أكد فضيلة الدكتور محمد الضويني، أن مؤتمر «ضمان جودة التعليم في عصرِ الذكاء الاصطناعي» ‏الذي عقدته الهيئة القوميَّةِ لضمان جودة التعليم والاعتماد، اليوم الأحد بالقاهرة، يسهم في تحقيق ‏التنمية المستدامة ورؤِية مصر2030، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي ‏يؤكد دومًا أنَّ جودة التعليم تعدُّ قضيةَ أمنٍ قوميٍّ؛ من أجل النهوض بمنظومة التعليم، ونشر ثقافة ‏استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم المصري وتحقيق جودته.

وأضاف فضيلته خلال كلمته في المؤتمر السابع للهيئة الذي عقد بعنوان «جودة التعليم في عصر ‏الذكاء الاصطناعي» بحضور وزراء التعليم العالي والأوقاف والتربية والتعليم والعمل، ومُمَثلين عن ‏جميع مُستويات التعليم بمصر، ولفيف من الخُبراء والمسؤولين الدوليين، أضاف أن أهمية هذا ‏المؤتمر تأتي في تعزيز وتشجيع المؤسسات التعليمية على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ‏التعليم بشكل فعَّالٍ وآمن، وتحقيق جودة التعليمِ المرجوة من خلال تقديم مِنصةٍ للنقاش، والتفاعل بين ‏الخبراء والمتخصصين في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي. كما تكمن أهمية المؤتمر في رسم ‏السياسات، واتخاذ القرارات المناسبة تجاه منظومة التعليم.‏

وبيَّن وكيل الأزهر أنه لا أحد يستطيع أن ينكر مساهمة الذكاء الاصطناعي في ارتقاء وتطوير التعليم ‏عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التعليم من: المحتوى الرقمي، وأنظمةِ التعليم الذكي، ‏والواقعِ الافتراضي، والواقعِ المعزز، وأنه مرشحٌ بقوةٍ للتطور بشكل كبير في السنوات القادمة. ‏مشيرًا إلى أن تطويرَ منظومة التعليم وضمانَ جودته، يجب أن يواكبَ التطورات التكنولوجيَّة ‏المعاصرة، وبما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تغيير شكل التعليم، فهذا يتطلبُ إحداثَ ‏تغييرٍ في أهداف التعليم ومناهجه، وبيئاتِ التعلُّم، وبرامجِ تأهيل وإعداد المعلم، وبرامجِ الجودة ‏والاعتماد.‏

وتابع فضيلته أن تطوير المنظومة يحتاج كذلك إلى تكييفَ أنظمة الذكاء الاصطناعي في التعليم؛ ‏لتلبية احتياجاتِ الطلاب وتطلَّعاتهم المتنوعة، ولمواجهة التحديات المتعلقة بالتعليم والتعلم في العصر ‏الرقمي. وبناء على ذلك، يجب على مؤسسات التعليم تحسينُ أدائِها، بوضع آليات ملائمة؛ للاستفادة ‏من التقدم المستمر والمتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ حتى تضمن هذه المؤسسات لنفسها ‏البقاءَ والمنافسة. وإن التطوير المستمر للذكاء الاصطناعي سوف يدهشُ العالم بشكل كبير في ‏المستقبل القريب في قطاعات عدة، يأتي على رأسهِا قطاعُ التعليم، الذي يُتوقَّعُ له أن يشهدَ تغييرًا ‏جذريًّا في أدواته ووسائله ومناهجه وتأهيل معلِّميه.‏

وتحدث وكيل الأزهر عن التعليم الأزهري بوصفه يمثل أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم ‏الإسلامي، يَدرسُ فيه أكثر من مليونين ونصف المليون طالب، من بينهم ما يقرب من ستين ألف ‏طالب وافد من أكثر من (مئة وأربعَ عشرةَ) دولةً حول العالم. مضيفًا أن الارتقاء بأي مجال من ‏مجالات التنمية في مصر والعالم لا يمكن أن يتم إلا بالتعليم الجيد، والأزهر الشريف حريصٌ على ‏تطوير العمليةِ التعليميةِ، انطلاقًا من المعلم، ومرورًا بالمناهج والوسائل التعليمية، وانتهاء بالبِنية ‏التحتية؛ لتحقيق رؤية الدولة المصرية 2030؛ لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي، والتفاعل ‏مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليميَّة ‏لطلابها في المعاهد الأزهرية والجامعة، بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ‏ووطنهم.‏

