سواليف:
2025-03-10@17:08:03 GMT

كمال ميرزا يكتب : الأعراب يجدّدون وعد بلفور!

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

#سواليف

كتب .. #كمال_ميرزا

بعد أكثر من قرن من الزمان، لم يعد الأمر يحتاج إلى ” #بلفور ” و”وعده” و”حكومة جلالة الملكة” من أجل إقامة “وطن قوميّ” لليهود في #فلسطين..

ومن أجل دقّ إسفين يقطع التواصل الجغرافيّ بين شطريّ الوطن العربيّ والإسلاميّ، ويحول دون وحدة العرب والمسلمين بعد أن تم التآمر على دولة خلافتهم الواحدة، وتصفيتها نهائيّاً للمرّة الأولى منذ تاريخ قيامها.

.

مقالات ذات صلة اليونيسيف: إسرائيل تقتل أكثر من 50 طفلا في جباليا خلال يومين 2024/11/03

ومن أجل إقامة قاعدة متقدّمة للمشروع الرأسماليّ الإمبرياليّ الصهيونيّ في المنطقة تكون حارسةً لمصالحه ونهبه الممنهج لمواردها، ورأس حربة تحت الطلب لتدمير وتأديب كلّ جماعة بشرية أو دولة تاريخيّة أو أو قيادة كارزماتيّة تفكّر في شقّ عصا الطاعة الغربيّة..

ومن أجل زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، ومنع أي تنمية وازدهار حقيقيّين فيها، وتبوّئها المكانة المركزيّة التي تستحقها ضمن المنظومة العالميّة بما يتناسب مع إرثها الثقافي، وطاقاتها البشريّة، وموقعها الجيو ـ بولتيكي الأهم، والثروات الطبيعيّة التي اختصّها الله عزّ وجلّ بها..

لم يعد جميع ما تقدّم يستدعي بلفور ووعده، فالأنظمة العربيّة تقوم بهذه المهمّة بكل تفانٍ وإخلاص وعلى أتمّ وجه ممكن!

هذه الأنظمة المُصنّعة التي تمّ تنصيبها على كيانات وظيفيّة استحدثها الاستعمار ورسم حدودها (كما استحدث إسرائيل)، ونتيجةً لعقود وعقود من الغزو والمسخ الثقافيّين، والتغريب، والعلمنة، والتبعيّة القسريّة ومن ثم الطوعية، وإذكاء الروح الُقطريّة والطائفيّة والفصائليّة والجهويّة، والتطبيع السريّ ثم المُعلن.. هذه الأنظمة هي من حيث نهبها لمقدّرات وثروات شعوبها، وبيعها بأثمان بخسة للآخر، ووضعها تحت تصرفه مقابل فتاتٍ وسمسراتٍ وشرعيّةٍ مزيّفةٍ، هي أشدّ جشعاً من الرأسماليّة نفسها!

وهي من حيث قمعها لشعوبها، وتنكيلها بها، وتضييق الخناق عليها، وابتزازها في تفاصيل حياتها ولقمة عيشها، هي أكثر بطشاً من الإمبرياليّة نفسها!

وهي من حيث غطرستها وعنجهيّتها وفوقيّتها وطبقيّتها، واستخفافها بالجموع البشريّة التي تحكمها، والاستهانة بها حدّ احتقارها، والنظر إليها كـ “مادة استعماليّة” يتم توظيفها وتسخيرها وتكييشها أو حتى التخلّص منها عند الضرورة.. هي أشدّ عنصريّةً من الصهيونيّة نفسها!

أمّا بالنسبة للكيان الصهيونيّ نفسه، ففي عهدة هذه الأنظمة العربيّة هو في أيدٍ أمينة وحريصة ومتفانية أكثر حتى من مؤسسيه ورعاته وداعميه الغربيّين!

