البوابة نيوز:
2024-11-05@03:34:16 GMT

ألبير قصيري.. حياة رافضة لأي قيود

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحل اليوم الأحد ذكرى ميلاد واحد من الأدباء القلائل الذين تناولوا في كتاباتهم حياة الفقراء والمهمشين في مصر، أنه ألبير قصيري، والذي لقب أيضا بفولتير النيل.
فعلى مقاهي باريس، جلس ألبير قصيري بشخصيته الساحرة وابتسامته الساخرة، وتربع على عرش الفلاسفة والمتأملين ،فعُرف بلقب "فولتير النيل"، إذ كان واحدًا من القلائل الذين جعلوا من "حياة المهمشين" قضيته الأدبية، ورسم ملامحها بمزيج من الفلسفة والكسل والسخرية العميقة.

 

ولد قصيري في مصر، وتربى في أحياء القاهرة القديمة، وبدأ الكتابة بالفرنسية منذ كان في العاشرة من عمره ، لم يتبع المسار التقليدي الذي يسلكه الكتّاب للبحث عن الشهرة أو التأثير السياسي، بل كان يكتب ليحكي ما لم يره الناس، ليحمل صوت البسطاء إلى العالم. أعماله كانت مدهشة لأنها ببساطة لم تكن تبحث عن جمهور بعينه، بل كانت صوتًا حيًا ينقل ما يجري في أزقة القاهرة المزدحمة وتفاصيل حياة أناس ضاعت قصصهم وسط ضجيج المدينة.

ألبير قصيري لم يكن كاتبا عاديا، بل كان صاحب فلسفة فريدة في "الكسل"، إذ لم يكن يرى فيه سلبية، بل اعتبره فنًا يعبر عن رفض للسباق المحموم نحو المال والنجاح فعاش قصيري في مقهى "كافيه دو فلور" الباريسي، وسط رواد الأدب الفرنسي مثل جان بول سارتر وهنري ميلر، حيث قضى سنوات يتأمل الناس، يتحدث قليلا، ويكتب كثيرا، كانت فكرته عن "الكسل" تعبيرا عن السخرية من الحياة العصرية، إذ آمن بأن الكسل هو الطريق الأفضل للتأمل والهدوء، وهو ما جعله يرفض أن يكون أسيرًا لطموحات لا تهمه.

كانت روايته "شحاذون ونبلاء" واحدة من أعظم أعماله، وتجسيدا لفلسفته في العيش بلا طموح أو أهداف فتحكي الرواية عن ثلاثة مشردين في شوارع القاهرة، يختارون العيش على هامش المجتمع، ويرفضون الالتزام بأي قواعد، ويصنعون لأنفسهم عالمًا لا يعرف القيد ولا القيود. 

هؤلاء الشخصيات لا تسعى لأي نوع من النجاح، بل تسخر من كل القيم المادية والاجتماعية، كانت هذه الرواية بمثابة صرخة ضد النظام المجتمعي، إذ يضع قصيري أبطالها في مواجهة قاسية مع المجتمع، محاولًا الكشف عن جانب من الحياة حيث الحرية تتجاوز كل القيود.

وفي إحدى أبرز مشاهد الرواية، يقوم أحد أبطالها بالاعتراف بجريمة قتل لم يقترفها، في إشارة رمزية إلى الرغبة في التحرر من الوجود ذاته، وكأن قصيري يقول إن التمرد على المجتمع ليس فقط رفضًا للقوانين، بل هو تحدٍ لكل معايير الحياة التي يفرضها المجتمع على أفراده.

حصل قصيري على تقدير عالمي، إذ نال جوائز عديدة أبرزها جائزة الأكاديمية الفرنسية للفرنكوفونية عام 1990، وجائزة أوديبرتي عام 1995، وجائزة البحر المتوسط عام 2000، وجائزة بوسيتون لجمعية الأدباء عام 2005، وغيرها. ومع ذلك، بقي قصيري مخلصًا لفلسفته، فلم يتغير أو يحاول تقديم نفسه للعالم كنجم أدبي، بل استمر في حياته الهادئة بعيدًا عن الأضواء.