وأشار فضيلته إلى رؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي وجه ‏بضرورة مواكبة التقدم التكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ فقام الأزهرُ الشريف -في إطار ‏هذه التوجيهات- بإنشاء ما يقرب من 60 مركزًا لنشر ثقافة الجودة والتنمية المهنية للمعلمين بالمعاهد ‏المستهدفة ضمن خُطَّة الجودة، وذلك لتقديم الدعم الفني لها، ولدعم منظمة الجودة بالأزهر الشريف. ‏كما عقد قطاعُ المعاهد الأزهريَّة العديد من الدورات التدريبة المتخصصة في تطبيقات الذكاء ‏الاصطناعي، آخرَها كان في أواخر الشهر الماضي وكانت تحت عنوان: (تطبيقات الذكاء ‏الاصطناعي وآليات الاستفادة منها في العملية التعليمية)، شارك فيها أكثر من 80 متدربًا من العاملين ‏في الأزهر الشريف، وذلك استشرافًا للدور الذي ستقوم به تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المستقبل ‏القريب، في تحسين فاعلية تقييم المؤسسات والبرامج التعليمية والتدريبية، وبناء الثقة في المخرجات ‏التعليميَّة على المستوى الوطني والإقليمي والدُوَلِي. ‏

وطالب وكيل الأزهر خلال كلمته بأهمية أن يكون تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، ‏داعيًا إلى وضع ميثاق أخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، يشمل: مجموعة المبادئ والقيم ‏والاعتبارات الأخلاقية، التي توجه وترشد وتسهم في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي واستخدامه ‏بطريقة مسئولة وأخلاقية، تحمي حقوق الإنسان، وتعمل على تعظيم الفوائد، وتقليل الأضرار، ‏وتساعد على الحد من التحيز، وتُسهم في تعزيز قِيَمِ المساواة والشفافية والإنصاف، وتحمي ‏الخصوصيَّة لجميع أطراف العملية التعليمية؛ حتى تؤتى الثمرة المرجوة منها.‏

كما دعا وكيل الأزهر في ختام كلمته إلى تعزيز التعاون والشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص ‏والمجتمع المدني، والأكاديميين؛ لتطوير وتطبيق أفضل الممارساتِ المتعلقة بجودة التعليم والذكاء ‏الاصطناعي، وتعزيز الوعي والتدريب المستمر للمعلمين والمتعلمين؛ حتى نضمن مخرجاتٍ تعليميةً ‏فاعلة. وأهمية تكاتف جميع الجهات المعنية من أجل وضع تصور عملي؛ لتعظيم الاستفادةِ من ‏تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية والارتقاء بها، استفادةً تطبق العدالة ‏والشفافية، وتحترم الخصوصية لكل المشاركين في العملية التعليمية.‏

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ضمان جودة التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مؤتمر ضمان جودة التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي محمد الضويني تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی العملیة التعلیمیة جودة التعلیم وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

فاطمة الشامسي تبحث تطوير علاج للسكري

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
كُرّمت الدكتورة والباحثة الإماراتية فاطمة الشامسي بجائزة برنامج «الشرق الأوسط الإقليمي للمواهب الشابة لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم»؛ تقديراً لجهودها المتميزة وإسهاماتها البارزة في مجال البحث العلمي، ليعكس هذا الفوز التزامها بالابتكار والتطوير العلمي، ويعزز دور المرأة الإماراتية في تحقيق التميز العلمي على المستويين الإقليمي والدولي.
يدور بحث د. الشامسي بجامعة خليفة حول تحديد الجينات المعززة لاختلال وظيفة الخلايا البطانية في مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بمرض السكري، وتتعمق أبحاثها في دراسة المضاعفات الوعائية لمرض السكري، وخاصة اعتلال وظيفة الخلايا البطانية، وهو عامل مهم لا يمكن التغلب عليه بشكلٍ كافٍ من خلال التحكم في نسبة السكر في الدم فقط.
مسيرة علمية
عن البدايات، أوردت د. الشامسي أن مسيرتها المهنية بدأت في عالم العلوم أثناء دراستها الجامعية في مجال الهندسة الطبية الحيوية، حيث طوّرت أسلوباً جديداً في اكتشاف علامات الاكتئاب باستخدام إشارات تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG)، كمشروع تخرج من الجامعة، والذي يُعد أول فرصة لها لإجراء الأبحاث فعلياً. وحسب الشامسي، فإن هذه التجربة أشعلت اهتمامها بإمكانات استخدام التكنولوجيا المبتكرة في مواجهة مشكلات الصحة المعقدة.
وأضافت «خلال إعداد برنامج للماجستير، درستُ علامات سرطان الغدة الدرقية؛ بهدف تحسين عمليات التشخيص، وأدركت حينها بالفعل مدى حيوية العلوم الصحية وقابليتها للتحسين، وقد أبهرني مدى انفتاح مقدمي خدمات الرعاية الصحية والأطباء لدعم الجهود البحثية، وبدأت أفهم الأثر البالغ الذي يمكن أن تُحدثه التكنولوجيا الناشئة في تطوير الرعاية الصحية.

