مسلسلات تلفزيونية وثقت السياسة والانتخابات الأمريكية.. سوداوية وسخرية وواقعية
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
طالما كانت المواضيع السياسية والانتخابات الأمريكية من أكثر المواضيع الملهمة للعديد من الأعمال الفنية والدرامية، وبسببها ظهرت مسلسلات تلفزيونية هامة عكست بشكل كبير حقيقة "اللعبة السياسية" أو حتى كانت وسيلة "غير مملة" تقدم فهم أعمق لما يحدث في واشنطن.
وبسبب وفرة الأعمال الفنية العديدة والمتنوعة نجحت هذه المسلسلات في تقديم شرح مفصل لمختلف جوانب السياسة الأمريكية وخفايها، بل وتوقع أحداث وسيناريوهات نادرة الحدوث، وذلك على طول سنوات من إنتاجها ضمن مئات وآلاف الحلقات.
"هاوس أو كاردز"
في كثير من الأحيان تركز البرامج التلفزيونية السياسية على وعد الحكومة بمساعدة الناس وتقديم السياسيين ورجال السلطة بمظهر وطني، لكن هذا ليس ما حصل في مسلسل "نتفلكس" الشهير، الذي قدم بطله والعديد من شخصيات الرئيسية بشكل كئيب وشرير.
ويشرح المسلسل ويوثق المؤامرات والبيروقراطية، وكيف بإمكان لعدد قليل من المسؤولين السيئين الكذب والغش والسرقة والقتل حرفيًا في طريقهم إلى المكتب البيضاوي.
ويعرض المسلسل في مواسمه الأربعة الأولى التي تعد الأهم والأكثر نجاحا قصة خداع الإدارة الأمريكية المنتخبة حديثا عام 2012، لعضو مجلس النواب البارز، فرانك أندروود، وذلك من خلال التنصل من وعدٍ حصل عليه خلال الحملات الانتخابية بتعيينه كوزير للخارجية.
وبسبب هذه الخديعة يقرر أندروود الانتقام واتباع مصلحته الشخصية، ويبدأ بنصب المكائد لمرشح المنصب الذي جاء بدلا عنه واسمه، مايكل كيرن، من خلال تسريب مقالة قديمة تنتقد احتلال "إسرائيل" للضفة وغزة، ونشرت ضمن أحداث المسلسل في صحيفة كان يرأس تحريرها.
ونتيجة هذه المكيدة، يرتكب كيرن خطأ ساذجا في أثناء الدفاع عن نفسه أمام الإعلام، ويضحك بشكل مفرض على سؤال "هل كانت هذه أفكارك في ذلك الوقت؟"، في إشارة إلى عدم شرعية احتلال "إسرائيل" للضفة وغزة.
وبحسب المسلسل، فإن أندروود شخصية ذكية وماكرة ومتمرسة في السياسة، لذلك فهو يعرف أن مجرد "ضحك كرين" على سؤال مثل هذا سوف يغضب اللوبي الإسرائيلي بشكل كبير، وفي رد فعل تلقائي، يطلب فرانك من سكرتيرته مكالمة رابطة مكافحة التشهير "ADL" فورًا، ويخبر رئيسها بما يجري على الهواء مباشرة مع كرين حول نقاش "أفعال إسرائيل" في الضفة وغزة.
وبعد هذا الفاصل، تبدأ الهجمات الإسرائيلية على كرين، ويقول رئيس رابطة مكافحة التشهير في المسلسل، واسمه دينيس ميدل: "هذه المسألة لا تحتمل الضحك، وكرين يقول إننا لسنا شرعيين.. حسنا إنه معادٍ للسامية ومخطئ، ونحن قلقون من ترشيحه لمنصب وزير الخارجية".
وتنتهي الأحداث بسحب الرئيس الأمريكي لترشيح كرين، رغم أنه بحسب أحداث المسلسل لم ينتقد "إسرائيل"، بل هو من أكبر داعميها، إنما أندروود استغل نمطية "ADL" بمهاجمة أي شخص ينتقد "إسرائيل" متسلحا بمصطلح "معاداة السامية".
وكان هذا فقط ما حصل في الحلقات القليلة الأولى من الجزء الأول من المسلسل، وبعدها تبدأ مؤامرات أكبر لها علاقة بلوبيات وجماعات ضغط أخرى وصولا إلى خلق حالة من أجل وصول أندروود إلى منصب نائب الرئيس، ومن ثم إضعاف الرئيس نفسه وإدخاله في دوامة من الفضائح التي تدفعه إلى الاستقالة.
يصبح أندروود نائب الرئيس الأمريكي وعلى خطوة واحدة من أعلى منصب دون أن يصوت له أي أمريكي، وحينها يقول عبارته الشهيرة "الديموقراطية مبالغ فيها جدا".
