أجا الليل وأجا همه.. المساء كابوس يومي يرعب أهالي غزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
"ليلة معتمة في غزة، لا طعام ولا وقود ولا مياه ولا كهرباء ولا إنترنت مع تواصل للقصف العنيف على القطاع.. هذا ما يحدث في غزة كل ليلة ولم نخبركم عنه"، بهذه الكلمات عبّر الصحفي الفلسطيني محمود ذكي العامودي في تغريدة على موقع "إكس" عن معاناة أهالي قطاع غزة اليومية مع دخول الليل.
معاناة الفلسطينيين اليومية مع الليل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة جعلت عبارة "أجا الليل وأجا همه" من الأكثر العبارات اليومية انتشارا بين الناس، ووصل صداها إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي مطلق حرب إبادة جماعية على القطاع، أسفرت لحدود الساعة عن أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ولشرح الحالة وتوضيحها، نشر الناشط الفلسطيني في تدوينة على موقع إكس فيديو لسيدة تحتضن طفليها وتحاول تهدئتهما أثناء القصف الإسرائيلي، وعلق على المشهد قائلا "حالنا وحال كل بيت كل يوم وكل لحظة في غزة، نساؤنا ينمن بملابس الصلاة وأطفالنا ينامون بصعوبة وبكاؤهم لا ينقطع.. اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا".
حالنا وحال كل بيت كل يوم وكل لحظة في غزة
قصف وانفجارات مستمرة
نساؤنا ينامن بملابس الصلاة
أطفالنا ينامون بصعوبة وبكائهم لا ينقطع
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا pic.twitter.com/fjSVu1piwr
— محمد سعيد ???????? (@MhmedPs) November 1, 2023
فيلم رعب"الجو الآن أشبه بفيلم رعب حقيقي!.. عتمة شديدة وظلام دامس، وقصف مدفعي من الدبابات، و(قصف) جوي من الطائرات، وأصوات لشظايا تتطاير بفعل ضربات الموت"، مشهد آخر لحالة الرعب الليلية وهذه المرة على لسان الصحفية الفلسطينية علا عطا الله.
وتضيف عطا الله، في تدوينة على موقع إكس بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، "عواصف ورياح ومطر غزير على البيوت المفتوحة نوافذها، وأصوات الكلاب الضالة التي لا تهدأ، وليل مدينة غزة معجون بالقلق والخوف.. ليلها لا يغفو ولا ينام".
الجو الآن أشبه بفيلم رعب حقيقي!
عتمة شديدة وظلام دامس
قصف مدفعي من الدبابات وجوي من الطائرات
أصوات لشظايا تتطاير بفعل ضربات الموت
عواصف ورياح ومطر غزير على البيوت المفتوحة نوافذها
أصوات الكلاب الضالة التي لا تهدأ
ليل مدينة غزة معجون بالقلق والخوف
ليلها لا يغفو ولا ينام…
— عُـلا عطاالله (@OlaAtaallah) November 19, 2023
20 يوميا فقط مرت على كتابة هذه السطور قبل أن تنضم الصحفية الفلسطينية علا عطا الله برفقة عائلتها إلى قوائم الشهداء بقصف إسرائيلي استهدف منزلها في حي الدرج بمدينة غزة مساء الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2023.
لا توجد ليلة هادئة منذ بداية الحرب، هذا ما تؤكده أم صلاح من جباليا شمالي غزة، وتضيف "نحن صامدون في غزة رغم أننا نرى الموت أمامنا في كل يوم وكل ثانية، ومع ذلك أحاول أن أضع حجرا على قلبي وألا أظهر الخوف أمام أطفالي حتى لا أشعرهم بالخوف والضعف".
وتقول في حديث للجزيرة نت "في كل ليلة يستيقظ أطفالي عدة مرات مرعوبين مع كل غارة إسرائيلية، ثم يعودون للنوم مرة أخرى، لقد أصبحوا يفرقون في عتمة الليل بين أصوات القذائف، فهذا صاروخ طائرة إف 16، وهذا صاروخ طائرة زنانة، وهذه قذيفة مدفعية".
وتؤكد أم صلاح أنه مع استمرار القصف وانقطاع الكهرباء، لا يفارق الكشاف الصغير أو كشاف الهاتف المحمول أيدي أمهات قطاع غزة طوال الليل، فهي -مثلهن- تطمئن به أبناءها الخائفين من الظلام، وتطمن به عليهم وعلى سلامتهم.
