الاستطلاعات تكشف تحولا لافتا.. من يدعم الأميركيون الهنود في سباق الرئاسة؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
في عيد الأنور "ديوالي"، الذي نظم الأميركيون من أصل هندي احتفالات به نهاية شهر أكتوبر، بينها احتفال في مدينة دنفر، طلب مهندس البرمجيات، ساليل غاونكار، من أصدقائه الهنود الأميركيين الإجابة على سؤال: هل سيصوتون لترامب أم هاريس؟
أذهله الرد الذي جاءه من حوالي 45 من المتخصصين في التكنولوجيا وأصحاب الأعمال الذين دعموا جو بايدن بأغلبية ساحقة في عام 2020.
تظهر الإجابات نسبة تأييد أكبر لترامب على هاريس، وإن كان ذلك بهامش صغير،، وفق ما جاء في تقرير "صوت أميركا".
لكن غاونكار، وهو ديمقراطي تقدمي يدعم هاريس "شعر بالصدمة" لأن معظم هؤلاء صوتوا لصالح بايدن، ما يعني أن "هناك تحولا كبيرا الآن".
وإذا كان استطلاع واحد أثناء تناول العشاء لا يشكل اتجاها عاما، لكنه يعكس نمطا على مستوى البلاد لهذه الكتلة الانتخابية التي ظلت لفترة طويلة تصوت للديمقراطيين.
فقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة كارنيغي، هذا الأسبوع، أن نسبة الأميركيين الهنود الذين يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين انخفضت إلى 47 في المئة من 56 في المئة في عام 2020.
إرث المرشحينورغم إرث هاريس الهندي، فقد حظيت بدعم 60 في المئة فقط، بعدما صوت الهنود بنسبة حوالي 70 في المئة لبايدن في الانتخابات الرئاسية قبل أربع سنوات.
ويظهر الاستطلاع ذاته أن دعم ترامب زاد بنسبة 31 في المئة من 22 في المئة.
وزوجة جي دي فانس، أوسا تشيلوكوري فانس، هي محامية بارزة من أصول هندية، ولدت في كاليفورنيا لأبوين مهاجرين من ولاية أندرا براديش الهندية.
وبينما تظهر استطلاعات الرأي الأخرى دعما أقوى من جنوب آسيا لهاريس، فإن التحول في الولاءات أمر يلفت الانتباه، وفق ميلان فايشناف، مدير برنامج جنوب آسيا في مؤسسة كارنيغي وأحد معدي الاستطلاع.
وقال فايشناف في مقابلة مع إذاعة "صوت أميركا": "نرى بعض علامات التحول أو الحركة أو زيادة قبول الحزب الجمهوري بقيادة ترامب، وذلك مفاجأة كبيرة لنا".
ولا يقتصر التحرك نحو اليمين على الأميركيين الهنود.
في السنوات الأخيرة، حقق الجمهوريون مكاسب غير متوقعة بين الناخبين من أصل إسباني وسود وعرب ومسلمين، الذين كانوا يصوتون للديمقراطيين.
ولا يعرف ماذا كانت هذه التحولات في الولاء ستدفع إلى عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
لكن ما هو مؤكد أن نتائج الاستطلاع حطمت فرضية أن الأقليات والمجتمعات المهاجرة تصوت للديمقراطيين بلا أدنى شك، وفق فايشناف.
وتعكس مخاوف الهنود الأميركيين هواجس العديد من الأميركيين الآخرين والتي تتمحور حول التضخم والإجهاض والوظائف والهجرة.
وقالت سوميترا بادريناثان، وهي واحدة من المشرفين على الاستطلاع، إنهم "يصوتون مثل الأميركيين لأنهم كذلك".
وكشف استطلاع كارنيغي أيضا أن أصول هاريس الهندية لم تساعدها في تحقيق نتائج أفضل من بايدن في سباق 2020.
ووجد استطلاع كارنيغي أن واحدا فقط بين كل 10 من المؤيدين لها بين الهنود الأميركيين تبنوا هذا الموقف بسبب أصولها.
وقالت بالافي جوها، الأستاذة في جامعة تاوسون، وهي أميركية هندية، إن العديد من الهنود "يتطلعون إلى ما هو أبعد من الهوية".
وقالت جوها، التي تعيش في مقاطعة هوارد بولاية فيرجينيا، في مقابلة مع إذاعة "صوت أميركا": "الأشخاص الذين يدعمون نائبة الرئيس هاريس يدعمونها بسبب السياسات وليس الهوية".
ويبلغ عدد الأميركيين الهنود أكثر من خمسة ملايين نسمة، وغالبيتهم من الهندوس، مع نسبة أقلية من المسلمين والمسيحيين وغيرهم. ويميل العديد من أفراد الجيل الأول إلى المحافظين.
انقسام انتخابيوالأمر المثير للانتباه هو أن الاستطلاع أظهر أن الرجال الأميركيين الهنود الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما، وليس الجيل الأول، هم من يقودون التحول نحو اليمين.
وقال فايشناف: "الديمقراطيون ليست لديهم مشكلة مع الجيل الأكبر عمرا. هم لديهم مشكلة مع الذكور تحت سن الأربعين".
ووفقًا لمركز بيو للأبحاث، ومقره واشنطن، فإن حوالي ثلثي الأميركيين الهنود هم مهاجرون. وكثير منهم منقسمون سياسيا.
وقالت أنجانا شاه، وهي محامية في مجال العدالة الاجتماعية: "الأشخاص الذين جاءوا في عام 1990 أو بعده يتمسكون بترامب، لكن الناس في جيل والدي ديمقراطيون بقوة".