أدب الفقراء وحكاياتهم التي لن تُنسى

كتب ألبير قصيري عن عالم المهمشين والفقراء والمشردين، ففي رواياته تجد اللغة  البسيطة والسهلة التي يذر من خلالها ن تفاصيل الحياة اليومية، وشخصيات تتميز ببراءة تأسر القلوب، لكنه في نفس الوقت يبرز نزعاتهم نحو الحرية واللامبالاة فأعماله هي مزيج من التأمل والسخرية والنقد العميق للمجتمع، وقدرة على تقديم حكايات بسيطة بمعاني عميقة.

 ترك ألبير قصيري إرثا أدبيا يخلد حياة الفقراء والمهمشين، الذين أصرّ على نقل أصواتهم إلى العالم، ليظل حاضرا بين قرائه حتى اليوم.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد: الأسرة كانت وستبقى عماد الإمارات

دبي: «الخليج»
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جانباً من أعمال «خلوة الأسرة» ضمن فعاليات اليوم التحضيري للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، والتي تعقد برئاسة سموه، في العاصمة أبوظبي بمشاركة أكثر من 500 مسؤول من حكومة دولة الإمارات والجهات المحلية، إضافة لشركات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع.
وشهد جانباً من أعمال الخلوة، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية.

الصورة


واطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أبرز المناقشات ضمن أجندة الخلوة التي تجمع المسؤولين وصناع القرار من مختلف الجهات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع على مستوى الدولة، للخروج بأفكار وتصورات مبتكرة وصياغة خطط زمنية واضحة لتسريع تحقيق الأولويات الوطنية في تمكين الأسرة ونموها وتعزيز استقرارها وتحصين قيمها أمام المتغيرات.
وأكد سموه، أن الأسرة كانت وستبقى عماد دولة الإمارات، والركيزة الأساسية لنجاح خطط التنمية الشاملة، مشيراً سموه إلى أن تحقيق الاستقرار الأسري والأمان المجتمعي يمثل أولوية للعمل الحكومي، بما يضمن ترسيخ المكتسبات الوطنية وتعزيز ازدهار الدولة ورفاه أبنائها.
وقال سموه: «أهل الإمارات أسرة واحدة.. وعافية هذه الأسرة الكبيرة تبدأ من استقرار كل بيت وسعادة كل فرد.. مجتمعنا مترابط والحمد لله، وجهودنا مستمرة لتلبية تطلعات مواطنينا بما يستحقونه من فرص العمل والرخاء والطمأنينة».

الصورة


وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «تمكين الأسرة والارتقاء بجودة حياتها وتعزيز استقرارها، أولوية لا تسبقها أي أولوية في جميع أجندات وبرامج حكومة دولة الإمارات.. نحن دولة يميزها الانفتاح وجسور التعاون مع العالم والريادة في تبني التوجهات المستقبلية.. هدفنا أن نعزز هذا النهج وأن نحافظ على قيم وتقاليد الأسرة، وأن نعزز الشخصية الوطنية القادرة على التعامل مع التغيرات والتطورات العالمية والتمسك بأصالتها».
وأضاف سموه: «أسعدني ما سمعته من أفكار ورؤى.. وأسعدني ما لمسته من تمسك بالهوية الوطنية وحرص على جعل ملف الأسرة أولوية وطنية رئيسية لدى كافة الجهات المشاركة».
كما شهد جانباً من أعمال «خلوة الأسرة»، معالي محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: الأسرة كانت وستبقى عماد الإمارات
  • جامعة قناة السويس تطلق قافلة شاملة لقرية السلام بأبو صوير ضمن "حياة كريمة"
  • إيران تنفي وجود أي قيود على حركة الطيران في البلاد خلافاً للشائعات
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: رفع قيود حظر النشر جزئيا في قضية التسريبات الأمنية من ديوان نتنياهو
  • ملامح من الحياة في كندا (9)
  • كيف كانت السينما في زمن وحيد حامد؟ (تقرير)
  • جامعة المنوفية: قافلة طبية للكشف على 467 مواطنا بالتعاون مع «حياة كريمة»
  • أصداء للفيلسوف الفرنسي ألبير كامو في أشعار البياتي
  • العدوان الاسرائيلي بات متفلتا من أي قيود ولبنان يجدد التمسّك بدور اليونيفيل