تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الباحث جرجس حنا، تمهيدي ماجستير بقسم العلاقات الكنسية والمسكونية بمعهد الدراسات القبطية في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»: على أن البابا تواضروس الثاني قد بنا جسوراً من المحبة والسلام مع الآخر، موضحاً أن شخصية البابا تواضروس الثاني الكاريزماتية المتفردة، جعلته رجلًا مسكونيًا من الطراز الأول، فهو الذي جمع بين الأصالة القبطية الأرثوذكسية وإيمان كنيستنا العريق.


 
وقال حنا خلال حديثه لـ«البوابة نيوز»: إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إحدي الكنائس الرائدة في العمل المسكوني، فمنذ بداية الحركة المسكونية في ثلاثينيات القرن الماضي،  كان للكنيسة القبطية حضور بقوة وبشكل خاص، فقد انتدب البابا يؤانس التاسع عشر، القمص إبراهيم لوقا لحضور مؤتمري لجنة "إيمان وعمل" و"إيمان ونظام" في أوكسفورد وأدنبرة عام ١٩٣٧م، وكان حضوره مميزًا حيث قدم ورقة بحثية عن إيمان وتاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي نالت إعجاب الحاضرين من الكنائس الأخرى، ولقد كان لهاتين اللجنتين دور أساسي في تأسيس مجلس الكنائس العالمي. 

وأضاف من المصادفة الرائعة أنه ستقوم لجنة "إيمان ونظام" بعقد احتفالية بمناسبة مرور ١٧ قرنا علي انعقاد مجمع نيقية في مصر العام القادم بمركز لوغوس بدير الأنبا بيشوي- مصر تحت رعاية البابا تواضروس الثاني. 

وتابع توالت الأحداث المسكونية فيما بعد وتم اختيار القمص إبراهيم لوقا عضوا دائما في لجنة إيمان ونظام وعند تأسيس مجلس الكنائس العالمي انتدبه البابا يوساب الثاني ليكون ممثلاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثم جاء من بعده الراحل الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والعلاقات المسكونية والذي صار على نهج القمص إبراهيم لوقا وكان له حضور مميز في المحافل المسكونية وتميز بالعلاقات الكنسية المتسعة مع كنائس العالم.

 وأكمل، ليأتي بعد ذلك البابا شنودة الثالث الذي أحدث طفرة غير مسبوقة في مجال العلاقات المسكونية، حيث كان دائمًا يحرص علي حضور المؤتمرات المسكونية أو ينتدب من ينوب عنه، وقد تم اختيار قداسته كأحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي في إحدي دوراته وأيضا كان رئيسا لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بالإضافة الي العلاقات التي كانت تربط البابا شنوده بالكثير من رؤساء الكنائس في العالم، وكانت زيارته إلى الفاتيكان إحدي الأحداث المهمة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبداية لحوار المحبة والسلام بين الكنيستين، وكان البابا شنودة أول بابا سكندري قبطي يقوم بزيارة الكنائس المسيحية في العالم، وإقامة علاقات مسكونية معها، بل زار أيضا الكنائس غير الشقيقة معنا في الإيمان وهو الذي كسر قاعدة أن البابا القبطي السكندري يزار ولا يزور.

وأضاف: وأتى قداسة البابا تواضروس الثاني ليكمل هذه المسيرة المتميزة، حيث في عهد قداسته كانت كلمة المحبة هي السراج الذي صار علي دربه في هذا المجال،  فكون قداسته إرثا عظيماً من العلاقات الكنسية؛ فكنيستنا القبطية بيتاً للمسيحيين في كل العالم لا نستطيع أن نغفل عنه قط. 

وأكد حنا: كان يجب أن يعود الصوت الأرثوذكسي من جديد صوتًا واحدًا يجلجل صداه في كل ربوع المسكونية في مجال الحوار اللاهوتي الأرثوذكسي- الأرثوذكسي الشرقي، فهى صوت حق يصرخ في برية هذا العالم ولتمتع قداسة البابا تواضروس الثاني بعلاقات قوية مع رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في العالم، طلب قداسته أن يتم استئناف لجنة الحوار اللاهوتي الأرثوذكسي الشرقي- الأرثوذكسي، والتي توقفت منذ ما يقرب من ٣١ عاما، فاستجاب رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في العالم من العائلتين لهذا النداء من بابا الإسكندرية، موضحًا أنه كان غالبية الكنائس الأرثوذكسية من العائلتين ممثلين في هذا الحوار بشكل ملحوظ وأنه كانت النتائج مبشرة وتحمل أملا كبيرا أن يكون هناك في المستقبل وحدة أرثوذكسية كاملة بين العائلتين.
 

