د. خلود بنت أحمد بن عامر العبيدانية **

 

تمثل الطفولة مرحلة حاسمة في تشكيل شخصية الإنسان؛ حيث تؤدي التجارب المبكرة دورًا كبيرًا في تحديد مسار النمو النفسي والاجتماعي للطفل، ومن بين هذه التجارب، تأتي الصدمات النفسية كأحد العوامل الأكثر تأثيرًا على شخصية الطفل وسلوكه في المدرسة يمكن أن تؤدي الصدمات النفسية إلى مشاعر مستمرة من الخوف، القلق، والاكتئاب.

هذه المشاعر قد تجعل الطفل أكثر عرضة للانسحاب الاجتماعي وصعوبة في تكوين صداقات. والأطفال الذين يُعانون من صدمات نفسية قد يواجهون صعوبة في التركيز والانتباه، مما يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي، وقد يظهرون أيضًا تراجعًا في التحصيل الدراسي وفقدان الاهتمام بالأنشطة المدرسية.

أما من الناحية السلوكية قد يظهر على الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية سلوكيات عدوانية أو انسحابية. ويمكن أن يكون لديهم صعوبة في التعامل مع الضغوطات اليومية والتفاعل مع زملائهم ومعلميهم. من الضروري توفير دعم نفسي متخصص للأطفال الذين تعرَّضوا لصدمات نفسية. ويمكن أن يشمل ذلك العلاج النفسي الفردي أو الجماعي، والذي يساعد الطفل على التعبير عن مشاعره ومعالجة تجاربه الصادمة.

وتأتي الأسرة في المقام الأول؛ حيث يؤدي الأهل دورًا محوريًا في دعم الطفل. كما ينبغي أن يكون هناك تعاون وثيق بين المدرسة والأسرة لضمان توفير بيئة داعمة ومستقرة للطفل. ويمكن أن يشمل ذلك جلسات إرشاد للأهل لتعليمهم كيفية التعامل مع احتياجات الطفل النفسية. اكتشاف أثر الصدمة النفسية على الأطفال ومعالجتها يتطلب حساسية وفهمًا عميقًا من قبل المعلمين.لذا؛ يجب أن يتعلم المعلمون كيفية التفاعل مع الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية بطريقة داعمة وغير حكمية. يمكن أن يشمل ذلك استخدام تقنيات التواصل الفعّال والاستماع النشط، ومن ثم إحالة الأطفال إلى الأخصائيين عند الحاجة والمشاركة في خطط العلاج.

من المُهم أن يشارك المعلمون في برامج التوعية والتدريب المستمر حول الصدمات النفسية وتأثيراتها، تساعد هذه البرامج في تعزيز فهمهم للموضوع وتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعامل مع الأطفال المتأثرين.

وفي الختام، إنَّ التعامل مع الصدمات النفسية في الطفولة يتطلب جهدًا مشتركًا من الأسرة، المدرسة، والمجتمع. ومن خلال توفير الدعم المناسب، يمكننا مساعدة الأطفال على تجاوز تجاربهم الصعبة وبناء مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا.

** باحثة تربوية في مجال علم النفس والإرشاد، وعضو المجلس الاستشاري الأسري العُماني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

منن عبد المقصود: أكثر من 70% من زوار المنصة الوطنية للصحة النفسية سيدات

قالت الدكتورة منن عبد المقصود الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، إنّ أكثر من 70% من زوار المنصة الوطنية للصحة النفسية سيدات، موضحةً: "وجهنا خدماتنا للسيدات بشكل أكبر، بسبب كثرة عدد الزائرات".

وأضافت "عبد المقصود"، خلال لقائها ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المُذاع عبر القناة الأولى، والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين محمد الشاذلي ودينا شرف: "أصبح لدينا عيادة صحة المرأة في كل مستشفياتنا وأصبحنا موجودين في المستشفيات التي تتعامل مع أمراض النساء والولادة مثل مستشفى الجلاء".

وتابعت: "نحن موجودون في مستشفى الجلاء وأكثر من مستشفى متخصصة، فالسيدة المصرية تدرك جيدا أهمية الصحة النفسية وتسأل عن نفسها وتربية أولادها وتعاملاتها مع زوجها وتعاملاتها في العمل إن كانت امرأة عاملة، أي أن السيدة المصرية تتمتع بثقافة عالية جدا من الناحية النفسية".

إلى ذلك، أكدت أن الأطفال –خصوصا- لديهم طبيعة مختلفة لمرض الاكتئاب، إذ لا يظهر الاكتئاب فيهم بالبكاء أو الحزن، ولكن الأطفال يعبرون عنه برفض الذهاب إلى المدرسة وهناك آلام جسدية مثل آلام البطن والصداع والوسوسة، أي أن أعراض الاكتئاب عند الأطفال غير تقليدية.
 

مقالات مشابهة

  • تحذير من 6 أمراض نفسية تصيب طفلك.. كيف تتعاملين معها؟
  • واحد يُقتل كل يوم.. معاناة وندوب نفسية يعيشها الأطفال بسبب حرب لبنان
  • واحد يُقتل كل يوم.. مآسي وندوب نفسية يعانيها الأطفال بسبب حرب لبنان
  • واحد يُقتل كل يوم.. مآسي وندوب نفسية يعانيها الأطفال بسبب الحرب في لبنان
  • استشاري تعديل سلوك يٌحذر من خطورة الصدمات على الأطفال| تفاصيل
  • طبيب: تعرض الطفل للصدمات قد يصيبه باضطرابات القلق لسنوات طويلة
  • «القومي للأمومة» يحذر من تعرض الطفل لسلوكيات عنيفة: أضرار مستمرة حتى الكبر
  • منى عبد المقصود: 70% من زوار المنصة الوطنية للصحة النفسية سيدات
  • منن عبد المقصود: أكثر من 70% من زوار المنصة الوطنية للصحة النفسية سيدات