جذب مطعم في العاصمة التركية أنقرة الأنظار عبر تقديمه وجبة جديدة غير تقليدية تزاوج بين نكهة المأكولات البحرية والدونر، من خلال ما سماه "دونر الأخطبوط".

وبفضل ابتكاره غير المعتاد، جذب المطعم الكثير من الباحثين عن تجارب جديدة ومختلفة، كما أثار اهتمام عشاق الطعام ورواد وسائل التواصل الاجتماعي.

مطعم للمأكولات البحرية في أنقرة يقدم وجبة جديدة عبارة عن "دونر الأخطبوط"والذي استطاع أن يجذب الزبائن بفضل طبق دونر الأخطبوط المبتكر الذي يجمع بين نكهة البحر ونكهة الدونر التقليدية pic.

twitter.com/TofXGq304x

— تركيا اليوم (@TurkeyToday3) November 1, 2024

دونر الأخطبوط

ويعتبر دونر شاورم الأخطبوط نوعا غير تقليدي من اللفافة التركية الشهيرة، يُستخدم لحم الأخطبوط بدلا من اللحوم المعتادة من البقر والدجاج. ويُتبّل لحم الأخطبوط بتوابل خاصة ويُشوى بأسلوب يشابه طريقة تحضير الشاورما التقليدية، ويُقدّم داخل خبز الشاورما مع الطحينة، والمخللات، والخضروات.

وانتشرت صور دونر الأخطبوط على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المستخدمين عن رغبتهم في تجربتها. وقال أحد المغردين، "الأخطبوط لذيذ، وشاورما الأخطبوط تبدو فكرة رائعة، أريد تجربتها الآن!".

Octopus is literally so delicious so octopus shawarma sounds great for me I WANT IT NOW

— Shami Arab (@ShamiShdakhalk6) August 30, 2024

كما أثار الطبق تساؤلات عن توفره في بلدان أخرى، خاصة أن بعض المطاعم حول العالم بدأت بالفعل بتقديم أطباق مماثلة تجمع بين الوصفات التقليدية والمكونات البحرية.

وانتشر هذا النوع من الطعام في بعض المطاعم الفريدة والمدن الساحلية التي تشتهر بتنوع أطباقها البحرية مثل طوكيو وسيول، وكذلك في بعض المدن الأوروبية والأميركية التي تتبنى تجارب طهي مبتكرة.

ويظل الدونر من أكثر الأطباق شعبية في تركيا، حيث تُقدّم تقريبا في كل زاوية، من المطاعم الفاخرة إلى عربات الطعام في الشوارع.

ويعود تميز الطبق إلى تتبيلة التوابل التقليدية، وإضافات مثل الطحينة والمخللات، مما يجعلها وجبة اقتصادية تناسب جميع الأذواق. ويعتبر الدونر جزءا لا يتجزأ من الثقافة الغذائية اليومية في تركيا، مما يعزز مكانتها بين الأكلات المفضلة لدى السكان المحليين والسياح.

ورغم أن دونر الأخطبوط قد لا يكون منتشرا مثل الدونر التقليدي، فإن بعض المطاعم المتخصصة في المدن الساحلية مثل إسطنبول وإزمير تقدم أطباقا بحرية مشابهة بلمسة دونر. ويستهدف مثل هذه الأطباق زبائن يبحثون عن تجارب مميزة ونكهات جديدة، إذ تُعد هذه المدن مراكز سياحية تقدم مأكولات بحرية بطرق مبتكرة لتلبية ذائقة الزبائن الباحثين عن التجديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مسلسل النُّص.. حين يصبح النشال بطلا قوميا

تكمن خطورة الدراما في قدرتها على إضفاء البطولة على أي شخصية حتى ولو كان سارقا أو قاتلا، ولعل انقلاب الهرم في العالم وفي الغرب بصفة خاصة يعود في جزء كبير منه إلى موجة الأفلام الهوليودية التي انحازت إلى زعماء العصابات، وأشهرها "العراب" 1972 للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، و"رفاق طيبون" 1990 لمارتن سكورسيزي.