وإذا كانت حكومة جلالة الملكة قد نظرت “بعين العطف” إلى اليهود حين قطعت على نفسها وعد “بلفور” وقرّرت أن تمنحهم “وطناً قوميّاً” في فلسطين، فإنّ هذه الأنظمة العربيّة تنظر إلى الكيان الصهيونيّ بعين الوله والافتتان والتأليه وكأنّ آلهتهم الأثيرة على قلوبهم “هُبل” أو “اللات” أو “العُزّى” قد بُعثت من جديد!

ويكاد المرء أن يقول أنّ مسمّى “وعد بلفور” يجب تغييره ليصبح وعد “عدنان” أو “قحطان”، لولا أنّ الإنصاف والعقل والتدبّر تجعله يدرك أنّ هذا السلوك المنسحق تجاه الآخر، وهذه العمالة الطوعيّة، وهذا الحقد الحضاريّ على أهل الحواضر والأمصار.. هو ليس سلوك عرب أصيلين أقحاح، هيهات، بل هو سلوك أعراب هم “أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألّا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله”..

وهو سلوك أعراب ما زالت تحرّكهم حميّة “الجاهليّة الأولى” وعصبيّاتها وأحقادها..

وهو سلوك أعراب ما زالوا يستمرئون سلوك الغزو والسلب والنهب وقطع الطريق والاستقواء على الضعيف بتشكيلات عصريّة، ويحاولون تمويه ذلك من خلال تصويره زوراً وبهتاناً كضرب من الرجولة والفروسيّة والشجاعة والولاء والانتماء!

وهو سلوك أعراب يتطاولون في البنيان بشكل وسواسيّ قهريّ لينسوا أنّهم حفاة عراة ما يزال الجوع البنيويّ ينخرهم ويستحكم منهم، حتى لو انتعلوا أفخر النعال، ولبسوا أفخم الثياب، وتطيّبوا بأنفس العطور، وامتطوا أغلى السيّارات!

ولكن ما يواسي النفس، وبعد حوالي 400 يوم من انطلاق معركة “طوفان الأقصى” المباركة، أنّه مقابل وعد “بلفور” و”الأعراب”.. هناك “وعد الآخِرة” الذي جعله الله تعالى بشرى لعباده المُخلَصين، وأودعه وديعةً باقيةً عبر الزمان لا تفنى بطول الأمل وتطاول الأمد في “بيت المقدس” وأكناف بيت المقدس!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف كمال ميرزا بلفور فلسطين هذه الأنظمة من أجل ة التی

إقرأ أيضاً:

العبر والاعتبار

تتأمل العالم من حولك في اللحظة التي قد يبدو فيها أن القانون للضعفاء فحسب، وأن الأقوياء لا يسري عليهم القانون، أن المبادئ العليا والأخلاق إنما هي ستار براق، وعبارات تقال للاستهلاك الإعلامي فحسب، وأن المصلحة هي التي توجه التصرفات، وأن المال هو مرتكز القوة والنفوذ والتأثير، وكل ما عداه عليه الخضوع والانصياع؛ في اللحظة التي تضرب فيها الولايات المتحدة الأمريكية الأمثلة الحية على تأثير المال والأعمال حتى على المؤسسات القانونية والاجتماعية، وترفع هدفًا أسمى وأعلى هو ضبط الأموال وجني مزيد من الأموال، وشيئًا فشيئًا يتجرد الجشع من قناعه، خاصة إذا أدرك المرء ليس فحسب الاحتكارات الأمريكية في مجال التقنية والتكنولوجيا، والزراعة والمحاصيل، بل والمصارف، حيث في غالبية العالم لا تجري عملية مالية دون أن يكون للشركات الأمريكية نصيب منها، مع ذلك ها هي أمريكا نفسها تستشعر خطر السقوط، وكل ما يفعله الرئيس الأمريكي الحالي بتصرفاته هو إعلان ذلك الخوف الأمريكي على العالم بأسره، في سعيه الأخرق لإثبات أحقية أمريكا في جمع الإتاوات، والجزية إذا استعرنا لغة الفقه الإسلامي.

