كيف أصبح البابا تواضروس رجلًا مسكونيًا من الطراز الأول؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الباحث جرجس حنا، تمهيدي ماجستير بقسم العلاقات الكنسية والمسكونية بمعهد الدراسات القبطية في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»: على أن البابا تواضروس الثاني قد بنا جسوراً من المحبة والسلام مع الآخر، موضحاً أن شخصية البابا تواضروس الثاني الكاريزماتية المتفردة، جعلته رجلًا مسكونيًا من الطراز الأول، فهو الذي جمع بين الأصالة القبطية الأرثوذكسية وإيمان كنيستنا العريق.
وقال حنا خلال حديثه لـ«البوابة نيوز»: إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إحدي الكنائس الرائدة في العمل المسكوني، فمنذ بداية الحركة المسكونية في ثلاثينيات القرن الماضي، كان للكنيسة القبطية حضور بقوة وبشكل خاص، فقد انتدب البابا يؤانس التاسع عشر، القمص إبراهيم لوقا لحضور مؤتمري لجنة "إيمان وعمل" و"إيمان ونظام" في أوكسفورد وأدنبرة عام ١٩٣٧م، وكان حضوره مميزًا حيث قدم ورقة بحثية عن إيمان وتاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي نالت إعجاب الحاضرين من الكنائس الأخرى، ولقد كان لهاتين اللجنتين دور أساسي في تأسيس مجلس الكنائس العالمي.
وأضاف من المصادفة الرائعة أنه ستقوم لجنة "إيمان ونظام" بعقد احتفالية بمناسبة مرور ١٧ قرنا علي انعقاد مجمع نيقية في مصر العام القادم بمركز لوغوس بدير الأنبا بيشوي- مصر تحت رعاية البابا تواضروس الثاني.
وتابع توالت الأحداث المسكونية فيما بعد وتم اختيار القمص إبراهيم لوقا عضوا دائما في لجنة إيمان ونظام وعند تأسيس مجلس الكنائس العالمي انتدبه البابا يوساب الثاني ليكون ممثلاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثم جاء من بعده الراحل الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والعلاقات المسكونية والذي صار على نهج القمص إبراهيم لوقا وكان له حضور مميز في المحافل المسكونية وتميز بالعلاقات الكنسية المتسعة مع كنائس العالم.
وأكمل، ليأتي بعد ذلك البابا شنودة الثالث الذي أحدث طفرة غير مسبوقة في مجال العلاقات المسكونية، حيث كان دائمًا يحرص علي حضور المؤتمرات المسكونية أو ينتدب من ينوب عنه، وقد تم اختيار قداسته كأحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي في إحدي دوراته وأيضا كان رئيسا لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بالإضافة الي العلاقات التي كانت تربط البابا شنوده بالكثير من رؤساء الكنائس في العالم، وكانت زيارته إلى الفاتيكان إحدي الأحداث المهمة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبداية لحوار المحبة والسلام بين الكنيستين، وكان البابا شنودة أول بابا سكندري قبطي يقوم بزيارة الكنائس المسيحية في العالم، وإقامة علاقات مسكونية معها، بل زار أيضا الكنائس غير الشقيقة معنا في الإيمان وهو الذي كسر قاعدة أن البابا القبطي السكندري يزار ولا يزور.
وأضاف: وأتى قداسة البابا تواضروس الثاني ليكمل هذه المسيرة المتميزة، حيث في عهد قداسته كانت كلمة المحبة هي السراج الذي صار علي دربه في هذا المجال، فكون قداسته إرثا عظيماً من العلاقات الكنسية؛ فكنيستنا القبطية بيتاً للمسيحيين في كل العالم لا نستطيع أن نغفل عنه قط.
وأكد حنا: كان يجب أن يعود الصوت الأرثوذكسي من جديد صوتًا واحدًا يجلجل صداه في كل ربوع المسكونية في مجال الحوار اللاهوتي الأرثوذكسي- الأرثوذكسي الشرقي، فهى صوت حق يصرخ في برية هذا العالم ولتمتع قداسة البابا تواضروس الثاني بعلاقات قوية مع رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في العالم، طلب قداسته أن يتم استئناف لجنة الحوار اللاهوتي الأرثوذكسي الشرقي- الأرثوذكسي، والتي توقفت منذ ما يقرب من ٣١ عاما، فاستجاب رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في العالم من العائلتين لهذا النداء من بابا الإسكندرية، موضحًا أنه كان غالبية الكنائس الأرثوذكسية من العائلتين ممثلين في هذا الحوار بشكل ملحوظ وأنه كانت النتائج مبشرة وتحمل أملا كبيرا أن يكون هناك في المستقبل وحدة أرثوذكسية كاملة بين العائلتين.
وأوضح "حنا" رؤيته حول تساؤلنا عن الانتقادات التي توجه للبابا من قبل الأصوليين الرافضين لهذا العمل المسكوني، بقوله: بابا الإسكندرية له ثقل مسكوني روحاني كبير؛ فالكرسي المرقسي هو الثاني في المسكونية فإن الجالس على كرسي الإسكندرية يجب أن يكون لديه علاقات متسعة مع الكنائس الأخرى، نحن نعيش في عالم الانفتاح والميديا المتنوعة، وبالتالي يجب أن تراعي الكنسية القبطية هذا الأمر بصورة مسيحية أرثوذكسية، نظهر من خلالها عظمة ومكانة كنيستنا.