ولا تتوقف أحداث المسلسل إلى هنا، بل تمتد إلى حلول انتخابات عام 2016 التي يخوضها ضد المرشح الجمهوري والشاب صاحب الشعبية الكبيرة، ويل كينواي، الذي هو بدوره يمارس العديد من أساليب "السياسية الفاسدة" ويتلاعب بمحرك بحث شهير لدعم حملته الانتخابية.
وتضمن المسلسل أيضا محاولات لتعطيل الانتخابات وعدم الاعتراف بشرعيتها مع طلبات إعادة الفرز، وحتى اللجوء إلى الكونغرس من أجل اختيار الرئيس، وهذا كلها حالات جرى الحديث عنها بشكل واسع خلال انتخابات 2016 و2020 على أرض الواقع التي جربت بين دونالد ترامب من جهة وهيلاري كلينتون وجو بايدن على الترتيب.
"فييب"
يتحدث عن منصب "نائب الرئيس - Veep"، لكن بنظرة أقل حدة، لكنها كانت أكثر سخرية بطريقة ما، ويوثق مغامرات نائبة الرئيس سيلينا ماير، مع تقديم السياسيين ليس كأشرار وعقول مدبرة، ولكن كمجرد مهرجين وأغبياء.
وعلى الرغم من كون المسلسل مضحك وواقعي إلى حد ما، فهو قدم العديد من المحتوى المضحك والكوميدي لانتقاد "عبثية وعدم عدالة الأنظمة الحكومية والانتخابية الأمريكية الفريدة"، بحسب تقرير لـ"يو إس أيه توداي".
وعاد الاهتمام بهذه المسلسل الذي اختتم عام 2019 بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي وتأييده لنائبة الرئيس كامالا هاريس، بعدما أظهرت إحدى حلقاته أنه يتنبأ بالانتخابات التاريخية.
ويتتبع المسلسل الذي تم بثه على قناة " إتش بي أو - HBO"، في خاتمة الموسم الثاني، كشفت ماير لفريقها أن الرئيس ستيوارت هيوز لن يترشح بعد الآن لإعادة انتخابه، ما يجعلها أول رئيسة.
وتداول محبو البرنامج المقطع الشهير على منصات التواصل، مشيرين إلى أوجه التشابه بين الموقف الخيالي والتغيير المفاجئ في تذكرة الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة.
وتضمنت التعليقات على هذا المشهد أنه "من المثير للاهتمام أن رحلة كامالا أصبحت مثل رحلة سيلينا في Veep"، وأن المسلسل "يتنبأ بالمستقبل بطريقة مشابهة لتلك الخاصة بسيمبسونز"، وأن "ما حدث في السياسة خلال السنوات الثماني الماضية هو أمر جنوني وقد شاهدناه على شاشة التلفزيون أولا.. هذا جنون".
This show. It’s always this show. pic.twitter.com/yfvOZA4vRG — Candice Fortman (cande313.bsky.social) (@Cande313) July 21, 2024
وحصل المسلسل في المجمل على استحسان النقاد وفاز بعدة جوائز، ورُشح أربع مرات متتالية لجوائز "الإيمي برايم تايم" لأفضل مسلسل كوميدي، وفاز بالجائزة في موسمه الرابع، وفازت بطلة المسلسل جوليا لوي دريفوس بخمس جوائز "إيمي" متتالية.
الجناح الغربي
لا يمكن الحديث عن المسلسلات السياسية الأمريكية دون الحديث عن "ذا ويت وينغ" الذي تدور أحداثه في البيت الأبيض وتم إنتاجه في الفنرة ما بين 1999 حتى 2006 بواقع سبعة مواسم تضمن 155 حلقة.
وكان "الجناح الغربي" أول مسلسل يتخذ موقفا بشأن القضايا الساخنة، ناهيك عن ذكر الأحزاب السياسية الحقيقية، معالتزامه بالحزبية والعاطفية بشكل علني، مع توثيق مخاطر التصويت في الكونجرس والقمم الأجنبية بشكل واقعي، نظرا الشخصيات كانت ديمقراطية وجمهورية تتحدث عن أجزاء حقيقية من العالم.
وبشكل أو بآخر تأثر "هاوس أوف كاردز" بشكل كبير بهذا المسلسل الشهير والقديم المبتكر من قبل آرون سوركين، وذلك سواء في تقديم الشخصيات أو ذكر أسماء الأحزاب وتوجهاتها وبعض اللوبيات وجماعات الضغط بشكل واضح وصريح.
