هناك عالم كامل داخل أمعائك، يتكون في الغالب من ميكروبات غير ضارة موجودة في الجهاز الهضمي.

كانت هذه المجموعة الرائعة من البكتيريا والكائنات الدقيقة الأخرى، التي يطلق عليها اسم ميكروبيوم الأمعاء، مصدر اهتمام كبير. فهي مرتبطة بمجموعة واسعة من الحالات الصحية، من اضطراب طيف التوحد والسكري، إلى الاكتئاب ومرض ألزهايمر واضطرابات الحركة.

ولكن على الرغم من كل ما اكتشفه الباحثون في شأن ميكروبيوم الأمعاء، هناك الكثير مما لا نعرفه بعد.

وكتب عالما الأحياء الدقيقة في المملكة المتحدة، آلان ووكر من جامعة أبردين، وليزلي هيلز من جامعة نوتنغهام ترنت، في مجلة Nature Microbiology بعد البحث في الأدبيات، عن 12 خرافة ومفهوماً خاطئاً حول ميكروبيوم الأمعاء، نتجت جزئيا عن الإمكانات الهائلة التي يحملها ميكروبيوم الأمعاء لصحة الإنسان.

وكتب ووكر وهيلز: "على الرغم من كونه مثيرا حقا، إلا أن التركيز المتزايد على أبحاث الميكروبيوم قد جلب معه أيضا ضجة كبيرة ورسخ بعض المفاهيم الخاطئة. نتيجة لذلك، أصبح العديد من العبارات غير المدعومة بشكل كاف حقيقة بحكم التكرار المستمر".

وفي حين أن بعض هذه الأساطير تافه نسبيا، فإن البعض الآخر أكثر انتشارا، ويمكن أن تقوض بشكل جماعي التقدم وثقة الجمهور في البحث، كما يجادل ووكر وهيلز.

بالنسبة للمبتدئين، فإن أبحاث الميكروبيوم ليست مجالا جديدا؛ فيعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر على الأقل، عندما تم عزل العينات البكتيرية الأولى من الأمعاء البشرية.

إقرأ المزيد الباحثون ينشؤون قاعدة بيانات لأكثر جيناتنا غموضا!

وبالمثل، فإن العلاقة الغامضة بين أمعاء الجسم والعقل، محور الأمعاء والدماغ، خضعت للبحث لعدة قرون. وفي الآونة الأخيرة فقط توصلنا إلى تقدير كيفية عمل هذا الاتصال في كلا الاتجاهين.

ويقدر إجمالي عدد الجراثيم البشرية بوزن يتراوح بين 1 إلى 2 كيلوغرام (2.2 إلى 4.4 رطل). لكن ووكر وهيلز لم يتمكنا من العثور على المصدر الأصلي لهذا الرقم الذي تم الاستشهاد به على نطاق واسع.

وبدلا من ذلك، فإنهما يحسبان أن الجراثيم البشرية يرجح أنها تزن 500 غرام أو أقل. ويعتمد تقديرهما المنقح على مقدار وزن البراز البشري المتوسط (200 غرام من الوزن الرطب)، وكم من هذا البراز يتكون من كائنات دقيقة (حوالي النصف)، ووزن محتويات القولون.

وبالمثل، أدت بعض الحسابات في السبعينيات إلى ظهور فكرة أن جسم الإنسان يؤوي الكثير من الميكروبات وكأنها خلاياه بالذات.

وحاول الباحثون توضيح هذه الأسطورة من قبل، فوجدوا أن النسبة ربما تكون أقرب إلى 1:1.

وهناك ادعاء شائع آخر هو أن الأطفال "يرثون" ميكروبات أمهاتهم عند الولادة. فبينما يتم نقل بعض الكائنات الحية الدقيقة مباشرة أثناء الولادة، تشير الأبحاث إلى أن عددا قليلا من الأنواع تبقى معنا في الواقع طوال حياتنا.

ومن الصعب على الباحثين رسم أنماط واضحة لأن "مثل هذه التعديلات نادرا ما تكون متسقة والميكروبات متغيرة بشكل كبير بين الأفراد، سواء في الصحة أو المرض.

