إصدار دليل «مركز البيانات الذكية».. حـمد الدولـي يعــزز التعاون بين المطارات حول العالم
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
لعب مطار حمد الدولي دوراً رائداً في تعزيز التعاون بين أفضل المطارات في جميع أنحاء العالم، مما أدى بالمحصلة إلى إنتاج دليل في صناعة المطارات بات معروفاً باسم «مركز البيانات الذكية». ويسلط هذا الإصدار الشامل، الذي صدر تحت رعاية المجلس الدولي للمطارات وتحت إشراف اللجنة الدائمة لتكنولوجيا المعلومات في المطارات العالمية التابعة للمجلس الدولي للمطارات، الضوء على التزام مطار حمد الدولي بتطوير قدرات الصناعة من خلال استخدام قيمة البيانات.
وفي ظل عالم اليوم القائم على البيانات، تدرك المطارات بشكل متزايد الإمكانات الهائلة للاستفادة من البيانات بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية وتجربة المسافرين.
وإدراكاً منه لأهمية هذا التحول، زوّد مطار حمد الدولي هذه المبادرة العالمية بأساس متين، وذلك من خلال المساهمة بعناصر رئيسية في استراتيجية البيانات الخاصة به، مثل إطار نضج البيانات.
وقد ترافق ذلك مع تسهيل إدراج أفكار ورؤى قيّمة وأفضل الممارسات والخبرات لقادة البيانات من المطارات الرئيسية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا وآسيا.
يمثل دليل «مركز البيانات الذكية» علامةً فارقة في رحلة تحسين قوة البيانات في مجال الطيران. كما يوفر هذا المورد الشامل خريطة طريق للمطارات وشركائها للتواصل ومشاركة البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة.
تتلخص الفوائد الرئيسية لاعتماد نهج مركز البيانات الذكية فيما يلي:
• تحسين الاتصال: يتيح مركز البيانات الذكي التكامل السلس للبيانات بين جميع الشركاء في المطار، مما يمكنهم من التعاون ودفع التحسينات التشغيلية.
• المرونة وقابلية التوسع: تم تصميم مركز البيانات الذكية لتلبية الاحتياجات المتطورة للمطارات، وهو قابل للتكيف وقابل للتطوير، مما يضمن استمرار فعاليته مع توسع متطلبات البيانات.
• أفكار قابلة للتنفيذ: من خلال الاستفادة من مركز البيانات الذكية، يمكن للمطارات استنباط أفكار ذات مغزى حول أداء المطارات والمحركات الرئيسية، مما يتيح اتخاذ القرارات القائمة على البيانات.
• تقييم نضج البيانات: يتضمن هذا الكتيّب أداة التقييم الذاتي لنضج البيانات، مما يساعد المطارات على قياس تقدمها في أن تصبح رائدة في مجال البيانات وتحديد مجالات التحسين.
وقال السيد سهيل قادري، نائب الرئيس الأول للتكنولوجيا والابتكار في مطار حمد الدولي، والذي حظي أيضا بشرف شغل منصب نائب الرئيس ثم رئيس اللجنة الدائمة لتكنولوجيا المعلومات في المطارات العالمية، داخل المجلس الدولي للمطارات منذ عام 2019: «نحن فخورون بلعب دورٍ رائدٍ في تعزيز التعاون بين المطارات البارزة في جميع أنحاء العالم لإنشاء دليل مركز البيانات الذكية.
أضاف وتمثل هذه المبادرة التزامنا بتطوير قدرات مجتمع المطارات في تسخير قيمة بياناتهم، ونحن نهدف إلى دفع الابتكار وتعزيز الكفاءة التشغيلية في جميع أنحاء الصناعة من خلال تبادل الأفكار والخبرات وأفضل الممارسات. ويوفر مركز البيانات الذكي خريطة طريق للمطارات للتواصل والتعاون واتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، مما يوفر في نهاية المطاف تجارب مطار استثنائية لجميع المسافرين».
بوابة السفر إلى العالم
يسعى مطار حمد الدولي إلى تلبية توقعات مسافريه حول العالم وتجاوزها، وقد أصبح المطار في حد ذاته وجهة مميزة لأنماط الحياة العصرية المتنوعة. ويقع مطار حمد الدولي ضمن مبنى واحد كبير، حيث يضم تحت سقف واحد مجموعة متنوعة من خيارات التسوق وتناول الطعام ومرافق الترفيه والاسترخاء، وكذلك مجموعة من الأعمال والقطع الفنية رفيعة المستوى التي تعود لنخبة من أبرز الفنانين بالعالم.