وفي تاريخ الفن المصري تعد ملحمة "أدهم الشرقاوي الإذاعية" 1962 واحدة من أكثر حالات سوء الفهم التي سببتها الدراما حين اقتحمت عالم "أدهم الشرقاوي" الغامض وأظهرته بطلا ومناضلا وطنيا خالصا، في حين أكد عدد من معاصريه أنه لم يكن إلا شخصا منحرفا أسال الدماء في قريته وقتل الكثير من الأبرياء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسلسل "إخواتي".. دراما رمضانية تكسر التوقعات بين العبث والسرياليةlist 2 of 2وجبتك الأولى بعد الصيام.. ماذا تأكل لتجنب التعب؟end of list

ويلعب الفارق الزمني والاجتماعي بين حالتي القاتل أدهم الشرقاوي والنشال عبد العزيز النص بطل مسلسل "النُّص" لصالح الأول فنيا، لكنه يسجل حقيقة جديدة لصالح النشال التائب ولصالح الجمهور أيضا، وهي ذلك النضوج الذي تلقى جمهور المشاهدين به العمل، واعتبار أنه لم يكن إلا عملا فنيا جيدا.

نشال في سبيل الوطن

يعتمد مسلسل "النُّص" -الذي يُعرض منذ بداية رمضان- على تكييف درامي لعمل صحفي/ أدبي مستوحى من "مذكرات نشال" التي كتبها الصحفي المصري أيمن عثمان، مستندا إلى نصوص تعود إلى المعلم عبد العزيز النُّص، وهو نشال سابق عاش في مصر خلال عشرينيات القرن الماضي.

إعلان

ونُشرت هذه المذكرات لأول مرة عام 1927 في جريدة "لسان الشعب"، وأثارت حينها جدلا واسعا نظرا لطبيعتها الفريدة، إذ تسرد تفاصيل تجارب شخصية حقيقية لنشال يصف مغامراته في عالم الجريمة بأسلوب غير مألوف.

وشارك في كتابة سيناريو المسلسل كل من عبد الرحمن جاويش وسارة هجرس ووجيه صبري، في حين قدّم أحمد أمين دور البطل عبد العزيز النُّص، ليضفي على العمل طابعا خاصا.

تميز المسلسل بأسلوبه المختلف عن المعتاد، إذ وظف أمين فكرة تقديم معلومات مكتوبة توضح المفردات الاجتماعية والتاريخية المستخدمة في حوار كل حلقة، مما جعل المشاهدة أشبه بتجربة قراءة كتاب، فيتنقل المشاهد بين متن الحكاية وهوامشها لفهم أبعادها التاريخية والاجتماعية بعمق أكبر.

بصمات أحمد أمين ظهرت في فكرة العمل الذي اتخذ مظهرا مختلفا عن غيره (مواقع التواصل الاجتماعي)

ورغم أن نشال العمل الأصلي -الذي قدمه المؤلف أيمن عثمان في كتابه- لم يكن صاحب دور وطني في مقاومة الإنجليز إبان احتلالهم مصر فإن المسلسل حوّله من مجرد نشال إلى "نشال في سبيل الوطن"، وهو أمر يبدو مخيفا في ظل التداخل القيمي بين سلبية صورة "النشال" الذي هو سارق يستحق العقاب والاحتقار الاجتماعي وبين القيمة الإيجابية لمن يناضل في سبيل وطنه، وبالتالي يمكن ببساطة أن يغفر له نهبه الأبرياء والمساكين مقابل عمله من أجل الوطن.

يثبت أحمد أمين في "النُّص" مكانته بصفته مبدعا شاملا، وليس مجرد ممثل فقط، ويؤكد رغم اقتصار عمله على الدراما التلفزيونية دون السينما أنه يقف في مقدمة صناع الدراما المشرقة التي تقدم التشويق والإثارة بشكل ناضج لا مراهقة فيه، كما تقدم الترفيه والمعرفة دون مبالغة أو تعقيد.

