تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تسعى إسرائيل إلى تفكيك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كجزء من استراتيجيتها لإنهاء قضية اللاجئين، ولكن هذه الخطوة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الفلسطينيين، وقد تزعزع الاستقرار في المنطقة وتزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.

 

قيود جديدة على عمل الأونروا في الأراضي الفلسطينية و كيف تؤثر هذه الخطوة على الفلسطينيين والبيئة الإقليمية؟

في 30 أكتوبر، صوت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يمنع الأونروا من العمل في إسرائيل ويقيد اتصالاتها مع المسؤولين الإسرائيليين، ورغم أن القانون لا يعني نهاية الوكالة فورًا، إلا أنه من المرجح أن يؤدي إلى تقويض قدرتها على العمل في الضفة الغربية وغزة.

تعددت الآراء حول أسباب هذا الحظر، حيث تشير بعض الآراء إلى مزاعم إسرائيل بأن عددًا من موظفي الأونروا شاركوا في "طوفان الأقصى" 7 أكتوبر، وتلك الحجة بمثابة دافع قوي ضد الأونروا.

من ناحية أخرى، يراها آخرون كخطوة إضافية نحو تآكل حقوق الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى قراهم التي طردوا منها عند تأسيس إسرائيل في 1948. 

وفي سياق هذه الأحداث، أكد رئيس الأونروا أن التشريع لن يؤدي إلا إلى تعميق معاناة الفلسطينيين، خصوصًا في غزة.

كتب بواز بيسموث، عضو الكنيست عن حزب الليكود، مشروع قانون حظر الأونروا، والذي مر بأغلبية 92 صوتًا مقابل 10، واعتبر أن تفكيك الوكالة أصبح أمرًا عاجلاً بعد أحداث السابع من أكتوبر، مؤكدًا أن الأونروا لم تعد مقبولة في إسرائيل.

تأتي هذه التطورات في سياق أزمة إنسانية متزايدة، حيث يؤكد المراقبون أن الأونروا تعتبر "ثمرة منخفضة التكلفة" لهذه الحكومة الإسرائيلية، بينما تظل حقوق الفلسطينيين مهددة بشكل متزايد.

الأونروا عبر العقود: رحلة تأسيس وكالة اللاجئين الفلسطينيين وتحدياتها المستمرة

تعتبر وكالة الأونروا، التي تأسست في عام 1949، جزءًا لا يتجزأ من تاريخ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث جاءت كرد فعل على النزوح الجماعي لنحو مليون فلسطيني خلال أحداث النكبة عام 1948. 

أُسست الأونروا لتلبية احتياجات هؤلاء اللاجئين ومنع تفشي المجاعة والضيق، وهي تمثل إحدى النتائج المباشرة لإنشاء دولة إسرائيل.

يرى العديد من الإسرائيليين في الأونروا تجسيدًا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ويعتقدون أن وجودها يعزز الإيديولوجية المعادية لإسرائيل، إذ يعتقد أن حل الوكالة سيعني إنهاء قضية اللاجئين، وهو ما يعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة نحو حل دائم، بينما يؤكد المسؤولون في الأونروا أن إغلاقها لن يحل المشكلة، بل سيؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية.

تلعب الأونروا دورًا حيويًا في حياة ملايين الفلسطينيين، حيث تقدم خدمات التعليم والرعاية الصحية والغذاء، فهي تدير 58 مخيمًا للاجئين في مختلف الدول العربية وتعد بمثابة حكومة موازية تقدم ما لا تستطيع حكومات هذه الدول تقديمه.

الأونروا في مرمى النيران: تداعيات الإغلاق على اللاجئين والواقع الإسرائيلي

بينما تسعى إسرائيل إلى تقويض دور الأونروا، يرى خبراء حقوق الإنسان أن هذا القرار يحمل تبعات اقتصادية وسياسية خطيرة، ويقول كريس سيدوتي، عضو لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة، إن إغلاق الأونروا سيؤدي إلى زيادة الأعباء المالية على دافعي الضرائب الإسرائيليين، إذ تتحمل الوكالة مسؤولية تقديم الخدمات الأساسية لللاجئين.