ويمكن أن يؤثر العمر ومؤشر كتلة الجسم والأدوية، بالإضافة إلى التمثيل الغذائي والجهاز المناعي للشخص، أيضا على تكوين الجراثيم، ما يجعل من الصعب للغاية فصل أي سبب أو تأثير محتمل في الدراسات القائمة على الملاحظة.

المصدر: ساينس ألرت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اكتشافات بحوث

إقرأ أيضاً:

علماء يطورون اختبار يتنبأ بسرطان الأمعاء قبل ظهوره بـ 5 سنوات

طور فريق من العلماء اختبارا جديدا قد يُحدث ثورة في طريقة الكشف عن سرطان الأمعاء، مع القدرة على التنبؤ بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

 

ويتيح هذا الاختبار للأطباء تحديد الأشخاص الذين يعانون من خطر كبير للإصابة بسرطان الأمعاء بدقة تزيد عن 90%، حيث يعتمد على دراسة الحمض النووي للمصابين بمرض التهاب الأمعاء (IBD)، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، الذين يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء، ما قد يساعد الأطباء على التنبؤ بمن قد يصاب بالسرطان خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفي دراسة أجراها معهد أبحاث السرطان بالتعاون مع مستشفى سانت مارك المتخصص في أمراض الأمعاء، جُمعت عينات من الخلايا السرطانية من 122 مريضا مصابا بالتهاب الأمعاء (التهيج المستمر في بطانة الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى تكوّن خلايا سرطانية غير طبيعية إذا لم يُتخذ العلاج المناسب). وتبين أن نصف المرضى أصيبوا بسرطان الأمعاء في غضون 5 سنوات، في حين ظل النصف الآخر خاليا من السرطان.

وأجرى العلماء فحصا للحمض النووي لجميع العينات للبحث عن تغييرات في بنيته وعدد نسخه. وأظهرت النتائج أن المرضى الذين أصيبوا بالسرطان فقدوا نسخا متعددة من الحمض النووي، ما أتاح لهم التنبؤ باحتمال الإصابة بسرطان الأمعاء.

كما ابتكر العلماء خوارزمية تحلل التغييرات الدقيقة في الحمض النووي لتحديد خطر الإصابة بالسرطان مستقبلا. ويأملون أن يتمكنوا من دمج هذه التقنية في اختبار دم سريع يساعد في تقليل الحاجة إلى تنظير القولون المتكرر أو إجراء عمليات جراحية لإزالة القولون.

وقال البروفيسور تريفور غراهام من معهد أبحاث السرطان، الذي شارك في قيادة الدراسة: "يمنح اختبارنا الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء والأطباء أفضل الأدوات لاتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة. ويتيح لنا تحديد الأشخاص المعرضين لخطر كبير بدقة، مع تقديم الراحة للآخرين".

وأضاف الدكتور إيان فولكس، المدير التنفيذي للبحث والابتكار في Cancer Research UK، الذي مول الدراسة: "من خلال هذه الدراسة، يمكننا تخصيص مواردنا بشكل أكثر فعالية لعلاج المرضى المعرضين لخطر كبير، ما يوفر الوقت والمال للخدمات الصحية. كما سيمنح هذا الأشخاص الأقل عرضة للخطر راحة البال ويقلل من مخاوفهم بشأن الإصابة بالسرطان".

مقالات مشابهة

  • خبير علاقات دولية: نتنياهو يعيش فى مأزق بسبب مشاهد تسليم المحتجزين بغزة
  • علماء يطورون اختبار يتنبأ بسرطان الأمعاء قبل ظهوره بـ 5 سنوات
  • عالم أزهري: الفقه المالكي اعتنى بالحالة النفسية في مسألة الطلاق وأكَّد أنه لا طلاق في إغلاق
  • محمد نور: معقولة هذا عبدالرحمن غريب ..فيديو
  • راسل كرو.. لماذا انطفأ نجم صاحب الأوسكار وأصبح يعيش في الماضي؟
  • تناولها بانتظام .. 4 أطعمة تقضي على جرثومة المعدة
  • عزلة وخبز مهلوس.. صور لجزيرة في إيطاليا لا يعيش فيها سوى 100 شخص
  • تأثير تناول الشوفان على صحة الجهاز الهضمي
  • 10مشروبات طبيعية تساعد في تنظيف القولون.. احرص عليها
  • الزعاق يوضح سر ارتباط الحياة البشرية بالكائنات الحية والرياح .. فيديو