الضويني: التعليم الأزهري يمثل أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم الإسلامي
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، أن مؤتمر «ضمانُ جودةِ التعليمِ في عصرِ الذكاءِ الاصطناعي» الذي عقدته الهيئة القوميَّةِ لضمان جودة التعليم والاعتماد، اليوم الأحد بالقاهرة، يسهم في تحقيق التنميةِ المستدامة ورؤيةِ مصر2030، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أنَّ جودة التعليم تعدُّ قضيةَ أمنٍ قوميٍّ، من أجل النهوض بمنظومة التعليم، ونشر ثقافة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم المصري وتحقيق جودته.
وأضاف وكيل الأزهر، خلال كلمته في المؤتمر السابع للهيئة الذي عقد بعنوان «جودة التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي»، بحضور وزراء التعليم العالي والأوقاف والتربية والتعليم والعمل، ومُمَثلين عن جميع مُستويات التعليم بمصر، ولفيف من الخُبراء والمسؤولين الدوليين، أضاف أن أهمية هذا المؤتمر تأتي في تعزيز وتشجيع المؤسسات التعليمية على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بشكل فعَّالٍ وآمن، وتحقيق جودة التعليمِ المرجوة من خلال تقديم مِنصةٍ للنقاش، والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي. كما تكمن أهمية المؤتمر في رسم السياسات، واتخاذ القرارات المناسبة تجاه منظومة التعليم.
وكيل الأزهروبيَّن الدكتور محمد الضويني، أنه لا أحد يستطيع أن ينكر مساهمة الذكاء الاصطناعي في ارتقاء وتطوير التعليم عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التعليم من: المحتوى الرقمي، وأنظمةِ التعليم الذكي، والواقعِ الافتراضي، والواقعِ المعزز، وأنه مرشحٌ بقوةٍ للتطور بشكل كبير في السنوات القادمة. مشيرًا إلى أن تطويرَ منظومة التعليم وضمانَ جودته، يجب أن يواكبَ التطورات التكنولوجيَّة المعاصرة، وبما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تغيير شكل التعليم، فهذا يتطلبُ إحداثَ تغييرٍ في أهداف التعليم ومناهجه، وبيئاتِ التعلُّم، وبرامجِ تأهيل وإعداد المعلم، وبرامجِ الجودة والاعتماد.
وتابع وكيل الأزهر، أن تطوير المنظومة يحتاج كذلك إلى تكييفَ أنظمة الذكاء الاصطناعي في التعليم، لتلبية احتياجاتِ الطلاب وتطلَّعاتهم المتنوعة، ولمواجهة التحديات المتعلقة بالتعليم والتعلم في العصر الرقمي. وبناء على ذلك، يجب على مؤسسات التعليم تحسينُ أدائِها، بوضع آليات ملائمة، للاستفادة من التقدم المستمر والمتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حتى تضمن هذه المؤسسات لنفسها البقاءَ والمنافسة. وإن التطوير المستمر للذكاء الاصطناعي سوف يدهشُ العالم بشكل كبير في المستقبل القريب في قطاعات عدة، يأتي على رأسهِا قطاعُ التعليم، الذي يُتوقَّعُ له أن يشهدَ تغييرًا جذريًّا في أدواته ووسائله ومناهجه وتأهيل معلِّميه.
وكيل الأزهر يدعو إلى وضع ميثاق أخلاقيوتحدث وكيل الأزهر، عن التعليم الأزهري بوصفه يمثل أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم الإسلامي، يَدرسُ فيه أكثر من مليونين ونصف المليون طالب، من بينهم ما يقرب من ستين ألف طالب وافد من أكثر من (مئة وأربعَ عشرةَ) دولةً حول العالم. مضيفًا أن الارتقاء بأي مجال من مجالات التنمية في مصر والعالم لا يمكن أن يتم إلا بالتعليم الجيد، والأزهر الشريف حريصٌ على تطوير العمليةِ التعليميةِ، انطلاقًا من المعلم، ومرورًا بالمناهج والوسائل التعليمية، وانتهاء بالبِنية التحتية، لتحقيق رؤية الدولة المصرية 2030، لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي، والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليميَّة لطلابها في المعاهد الأزهرية والجامعة، بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ووطنهم.
وأشار الدكتور محمد الضويني، إلى رؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي وجه بضرورة مواكبة التقدم التكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه، فقام الأزهرُ الشريف -في إطار هذه التوجيهات- بإنشاء ما يقرب من 60 مركزًا لنشر ثقافة الجودة والتنمية المهنية للمعلمين بالمعاهد المستهدفة ضمن خُطَّة الجودة، وذلك لتقديم الدعم الفني لها، ولدعم منظمة الجودة بالأزهر الشريف. كما عقد قطاعُ المعاهد الأزهريَّة العديد من الدورات التدريبة المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، آخرَها كان في أواخر الشهر الماضي وكانت تحت عنوان: (تطبيقات الذكاء الاصطناعي وآليات الاستفادة منها في العملية التعليمية)، شارك فيها أكثر من 80 متدربًا من العاملين في الأزهر الشريف، وذلك استشرافًا للدور الذي ستقوم به تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، في تحسين فاعلية تقييم المؤسسات والبرامج التعليمية والتدريبية، وبناء الثقة في المخرجات التعليميَّة على المستوى الوطني والإقليمي والدُوَلِي.