وتدور أحداث المسلسل بشكل أساسي في الجناح الغربي للبيت الأبيض، الذي يوجد فيه المكتب البيضاوي (مكتب الرئيس الأمريكي) ومكاتب كبار الموظفين الرئاسيين في الإدارة الديمقراطية الخيالية للرئيس يوشيا بارتليت.
وقالت الكاتب البريطاني جوناثان فريدلاند في مقال نشره عبر صحيفة "الغارديان" عام 2008 إن كتًّاب سيناريو المسلسل عملوا على صياغة قصة المسلسل الخيالي لتحاكي التجربة الواقعية لحياة المرشح الرئاسي الديمقراطي حينها باراك أوباما.
يقول كاتب المقال إن عشاق المسلسل الدرامي، أمضوا أسابيعهم القليلة الماضية في الحديث عن ذلك الشبه الكبير، الذي يصل إلى حد التطابق، بين القصة التي يعيشها بطل المسلسل وبين حياة أوباما الحقيقية.
Favorite presidents in my lifetime:
1) Barack Obama
2) Josiah Bartlet pic.twitter.com/UxtshyMymv — Mike White (@themikewhite) December 4, 2016
وأضاف فريدلاند إن "كلا من الحملتين الحقيقية (حملة أوباما) والمتخيلة (حملة بطل المسلسل) تتركز حول مرشح شاب كاريزمي ينتمي إلى أقلية عرقية ويتجرأ على الوقوف في وجه ماكينة مؤسسة حزبه متسلحا بوعد تخطيه قضية العرق وسعيه لشفاء البلاد من الانقسام والشرخ الحزبي الذي تعاني منه.
وذهل عشاق المسلسل، الذي حاز على عدة جوائز، من الشبه الكبير بين نسخة ماتيو سانتوس من المسلسل وحياة أوباما الحقيقية، فهم لم يعلموا أن ذلك الشبه لم يكن محض صدفة، فكتاب سيناريو كانوا قد فصلوا قصته لتعكس حياة سياسي شاب من ولاية ألينوي واسمه باراك أوباما.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مسلسلات تلفزيونية واشنطن الولايات المتحدة واشنطن الإنتخابات الأمريكية مسلسلات تلفزيونية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أحداث المسلسل الحدیث عن
إقرأ أيضاً:
نتائج الانتخابات تحدد مسار السياسة الخارجية الأمريكية.. 5 ملفات شائكة تنتظر الحسم
تتجه أنظار العالم إلى الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، المقررة في الخامس من الشهر الجاري، ولا تقتصر أهمية الانتخابات الأمريكية على الناخبين الأمريكيين، بل تؤثر أيضًا على مصير مناطق الصراع، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم، حيث ستحدد نتائج الاستحقاق مسار السياسة الخارجية الأمريكية في ظل الأزمات العالمية الراهنة، بما في ذلك الحرب في غزة ولبنان، والصراع مع إيران، والحرب في أوكرانيا، فضلا عن العلاقات مع الصين وحلف الناتو.
تشهد الساحة السياسية الأمريكية منافسة قوية بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري. يتنافس مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، مع مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، على رئاسة البيت الأبيض لمدة أربع سنوات مقبلة، ويشير آخر استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف لهاريس على ترامب، حيث حصلت على 48% مقابل 47% لترامب، مع عدم اليقين بشأن الفائز. ومع بدء التصويت المبكر في العديد من الولايات، لا تزال هاريس تحتفظ بميزة متواضعة بفارق 1.2 نقطة على ترامب، فيما يخيم شعور عميق بعدم اليقين بمن سيفوز بتلك الانتخابات لاسيما مع بدء التصويت المبكر الذي بدأ منذ أيام قليلة فى العديد من الولايات.
حرب غزة:
تستمر إسرائيل في ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة بدعم أمريكي غير مشروط، وتعهدت مرشحة الحزب الديمقراطي، هاريس، باستمرار الدعم العسكري لإسرائيل في حال فوزها بالانتخابات، رغم تأكيداتها على ضرورة إنهاء الحرب وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، فيما انتقد مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، الرئيس جو بايدن بعد تهديده لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بمنع بعض الأسلحة الهجومية عن إسرائيل.
وأكدت حملة ترامب أن المساعدات العسكرية للكيان الصهيوني ستستمر مهما كانت الظروف، حيث نقل ترامب رسالة لنتنياهو مفادها "أفعل ما عليك فعله". وأشارت السكرتيرة الصحفية لحملة ترامب، كارولين ليفات، إلى أن عودته إلى البيت الأبيض (حال فوزه بالرئاسة) ستضمن حماية إسرائيل، مع التأكيد على أن إيران ستعود إلى الإفلاس وستتواصل «مطاردة الإرهابيين». ويفتخر ترامب بلقب «صانع السلام» متعهدا بتوسيع اتفاقيات إبراهيم التي أبرمت عام 2020، لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، حيث يرى مراقبون أن هذه الاتفاقيات أسهمت في تهميش الفلسطينيين وأدت إلى تفاقم الأزمة الحالية.
