تفضِّلُ روسيا فوز دونالد ترامب، على عكس إيران التي ترى فرصةً ذهبية في فوز كامالا هاريس. ويتطلع الناتو للعمل مع هاريس لا مع ترامب. والصين الصامتة تنتظر رئيساً متساهلاً في منافستها لأميركا. فمن منَ المرشحَيَّن سيجدد القيادة الأميركية في عالم غارق بالأزمات، فيما تنتظر دوله من سيّد البيت الأبيض أن يحقق مصالحها لا مصلحة الولايات المتحدة.

أميركا والعالم

تقول كامالا هاريس إن "الأمر يتعلق بوقوف أميركا، كزعيمة تحافظ على القواعد والأعراف الدولية. كزعيمة تظهر القوة، وتدرك أن التحالفات التي نقيمها في مختلف أنحاء العالم تعتمد على قدرتنا على رعاية أصدقائنا وعدم تفضيل أعدائنا. إن زعماء العالم يسخرون من دونالد ترامب".

هاريس أم ترامب.. ماذا يعني ذلك لأوكرانيا؟ يصوت الأميركيون لاختيار رئيس للولايات المتحدة في الخامس من نوفمبر، وهو قرار لن يؤثر على الداخل الأميركي فقط، بل يتردد صداه في مختلف أنحاء العالم، وقد تكون أوكرانيا من أوائل تلك الدول التي تشعر بها، على ما أفاد تقرير نشره موقع راديو أوروبا الحرة "ليبرتي".

وبالمقابل يقول دونالد ترامب إنه "لا يمكننا التضحية ببلدنا من أجل رؤية سيئة. نحن دولة فاشلة. وأمة في حالة انحدار خطير. نحن نتعرض للسخرية في جميع أنحاء العالم. يعتقد زعماء الدول الأخرى أن هذه الإدارة ضعيفة وغير كفوءة، وهي كذلك بالفعل، ومسؤوليها غير أكفاء إلى حد كبير".

تأثير الصين وروسيا وإيران

عن احتمالات تدخل دول أجنبية لعرقلة الانتخابات الأميركية، يخلص تقرير مكتب مدير مجلس الاستخبارات الوطنية DNI إلى أن اللاعبين الخارجيين، خاصة الصين وإيران وروسيا، يحاولون التأثير على الانتخابات الأميركية لهذا العام، وسيقومون على الأقل بعمليات معلوماتية بعد يوم الاقتراع لغاية اكتمال المسار في يوم تنصيب الرئيس الأميركي.

ويضيف التقرير الرسمي حول "التأثير الأجنبي الخبيث على الانتخابات الأميركية: "من شبه المؤكد أن الفاعلين الخارجيين سيشنون عمليات معلوماتية بعد نهاية الاقتراع لخلق حالة من عدم اليقين وتقويض شرعية المسار الانتخابي في الولايات المتحدة. كما أنه من المحتمل أن تُقدم إيران وروسيا على الأقل على النظر في إمكانية توظيف تكتيكات خاصة يمكن أن تثير أو تؤدي إلى العنف".

برنامج" عاصمة القرار" على قناة "الحرة" سأل جويل روبن، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية سابقاً، فقال: "لقد كان هناك الكثير من المخاوف لدى إدارة بايدن ووزارة العدل بشأن تدخّل روسيا على وجه الخصوص، وبالطبع من قبل الصين وإيران أيضاً. قبل شهرين، كانت هناك بالفعل اتهامات من قبل وزارة العدل لكيانات روسية. وثمة كيان في ولاية تينيسي تحديداً كان يحصل على تمويل من حكومة روسيا لتضليل الناخبين الأميركيين من خلال أشخاص أميركيين. الواضح أن روسيا وإيران والصين تنخرط في وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة محاولة تغيير عقول الناخبين الأميركيين، وهذا أمر مقلق للغاية بالنسبة للوضع العام للديمقراطية الأميركية".

وبالمقابل يقول جويل رايبرن، كبير الباحثين في معهد هادسون في واشنطن، إن "الدول تستغل ضعف السياسة الخارجية الأميركية لتحقيق أهدافها، وهذا يمنحها فرصة أساسية لإحداث بعض الفوضى والصراعات في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. أعتقد أن هذه هي القضية الحقيقية في هذه الانتخابات، ويبدو لي أن الرأي العام هنا في الولايات المتحدة يشعر بقلق بالغ إزاء ما يبدو أنه حالة من عدم الاستقرار في مختلف أنحاء العالم".

مرحلة حساسة

الصحافيون وصناع الرأي العام الأميركي، يتجادلون حول من هو الأفضل لقيادة الولايات المتحدة في هذه المرحلة الحساسة عالمياً. يقول مارتن غوري في نيويورك بوست، إن كمالا هاريس ستواصل السياسة الخارجية لأوباما وبايدن، واهمال تنامي قوة أعدائنا. 

وبالمقابل، يرى جوشوا كيتنغ في موقع Vox أن المخاطر العالمية المترتبة على رئاسة ترامب ستكون أعلى بكثير هذه المرة مما ورثه ترامب في عام 2016 . ويتخوف الكاتب من قدرة ترامبومن مخاطر مقاربة ترامب "غير المتزنة" للسياسة الدولية.

