واحد يُقتل كل يوم.. مآسي وندوب نفسية يعانيها الأطفال بسبب الحرب في لبنان
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
في تقرير صادم، كشف مكتب اليونيسف تداعيات الحرب على الأطفال في لبنان منذ الرابع من أكتوبر، مسجلا مقتل طفل على الأقل يوميًا، إلى جانب إصابة عشرة آخرين في المواجهات العسكرية.
وتُعد هذه الأرقام، الصادرة الخميس، مؤشرًا على المعاناة التي يعيشها الأطفال، في ظل تساؤلات حول دور السلطات المحلية والمسؤولية الدولية في حماية هؤلاء من دوامة العنف.
أحمد، طفل من بعلبك يبلغ عشر سنوات، مثال على المعاناة التي يعيشها الأطفال يوميًا. يحكي كيف فقد شقيقته في قصف منزلهما، لموقع "الحرة"، ويقول بصوت متحسر: "كنا نلعب معًا كل مساء، والآن ألعب وحدي".
قصة أحمد ليست سوى واحدة من قصص كثيرة لأطفال يعانون من تداعيات الوضع في لبنان. وينقل تقرير اليونيسف عن وزارة الصحة اللبنانية أنّ عدد الأطفال الذين قُتلوا منذ أكتوبر 2023 بلغ 16، بينما أُصيب ما لا يقلّ عن 1168طفلًا آخرين.
وتشير تقارير اليونيسف إلى أن آلاف الأطفال الناجين من القصف يعانون من ضغوط نفسيّة شديدة جراء تصاعد العنف والفوضى.
وفي تقريرها الأخيرة، شدّدت اليونيسف على أنّ "التعافي الحقيقي" للأطفال في لبنان مرهون بوقف العنف، مؤكّدة على أهمية "تحقيق هدنة فورية تتيح لهم الوصول الآمن إلى الخدمات الأساسية والبدء في التئام جراحهم النفسية والجسدية".
ويؤكد خبراء في علم النفس أنّ هذه الصدمات يمكن أن تترك آثارًا نفسية دائمة على الأطفال، مثل اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق المزمن.
وفي حديث لموقع "الحرة"، تشرح اختصاصية الطب النفسي، ريما بجاني، أنّ الأطفال الذين يتعرضون للعنف قد يواجهون مشاكل في العلاقات الاجتماعية مستقبلًا، ويعانون من فقدان الإحساس بالأمان، مما قد يؤدّي إلى تعطل نموّهم العاطفي والاجتماعي.
وتضيف بجاني أن ما يضاعف من حدة الأزمة هو أن الأطفال "فقدوا الثقة في الأمان من حولهم"، إذ لا يقتصر العنف على مناطق النزاع، بل يمتدّ إلى المنازل والأحياء السكنيّة، مما يجعل الأطفال يشعرون أنهم ليسوا آمنين في أي مكان. ومع تكرار حالات استهداف المنازل، تصبح حياة الأطفال معرضة للخطر بشكل مباشر، وهو ما يتطلب من المجتمع اتخاذ إجراءات فورية لحمايتهم، وفق المختصة في الطب النفسي.
من المسؤول؟مع تفاقم الوضع، تبرز مساع لتتبع الأطفال المتضررين من الحرب. وفي هذا السياق، تسعى وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضرّرين عبر برامج متخصّصة، إذ صرّحت منسّقة قطاع الحماية في خليّة الأزمة المركزيّة بالوزارة، سناء عواضة، في حديث لموقع "الحرة"، أنّ الوزارة تقدّم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء من خلال فرق متنقّلة ومراكز الخدمات الإنمائيّة، خصوصًا في مناطق الجنوب مثل قضاء جزين وصيدا.
وتعمل الفرق التي تتألف من عاملات اجتماعيات واختصاصيّين نفسيّين على تنظيم أنشطة وألعاب تتيح للأطفال التعبير عن مشاعرهم والتنفيس عن صدماتهم. كما تتعاون الوزارة مع منظمات دوليّة، مثل اليونيسف و"Save the Children" لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وتحرص على متابعة حالات الأطفال الذين يعانون من ظروف اجتماعية صعبة، سواء ضمن أسرهم أو عبر إحالتهم إلى مؤسسات رعاية خاصة إذا دعت الحاجة.