مع ذلك فإن وقفة العالم مع المظلومين في القضية الفلسطينية، خاصة تلك الوقفات التي لم تنبع من دافع ديني أو عرقي، الوقفات الحرة التي لم تملها الانتماءات القومية، والمصالح الذاتية، تقول عكس ما سبق، إن هناك من يؤمن بالنضال من أجل عالم أكثر عدالة ومساواة، عالم يسوده القانون الذي ينصف الضعيف من القوي، ويقف في وجه القوي الذي يريد سحق الضعيف لتحقيق مصالحه، كل ذلك يقول إن هناك أملا، لكنه أمل يتعزز بالوقفة البشرية الحرة وتجلي الضمير الإنساني الصادق مع نفسه وذاته، حتى وإن كانت مراكز القوى السلطوية متأثرة بثقافتها العدائية القديمة، تلك الثقافة العنصرية التي لا تبحث عن العدالة بل تقوم على التمييز ومحاباة الذات ومصالحها.

نقول العنصرية لأن ما يبدو على السطح قصة مصالح وتكديس الثروات وألعاب الحرب من أجل المنفعة الاقتصادية قصيرة النظر، قد لا يكون، بنظرنا، غير تجليات عنصرية، العنصرية المتسيدة التي ما زالت تقاوم دحرها؛ وأن تلك القضية الحساسة في نظرة الإنسان للإنسان، ما زالت قارة في الأنفس حتى وإن نفتها الألسن، وأن العالم ليس منشقًا في الواقع إلا من جهة تلك العنصرية نفسها، وأن العنصرية والتمييز ما زالا معشعشَيْن في الرؤوس، وما اللاعبون الرئيسيون على مسرح الأحداث العالمية اليوم غير بقايا داعمي تلك العنصرية نفسها، أينما ولّينا وجوهنا، وحين نرى دولة مثل جنوب أفريقيا تقف في وجه ذلك التيار، فتلك علامة، لأن جنوب أفريقيا دولة كافحت لتتحرر من عنصريتها، فهي تتعرف بسهولة على أعدائها القدماء، وهم نفس الحزب الذي حاول الوقوف في وجه تحررها في الماضي القريب.

لنا أن نتأمل بكثير من التمعن أن أعظم ثورتين سلميتين في عالمنا المعاصر، الهندية والجنوب أفريقية، قادهما محاميان، هما غاندي ونلسون مانديلا، لأن في ذلك ما يُقرأ عن روح العالم المعاصر وقواه، وأين يكمن مفصل الأزمة المعاصرة إن لم يكن في القانون؟ بين روح القانون وبين استغلال القانون، وذلك ما يعرّي ويجرّد كل النظام العنصري والاستعماري من أقنعته، وبصياغة أخرى ذلك ما يجعل الظلم يتميز من العدل بشكل حاد صريح، وذلك بالتحديد ما يجعل روح الإنسانية تتجلى.

كتب نلسون مانديلا بمذكراته، في معرض وصفه لأقسى وأعنف مديري سجن جزيرة روبين الذي قضى فيه معظم سنوات حياته، جملة كاشفة «إن في أعماق كل إنسان، حتى أكثر الناس وحشية وقسوة، قدرًا من الإنسانية»، ويبدو أن ذلك القدر من الإنسانية الذي يحمله كل إنسان هو الذي يبعث الأمل، ذلك القدر الضئيل الصغير كاف ليجعل الأمل حيًّا يرزق، مهما بدا الظلام والظلم كثيفًا وشاملًا، ومهما بلغ الفساد من التعاظم والسفور والاستفزاز، فهناك دومًا في الأعماق لحظة عدالة وحقيقة يؤمن بها كل إنسان، وهي اللحظة التي تجذبنا وتؤثر فينا جميعًا، أيًّا كان موقعنا من أي قضية.