وتقف الصين على رأس الدول التي تتحدى القيادة الأميركية للعالم. اقتصادياً وسياسياً، خاصة عبر دعمها للمجهود الحربي الروسي حول العالم، ودعمها لكوريا الشمالية وإيران. فيما تطرح بكين مبادرات اقتصادية لجذب حلفاء الولايات المتحدة. 

وينقسم أعضاء الكونغرس الأميركي حول الصين. فيجادل الديمقراطيون بقدرة بايدن على التعاطي بقوة مع التهديد الصيني المتنامي. ويركز الجمهوريون في الكونغرس على تهديد الصين للامن القومي الأميركي، وينتقدون "تساهل إدارة بايدن مع الصين، خاصة في المجال العسكري".

من الصين والمحيطين الهادي والهندي، مروراً بالحرب في أوكرانيا وتهديد روسيا لأوروبا والناتو، وصولاً إلى غزّة وإسرائيل ولبنان وسوريا والعراق والبحر الأحمر حيث تهدد إيران وأذرعها مصالح الولايات المتحدة وحلفائها, تقف سلسلة من الأزمات الدولية أمام الرئيس الأميركية العتيد، أيّا يكن أسمه.

النظام الإيراني.. العقدة المزمنة

منذ تأسيسه، يجاهر النظام الإيراني بعدائه للولايات المتحدة، ولم يوقف الاتفاق النووي برنامج إيران للصواريخ الباليستية ولا مساعي إيران الخبيثة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط. ولم تنجح أي إدارة أميركية إلى الآن في ضبط تصرفات إيران. ولم يعتمد الحزبان سياسة أميركية موحدة تجاه نظام الملالي في طهران.

روسيا والصين وإيران.. محاولات مكثفة للتدخل في انتخابات أميركا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأميركية التي ستجري يوم الثلاثاء في الخامس من نوفمبر، توقع مسؤولون أميركيون زيادة التدخل الخارجي في الانتخابات خلال عمليات الاقتراع يوم الثلاثاء المقبل وبعده.

يقول السناتور الجمهوري جوش هاولي: "لقد حان الوقت لكي نتوقف عن السماح لإيران بأن تفعل ما تشاء في الشرق الأوسط. هذا ما قام به بايدن وهاريس. علينا أن نعيد حشر إيران في الزاوية. إنه نظام إرهابي، وحاليا تقوم إسرائيل بهذا العمل نيابة عن العالم. إنها خدمة كبيرة لنا تدعم أمننا القومي. إسرائيل تقف في وجه إيران وتساعد على إبطال ما قام بايدن وهاريس في السنوات الماضية. أصبحت المنطقة خطيرة بسبب ما قامت به هذه الإدارة، لذلك نحن بحاجة إلى قيادة جديدة".

ويرفض الديمقراطيون اتهام بايدن وهاريس وأوباما بمحاباة النظام الإيراني، وإطلاق يده في الشرق الأوسط. ويتهمون دونالد ترامب بذلك. 

من الأنسب؟

ورغم معارضة المرشحَين للحرب ضد إيران، يبقى السؤال: من يستطيع التصدي للنظام الإيراني وضبط تصرفاته في المنطقة وبرنامجه النووي وتطويره للصواريخ باليستية: كامالا هاريس أم دونالد ترامب؟

يعتقد جويل رايبرن أن ترامب هو الرئيس الأفضل لاستقرار الشرق الأوسط فقط، بل وللأمن الدولي أيضاً. 

ويضيف المسؤول السابق في إدارة ترامب أن سياسة بايدن وهاريس هي "مجرد تكرار لسياسة أوباما الفاشلة تجاه إيران، والتي كانت تتمحور حول السعي مرة أخرى إلى التوصل إلى اتفاق واسترضاء النظام الإيراني برفع العقوبات عنه دون الطلب منه وقف دعمه للإرهاب، وانتشار الصواريخ الباليستية وما إلى ذلك. وهذا ما أدى إلى اندلاع الصراع الذي نراه الآن. لم يسعى ترامب إلى الحرب مع النظام الإيراني، لكنه كان يمارس الضغط على جميع الجبهات، ومن خلال العزلة الدولية الدبلوماسية للنظام الإيراني، وقد كان هذا النهج ناجحاً. من المؤسف أن فريق بايدن هاريس اتخذ القرار منذ بدء عمله بالتخلي عن سياسة ترامب".

أما جويل روبن، المسؤول السابق في عهد أوباما، فيقول إن لدى كامالا هاريس "موقف قوي تجاه إيران، وقد دعمت بقوة الحد من سلوك إيران، واستمرار العقوبات عليها، والتحرك بقوة مع حلفائنا وضمان عدم تشكيل إيران خطراً وتهديداً لجيرانها. أما دونالد ترامب، فقد أطلق العنان للبرنامج النووي الإيراني حين انسحب من اتفاق مع إيران كان يمنع برنامجها النووي من التقدم. لا نعرف ما الذي سنحصل عليه مع ترامب من يوم لآخر، وهذا حقاً ما يجب علينا القلق بشأنه".