بينما يشدّد المحامي رالف أبي عساف، في حديث لموقع "الحرة"، على ضرورة أن "تتحمّل الحكومة اللبنانيّة، وخصوصًا وزارة الشؤون الاجتماعيّة، مسؤوليّاتها تجاه الأطفال المتضرّرين من النزاعات".
ويضيف المتحدث "قانونيًا، يمكن تحميل الجهات المسؤولة المسؤوليّة في حال تخلّفها عن تقديم الدعم اللازم للأطفال المعرّضين للعنف أو تقصيرها في حماية حقوقهم، ويؤكّد أبي عساف أن على الدولة اتخاذ خطوات جدية لإنشاء مراكز إيواء وحماية للأطفال، خاصة في ظل الظروف الراهنة.
وإلى جانب الدولة، وفي هذا الصدد، تلعب المنظّمات الدولية والمنظمات غير الحكومية "دورا هاما" في ما يعتبره المحامي أبي عساف "توثيق الانتهاكات وتقديم الدعم للأطفال المتضررين من النزاعات"، داعيا هذه المنظمات إلى "الضغط على الحكومات لضمان حيادية الأطفال عن مناطق النزاع وتوفير بيئة آمنة لهم".
من جهتها، تؤكد سناء عواضة أن وزارة الشؤون الاجتماعية "تتعاون مع هذه المنظمات لتقديم الدعم المناسب، وتتابع الحالات وتنسق الجهود لتقديم الخدمات النفسية والاجتماعية للأطفال المتضررين".
وتشير إلى أن "التعاون مع المنظمات الدولية يهدف إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة وتوسيع نطاقها لتشمل جميع المناطق المتضرّرة"، مؤكدة أن الوزارة "ملتزمة بتوفير كل ما يلزم لحماية الأطفال وضمان سلامتهم."
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
محافظ قنا يشدّد على توفيق أوضاع الحضانات غير المرخصة وتوفير بيئة آمنة للأطفال
عقد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، اجتماعًا موسعًا لبحث آليات توفيق أوضاع الحضانات غير المرخصة، لا سيما تلك المقامة بالأدوار العليا، وذلك في إطار تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية والحماية المدنية.
جاء الاجتماع بحضور اللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد للمحافظة، ومجدي حسن حسين، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، والدكتور محمد يوسف، وكيل وزارة الصحة، وعنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم، ومحمد عبد الرحيم عرفة، وكيل وزارة الشباب والرياضة، و يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، والنقيب محمود جلال، رئيس قسم الوقاية بالحماية المدنية، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية المعنية.
خلال الاجتماع، استعرض المحافظ والحضور الوضع الراهن للحضانات التي تعمل بدون ترخيص، والبالغ عددها 68 حضانة على مستوى المحافظة، فضلا عن مناقشة أبرز التحديات التي تواجهها هذه الحضانات، والسبل الممكنة لتذليل العقبات أمام حصولها على التراخيص القانونية، مع التأكيد على ضرورة استيفاء كافة اشتراطات الحماية المدنية والسلامة العامة، حفاظًا على أرواح الأطفال وسلامتهم.
وفي هذا السياق، شدّد محافظ قنا على أهمية قيام لجنة شئون دور الحضانات بتكثيف جهودها لزيادة أعداد الأطفال الملتحقين بتلك الحضانات، مع الالتزام الكامل بالاشتراطات والمعايير الأساسية، كما وجّه بضرورة تشجيع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفاعلة على التوسع في إنشاء حضانات نموذجية تقدم خدمات تعليمية متميزة، وتتبنى وسائل تعليمية مبتكرة تسهم في تنمية مهارات الأطفال وقدراتهم الذهنية.
وتناول الاجتماع أيضًا عددًا من المقترحات والأفكار التي من شأنها تحفيز أصحاب الحضانات على تقنين أوضاعهم، مع التشديد على تكثيف عمل اللجان الرقابية لمتابعة الأداء وضمان الالتزام بمعايير السلامة، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، بما يحفظ سلامة الأطفال ويصون حقوقهم.
واختتم المحافظ الاجتماع بالتأكيد على أن الدولة تولي مرحلة الطفولة المبكرة اهتمامًا خاصًا، لما لها من دور محوري في تشكيل وعي الطفل وتأسيس شخصيته، مشيرًا إلى أن المحافظة لن تدّخر جهدًا في دعم الحضانات وتوفير كافة السبل التي تضمن بيئة تعليمية آمنة وصحية لجميع الأطفال.