هي واجب وطني.

يجب أن تُستحضر في سياسات الحكومة رؤية شاملة تضمن حقوق هؤلاء الذين خدموا الوطن بكل إخلاص. إن تعزيز حقوقهم المالية سيساهم في تحسين مستوى حياتهم ويؤكد على القيم العليا التي تسعى السلطنة لتحقيقها.

لذا.. يجب أن تُتاح لهم الفرصة للاستفادة من كل ما هو مُستحق، حتى لا يُحرموا من ما قدموه من عطاء، وبالتالي يتأتى التوازن والعدالة في مجتمعنا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترامب: الديمقراطيون الذين أمروا الجيش بعصيان أوامرى ينبغي أن يكونوا بالسجن

كشف الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إن الديمقراطيون الذين أمروا الجيش بعصيان أوامري ينبغي أن يكونوا بالسجن الآن، وذلك حسبما أفادت قناة العربية في حبر عاجل منذ قليل.

وتقدم عدد من الديمقراطيين في الكونجرس بشكاوى للشرطة بشأن منشورات للرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو فيها إلى اعتقالهم وحتى عقوبتهم بالإعدام، وذلك بعد أن نصحوا فيها أفراد الجيش الأمريكي بتحدي الأوامر غير القانونية.

وصرح ثلاثة مشرّعين على الأقل، وهم النواب جيسون كرو «ديمقراطي من كولورادو» وكريسي هولاهان «ديمقراطية من بنسلفانيا» وكريس ديلوزيو «ديمقراطي من بنسلفانيا» بأنهم تواصلوا مع شرطة الكابيتول الأمريكي وقدموا شكاوى بشأن تهديدات ترامب، التي قالوا إنها قوّضت سلامتهم الشخصية وسلامة مكاتبهم.

ورغم أنه من غير المرجح أن تؤدي هذه الشكاوى إلى أي إجراءات أخرى من جانب شرطة الكابيتول، إلا أنها تُمثّل تصعيدًا في التوترات المتصاعدة بين ترامب والمشرّعين الستة الذين حثّوا أفراد الجيش الأمريكي على تحدي أوامر غير قانونية غير مُحدّدة، وفقا لصحيفة «بوليتكو» البريطانية.

وشنّ ترامب هجومًا لاذعًا على المشرعين يوم الخميس في سلسلة منشورات على موقع «تروث سوشيال» حتى أنه بدا وكأنه يدعو إلى شنق الديمقراطيين، حيث أعاد نشر تغريدة لمستخدم آخر يدعو إلى ذلك مثل «جورج واشنطن سيفعل ذلك».

وكتب ترامب في منشور منفصل «سلوكٌ تحريضي، يُعاقَب عليه بالإعدام!».

اقرأ أيضاًكازاخستان تعلن دعمها لمبادرة "طريق ترامب للسلام والازدهار" في أرمينيا

وزيرة التخطيط: ريادة الأعمال ركيزة للتحول نحو اقتصاد إنتاجي ومبتكر وأكثر تنافسية

روسيا: لم نتلقَّ أى رد من واشنطن حول تصريحات ترامب عن التجارب النووية

مقالات مشابهة

  • ترامب: الديمقراطيون الذين أمروا الجيش بعصيان أوامرى ينبغي أن يكونوا بالسجن
  • الاطباء الأردنيون يواجهون خصم رواتبهم التقاعدية
  • بدء استقبال طلبات التوظيف لأبناء المتقاعدين العسكريين اليوم
  • بدء استقبال طلبات التوظيف لأبناء المتقاعدين العسكريين اليوم / تفاصيل ورابط
  • رئيس جنوب أفريقيا يؤكد أهمية تعزيز مكانة إفريقيا في المجتمع الدولي
  • الرئاسة والجيش تحت المجهر… لبنان بين الدعم المشروط والوصاية المقنّعة!
  • مدارس أمانة العاصمة تُحيي الذكرى السنوية للشهيد ضمن فعاليات مركزية: يجب استشعار عظمة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة الدين
  • ملابس شي إن تحت المجهر: تقرير لـغرينبيس يكشف وجود مواد كيميائية خطرة تتجاوز المعايير الأوروبية
  • حين تحكم شركة خاصة مسار الحرب.. ستارلينك تحت المجهر
  • مؤسسة “المتقاعدين العسكريين” تبدأ باستقبال طلبات توظيف أبناء المتقاعدين