واختتم الباحث جرجس حنا كلمته موضحًا: الآن تواجد الكنيسة القبطية في كل مكان في العالم وسط ثقافات وأفكار وجنسيات مختلفة، وبالتالي يجب أن يكون بطريرك وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لديه علاقات متميزة وقوية مع الكنائس المسيحية الأخرى.
الباحث جرجس حنافي صفحات البوابة
لقراءة الموضوع بالكامل
بابا المحبة والسلام.. «البـوابـة نيوز» ترصد جهود البابا تواضروس الثاني في العمل المسكوني
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأرثوذكسي الارثوذكس البابا تواضروس الثاني البابا شنودة الثالث البابا تواضروس الارثوذكسية القبطية الأرثوذكسية العلاقات المسكونية الكنيسة القبطية الكنيسة تاريخ الكنيسة القبطية الکنیسة القبطیة الأرثوذکسیة البابا تواضروس الثانی فی العالم یجب أن
إقرأ أيضاً:
بعروض استعراضية وأوبريت لذوي الهمم.. الكنيسة القبطية تنظم احتفالية تحت عنوان «قلب صافي» بمكتبة الإسكندرية
نظمت بطريركية الأقباط الأرثوذكس، وأمانة ذوي الهمم بكنائس قطاع المنتزة، بالتعاون مع مركز الدراسات القبطية بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، من مساء اليوم الاثنين، احتفالية لذوي الهمم للعام الثاني على التوالي تحت عنوان «قلب صافي» بمركز المؤتمرات القاعة الكبرى بمكتبة الإسكندرية.
تأتي الاحتفالية تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا بافلي واللجنة المركزية لخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المنتزة، وبالتزامن مع مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية «بداية لبناء الانسان» وجاء ذلك بحضور الأنبا بافلي، أسقف قطاع المنتزة، وبحضور الأنبا هيرمينا والأنبا ايلاريون والقمص إبرام اميل وكيل قداسة البابا و لفيف من الاباء الكهنة المسؤولين عن خدمات ذوي الهمم بالقطاع وخارج القطاع كبار الزوار من الكنيسة والأزهر الشريف ولفيف من الشخصيات العامة.
تضمنت الإحتفالية عروض لذوي الهمم في إطار جهود القيادة السياسية لرفع مستوي الفئات الخاصة في المجتمع ونشر الوعي بين الشعب لتحقيق التوازن وإثبات أن «الإعاقة لا تعوق بل يمكن تحويلها إلى طاقة تؤدي للنجاح» وأيضا أداء عرض كشفي بالإعلام وتشكيلات من ذوي الهمم، و أوبريت وطني وديني استعراضي، ومسرح اسود، ومهارات فردية من ذوي الهمم المتميزين في الرياضة والفنون والثقافة كما أقيم علي هامش الاحتفالية معرضاً للمنتجات الخاصة بالأطفال المشاركين مما يسهم في تسليط الضوء على مواهبهم وإبداعاتهم.
ومن جانبه قال القس بافلي موسى، مسؤول خدمة ذوي الهمم بقطاع المنتزة، في تصريحات صحفية لموقع الاسبوع أن الكنيسة منذ عام 1995 تهتم بذوي الهمم من تجمعات وأنشطة وتوعية طبية ثقافية تغيرت من خلالها رؤية المجتمع وأصبح لذوي الهمم مكانة واحترام ولن يحدث هذا في أيام بل شهور وسنين ووجهنا الكثير من الصعوبات ولكن اليوم نقف أمامكم لنعلن انتصارنا للعام الثاني على التوالي لافتًا أن البداية كانت مع 20 شخصًا من ذوي الهمم ينتقلون بين 4 كنائس حتى وصل حتى الآن بقطاع المنتزة 19 كنيسة تعمل بخدمة ذوي الهمم تعمل بطاقة بإجمالي 600 شخص من ذوي الهمم منهم 65 من المكفوفين و80 من الصم والبكم، ومازال العطاء مُستمرًا وتم افتتاح أكثر من مركز خاص لتأهيل ذوي الهمم.
وأضاف أنه تم افتتاح أكثر من مركز خاص لتأهيل ذوي الهمم و ورش تدريبية و تم افتتاح مصنع للخياطة و المصنوعات الجلدية لذوي الهمم بمنطقة إبيس الثورة بالإضافة إلى المراكز النهارية التعليمية لإقامة دائمه مضيفاً أن اليوم تم تخريج دفعة جديدة من الخدام المتطوعين الذين يعملون على خدمة ذوي الهمم وصناعة قاده بقيادة فرق العمل في خدمة التطوعي الكنسي والمناطق الأكثر احتياجا في إطار دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الوطني.
وأكد أن هذه الاحتفالية تهدف بدعم ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع وتنمية أسرهم بالتعامل معهم واستغلال قدراتهم في إطار رؤية الدولة المصرية للاهتمام بهم ودعمهم، إلى جانب تسليط الضوء على قدرات ذوي الهمم ومواهبهم المتعددة، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية لتعزيز مكانتهم ودعمهم.