وأوضح "حنا" رؤيته حول تساؤلنا عن الانتقادات التي توجه للبابا من قبل الأصوليين الرافضين لهذا العمل المسكوني، بقوله: بابا الإسكندرية له ثقل مسكوني روحاني كبير؛ فالكرسي المرقسي هو الثاني في المسكونية فإن الجالس على كرسي الإسكندرية يجب أن يكون لديه علاقات متسعة مع الكنائس الأخرى، نحن نعيش في عالم الانفتاح والميديا المتنوعة، وبالتالي يجب أن تراعي الكنسية القبطية هذا الأمر بصورة مسيحية أرثوذكسية، نظهر من خلالها عظمة ومكانة كنيستنا.

واختتم الباحث جرجس حنا كلمته موضحًا: الآن تواجد الكنيسة القبطية في كل مكان في العالم وسط ثقافات وأفكار وجنسيات مختلفة، وبالتالي يجب أن يكون بطريرك وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لديه علاقات متميزة وقوية مع الكنائس المسيحية الأخرى.

الباحث جرجس حنا

 

في صفحات البوابة
 

لقراءة الموضوع بالكامل

بابا المحبة والسلام.. «البـوابـة نيوز» ترصد جهود البابا تواضروس الثاني في العمل المسكوني

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأرثوذكسي الارثوذكس البابا تواضروس الثاني البابا شنودة الثالث البابا تواضروس الارثوذكسية القبطية الأرثوذكسية العلاقات المسكونية الكنيسة القبطية الكنيسة تاريخ الكنيسة القبطية الکنیسة القبطیة الأرثوذکسیة البابا تواضروس الثانی فی العالم یجب أن

إقرأ أيضاً:

حفل تخريج أولى دفعات جامعة هولي صوفيا بيد البابا تواضروس.. صور

احتضن المقر البابوي بالقاهرة اليوم الخميس حفل تخرج جامعة هولي صوفيا التابعة لإيبارشية نيويورك ونيوإنجلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني، والأنبا ديڤيد أسقف نيويورك ونائب رئيس الجامعة، وعدد من الآباء الأساقفة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.

البابا تواضروس مهنئًا الخريجين

تضمن برنامج الحفل كلمات لنيافة الأنبا ديڤيد والدكتور القمص أبرهام عزمي أمين الجامعة وبعض عمداء الكليات، وفيلم وثائقي عن الجامعة واختتم بكلمة قداسة البابا، سلم بعدها قداسته الخريجين شهادات التخرج.

وفي كلمته رحب قداسة البابا بالحضور، مقدمًا الشكر لمسؤولي الجامعة، مهنئًا الخريجين، وقال: "هذا يوم تاريخي في خدمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويوم مفرح كذلك لكل محبي العلم والمعرفة"، داعيًا إدارة الجامعة لسن تقليد بأن يقام حفل تخرج مرة كل خمس سنين في القاهرة للحفاظ على ارتباط الجامعة بالكنيسة الأم.

وأشاد تواضروس بمناحي المعرفة الواسعة التي توفرها "هولي صوفيا" لراغبي الدراسة، مشيرًا إلى أن وجود جامعة قبطية خارج هي حلقة من مسلسل عمل الله في الكنيسة القبطية خارج مصر، بدأت بخمس كنائس في الكويت وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وإنجلترا، وتطورت بالتدريج وصولاً إلى جامعة قبطية دولية معترف بها عالميًا.

وتناول البابا ثلاث ميزات تضيفها جامعة هولي صوفيا للخدمة الكنسية، وهي أنها عتد:
١- أداة تواصل: بين أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في كل مكان توفرت لهم فرصة التعلم عن بعد واكتساب معرفة وخبرة.

٢- أداة معرفة: معرفة  بلتراث القبطي والجذور ونقلها للمجتمعات الغربية، وليس مجرد المعرفة، بل نقل التراث والعقيدة والاباء والتاريخ والإيمان الحي إلى العالم كله.