تدور أحداث مسلسل "النُّص" في النصف الأول من القرن الـ20 حينما كان المجتمع المصري منقسما اقتصاديا بين طبقتين واضحتين: الأولى تضم الملك وحاشيته والإنجليز الذين ينعمون بالثراء والسلطة، في حين تتألف الطبقة الثانية من الأغلبية الفقيرة من الشعب المصري التي تكافح من أجل لقمة العيش.

إعلان

عبد العزيز النُّص -وهو نشال تائب- يعمل "كمسري" (محصّل التذاكر) في ترام القاهرة، ويتولى رعاية شقيقه الأصغر الذي يدرس بكلية الحقوق، لكن سرعان ما تتعقد حياته عندما يُقبض على شقيقه بسبب انتمائه إلى تنظيم فدائي سري يقاوم الاحتلال البريطاني.

يحاول عبد العزيز بكل الطرق تأمين الإفراج عن أخيه، لكنه يجد أن راتبه من عمله الشريف لا يكفي لتغطية أتعاب المحامي، فيجد نفسه مضطرا للعودة إلى عالم النشل لجمع المال اللازم.

ومع عودته إلى مهنته السابقة يعيد عبد العزيز إحياء علاقاته القديمة في عالم الجريمة، لكنه يلتزم بمبدئه الأساسي: عدم سرقة الفقراء، وخلال إحدى عملياته يسرق رجلا إنجليزيا ثريا، ليجد نفسه لاحقا في مواجهة غير متوقعة، إذ يستعين به ضابط شرطة وطني في خطة تهدف إلى إحباط عمليات تهريب الآثار المصرية من قبل قوات الاحتلال.

وهكذا يتحول عبد العزيز من نشال عادي إلى نشال وطني مستخدما مهاراته لخدمة المقاومة، ويلتحق به آخرون ممن يرغبون في المشاركة في النضال بأسلوبهم الخاص.

أحمد وأسماء وحمزة

شهد مسلسل "النُّص" مباراة في الأداء التمثيلي كان طرفاها أحمد أمين بطل العمل والممثل ذو الألف وجه حمزة العيلي الذي جسّد دور "درويش" صاحب الطموحات الفنية بلا قدرات، والذي يعمل على هامش الفن في مخزن ملابس أحد المسارح، لكنه يرى أن مكانه هو خشبة المسرح، في حين لا يستطيع أن يتحدث بشكل سليم.

يشكل "درويش" أو حمزة العيلي تلك المفارقة الأبدية بين الأحلام والقدرات التي تؤدي بصاحبها إلى أن يتحول إلى مسخ في أنظار الآخرين، وقد نجح حمزة دون افتعال في إتقان تقديم الشخصية في حالاتها المختلفة بشكل آسر ومفجع.

وعلى العكس، قدمت أسماء أبو اليزيد دور رسمية المحتالة الجميلة، لتبدو بين أجواء العمل كما لو كانت قادمة من المستقبل، فقد أكد إيقاع حديثها وأدائها وحركتها أنها تنتمي إلى اللحظة الحالية، ويبدو غياب دور المخرج معها واضحا.

إعلان

وقدّم الممثل عبد الرحمن محمد دور "زقزوق" ابن زوجة "النص" ورفيقه في رحلة النهب والوطنية بشكل مميز، ويعد بكوميديان جيد في المستقبل.

مسلسل "النُّص" قدّم دراما غاصت في أعماق المجتمع وصورت بدقة تفاصيل الأماكن المختلفة مواقع التواصل الاجتماعي) الانسحاب إلى الماضي

لطالما اتبعت الدراما المصرية نهج "الموجات"، إذ يؤدي نجاح عمل معين إلى ظهور مجموعة من الأعمال المشابهة في المواسم اللاحقة، فعندما يحقق مسلسل تاريخي نجاحا تمتلئ الشاشات في رمضان التالي بعدد من المسلسلات التي تسير على النهج ذاته.