وقد استطاع مطار حمد الدولي منذ انطلاق أعماله التشغيلية أن يحدث تغييرًا جذريًا في تجربة السفر عبر المطارات، وذلك بفضل تميزه التشغيلي وإعطائه الأولوية لسلامة المسافرين والموظفين وراحتهم وأمنهم. ويواصل مطار حمد الدولي تعزيز عملياته التشغيلية عبر الاستعانة بأحدث أنظمة التكنولوجيا المتطورة في المطارات وتطبيق المزيد من إجراءات السلامة المستندة إلى الحلول الذكية، مما يُكسبه دائمًا ثقة المسافرين.
وبفضل تميزه والتزامه بتقديم أفضل الخدمات لمسافريه، فاز مطار حمد الدولي بالعديد من الألقاب، التي أبرزها «أفضل مطار بالعالم» في عامي 2021 و 2022، و»ثاني أفضل مطار بالعالم» في عام 2023، و»أفضل مطار في الفئة من 15 إلى 20 مليون مسافر»، و»أفضل مطار بالعالم للتسوق» في عام 2023 و»أنظف مطار في الشرق الأوسط» لعام 2023 و»أفضل مطار في الشرق الأوسط « للسنة التاسعة على التوالي وفقاً لجوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات 2023.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر أفضل المطارات
إقرأ أيضاً:
خطر الذوبان يهدد أقرب مطار إلى القطب الشمالي في العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- باتت التمددات الجليدية في القطب الشمالي بسرعة، إحدى أبرز المناطق الساخنة في العالم. فمحاولة الرئيس دونالد ترامب لشراء غرينلاند، والاهتمام المتزايد من روسيا والصين لفتح طرق الملاحة البحرية على طول السواحل الشمالية لسيبيريا، سلّطت الأضواء على هذه المناطق النائية بشكل متزايد.
لكن شهرة القطب الشمالي الجديدة مردها ليس فقط إلى السياسة الجيوسياسية. فالوجهات الواقعة على طول الدائرة القطبية الشمالية، من ألاسكا إلى لابلاند، تسجل أرقامًا قياسية في عدد الزوار، مع سعي المسافرين المغامرين إلى اكتشاف حدود كوكب الأرض النهائية.
وتخطط شركة "OceanSky Cruises" الناشئة السويدية، لتسيير رحلات فاخرة باستخدام مناطيد الهواء إلى القطب الشمالي، رغم أنه لا توجد أي تواريخ محددة لإطلاق هذه الرحلات بعد.
لكن في حين أن قمة كوكبنا قد تبقى بعيدًا عن متناول المسافر العادي لبعض الوقت، فإن بعض شركات الطيران قادرة على الاقتراب بشكل كبير منها.
فإحدى أكثر المناطق تطرّفًا على كوكب الأرض من حيث خط العرض يسهل الوصول إليها نسبيًا في الواقع.
فمطار سفالبارد، الواقع في أرخبيل سفالبارد النرويجي، يعتبر المطار الأقرب إلى القطب الشمالي ويستقبل رحلات تجارية مجدولة.
تقوم شركتا SAS والنرويجية بتسيير رحلات طوال العام بين المطار في لونغييربين، المستوطنة الرئيسية في الجزر، والبر النرويجي الرئيسي الذي يبعد أكثر من 800 كيلومتر إلى الجنوب.
يستقبل المطار أيضًا الرحلات المستأجرة والطائرات الخاصة بشكل منتظم، نظرًا لجاذبية موقعه الجغرافي الفريد.
القطب الشمالي هو أحد أكثر المناطق هشاشة بيئيًا في العالم، وفريق عمل مطار سفالبارد قد اختبر بالفعل التأثيرات الأولى لتغير المناخ.
عندما بُني مدرج لونغييربين الذي يبلغ طوله 2,300 متر في مطلع السبعينيات، لم يتوقع أحد أن تبدأ طبقة التربة دائمة التجمّد التي بُني عليها المطار بالذوبان. لكن هذا تحديدًا ما يحدث الآن.
التربة دائمة التجمّد، يُعَرّف عنها بأنها الأرض التي ظلت مجمدة لمدة لا تقل عن عامين. أصبح ذوبان التربة دائمة التجمد مشكلة كبيرة في سفالبارد، حيث تؤدي عدم استقرار المنشآت وانهيارات الأرضية الناتجة عن ذلك إلى تأثيرات سلبية على المباني والبنية التحتية، ما يزيد من خطر الانزلاقات الأرضية والانهيارات الثلجية.