إن الحق شيء يدعيه حتى أكثر الناس إيغالًا في الباطل، وذلك في حد ذاته دليل على أن الحق والعدالة والرحمة هما بوصلة الإنسانية ومنهجها الروحي، لذلك فإن مرجع الحقيقة يحكمنا ويؤثر على أفعالنا، وعلى ذلك فإن كل الدعاوى السطحية، وكل الخلافات الظاهرة إنما تنبئ عن مدى ضياعنا وظلام الأعماق التي نغوص فيها، عن المجاهيل الإنسانية داخلنا، والتي لم نتمكن حتى اليوم من كشفها للخروج منها، وهي نفسها المجاهيل التي تعيق معرفتنا للإنسان داخلنا وهي التي تدفعنا للحروب، والتقاتل، وهي دومًا كما جرت العادة تقع في الماضي، فنحن نستعيد الماضي كي نحارب في الحاضر، إنها القوة التي تبقينا في الخلف وتوهمنا أننا نتجه للأمام، وما ذلك إلا لأننا لم نعرف بعد كيف نتحرر من قيودنا، ولا أين اتجاه الزمن.

لقد مرت علينا خاصة في القرن العشرين، من أوله لآخره، كثير من الدروس البليغة في حياة الشعوب، كثير من العبر وديوان المبتدأ والخبر إذا استعرنا ابن خلدون، ليس فقط في ميدان تحرر الشعوب والبلدان من الاستعمار وما حل بها بعد ذلك، بل كذلك عن المدى الحالم الذي انفتح في القرن العشرين، حين هبت نسائم الحرية، وكيف أن ذلك المسار جرى إفشاله وإفساده من داخل وخارج الحركات نفسها، لكن مع ذلك تحققت للإنسانية تجارب يمكنها النظر والتأمل فيها بجدية والتعلم منها.

لا تكفي هذه العجالة لتأمل تجربة هائلة، لكن نوردها هنا للمغزى العام، فمع نهاية القرن العشرين سقط الاتحاد السوفييتي بالشكل الذي كان معروفًا عليه، ولكن لم يعن ذلك سقوط روسيا التي ما زالت فاعلًا دوليًّا مهمًّا، ولكنها كما يبدو لنا اليوم انجرت للعبة محاربة المعسكر الغربي، ولكن الاتحاد السوفييتي نفسه كتجربة، سواء اتفقنا أم اختلفنا معه، كان يحمل تجربة تاريخية فريدة، من جهة أنه كان قائمًا على حلم بالمستقبل، وكان قائمًا على تنظير ماركسي، وتطبيق وتنظير لينيني، وهي تجربة تاريخية فريدة من نتاج الأفكار البشرية المعاصرة، التي كانت باحثة عن العدالة والحق وكشف الظلم، واستمر كتجربة اتحادية ما يقارب المائة عام، وفي نهاية القرن العشرين كان لدى الروس من وضوح الرؤية والشجاعة ما جعلهم يتوقفون عن المضي قدمًا في مشروعهم الاشتراكي اللينيني، ومهما كان الأمر أو الخيارات المطروحة حينها، وصواب القرار من خطأه، فإن لنا أن ننظر في تلك اللحظة نفسها لنرى مدى وضوح الرؤية وعدم الرغبة في المكابرة على الخطأ الملموس، وذلك الصدق السوفييتي أمام النفس، بظننا دليل قوة وحساسية عالية ونتاج تحضّر، وهو الذي نبه باقي مجموعة الدول الاشتراكية إلى تصحيح أحوالها الاقتصادية، وهو الذي أنتج لنا الصين بالشكل الذي نعرف اليوم والذي تخشاه الولايات المتحدة كل الخشية.

العالم مليء بالعبر لكن المعتبر قليل، أو بطيء الاستيعاب، أو أنه لا يعتبر إلا بعد وقوع الكارثة.

إبراهيم سعيد شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • ‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي
  • وفاة الدكتور كمال الشرافي عن عمر يناهز 67 عاما
  • لخدمة فريق معين.. كمال درويش ينتقد قرعة الدوري
  • مقررة أممية: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية مخزٍ والموقف العربي صادم
  • العبر والاعتبار
  • العربي للدراسات السياسية: ما يحدث في الضفة الغربية أكثر خطورة من غزة
  • هل تغيير سلوك البشر أمراً ممكناً؟
  • قصة الوادي الصغير (24)
  • عبد الوهاب وحسني يستعينان بخالد كمال في الحلقة 7 من "الكابتن"