ومن أبرز هذه الظواهر "موجة دراما الطرابيش" التي اجتاحت الدراما المصرية في العقد الأول من القرن الـ20، تماما كما يحدث في السينما، إذ تتحول الاهتمامات الإنتاجية بين مواضيع مختلفة، من أفلام تجارة المخدرات إلى أفلام المغامرات بحسب النجاح الذي يحققه كل نوع.

وفي هذا السياق، جاء مسلسل "عمر أفندي" من تأليف مصطفى حمدي وبطولة أحمد حاتم ورانيا يوسف وآية سماحة ومصطفى أبو سريع، وإخراج عبد الرحمن أبو غزالة، ليعيد إحياء روح "دراما الطرابيش" لكن بأسلوب مختلف.

فبينما كانت هذه الدراما في السابق تدور حول قصور الباشوات ونواديهم الفاخرة اختار "عمر أفندي" أن ينقل الأحداث إلى عالم البسطاء، مقدما رؤية أكثر التصاقا بالحياة اليومية لعامة المصريين، وهو ما ساعده في تحقيق نجاح كبير عند عرضه في سبتمبر/أيلول الماضي.

أما مسلسل "النُّص" فقد اتخذ طريقا أكثر عمقا في تصوير المجتمع المصري، إذ لم يكتفِ بتقديم أماكن وبيوت تعكس حياة تلك الفترة، بل أعاد إحياء القاموس اللغوي للثلاثينيات، مما أضفى على العمل طابعا كوميديا خاصا، إذ بدت المصطلحات التي يستخدمها الأبطال وكأنها قطع أثرية لغوية مستخرجة من متحف التاريخ.

هذا الاهتمام بالتفاصيل جعل العمل ثريا بصريا ولغويا، وأتاح للمشاهدين فرصة الغوص في أجواء زمن ماضٍ، ربما بدافع الحنين إليه أو للهروب من قسوة الحاضر، خاصة في ظل التحولات الحادة التي شهدها المجتمع المصري منذ الثلاثينيات وحتى الآن.

إعلان

بهذا الشكل، نجح مسلسل "النُّص" -وهو تعبير عامي يشير إلى "النصف"- في حجز مكانه على قمة دراما رمضان، ليس فقط بسبب ارتفاع نسب مشاهدته، بل لأنه قدّم عملا يحترم عقل المشاهد ويمنحه تجربة درامية تتجاوز حدود اللحظة الآنية، في زمن بات أكثر قبحا وتعقيدا، ليصبح بمثابة نافذة على ماضٍ أكثر دفئا وأصالة.

مقالات مشابهة

  • يسمّم الأنثى حتّى لا تأكله.. هكذا ينجو ذكر الأخطبوط من الافتراس الجنسي
  • النجارة التقليدية في الخليج.. دراسة توثيقية لنقوش الخشب والأبواب
  • بـ 140 ألف جنيه.. سعر فاتورة سحور في مطعم شهير بالقاهرة يثير الجدل
  • طارق الشناوي: أشغال شقة أفضل عمل كوميدي تم تقديمه في رمضان
  • استشاري: الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات على بعض الوظائف التقليدية
  • سرد جديد لآلام العراقيين بعيدا عن المعالجة التقليدية في العشرين
  • طريقة عمل فخارة دبابيس دجاج بالعجين.... أحلى من المطاعم
  • مسلسل النُّص.. حين يصبح النشال بطلا قوميا
  • طلب إحاطة لمواجهة ظاهرة إعادة تدوير الزيوت المستعملة بطرق غير مشروعة
  • خطر يهدد صحة المواطنين.. تحرك برلماني لمواجهة إعادة تدوير الزيوت المستعملة