قالت راغنيلد كومميسرود، مديرة المطار، في حديث هاتفي مع CNN: "خلال أشهر الصيف، يجب علينا فحص المدرج بدقّة يوميًا، لأنّ التربة قد تتعرّض للهبوط في أي لحظة. هذه مشكلة نتوقع أن تزداد سوءًا مع مرور الوقت".
من الصعب المبالغة في تقدير أهمية هذا المدرّج لسكان سفالبارد البالغ عددهم حوالي 2,500 نسمة. إذا تم إغلاقه، فإنّ معظم إمداداتهم الأساسية سيكون عليها أن تصل عبر السفن، وهي رحلة قد تستغرق ما يصل إلى يومين في كل اتّجاه.
وقالت كومميسرود: "نحن نحتفظ دومًا بموظفين ومواد إضافية هنا في المطار، لأنه إذا حدث أي عطل، يجب أن نكون قادرين على إصلاحه بأنفسنا، من دون مساعدة خارجية".
لقد كانت مسألة توليد الطاقة قضية حساسة في سفالبارد منذ فترة طويلة.
من جهة، للمجتمع المحلي مصلحة كبيرة في المساعدة على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والحفاظ على طبيعة الأرخبيل النقية. ومن جهة أخرى، حتى وقت قريب جدًا، كان معظم الاقتصاد المحلي يعتمد تقريبًا بالكامل على الفحم.
التخلّي عن الفحم
رغم بعد موقع سفالبارد، إلا أنّ المنطقة تتمتّع باحتياطيات غنية من الفحم بالقرب من الخلجان العميقة الخالية من الجليد، ما يجعلها مكانًا مناسبًا للتعدين.
تحت معاهدة سفالبارد لعام 1920، التي وقعتها دول مثل الولايات المتحدة واليابان والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، تتمتع النرويج بالسيادة على الجزر، لكن الدول الأخرى الموقعة على المعاهدة لها الحق في تطوير الأنشطة الاقتصادية في الأرخبيل أيضًا.
نتيجة لذلك، أسست كل من النرويج والسويد والاتحاد السوفيتي (ومن ثم روسيا) عمليات تعدين في المنطقة في النصف الأول من القرن العشرين.
ومع تزايد الحساسية البيئية في السنوات الأخيرة، خصوصًا في دولة مثل النرويج، التي يعتمد جزء كبير من طاقتها على مصادر الطاقة المتجددة، أصبح هذا الاعتماد على الفحم نقطة شائكة في الآونة الأخيرة.
على مدار العقد الماضي، بدأت المناجم التي تديرها النرويج بتقليص إنتاجها. تم إغلاق مناجم سوياغروفا، التي تعد من أكبر وأكثر المناجم إنتاجًا بسفالبارد، في العام 2020، وتم إعادة تأهيل المنطقة. أما منجم الفحم الروسي في بارينتسبورغ، ثاني أكبر مستوطنة على الجزيرة، فلا يزال مفتوحًا، لكن تقارير تشير إلى أنه يقلّص من إنتاجه.
كانت سفالبارد أيضًا من كبار مستهلكي الفحم، حيث كان يُستخدم لإنتاج التدفئة والكهرباء للمجتمع المحلي. لم يكن الانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة مجرد خطوة نحو أن تصبح المنطقة أكثر صداقة للبيئة؛ بل كان مستقبل المجتمع يعتمد على هذه الخطوة.
في العام 2023، أغلقت محطة الطاقة العاملة بالفحم في لونغييربين. وُضع مكانها محطة جديدة تعمل بالديزل، وهي حل غير مثالي بسبب بصمتها الكربونية العالية نسبيًا. غير أنّ هذه المحطة نجحت بتقليص انبعاثات الكربون بشكل كبير، حيث تم تقليلها تقريبًا إلى النصف.
هذا التغيير في مصدر الطاقة يعد خطوة كبيرة نحو تقليل الأثر البيئي في المنطقة، رغم أن التحدي لا يزال قائمًا في البحث عن مصادر أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
مع ذلك، لم يكن هذا التحول كافيًا بالنسبة لـ أفينور، مشغل المطارات المملوك للحكومة النرويجية، الذي يدير مطار لونغييربين وأكثر من 40 مطارًا آخر في جميع أنحاء البلاد.
من المتوقع أن تلعب أفينور دورًا محوريًا في الاستراتيجية الطموحة التي وضعتها النرويج للحد من انبعاثات الكربون في قطاع الطيران. وقد تعهدت الشركة بتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 42% بحلول العام 2030، مقارنة بمستويات العام 2022، وبنسبة 90% بحلول العام 2050.