تواصلت معاناة النازحين القادمين من الخرطوم إلى مدني وسط السودان هرباً من الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي.

التغيير: ود مدني _ عبدالله برير

وتضاعفت المعاناة في دور الإيواء بولاية الجزيرة التي انحسرت الخدمات في بعضها بعد تطاول أمد الحرب وشح الدعم من المنظمات والأفراد.

مدرسة تحولت إلى دار لإيواء النازحين

وبعد أن كانت الخدمات الطبية والإعاشة منتظمة في مراكز الإيواء طرأ عليها تقهقر شديد بعد زيادة عدد المدارس المفتوحة للنازحين.

وفي حديثها لـ «التغيير» كشفت النازحة ميادة خضر عن معاناتها وأسرتها في مركز إيواء مدرسة خولة بنت الأزور بحي اركويت بمدينة ود مدني.

ونبهت ميادة إلى انها نزحت من منطقة شرق النيل بعد شهر من اندلاع الحرب.

وقالت خضر: في الأيام الاولى كانت الاشتباكات بعيدة من المنطقة التي نسكن بها ولم نكن نسمع سوى أصوات إطلاق النيران من على البعد.

وأضافت: رويدا رويدا تأثرت منطقتنا بالحرب بسبب اقفال معظم المحلات التجارية التي نشتري منها السلع الاستهلاكية اليومية وحدثت بعد ذلك حالات نهب كثيرة.

وتابعت: سلمنا في البداية من الحرب ولكن الاشتباكات في الآونة الاخيرة أصبحت قريبة منا واحاطنا الموت من كل مكان.

وكشفت ميادة عن أنها و أطفالها وشقيقاتها أصيبوا بهلع شديد لا سيما الصغار وقالت إن إبنها الأصغر أصيب بصدمة وهو في الأصل يعاني من مشاكل في القلب.

وحول الإعاشة في فترة اشتداد الاشتباكات أشارت ميادة الي أنهم نفذول نظاماً ( تقشفيا ) في الأكل عند الضرورة والجوع الشديد فقط وإن الطعام اقتصر على العدس و الأرز والفاصوليا.

ومضت خضر في حديثها مشيرة إلى أن أساسيات الحياة أصبحت غير متوفرة وإن الأمن أصبح من الرفاهيات ما دفعهم للتفكير في مغادرة الخرطوم.

وزادت: كان قرار المغادرة صعبا علينا خاصة وأننا ولدنا هناك ولكن في النهاية حسمنا أمرنا بعد أن بعنا هواتفنا المحمولة لتوفير ثمن التذاكر.

وتابعت: سمعنا أن هناك عمليات نهب للهواتف في الطريق وسلب الأثاثات وغيرها لذلك لم نأت بأي محمولات معنا سوى القليل من الملابس.

وحول وضع دار الإيواء الحالي أشارت ميادة خضر إلى أنه على أي حال أفضل من مناطق الحرب منبهة إلى انهم يجدون معاناة كبيرة في مياه الشرب وغسيل الأواني والملابس.

وأضافت : في البداية كانت المتابعة الطبية الدورية متوفرة ولكن مؤخراً شابها عدم الانتظام ما بدفع المرضى للصرف علي العلاج من مصروفاتهم الشخصية غير المتوفرة أصلاً.

الوسومأزمة مياه الشرب الحرب الخرطوم دور إيواء نازحون ود مدني وسط السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أزمة مياه الشرب الحرب الخرطوم نازحون ود مدني وسط السودان

إقرأ أيضاً:

جحيم ترامب

ثلاث نقاط يجب الحديث عنها  قبل مناقشة ما يدعو للقلق الحقيقي من تصريحات «ترامب» بتطهير غزة وتهجير أهلها إلى الأردن ومصر: 

الأولى : أن الموقف المصري واضح رافض للتهجير، قولاً واحداً لا يحتاج إلي شرح  أو تفسير، غير قابل للمناقشة أو الدراسة .

الثانية  : أن خطة التهجير القسري للفلسطينيين خطة قديمة ، حاول الآباء المؤسسون للصهيونية تنفيذها عن طريق امتلاك الأراضي العربية وطرد أصحابها وإقامة المستوطنات ومن ثم إقامة دولة ذات أغلبية يهودية ، وكانت البداية بترويج الشعار الكاذب : « بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض » ! ، وظلت فكرة الترحيل والتهجير وطرد الفلسطينيين إلى دول عربية مجاورة قائمة كحل جذري لإنهاء الصراع العربي الصهيوني ، عن طريق القتل وارتكاب المجازر وحرق القرى وترويع الأهالي ؛ إذن نحن أمام فكرة ليست من بنات أفكار «ترامب» ولا من بنات خالته ! 

الثالثة  : أن الموقف الأمريكي الداعم للكيان المحتل بلا حدود علي حساب العرب جذري وثابت ولم ولن يتغير ، فمثلاً يقول الرئيس «السابع والثلاثين» للولايات المتحدة ريتشارد نيكسون في كتابه «نصر بلا حرب » : « إن التزامنا ببقاء إسرائيل إلتزام عميق ، فنحن لسنا حلفاء رسميين ، وإنما يربطنا معاً شيء أقوى من أى قصاصة ورق : إنه التزام معنوى ، إنه التزام لم يخل به أى رئيس في الماضي أبداً ، وسيفى به كل رئيس فى المستقبل بإخلاص ، إن أمريكا لن تسمح أبداً لأعداء إسرائيل الذين أقسموا على النيل منها بتحقيق هدفهم في تدميرها» .

هذا الموقف الأبدي الداعم للكيان المحتل أكده الرئيس السابق «جوبايدن» في حملة لجمع التبرعات عام 2023 ، ووصف نفسه بأنه صهيوني وأن هذه حقيقة لا يعتذر عنها ، مؤكداً أنه كان مؤيدا قويا جداً لإسرائيل منذ دخوله مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1973 .  

ثم جاء «دونالد ترامب»  الرئيس «السابع والأربعون»  للولايات المتحدة ، ليوقع بشكل مختلف على صحيفة التأكيدات السابقة ، وقال أثناء حصوله علي الميدالية الذهبية « لثيودور هرتزل»  في حفل الذكرى السنوية الـ 125 للمنظمة الصهيونية في نيويورك نوفمبر 2022  : « إن إسرائيل معجزة  في العصر الحديث ، وعلاقتها بالولايات المتحدة عميقة الجذور متعددة الأبعاد ، وأن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا مجرد حليفين على أساس عسكري ، ولكن اقتصاديًا وسياسيًا، نحن حلفاء أخلاقياً وثقافياً وروحياً » .  

الذي يدعو للقلق في تصريحات «ترامب» الأخيرة ، ليس فكرة التهجير في حد ذاتها ، ولا الدعم الأمريكي للكيان المحتل ، بل التحول في تلك السياسات الأمريكية في عهد «ترامب» من دور الوسيط ـ وإن كان أعور ـ  إلي الدخول كطرف مباشر في هذا الصراع ، وتبني الأفكار الصهيونية المتشددة ومحاولة تنفيذها علي أرض الواقع دون النظر إلي عواقب أو نتائج تلك السياسات «الغشيمة» . 

الذي يدعو للقلق ، أننا أمام رجل لا يعترف بالقانون الدولي ولا يحترم سيادة الدول ، وليس لديه مانع من إشعال الحجيم في العالم وليس في الشرق الأوسط فقط ؛ لتنفيذ احدى صفقاته المشبوهة ، بتلك «البجاحة» التي تريد رسم غزة كما تراه الأحلام التوراتية المتطرفة ، هذا الرجل بتلك التصريحات شريك في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في حق أهل غزة من التهجير القسري والتطهير العرقي . 

 الخلاصة : أن ما يفعله «ترامب» هو الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية دون تجميل أو تزييف ، ودون وضع محسنات طعم أو إضافة رتوش دبلوماسية ، الفارق الوحيد بين «صترامب» ومن سبقوه هي «البجاحة» والغطرسة وفرض إرادة القوة ، ومن ينتظر من هذا «الفوضوي» غير ذلك فعليه إعادة التفكير مرة أخرى . 

في النهاية : يجب أن يعلم «ترامب» ومن معه أننا لسنا لقمة سائغة يمكن مضغها ثم بلعها دون أن يدفع الثمن ، وأنه كما يملك أوراق ضغط  لتنفيذ مخططاته ، فلدينا أدوات لوقف تلك المخططات و إفشالها . 

حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء . 

 

مقالات مشابهة

  • عائدون من جحيم النزوح
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • جحيم ترامب
  • وزير الخارجية السوداني: جيشنا في طريقة لتحرير الخرطوم وحسم الحرب
  • الدفاع المدني السوري: مجزرة مروعة راح ضحيتها 14 امرأة ورجل واحد، وإصابة 15 امرأة بعضها بليغة ما يرشح عدد الوفيات للارتفاع، وجميعهم من عمال الزراعة، في حصيلة أولية لانفجار السيارة المفخخة بجانب السيارة التي كانت تقلّ العمال المزارعين، على أطراف مدينة منبج
  • الهروب الكبير؛ ليس من الخرطوم، ولكن من الضعين والجنينة!
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • شرايين الأمل ..!
  • اعتقال 3 أشخاص على خلفية مقتل مدني في ذي قار
  • اوربا تبدأ الحرب على ديب سيك.. إيطاليا تحظر التطبيق وتحقيقات في دول أخرى