وكيل الأزهر يدعو إلى وضع ميثاق أخلاقيوطالب وكيل الأزهر خلال كلمته بأهمية أن يكون تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، داعيًا إلى وضع ميثاق أخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، يشمل: مجموعة المبادئ والقيم والاعتبارات الأخلاقية، التي توجه وترشد وتسهم في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي واستخدامه بطريقة مسئولة وأخلاقية، تحمي حقوق الإنسان، وتعمل على تعظيم الفوائد، وتقليل الأضرار، وتساعد على الحد من التحيز، وتُسهم في تعزيز قِيَمِ المساواة والشفافية والإنصاف، وتحمي الخصوصيَّة لجميع أطراف العملية التعليمية، حتى تؤتى الثمرة المرجوة منها.
كما دعا وكيل الأزهر في ختام كلمته إلى تعزيز التعاون والشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والأكاديميين، لتطوير وتطبيق أفضل الممارساتِ المتعلقة بجودة التعليم والذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي والتدريب المستمر للمعلمين والمتعلمين، حتى نضمن مخرجاتٍ تعليميةً فاعلة. وأهمية تكاتف جميع الجهات المعنية من أجل وضع تصور عملي، لتعظيم الاستفادةِ من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية والارتقاء بها، استفادةً تطبق العدالة والشفافية، وتحترم الخصوصية لكل المشاركين في العملية التعليمية.
اقرأ أيضاًوكيل الأزهر: روح أكتوبر انتصرت على الأوهام وصاغت من الهزيمة والانكسار بطولة ونصرًا
وكيل الأزهر: الربط بين التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ليس غريبا على الفكر الإسلامي
وزير الأوقاف ووكيل الأزهر يقدمان واجب العزاء في والدة الدكتور جابر طايع
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتور محمد الضويني الذكاء الاصطناعي الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد جودة التعليم مؤتمر ضمان جودة التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي وكيل الأزهر تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی العملیة التعلیمیة جودة التعلیم وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم أهداف التنمية المستدامة
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التعاون بين مصر وإسبانيا في مجالات البحث العلمي والابتكار يُعد خطوة محورية لدعم التحول الشامل في قطاع الطاقة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى حرص الوزارة على تهيئة بيئة محفزة للشراكة بين الجامعات والمؤسسات البحثية والقطاع الصناعي لضمان تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم أهداف التنمية المستدامة.
هيئة بيئة محفزة للشراكة بين الجامعات والمؤسساتومن جهتها نظمت هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF) بالتعاون مع مركز التنمية التكنولوجية والابتكار بإسبانيا (CDTI) ورشة عمل بعنوان «التعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية في مجال الطاقة»، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وذلك بمقر وزارة التعليم العالي في العاصمة الإدارية الجديدة.
تسريع وتيرة الابتكار في مجالات الطاقة المتجددةوأشار الدكتور حسام عثمان إلى أن الورشة تُعد منصة متميزة لتبادل الخبرات بين الخبراء من كلتا الدولتين، وتهدف إلى تسريع وتيرة الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة، كما أكد دعم الوزارة للمشروعات التي تسهم في تطوير تقنيات مبتكرة تعزز الاقتصاد منخفض الكربون وتخلق فرصًا جديدة للبحث والتطوير.
وأكد الدكتور ولاء شتا أن الشراكات الدولية في البحث العلمي والابتكار تمثل ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الورشة تهدف إلى تعزيز التعاون المصري-الإسباني في مجالات الطاقة. وأوضح أن الهيئة ملتزمة بدعم المشروعات التي تربط الأبحاث بالصناعة لتحفيز التحول نحو اقتصاد صديق للبيئة، والعمل على ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور علي عبد الفتاح أن مصر تطمح إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة، وأن الابتكار هو المحرك الرئيسي لتحقيق هذا الهدف، وأشار إلى أن الورشة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين قطاع الصناعة والمؤسسات البحثية لتطوير حلول مبتكرة تدعم أهداف التحول الطاقي.
تطوير حلول مبتكرة تدعم أهداف التحول الطاقيوأعرب السيد ألفارو إيرانزو، سفير إسبانيا لدى مصر، عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا تشهد تقدمًا ملموسًا في العديد من المجالات، خاصة في البحث العلمي والابتكار، مؤكدا حرص الجانبين على تعزيز شراكات مستدامة تسهم في التحول نحو أنظمة طاقة نظيفة ومتطورة، مشيدًا بالإمكانات الكبيرة التي تمتلكها مصر في هذا المجال، ومؤكدًا التزام إسبانيا بتعزيز التعاون المثمر بين البلدين لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي الختام أكدت الورشة على التزام مصر بتعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة ودعم الابتكار لتحقيق تحول شامل ومستدام في القطاع، كما أكدت الورشة على أهمية هذه الجهود في ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وأفريقيا.