الفارون من جحيم الخرطوم إلى ود مدني.. «ميادة» تروي لـ «التغيير» حكاية أخرى من مأسي الحرب
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
تواصلت معاناة النازحين القادمين من الخرطوم إلى مدني وسط السودان هرباً من الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي.
التغيير: ود مدني _ عبدالله برير
وتضاعفت المعاناة في دور الإيواء بولاية الجزيرة التي انحسرت الخدمات في بعضها بعد تطاول أمد الحرب وشح الدعم من المنظمات والأفراد.
وبعد أن كانت الخدمات الطبية والإعاشة منتظمة في مراكز الإيواء طرأ عليها تقهقر شديد بعد زيادة عدد المدارس المفتوحة للنازحين.
وفي حديثها لـ «التغيير» كشفت النازحة ميادة خضر عن معاناتها وأسرتها في مركز إيواء مدرسة خولة بنت الأزور بحي اركويت بمدينة ود مدني.
ونبهت ميادة إلى انها نزحت من منطقة شرق النيل بعد شهر من اندلاع الحرب.
وقالت خضر: في الأيام الاولى كانت الاشتباكات بعيدة من المنطقة التي نسكن بها ولم نكن نسمع سوى أصوات إطلاق النيران من على البعد.
وأضافت: رويدا رويدا تأثرت منطقتنا بالحرب بسبب اقفال معظم المحلات التجارية التي نشتري منها السلع الاستهلاكية اليومية وحدثت بعد ذلك حالات نهب كثيرة.
وتابعت: سلمنا في البداية من الحرب ولكن الاشتباكات في الآونة الاخيرة أصبحت قريبة منا واحاطنا الموت من كل مكان.
وكشفت ميادة عن أنها و أطفالها وشقيقاتها أصيبوا بهلع شديد لا سيما الصغار وقالت إن إبنها الأصغر أصيب بصدمة وهو في الأصل يعاني من مشاكل في القلب.
وحول الإعاشة في فترة اشتداد الاشتباكات أشارت ميادة الي أنهم نفذول نظاماً ( تقشفيا ) في الأكل عند الضرورة والجوع الشديد فقط وإن الطعام اقتصر على العدس و الأرز والفاصوليا.
ومضت خضر في حديثها مشيرة إلى أن أساسيات الحياة أصبحت غير متوفرة وإن الأمن أصبح من الرفاهيات ما دفعهم للتفكير في مغادرة الخرطوم.
وزادت: كان قرار المغادرة صعبا علينا خاصة وأننا ولدنا هناك ولكن في النهاية حسمنا أمرنا بعد أن بعنا هواتفنا المحمولة لتوفير ثمن التذاكر.
وتابعت: سمعنا أن هناك عمليات نهب للهواتف في الطريق وسلب الأثاثات وغيرها لذلك لم نأت بأي محمولات معنا سوى القليل من الملابس.
وحول وضع دار الإيواء الحالي أشارت ميادة خضر إلى أنه على أي حال أفضل من مناطق الحرب منبهة إلى انهم يجدون معاناة كبيرة في مياه الشرب وغسيل الأواني والملابس.
وأضافت : في البداية كانت المتابعة الطبية الدورية متوفرة ولكن مؤخراً شابها عدم الانتظام ما بدفع المرضى للصرف علي العلاج من مصروفاتهم الشخصية غير المتوفرة أصلاً.
الوسومأزمة مياه الشرب الحرب الخرطوم دور إيواء نازحون ود مدني وسط السودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أزمة مياه الشرب الحرب الخرطوم نازحون ود مدني وسط السودان
إقرأ أيضاً:
حكاية محمود أبو عمشة.. اختطف الاحتلال روحه وبكاه أطباء مصر بحرقة
نعت نقابة أطباء مصر برئاسة النقيب العام د. أسامة عبد الحي، الطبيب الشاب الدكتور محمود أبو عمشة (27 عامًا)، الذي ارتقى شهيدًا في قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي الغادر.
وقالت نقابة الأطباء، إن الدكتور محمود أبو عمشة كان يتنقل بين مستشفيات غزة من الشمال إلى الجنوب منذ أن شن العدو حربه على القطاع في 2023، ويُجري العمليات الجراحية، ويُضمد الجراح في ممرات تعجّ بالمصابين، وبقلب أثقله الحصار والجوع وفقد الأحبة، لكنه لم يتراجع يومًا، ولم يتقاضَ أجرًا، بل كان جنديًا متطوعًا، يحمل قلبًا نابضًا بالإيمان، ورسالة إنسانية لا تعرف التراجع.
استشهاد محمود أبو عمشةوأضافت نقابة الأطباء، أن الدكتور محمود أبو عمشة، استشهد وترك وراءه سيرة عطرة ترويها جدران المستشفيات ودموع زملائه، مردفة: مضى وقد ترك معاناة الأرض خلفه، وما فيها من وجعٍ وقهرٍ وعجزٍ وصمتٍ دولي مريع.
وأشارت الأطباء المصرية، إلى أن الراحل لم يكن يحمل سلاحًا، بل كان يحمل سماعته، وابتسامته، ويدًا ممدودة بالرحمة، وكان صوتًا للحياة وسط الركام، ونبضًا من نور في ظلمة القصف، مؤكدة أنه استُهدف لأنه طبيب، ولأنه إنسان.
ولفتت نقابة الأطباء، ألى أنه استُشهد وهو يؤدي أنبل ما يمكن للإنسان أن يفعله، وهو "يحاول إنقاذ حياة".
وقالت نقابة الأطباء: نتقدم بأحر التعازي لعائلة الشهيد وزملائه في الميدان، ونعاهد روحه الطاهرة بأن تبقى ذكراه منارةً في طريق الشرف والمروءة، ولعل عزاؤنا
أنه ترك معاناة الأرض، ليصبح نجمة في سماء الشهداء.
وشددت نقابة أطباء مصر، على أن ما يَجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة ضد الإنسانية تُرتكب أمام أنظار العالم، وما استهداف الأطباء والطواقم الطبية إلا جزءًا من جريمة أوسع تُمارس تحت غطاء صمت المجتمع الدولي.
وأكدت نقابة أطباء مصر، أن العالم لا يزال يقف متفرجًا، تاركًا فلسطين وأهلها تحت وطأة القتل والدمار في وقت كان من الواجب على المؤسسات الدولية أن تتخذ موقفًا حازمًا لوقف هذا الإجرام.
وشددت نقابة الأطباء: نحن ندين هذا الصمت المُخجل الذي يضفي شرعية على جرائم الاحتلال، ونطالب بتحرك فوري لرفع الحصار، وحماية المدنيين، وتقديم المجرمين إلى العدالة.
واختتمت بيانها قائلة، إن "دماء الشهيد د. محمود أبو عمشة وكل شهداء الإنسانية ستكون شاهدة على هذا الصمت المخزي".