ويشعر العديد من الوافدين الجدد بالقلق من الهجرة غير الشرعية.
ويقول غاونكار إن أصدقاءه الذين كانوا يدعمون بايدن سابقا يميلون لترامب بسبب هذه القضية.
ويضيف: "الهنود يعارضون بشدة الهجرة غير الشرعية التي ارتفعت بشكل كبير في عهد بايدن. نحن نعلم العقبات التي كان علينا أن نمر بها لدخول البلاد بشكل قانوني بينما نرى آخرين يأتون بشكل غير قانوني".
أحد هؤلاء هو دارميندرا غايسوال، وهو مسؤول تنفيذي في شركة تعمل في مجال التكنولوجيا في ماريلاند، والذي حصل على الجنسية الأميركية بعد رحلة امتدت 20 عاما.
قال غايسوال، الذي صوت لصالح بايدن في عام 2020، والآن يدعم ترامب :"الناس غاضبون. المهاجرون غير الشرعيين يحصلون على التعليم والرعاية الصحية من أموال دافعي الضرائب لدينا".
وقال سوهاغ شوكلا، المؤسس المشارك لمؤسسة "الهندوس الأميركيين"، إن "معارضة الهجرة غير الشرعية أمر منطقي. إن تراكمات الهجرة تجبر العديد من المهاجرين الهنود على الانتظار لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 عاما للحصول على البطاقة الخضراء والجنسية".
وواجهت هاريس انتقادات بأن الإدارة تهاونت مع المهاجرين غير الشرعيين، لكنها ترفض هذه الاتهامات وتقول إن حالات عبور الحدود بشكل غير قانوني انخفضت بسبب التغييرات السياسية الأخيرة التي نفذتها إدارة بايدن.
ومن جانبه، تعهد ترامب بتنفيذ "أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا".
وجذبت حملة هاريس العديد من الأميركيين الهنود التقدميين .لكن الحماس أخفى حقيقة أعمق، فقد أثبت تراثها الهندي أنه ليس عامل جذب كبيرا للعديد من الناخبين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العدید من فی المئة فی عام
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
الثورة نت/..
قالت مجلة “تايم” الأمريكية إن قرار إدارة ترامب بتصنيف حركة “أنصار الله” (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية لن يؤثر بشكل كبير على الحركة وقوات صنعاء، حيث يرى الخبراء أن القرار يأتي كمحاولة استعراض من جانب الإدارة الجديدة لتمييز نفسها عن إدارة بايدن”.
ونشرت المجلة، الجمعة، تقريراً ذكرت فيه أن “العديد من الخبراء يتفقون على أن هذه الخطوة تتعلق أكثر بالموقف السياسي المحلي وليس بإحداث تغيير على الأرض، ويقول البعض إنها قد تؤدي في الواقع إلى تفاقم التهديد الذي يتعرض له الشحن البحري”.
ونقل التقرير عن نادر هاشمي، الأستاذ المشارك في شؤون الشرق الأوسط والسياسة الإسلامية في جامعة جورج تاون، قوله إن “إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين قد لا يكون له سوى تأثير جانبي على الحوثيين”. وأضاف: “العقوبات المصاحبة للتصنيف لا تضعف هذه البلدان حقاً، أعتقد أنها في الغالب مجرد استعراض وفرصة لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن وتقديم نفسها على أنها تقف حقاً ضد أعداء أمريكا”.
وقال هاشمي: “إذا استمر الحوثيون في شن الهجمات على السفن، فإن هذا التصنيف من شأنه أن يساهم في تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، لكنه لا يساعد في تحسين الوضع، وبهذا المعنى، قد تكون هناك تكلفة اقتصادية أكبر إذا تم إطلاق النار على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، وإجبارها على اختيار مسارات مختلفة، أو إذا كانت هناك الآن أسعار تأمين أعلى يتعين فرضها بسبب التهديد بالهجوم، وسيتعين على المستهلكين دفع ثمن هذه النفقات الإضافية إذا فرضت الشركات رسوماً أعلى لإرسال سفنها عبر الشرق الأوسط”.
كما نقل التقرير عن أبريل لونجلي ألي، الخبيرة البارزة في شؤون الخليج واليمن في المعهد الأمريكي للسلام قولها إنه: “عندما يتعرض الحوثيون للضغط، فإنهم عادة ما يستجيبون عسكرياً، لقد هددوا لفترة من الوقت بالرد، سواء داخل اليمن أو خارجها”. وأضافت أنه “في حين تم وضع تدابير لمنع أسوأ التأثيرات على المجال الإنساني، فإن الأمر يعتمد حقاً على كيفية تفسير القطاع الخاص والنظام المصرفي الوطني للقيود المفروضة هناك”، لافتة إلى أن “القطاع الخاص في اليمن هش بشكل لافت للنظر”.
واعتبرت ألي أن “الخطر الحقيقي الذي يهدد الاقتصاد اليمني وسبل عيش اليمنيين يتمثل في مسألة الإفراط في الامتثال”، مشيرة إلى أن “بعض الأطراف ربما تتجنب التعامل مع اليمن تماماً خوفاً من الوقوع في مشاكل مع وزارة الخزانة الأمريكية التي تنفذ العقوبات، وهذا له تأثير ضار على مستوى البلاد، لذا يتعين علينا أن نرى كيف ستسير الأمور”، حسب ما نقلت المجلة.
ووفقاً للتقرير فإن “المدافعين عن حقوق الإنسان يحذرون من أن التصنيف الأمريكي قد يؤدي إلى خنق المساعدات الإنسانية من مصادر أخرى، والتي يحتاج إليها 80% من السكان بشكل حرج”.