٣- أداة خدمة: لأن ما نتعلمه سنخدم به.

ولفت قداسته إلى المؤسسات التعليمية التي صارت فاعلة بقوة في التعليم الكنسي في السنوات العشر الأخيرة، وهي Act في لوس أنچلوس، وإكليريكية نيوچيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، والمعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية، 
ومعهد القديس بولس لعلوم الكرازة.

واختتم بقوله: "أطلب من أساتذة الجامعة والمحاضرين بها الالتزام الكامل بالروح القبطية الأرثوذكسية باهتمام شديد لأننا في عالم مليء بالاتجاهات والأفكار المختلفة فيجب أن نحافظ علي كنيستنا وصورتها وأيمانها وتراثها لأن هذا كله هو الجوهرة الثمينة التي نقدمها للعالم".

وأنشئت جامعة هولي صوفيا القبطية الأرثوذكسية في عام ٢٠١٩ برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، تُعَد أول جامعة قبطية معتمدة أكاديميًّا في الولايات المتحدة، وهي تهدف إلى تدريب الإكليروس القبطي الأرثوذكسي والعلمانيين وغيرهم خلال الكورسات الدراسية، وتحمل رؤية نشر التقاليد الغنية، المسيحية القبطية الارثوذكسية بما في ذلك تاريخها وتراثها الآبائي وعلوم الكنيسة والعبادة والعقيدة والقيم، ونقلها إلى العالم كله. وفي سبتمبر ٢٠٢٣ تمت الموافقة على الجامعة كجامعة رسمية بولاية كونيتيكت بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي فبراير ٢٠٢٤ تمت شراكة سياقية بين الجامعة وجامعة كايروس. وفي أبريل ٢٠٢٤ تمت الموافقة على الجامعة كهيئة غير هادفة للربح من الحكومة الفيدرالية. وتعد هولي صوفيا معتمدة دوليًّا فيدراليًّا، ومن هيئة الجامعات اللاهوتية، ومعتمدة كجامعة رسمية قبطية أرثوذكسية.

تقدم الجامعة محتواها العلمي باللغات العربية والإنجليزية والألمانية. وتوفر برامج لمنح شهادات الماجستير والدكتوراة. كما تمنح درجات علمية باللغة الإنجليزية في مختلف المجالات منها الدفاعيات، التعليم المسيحي، التاريخ، اللاهوت، الكتاب المقدس، وغيرها. وكذلك درجات علمية باللغة العربية في مختلف المجالات منها المشورة، الدفاعيات، الدراسات اللاهوتية، الدراسات الآبائية، الليتورجيا وغيرها.

وللجامعة مكتبة متخصصة للملتحقين بها، متاحة للطلبة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتضم ٦ أقسام:
- قسم خاص بالمكتبة البابوية.
- المكتبة الآبائية للقرون الستة الأولى.
- محرك إيبسكو الذي يحوي كل الأبحاث والكتابات اللاهوتية في العالم.
- المكتبة اللاهوتية لجامعة كايروس.
- قسم خاص للبحث في المجلات المسيحية واللاهوتية.
- قسم مفتوح للجميع (غير مخصص للطلاب).

مقالات مشابهة

  • قام بإصلاحات كثيرة.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة البابا مرقس الثامن
  • الكنيسة القبطية تشلح كاهن بحلوان بعد ثبوت مخالفاته
  • الأرثوذكسية: دعوات حضور «قداس الميلاد» جاهزة
  • الكنيسة المصرية الأرثوذكسية تعزى الشعب الألماني في ضحايا حادث الدهس الإرهابي
  • البابا تواضروس يستقبل "الأم ماجي" بالمقر الباباوي
  • البابا تواضروس يستقبل الأم ماجي ويقدم كلمة روحية
  • البابا تواضروس يكرم رائدة العمل المجتمعي ماجي جبران
  • وصل لدرجة السياحة الروحانية.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة الأنبا بيجيمي السائح
  • البابا تواضروس الثاني يشهد حفل تخريج أولى دفعات جامعة هولي صوفيا
  • حفل تخريج أولى دفعات جامعة هولي صوفيا بيد البابا تواضروس.. صور