أخبار ذات صلة «خليفة الطبية»: خدمات رعاية متقدمة لأمراض القلب الخلقية لدى الأطفال أبوظبي تستعد لاستضافة احتفالات اليوم الدولي لموسيقى الجاز

قصة إنسانية
قالت الشامسي: «يعني لي البحث الشيء الكثير، ويرتبط بقصة شخصية إنسانية عميقة؛ نظراً لانتشار مرض السكري من النوع الثاني بشكل كبير في مجتمعنا والعالم، كما عانى منه الكثيرون من أفراد عائلتي، وأثَّر بشكل مباشر على جودة حياتهم، مما دفعني إلى إيجاد حلول يمكنها أن تُحسِّن النتائج بالنسبة للمرضى».
وتركز أبحاث الشامسي على مرض السكري من النوع الثاني، الذي تصاحبه مضاعفات خطيرة في الأوعية الدموية تؤثر على العينين، والأنسجة الطرفية، وتنتج هذه المضاعفات عن اعتلال متواصل في الخلايا البطانية، موضحة أن هذا الخلل لا يمكن علاجه عن طريق التحكم في سكر الدم فقط، ويرجع ذلك إلى احتواء مرض السكري أيضاً على عنصر قوي مُحَرِّض على الالتهاب غالباً ما يتم إغفاله، مؤكدة أن بحثها يهدف إلى رأب هذه الفجوة من خلال دراسة الكيفية التي يسهم بها اعتلال الخلايا البطانية في مشكلات الأوعية الدموية، عن طريق تحديد الجينات التي تسبب هذا الاعتلال، والكشف عن علاجات جديدة تساعد في الحد من مضاعفات مرض السكري التي تؤثر على الأوعية الدموية، مما يوفر للمرضى جودة حياة أفضل، مشيرة إلى أن الحافز وراء هذا العمل يتمثل في تقليل المعاناة الناجمة عن هذه المضاعفات، والتي تعجز العلاجات الحالية عن تخفيفها بالقدر الكافي.
دقة وفاعلية
عن أهمية بحثها، أكدت أنه بإمكانه إحداث تحوُّل في خدمات رعاية مرضى السكري عن طريق تحديد أهداف علاجية جديدة لمكافحة المضاعفات التي يسببها المرض للأوعية الدموية، ومنها اعتلال الشبكية والكلى، وأمراض القلب والأوعية الدموية، المؤدية إلى الوفاة، موضحة أنها تهدف من خلاله إلى تحسين دقة العلاج وفاعليته لتخفيف العبء على المرضى بوجه عام، وتحسين جودة الحياة لجميع الأفراد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
البحث عن حلول
عن أهمية هذا البحث، قالت الشامسي «لقد عانى الكثيرون من أفراد عائلتي هذا المرض، وأثَّر بشكل مباشر على جودة حياتهم، في ظل الافتقار إلى علاجات فعَّالة للمضاعفات الناجمة عن مرض السكري وتأثيره على الأوعية الدموية، الأمر الذي دفعني إلى إيجاد حلول يمكنها أن تُحسِّن النتائج بالنسبة للمرضى، من خلال فهم تعقيدات اعتلال الخلايا البطانية على المستوى الجزيئي وإلى فتح الباب أمام علاجات جديدة تتمتع بإمكانية تحسين جودة الحياة ومتوسط العمر للأفراد، الذين يعانون مرض السكري وأمراضاً أخرى مرتبطة بالأوعية الدموية، مثل مرض السرطان.

مقالات مشابهة

  • فاطمة الشامسي تبحث تطوير علاج للسكري
  • إنجاز جديد.. المملكة ضمن الدول الرائدة بالعالم في الذكاء الاصطناعي
  • شركات الذكاء الاصطناعي تحت المجهر.. هل تحتكر "جوجل" و"مايكروسوفت" المستقبل
  • المملكة ضمن الدول الرائدة بالعالم في الذكاء الاصطناعي
  • المملكة ضمن الدول الرائدة بالعالم في الذكاء الاصطناعي  
  • مؤتمر جدكس يستعرض دور الذكاء الاصطناعي في التعليم والتطوير المهني
  • وكيل وزارة التعليم بأسيوط يتابع انتظام الدراسة بإدارة أبنوب التعليمية
  • ميتا تكشف عن تطوير جديد يعزز الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط
  • جامعة قناة السويس تنظم مؤتمرا حول "عصر الذكاء الاصطناعي" مايو المقبل
  • مطالبات بإصدار تشريعات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم