تفجير المنازل طقوس يقوم بها جيش الاحتلال في لبنان بمشاركة صحفيين
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
شاهد الأستاذ الجامعي اللبناني، علي مراد، منزله العائلي الذي بناه والده وأعمامه في قرية عيترون الحدودية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة٬ وهو يتعرض للتفجير على يد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتلقّى الأستاذ الجامعي، رسالة على هاتفه، تتضمّن شريط فيديو، أرسله له صديق، محذرًا إياه من قسوة المشهد، حيث يظهر تفجير الاحتلال لمنزل عائلته في جنوب لبنان.
وأكد مراد بعد مشاهدة الفيديو أن عودته إلى الجنوب تعتبر "حقًا وواجبًا، من أجل إحياء ذكرى أجداده وضمان مستقبل أطفاله".
منزل الرفيق علي مراد الذي دُمرّ نتيجة تفجير بلدته عيترون pic.twitter.com/S05OJtTmFp — Firas Hamdan | فراس حمدان (@FirashamdanLB) October 28, 2024
وفي الفيديو الذي انتشر عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، شاهد مراد، المنزل العائلي الذي بناه والده وأعمامه في القرية الحدودية مع الاحتلال الاسرائيلي، وهو يُفجّر٬ فيما أشار إلى أن والده قد رأى الفيديو، بالقول: "كان قويًا جدًا عند تلقيه الخبر".
وفي السياق نفسه، قامت الهيئة الوطنية اللبنانية لحقوق الإنسان بالتقاط صور جوية ونشرها عبر موقعها الإلكتروني، حيث تظهر اللقطات انفجارات متتالية لمنازل عدّة تقع على سفح تلة. ومن بين تلك المنازل، انفجر منزل عائلة مراد، ثم انهار مغطى بسحابة من الدخان.
وكان والد مراد، طبيب الأطفال البالغ من العمر 83 عامًا، قد أسّس عيادته في هذا المبنى، وهو يقيم هناك منذ عام 2004 مع زوجته وابنته وحفيدته.
وليست هذه العملية الوحيدة التي يقوم فيها الجنود بزرع متفجرات في المباني أو المنازل وتفجيرها عن بُعد، حيث يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يستهدف تدمير أنفاق وبنى تحتية ومستودعات تابعة لحزب الله.
تغطية صحفية: لحظة تفجير الاحتلال عدداً من المنازل والمباني في بلدة حولا جنوب لبنان. pic.twitter.com/ttN0JfXqkL — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 30, 2024
وقد اضطرت عائلة مراد إلى مغادرة القرية، شأنها شأن مئات الآلاف من سكان الجنوب. لم يعرف مراد، الذي يبلغ من العمر 43 عامًا، قريته إلا بعد بلوغه العشرين، أي بعد الانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000.
ويعبر مراد عن رغبته في أن يمنح ولديه "ارتباطًا بالأرض". ويضيف: "لكنني أخشى أن أرى أطفالي يعيشون كيتامى الأرض، كما عشت أنا"، ومع ذلك، فإنه لا يفقد الأمل تمامًا.
بين 20 و31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية بحدوث عمليات تفجير إسرائيلية في سبع قرى حدودية، بما في ذلك قرية العديسة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأكد جيش الاحتلال، عبر بيان له، أنه تم استخدام 400 طن من المتفجرات لتدمير "منشأة إستراتيجية تحت الأرض لحزب الله في جنوب لبنان".
سياسة تدمير ممنهجة
وفي التقرير الذي نشرته الهيئة الوطنية اللبنانية لحقوق الإنسان، الإثنين الماضي، أشارت إلى أن "العملية العسكرية الإسرائيلية التي تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود في جنوب لبنان٬ تشكل جريمة حرب، تتمثل في التدمير غير المبرر والممنهج للمساكن المدنية".
وأضافت الهيئة: "استخدم الجيش الإسرائيلي الغارات الجوية والجرافات والتفجيرات المتحكم بها يدويًا لتدمير المباني المدنية بشكل غير قانوني، حيث تم تسوية أحياء كاملة بالأرض، بما فيها المنازل والمدارس والمساجد والكنائس والمزارات والمواقع الأثرية".
كذلك، لفتت إلى: "تجريف الأراضي الزراعية، وتدمير شبكات المياه، ومحطات تحويل الطاقة، والمحطات الشمسية والآبار الارتوازية".
ليس الجنود فقط من يدمرون
وفي الوقت الذي تستهدف فيه قوات الاحتلال، الصحفيين الذين يغطون جرائمها في قطاع غزة ولبنان، قام كبير مذيعي "القناة الـ12" العبرية، داني كوشمارو، بتفجير منزل في قرية عيتا الشعب اللبنانية كنوع من "التشريف".
بينما يقـ. تل الصحفيون في #غزة و #لبنان خلال أداء واجبهم في نقل المجارْر
الصحفي الص. @يوني "داني كوشمارو" يشارك مع جيش الاحتلال في اقتحام قرية في #جنوب_لبنان ويفـ. جر مبنى مدنياً بنفسه‼️#فلسطين #لبنان pic.twitter.com/u9zU8lDG09 — يوسُف شمساه - بونرجس ???????? (@yashamsah) October 26, 2024
وكان كوشمارو، وهو المعروف بمرافقته لقوات الاحتلال خلال عدوانها على غزة وفي حربها على لبنان، ضمن قوة من لواء غولاني حين قرروا منحه شرف تفجير المنزل المطل على الأراضي المحتلة، قبل انسحابهم بسبب مخاوف من نيران حزب الله التي قد تلاحقهم في أي قرية حدودية يدخلونها.
بعد اندلاع اشتباكات مع فصائل لبنانية، بما في ذلك "حزب الله"، عقب بدء الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني.
كما سعى الاحتلال الإسرائيلي منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي لتوسيع نطاق الإبادة ليشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، من خلال غارات جوية، بالإضافة إلى بدء غزو بري في جنوب لبنان.
وقد أسفر العدوان على لبنان عن سقوط 2968 شهيدا و13 ألفا و319 جريحاً، من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نزوح حوالي 1.4 مليون شخص.
وقد تم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، وفقاً لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المتاحة حتى مساء أمس السبت.
ويومياً، يرد "حزب الله" على الهجمات بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية، ومراكز استخباراتية، وتجمعات للعسكريين، والمستوطنات.
ويكشف الاحتلال الإسرائيلي عن جزء من خسائره البشرية والمادية، فيما تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، وفقاً لمراقبين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية اللبناني الاحتلال الجنوب حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال الجنوب تفجير منازل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی جنوب لبنان جیش الاحتلال بما فی
إقرأ أيضاً:
أسباب إرجاء الانسحاب الإسرائيلي ميدانيا واستراتيجيا
كتب سمير تويني في" النهار": ما الأسباب التي جعلت الجيش الإسرائيلي يرحل انسحابه من جنوب لبنان إلى 18 شباط المقبل؟ ولماذا لم يتمكن الجيش اللبناني من تنفيذ انتشاره جنوبا؟ وهل تتمكن القيادة الجديدة من إحداث تغيير جوهري بمعزل عن سيطرة "حزب الله على الدولة ؟
تشير مصادر عسكرية إلى أن الجيش اللبناني لم يتمكن من تنفيذ انتشاره في جنوب الليطاني وفق ما جاء في اتفاق وقف النار الذي أمهل الأطراف 60 يوما لتحقيق ذلك، لأسباب عدة:
أولا غياب الإرادة السياسية في ظل حكومة تصريف أعمال رفضت حصول مواجهة بين الجيش اللبناني وعناصر من "حزب الله" في حال تطبيق القرار الدولي 1701 بمندرجاته. أما الرئيس جوزف عون فيفضل تجنب مواجهة في مطلع عهده. وفي هذا السياق، نجحت الآلية الحالية بقيادة أميركية في منع تفاقم الوضع، فتوصلت إلى تمديد المهلة.
ثانيا - تعتبر المصادر أن نقص العديد " والعتاد لا يمكن الجيش من القيام بكل المهمات الملقاة على عاتقه من ضمان أمن الحدود والأمن الداخلي والانتشار جنوب الليطاني، لذلك طلبت القيادة منذ أشهر فتح باب التطويع لنحو 5 آلاف جندي لتشكيل 4 ألوية يمكنها الانتشار في الجنوب.
ثالثا - تلاحظ المصادر أنه خلال فترة الستين يوما انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيا من لبنان في القطاعين الغربي والأوسط، ونجح الجيش اللبناني في الانتشار في القطاعين. لكن الوضع مختلف في القطاع الشرقي حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بعملياته لأنه ما زال يشكل مصدر قلق أمني لسكان الجليل وفق القيادة العسكرية الإسرائيلية.
رابعا - العاملان الجيو سياسي والخارجي، إذ إن عدم التوصل إلى اتفاق أميركي - إيراني يؤدي إلى إبطاء هذا الانسحاب. فالتهديدات بمواصلة البرنامج النووي الإيراني تصعّد التوتر على الحدود اللبنانية، في ظل إدارة أميركية جديدة قد توجه ضربة عسكرية لإيران، والحزب ما زال يمتلك ترسانة صاروخية يمكن استخدامها لدعم طهران وفي هذا السياق، يبدو أن الآلية الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها فرنسا تعمل بفاعلية، وقد تثمر نتائج إيجابية في شأن تنفيذ القرار الدولي 1701 بخلاف فشل القرارات الدولية السابقة في المحافظة على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان. ورغم ذلك، هناك العديد من المخاوف من عدم صمود الاتفاق في حال قام الحزب بتعديل مقاربته للهدنة، بما يجعل إسرائيل تعيد النظر في استراتيجيتها العسكرية. ويعول على الجيش للاضطلاع بمسؤوليته في تأمين الاستقرار. فمستقبل الحزب مرتبط بإعادة تقويم إيران لاستراتيجيتها الإقليمية التي تراجعت وفقدت قدراتها بعد انسحابها من سوريا.
فهل تشكل التغيرات فرصة استراتجية الحصول تحول في لبنان يؤدي إلى نزع سلاح الحزب ويوصل إلى الدعم الغربي والإقليمي لتعزيز الاقتصاد اللبناني؟ وهل يدخل لبنان في مسار التطبيع وبناء مستقبل أكثر استقرارا وسلما؟