الملف الإيراني:
تعتبر هاريس أن إيران تمثل "أكبر تهديد للولايات المتحدة"، مشيرة إلى الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل في أكتوبر الماضي، عقب مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأكدت هاريس أن "أيدي إيران ملطخة بدماء أمريكيين" بسبب هذا الهجوم الذي استهدف إسرائيل باستخدام 200 صاروخ باليستي.
وأضافت أن من أولوياتها ضمان عدم قدرة إيران على أن تصبح قوة نووية، حيث تُعتبر هذه القضية من أعلى أولوياتها. يلاحظ المراقبون أن هاريس تشترك مع منافسها ترامب في موقفهما المعادي لبرنامج إيران النووي. وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي مع إيران خلال فترة رئاسته، مما يزيد من مخاوف طهران من عودته إلى الحكم. يعتقد العديد من المراقبين أن فوز ترامب في الانتخابات قد يتيح لنتنياهو فرصة تنفيذ خطط لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
الحرب الأوكرانية:
تظهر توجهات متباينة بين المرشحين الأمريكيين تجاه الحرب في أوكرانيا. فقد أكدت هاريس، خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي، أنها ستواصل دعم أوكرانيا إذا فازت بالرئاسة. وعندما أعلنت عن تقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا في يونيو الماضي، تعهدت بتوفير الدعم الكامل لأوكرانيا.
على الجانب الآخر، اعتبر ترامب أن الجمهوريين في الكونجرس ينبغي عليهم حجب المساعدات العسكرية عن أوكرانيا، كوسيلة للضغط عليها للتعاون مع التحقيقات المتعلقة بالرئيس بايدن وعائلته. ويؤكد ترامب أنه يعتزم "تسوية" الحرب في أوكرانيا قبل توليه المنصب، مشيرًا إلى تفكيره في خطة لإنهاء النزاع من خلال الضغط على أوكرانيا للتنازل عن بعض الأراضي لصالح روسيا.
العلاقة بالناتو:
تشعر دول حلف الناتو بالقلق من احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، نظرًا لتصريحاته السابقة حول الانسحاب من الحلف خلال فترة رئاسته. ويُظهر ترامب فخره بجهوده لإجبار الدول الأعضاء على تحقيق أهداف الإنفاق الدفاعي المحددة بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، رغم أن 23 دولة فقط من أصل 30 عضوًا تمكنت من تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2024. وتبقى تصريحاته مصدر قلق لدول الحلف.
في المقابل، تملك نائبة الأمين العام السابقة لحلف الناتو، روزماري جوتيمويلر (Rose Gottemoeller) وجهة نظر مختلفة، حيث تعتقد أن "حلف شمال الأطلسي سيكون في أيدٍ أمينة" إذا فازت كاملا هاريس بالرئاسة، مشيرة إلى أنها ستكون ملتزمة بالتعاون مع الناتو والاتحاد الأوروبي لتحقيق النصر في أوكرانيا.
معاداة الصين:
تتسم السياسة الأمريكية تجاه الصين بالعدائية، حيث تُعتبر بكين عدوًا تجب مواجهته في السنوات المقبلة. على الرغم من أن دونالد ترامب يتبنى موقفًا أكثر تشددًا، إلا أن هذه السياسة تتوافق مع توجهات الدول الغربية، التي ترى أن غزو الأسواق العالمية بالسلع الصينية يمثل تهديدًا وجوديًا. وقد اقترح ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على جميع البضائع الصينية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
من جهة أخرى، لا تعبر هاريس عن تصريحات معادية للصين، لكنها تدعم خططًا عسكرية لمواجهة هذا التهديد المحتمل. ويرى بعض المراقبين أن فوز هاريس سيمثل استمرارًا للإدارة الحالية، حيث لم تعلن عن تغييرات جذرية في سياسة بايدن. بينما يتوقع آخرون أن تشهد السياسة الأمريكية بعض الاضطرابات في حال تولي ترامب الرئاسة مجددًا، مثلما حدث خلال فترة رئاسته السابقة، حيث أثار بعض قراراته جدلًا واسعًا. ومع ذلك، تبقى المبادئ الأساسية للسياسة الأمريكية ثابتة ولا تتغير بتغير الرؤساء، نظرًا لأنها تعتمد على مؤسسات قوية.