وتشير إلى أنها مثل كل الأمهات في غزة لا تأخذ حظها من النوم بسبب الخوف الشديد على أطفالها وخاصة عندما يكون القصف قريبا وتتطاير الشظايا والغبار في كل مكان. وتضيف "الحقيقة أن كل أمّ في غزة تنتظر الصباح بفارغ الصبر".
خلفهم النيران والدبابات تحيط بهم والصواريخ من فوقهم ..
ليس مشهداً سينمائياً! هذا هو ليل غزة! pic.twitter.com/XtXc6s4l2c
— MO (@Abu_Salah9) October 30, 2024
كابوس يوميبدوره، يقول المحامي والناشط الحقوقي مروان البرش إن "الليل في غزة وخاصة في منطقة جباليا كابوس حقيقي حيث لا توجد إضاءة أو كهرباء، ووسط الظلام الدامس تنهمر كافة أنواع القذائف والصواريخ من السماء كالمطر".
ويضيف للجزيرة نت "أهل غزة لا يذوقون النوم في الليل حيث يجتمع عليهم الظلام، والقصف الذي لا يتوقف، والبرد الشديد وعدم وجود مأوى حيث يفترشون الخيام خارج البيوت المدمرة".
بداية من صلاة المغرب وحتى السادسة صباحا لا يستطيع أحد الخروج من بيته أو خيمته في مراكز الإيواء، بحسب البرش، الذي يؤكد أنه لا يوجد أي شخص يجرؤ على الحركة ليلا في شوارع شمال قطاع غزة، ومن يتحرك يتم استهدافه مباشرة بالطائرات المسيرة (الزنانة) أو "كواد كابتر".
ويتابع "الناس تخاف ليلا من قذائف المدفعية أكثر من الصواريخ، لأن الصواريخ تكون موجهة وتقتل مباشرة، أما المدفعية فتسقط بشكل عشوائي وتخلّف إصابات مروعة وبترا للأطراف، وفي ظل عدم توفير خدمات طبية يصبح المصاب ميتا مع وقف التنفيذ".
هذا ليل غزة! pic.twitter.com/bDio0B1S95
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) June 8, 2024
ويشير البرش إلى أنه مع غروب الشمس، تجمع كل أم أولادها حولها ولا تستطيع النوم طوال الليل خوفا عليهم، أما الأطفال فلا يتوقفون عن البكاء، فهم يعيشون في رعب طوال الليل مع تساقط القذائف بالقرب منهم.
ويختم حديثه قائلا "مهما حاولت سأعجز عن وصف وضعنا مع الليل لأنه صعب جدا، فمع دخول وقت أذان المغرب يسيطر الخوف على قلوب أهالي غزة، صحيح أن الناس أصبحت لا تخاف من الموت، لكنهم يخافون بالطبع على أولادهم وزوجاتهم، ويحاولون حمايتهم قدر المستطاع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل الدعاء في أول ليلة من شعبان مستجاب؟.. تعرف على ما قاله الإمام الشافعي
مع حلول شهر شعبان، يحرص المسلمون على الإكثار من العبادات والدعاء، خاصة في الليالي المباركة التي يُرجى فيها القبول واستجابة الدعوات، ومن أكثر الأسئلة التي تتردد: «هل الدعاء في أول ليلة من شعبان مستجاب؟» وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، مستشهدة بأقوال الفقهاء والأحاديث النبوية التي تؤكّد مكانة هذا الشهر العظيم، وضرورة اغتنامه بالعبادة والاستغفار.
الدعاء في أول ليلة من شعبانواستشهدت دار الإفتاء خلال حديثها إجابتها على التساؤل حول هل الدعاء في أول ليلة من شعبان مستجاب؟ بقول الإمام الشافعي في كتاب «الأم» (1/ 264، ط. دار المعرفة): «بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في 5 ليالٍ: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان» اهـ.
كما استشهدت الإفتاء خلال إجابتها على تساؤل: هل الدعاء في أول ليلة من شعبان مستجاب؟ بما جاء روي عن نَوفٍ البِكَالي أن عليًّا رضي الله عنه خرج ليلة النصف من شعبان، فأكثر الخروج فيها ينظر إلى السماء فقال: «اللهم ربّ داود اغفر لمن دعاك في هذه الليلة ولمن استغفرك فيها»، «لطائف المعارف» لابن رجب الحنبلي (ص: 137، ط. دار ابن حزم).
واستكملت حديثها مستشهدة بما روي عن البيهقي في «شعب الإيمان» عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ»؛ ففي هذا الحديث حثٌّ على عمل الطاعات عمومًا في هذه الليلة، ومن أفضل الطاعات وأكرمها على الله تعالى الدعاء؛ قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر:60]، وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.