فهل تستطيع واشنطن إيقاف حرب الصين الاقتصادية عليها، وحرب بوتين على الناتو وأوروبا، وحروب إيران في الشرق الأوسط؟ ستكشف الأيام المقبلة اسم الرئيس الأميركي. أما السنوات المقبلة ستُظهر نجاح أو فشل الإدارة العتيدة في قيادة أميركا على الساحة الدولية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة النظام الإیرانی أنحاء العالم دونالد ترامب الصین وإیران الشرق الأوسط کامالا هاریس بایدن وهاریس

إقرأ أيضاً:

مع قرب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية.. إيران تكثف محاولات الاختراق

مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة الأميركية، الثلاثاء، تتزايد المخاوف من وقوع هجمات سيبرانية تحاول تقويض العملية الانتخابية، في وقت تثار الكثير من التساؤلات عن كفاية الإجراءات الأمنية للعملية الانتخابية على الصعيد الإلكتروني.

شركة مايكروسوفت قالت إنَّ مجموعة قرصنة إيرانية تعكف على تعقب مواقع إلكترونية ووسائل إعلام أميركية مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية مع اقتراب يوم الاقتراع.

ومن جهة أخرى أكدت العديد من الوكالات الأميركية ومن بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، في بيان مشترك، أن جهات سيبرانية إيرانية وصفتها بالخبيثة، تحاول إرسال مواد مسروقة وغير علنية مرتبطة بحملة المرشج الجمهوري ترامب إلى المؤسسات الإعلامية الأميركية.

علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية من واشنطن قال لقناة "الحرة" إن إيران سعت إلى استراتيجيتن للتدخل في الانتخابات الأميركية، الأولى تضمنت محاولة تقويض حملة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، من خلال سرقية بعض الوثائق من حملة ترامب سيما تلك المتعلقة المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جيه دي فانس.

الاستراتيجية الثانية التي اعتمدتها إيران، يقول فايز، كانت من خلال تعميق الانقسام داخل الولايات المتحدة، سيما في "الحرب الثقافية" عن طريق إنشاء مواقع إلكترونية ونشر معلومات مضللة بشأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

ويضيف فايز أن "تقويض الديمقراطية الأميركية هو هدف استراتيجي طويل الأمد لإيران"، بحسب تعبيره.

كيف تؤثر تدخلات روسيا وإيران والصين على انتخابات أميركا؟ حلقة جديدة من برنامج مواجهة 2024 تسلط الضوء على تأثر التدخلات الخارجية لروسيا والصين وإيران على مسار الانتخابات الأميركية.

شركة مايكروسوفت الأميركية أعلنت أنَّ مجموعة قرصنة إيرانية تعكف على تعقب مواقع إلكترونية ووسائل إعلام أميركية مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية بهدف التأثير المباشر على العملية الانتخابية.

وقالت الشركة إن القراصنة الذين أطلقت عليهم مايكروسوفت اسم "عاصفة الرمال القطنية" (كوتون ساندستورم) مرتبطون بالحرس الثوري الإيراني، بحسب معلوماتها، وقاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة "مرتبطة بالانتخابات" في عدد من الولايات المتأرجحة لم تذكر أسماءها.

وفي سبتمبر الماضي، قالت وزارة العدل الأميركية إنها وجّهت اتهامات جنائية إلى ثلاثة أعضاء بالحرس الثوري الإيراني تتعلق بمحاولات اختراق إلكتروني لحملة دونالد ترامب، ومحاولة تعطيل الانتخابات الرئاسية.

وحسب وثائق صادرة عن محكمة بواشنطن، فإن القراصنة الإلكترونيين أعدوا وشاركوا في حملة قرصنة واسعة النطاق استخدمت فيها تقنيات تصيّد احتيالي وهندسة اجتماعية لاختراق حسابات مسؤولين حكوميين أميركيين وأفراد مرتبطين بحملات سياسية.

مقالات مشابهة

  • رغم دعم إدارة بايدن.. 72% من اليهود الإسرائيليين يفضلون ترامب على هاريس
  • لماذا قد يصوت الملونون لصالح ترامب على حساب هاريس في الانتخابات الأميركية؟
  • تجنبًا للأزمات.. "بايدن" لا يظهر في حملات "هاريس" الانتخابية
  • التعزيزات الأميركية في الشرق الأوسط والتصعيد بين إيران وإسرائيل
  • نيويورك تايمز: بايدن ترك السباق الرئاسي لكن إرثه يعتمد على فوز هاريس
  • ‏قائد الحرس الثوري الإيراني: جبهة المقاومة وإيران ستجهزان نفسيهما بكل ما يلزم لمواجهة العدو
  • مسؤول أمريكي: إذا فازت «هاريس» ستتبع سياسة «بايدن».. و«ترامب» سيتخذ قرارات لصالح إسرائيل
  • عضو الحزب الديمقراطي: «بايدن» صهيوني.. و«هاريس» لديها موقف إيجابي تجاه القضية الفلسطينية
  • مع قرب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية.. إيران تكثف محاولات الاختراق