من جهة أخرى، يعتبر بعض الفلسطينيين أن إغلاق الأونروا يهدف إلى تجاهل حقوقهم في العودة إلى منازلهم، وهو ما تعكسه شهادات العديد من النازحين في المخيمات، ويقول صالح شنار، أحد اللاجئين من غزة: "إسرائيل تريد إنهاء قضية اللاجئين من خلال إغلاق الأونروا".

في هذا السياق، يشير المراقبون إلى أن حل هذه القضايا مرتبط بمفاوضات الوضع النهائي، التي تبدو معقدة في ظل الأزمات الإنسانية المتزايدة، إذ لا يزال الغموض يكتنف مستقبل الأونروا، ويتساءل الكثيرون عما إذا كانت المدارس والخدمات الطبية ستستمر، بينما يعبر الفلسطينيون عن قلقهم من فقدان الأمل في تحقيق حقوقهم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأونروا الأراضي الفلسطيني الضفة الغربية الكنيست الإسرائيلي قضية اللاجئين الفلسطينيين طوفان الأقصى اللاجئین الفلسطینیین قضیة اللاجئین

إقرأ أيضاً:

بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة، وذلك وفقًا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

وفي وقت سابق، ووفقًا لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لا ترغب إسرائيل في تحمل مسؤولية إدارة سكان قطاع غزة مدنيًا بعد انتهاء الحرب المستمرة لأكثر من 14 شهرًا، لكنها حددت هدفًا آخر.

وقال كاتس، "إن إسرائيل ستبقي على سيطرتها الأمنية في قطاع غزة، مع الاحتفاظ بحرية العمل العسكري، على غرار الوضع في الضفة الغربية، وذلك عقب انتهاء الحرب"، مضيفًا "أن إسرائيل ليست معنية بإدارة شؤون السكان المدنيين في غزة".

وذكرت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" أن كاتس التقى مع مسؤول أمريكي رفيع المستوى وأبلغه رسالة غير معتادة عادة ما تُناقش في الغرف المغلقة، مضمونها أن "إسرائيل لا تسعى إلى السيطرة على قطاع غزة عسكريًا أو مدنيًا بعد انتهاء الحرب".

وأشار كاتس أيضًا إلى أنه "لا توجد قرارات بشأن الاستيطان في غزة"، مؤكدًا أن إسرائيل لا تهدف إلى بسط سيطرتها الكاملة على القطاع.

فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، أكد كاتس أن "إسرائيل تسعى لحمايتها من التهديدات الإيرانية ومن حماس، وتحرص على تعزيز دورها باعتبارها جزءًا من المعسكر المعتدل".

 وأضافت القناة أن "إسرائيل تبدو مهتمة حاليًا بالحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية، رغم تصريحات مختلفة من سياسيين إسرائيليين".

وفي تغريدة على منصة "إكس"، أوضح كاتس موقفه قائلًا: "بعد تحييد القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ستتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في غزة مع حرية العمل الكامل، كما هو الحال في الضفة الغربية. 

وأضاف، أننا لن نسمح لأي تنظيم بالعمل انطلاقًا من غزة ضد المواطنين الإسرائيليين، ولن نعود إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل 7 أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • المفوض العام للأونروا: وقف عمل الوكالة في فلسطين يعني الكارثة
  • لازاريني: قرار السويد بوقف الدعم الأساسي يعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين في وقت حساس
  • عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تحول فلسطين إلى جحيم لتصفية القضية
  • وزير سويدي: السويد لن تمول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد الآن
  • السويد تقرر وقف تمويل الأونروا.. ستساعد الفلسطينيين عبر قنوات أخرى
  • عبد الملك الحوثي: إسرائيل تسعى لتنفيذ مخطط ممر داود في المنطقة
  • السفير محمد حجازي: قمة الدول الثمانِ جاءت في توقيت بالغ الخطورة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي
  • السيسي: ما حدث ضد الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023 تعدى كل القواعد الدولية والإنسانية
  • بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة