العدوان في الشمال يكلف اقتصاد الاحتلال مبالغ هائلة.. أضرار هائلة بالشركات
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
تتواصل الاعترافات الاسرائيلية عن التبعات الاقتصادية الكارثية للحرب الدائرة في جبهة لبنان، والتي تسببت في خسائر اقتصادية هائلة لحقت في كافة القطاعات الحيوية.
منذ منتصف أيلول/ سبتمبر، أصبحت الشوارع والمطاعم والمحلات التجارية على طول خط المواجهة فارغة، وتدهور الوضع التجاري في المنطقة أكثر من ذي قبل، وفي خليجي حيفا وطبريا، تم إفراغ الشواطئ والفنادق، والإسرائيليون اختفوا من مراكز التسوق، وتأثر دخل رجال الأعمال، مما يرفع حجم الخسائر الى المليارات.
تاني غولدشتاين مراسل الشئون الاقتصادية لموقع "زمن إسرائيل"، أكد أن "تصعيد الحرب ضد حزب الله، واتساع نطاق إطلاق النار جنوبا منذ منتصف ايلول/ سبتمبر، يزيد من حجم الأضرار الاقتصادية الهائلة التي خلفتها الحرب، ومن خلال البيانات والتقديرات التي جمعها من مختلف الجهات، يبدو أن الأضرار التي لحقت ببعض الشركات في أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر ستكون أكبر بكثير مقارنة بالأشهر السابقة".
إغلاق الشركات
ونقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن "روبي ناثانزون، المستشار الاقتصادي لغرفة رجال الأعمال، فإنه منذ بدء العملية البرية في لبنان، تعرضت 77 ألف شركة في منطقة حيفا لأضرار اقتصادية، تضاف الى 101 ألف شركة في الشمال سبق أن تعرضت لها منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، ولكن في الشهرين الأخيرين، اتسعت المناطق التي تتعرض لوابل كثيف من القذائف كل يوم، حيث شهدت انخفاضا كبيرا في النشاط الاقتصادي، خاصة الجليل والجولان، حيث تتركز فيهما 15% من الأعمال التجارية في الدولة برمتها؛ وسجلت 57% من شركاتهما انخفاضًا في حجم الأعمال، حيث أصبح الأمر أسوأ بكثير، فيما يقع 11% من الشركات في حيفا، التي بدأت للتوّ ترصد أضرارها".
وأشار إلى أنه "منذ بداية الحرب، تم إغلاق 59 ألف شركة إسرائيلية، وافتتاح 36 ألف أخرى مقارنة بالسنوات العادية، عندما يتم فتح وإغلاق 50 ألف شركة كل عام، فيما تركزت الأضرار الرئيسية في قطاعات البناء والسياحة والترفيه والثقافة، وجميع القطاعات الخدمية، كما أغلقت نصف مطاعم الشمال لفترات طويلة، و23% منها أغلقت بشكل دائم، وباتت اليوم مهجورة، حيث تشهد بين حين وآخر مجموعات من جنود الاحتياط في طريقهم إلى لبنان بين الطاولات الفارغة، وباستثناء محلات السوبر ماركت، تكاد تكون المتاجر فارغة تمامًا".
إيلي غويتا، صاحب متجر للأدوات المنزلية، يقول إنه "منذ التصعيد الكبير، يأتي عدد أقل من العملاء كل أسبوع، وحصل لدي انخفاض بنسبة 20٪ في المبيعات، تقدمت بطلب تعويض، لكنه يُدفع فقط لمن انخفضت مبيعاتهم بنسبة 25% أو أكثر"، أما "مقهى بوردو" أشهر أماكن الترفيه في نهاريا، فهو فارغ تمامًا اليوم، ويقول مالكه ياكي أمير إننا أغلقنا أبوابنا لمدة ثلاثة أشهر، لأنه لا يوجد زبائن، هناك عدد قليل من الجنود هنا وهناك، ونعطيهم خصومات، لكن حجم المبيعات انخفض بنسبة 70%، ومع ذلك فإنه ملزم بدفع الرواتب والإيجار والضرائب العقارية والفواتير".
غياب التعويضات
ونقل عن مسئول في سلطة الضرائب، أنه "بين تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وآب/ أغسطس 2024، دفعت تعويضات للشركات بقيمة إجمالية تبلغ 4.4 مليار شيكل عن الأضرار غير المباشرة، ولا تشمل التعويضات الأضرار المباشرة للأعمال التجارية في المباني التي أصيبت بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات بدون طيار، مما سيؤدي لزيادة الشركات التي سيتم إغلاقها، وزيادة البطالة ومن المتوقع أن تتزايد هذه الأضرار أكثر".
وأشار التقرير إلى أنه "منذ بداية الحرب، انخفض عدد المتسوقين، وبعد يومين من انطلاق صفارات الإنذار، تصبح الأماكن خالية تقريبًا، المطاعم في الشوارع القريبة فارغة، وأماكن الترفيه هناك شبه مهجورة، ومجمعات التسوق والترفيه لا يوجد فيها أي أطفال، وهذا ليس مشهدًا نموذجيًا لإسرائيل، وهو ما لا يبشر بالخير للأعمال التجارية في حيفا حيث يتم إغلاقها وفتحها بالتناوب، حتى رياض الأطفال، التي تشكل مصدر دخل لآلاف أصحاب الأعمال والموظفين، تم إغلاقها".
المتحدث باسم بلدية حيفا، إليران طال أكد أن "جميع الأعمال الخدمية في حيفا تضررت في الحرب، لقد تأثرنا كما هو الحال في الدولة بأكملها، وتفاقمت الأضرار مؤخرًا، وأغلقت بعض الشركات أبوابها بالفعل، هناك أضرار كبيرة لتجارة التجزئة والمطاعم والثقافة، المسارح لا تعمل، والعروض ملغاة، ونعتزم إضافة حيفا لقائمة المدن التي يحق لمصالحهم التجارية الحصول على تعويضات".
جمعية الفنادق وسلاسل الفنادق كشفت أن "هناك انخفاضاً في إشغال الفنادق في حيفا، لكن لا يزال هناك سياح وإسرائيليون ويهود من الخارج، وتعيش الفنادق في طبريا بشكل شبه حصري من وجود النازحين، التي يتناقص عددها في الناصرة، مع العلم أن نسبة الإشغال في الفنادق منخفضة منذ بداية الحرب، والآن يمكن القول أن السياحة في الناصرة ماتت، كما حدث انخفاض حاد في نسبة إشغال المبيت والإفطار، الإسرائيليون هنا لا يغادرون منازلهم، وأصبحت المتنزهات في طبريا خالية، ولئن بقيت المحلات التجارية مفتوحة، لكن لا يوجد متسوقون".
المقاطعة الاقتصادية
رئيس بلدية طبريا، يوسي نبوة، كشف أن "أجهزة الأمن بمجرد أن أغلقوا الشواطئ، فهذا حكم بالإعدام على المدينة، و40% من سكان الجليل الأعلى عاطلون عن العمل؛ وبدأت الأعمال التجارية الصغيرة في الانهيار، وانخفض حجم أعمالهم بنسبة 70% منذ بداية الحرب، ومنذ ذلك الحين، ازداد الوضع سوءًا، وأكثر من نصف الشركات في حيفا والشمال متأثر سلباً، والمشكلة أن الدولة لا تعوض المتضررين بما فيه الكفاية، حتى أن رئيس جمعية المزارعين دوبي أميتاي أكد أن هناك أضرار في الزراعة في المناطق التي تم إخلاؤها، ويحتاج المزارعون لتصاريح عسكرية للعمل هناك".
فيما كشف داغان ليفين، المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات أن الحرب أثرت على الصناعة بعدة أبعاد مختلفة، حيث تأثر الإنتاج سلباً، لأن العديد من العمال موجودون في جيش الاحتياط، وآخرون خائفون، أو لا يستطيعون الوصول للمصانع الواقعة على خط المواجهة، كما تأثرت القدرة على توصيل البضائع بسرعة للعملاء في الخارج، بسبب انخفاض عدد الرحلات الجوية، وهناك عملاء في الخارج لا يثقون بقدرتنا على توصيل البضائع، وسرعان ما يختفون، بجانب المقاطعات السياسية خاصة التركية العلنية، والخفية من قبل العملاء الغربيين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاقتصادية لبنان خسائر حيفا لبنان خسائر حيفا الاقتصاد دولة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منذ بدایة الحرب ألف شرکة فی حیفا
إقرأ أيضاً:
“طوفان الأقصى” والعمليات المُساندة لها تُكبد اقتصاد العدو الصهيوني خسائر فادحة
يمانيون/ تقارير تؤكد التقارير الاقتصادية الرسمية وغير الرسمية أنّ الاقتصاد الصهيوني يتكبد خسائر فادحة، حيث بلغ عجز المالية العمومية في كيان العدو إلى مستويات قياسية خلال العام المنصرم 2024، وتضاعفت موازنة “جيش” الاحتلال عشر مرات، مقابل الهبوط الحاد للموارد الجبائية في ظل الانكماش الاقتصادي.
وفي هذا السياق.. كشفت وكالة أنباء “رويترز” نقلاً عن ما يسمى بوزير المالية الصهيوني المتطرف بتسئليل سموتريتش، بأن خسائر الكيان الغاصب التي تكبدها خلال الحرب على غزة بلغت 34 مليار دولار.
وقال سموتريتش: “إن الخسائر التي تكبدتها “إسرائيل” منذ بداية الحرب في قطاع غزة بلغت 34 مليار دولار.
لكن يبدو أن هذه الأرقام يُكذبها تقرير لصحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الصهيونية، نشرته الجمعة الماضية، قالت فيه: إن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024.
وأفادت الصحيفة، بأن تقديرات “بنك إسرائيل” تُشير إلى أن تكلفة الحرب على قطاع غزة، بلغت حتى الآن نحو 250 مليار شيكل.
وقالت صحيفة “كالكاليست”: إن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024.
واستندت الصحيفة إلى تقديرات “بنك إسرائيل”.. مبينة أن المبلغ يشمل “التكاليف الأمنية المباشرة، والنفقات المدنية الكبيرة والخسائر في الإيرادات، وليس كل شيء”.
ووصفت الصحيفة هذه التكلفة بالـ”ثقيلة” وبكونها تعكس الـ”فشل” في الحرب على القطاع.. مؤكدة أن ذلك يتطلب “الحاجة إلى زيادة كبيرة في ميزانية وزارة الحرب الصهيونية خلال العقد المقبل”.
وقالت: إن “تلك الميزانية (المستقبلية) تتمثل في شراء مزيد من الطائرات والمروحيات وناقلات الجنود المدرعة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، فضلا عن الاستثمار في البشر أو الجندي الصهيوني نفسه”.
وشددت الصحيفة على أن “فشل جيش الاحتلال في الحرب على غزة لم يقف عند هذا الرقم، فقد سبقه عدد من الخسائر البشرية والمصابين، إضافة إلى عائلات وأُسر المصابين الذين تضرروا معنويا وبعضهم عقليا أيضا”.
ولفتت إلى أن “الحديث عن أرقام الحرب ونتائجها يأتي على خلفية الحديث عن لجنة فحص ميزانية الأمن والدفاع”، المعروفة صهيونياً بـ”لجنة ناجل” على اسم رئيسها يعكوف ناجل.
وفي 30 مايو 2024، نشرت “كالكاليست” تقريرا توقعت فيه بلوغ تكاليف الحرب على غزة 250 مليار شيكل بحلول عام 2025، وهو الرقم نفسه الذي كشفت عنه الأسبوع الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن “العوائد الخاصة بالغاز الطبيعي في البحر المتوسط كان يفترض أن تذهب إلى وزارتي الصحة والتعليم، لكن يبدو أنها ستذهب إلى وزارة الحرب الصهيونية”.
وبينت أن لجنة “ناجل” أوصت بأن الإضافة المطلوبة لوزارة الحرب خلال السنوات العشر المقبلة ستكون 275 مليار شيكل (74 مليار دولار)، بمعنى إضافة 27.5 مليار شيكل (سبعة مليارات دولار) في العام الواحد.
وفي السابع من يناير الجاري، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية عن تقرير اللجنة “اقتراح زيادة ميزانية الدفاع بما يصل إلى 15 مليار شيكل سنويا (4.1 مليارات دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وفي شهر نوفمبر من العام 2023 أعلن اليمن بداية عمليَّاته العسكرية المساندة لغزة بمنع السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني، وُصُـولًا إلى استهدافِ العُمق الصهيوني بالطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية، والفرط صوتية التي باتت تشكِّلُ التهديدَ الأكبرَ للصهاينة وتقوض شعورهم بالأمن، ما شكل كابوساً كَبيرًا على الصهاينة.
واعتبرت أوساط الصهاينة أن صيرورة العمليَّات اليمنية هي التهديد الأكبر على الاقتصاد الصهيوني؛ بسَببِ الأزمات الكبيرة التي أحدثتها في مفاصلِ العدوّ الاقتصادية والحيوية، ووصل تأثيرها حَــدّ تعطيل الحركة الملاحية المرتبطة بالكيان الصهيوني.
وبحسب موقع “ورلد كارجو” المختص بأخبار الشحن العالمي، أَدَّى التأثير الاقتصادي لعمليات القوات المسلحة اليمنية على الشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض حجم الشحن بنسبة 85 في المائة، ما يعني إصابة الاقتصاد الصهيوني بالشلل، في حين يترتب على هذه التراجعات الكثير من التبعات الاقتصادية على العدوّ وقطاعاته الإنتاجية.
ونشرت وسائل إعلام العدو الصهيوني العديد من التقارير، التي تشير إلى إفرازات الحصار البحري اليمني، حَيثُ تعطلت قطاعات الصادرات والواردات بشكل كبير، وهذا أسهَمَ في إرباك آلات الإنتاج الصهيوني، وعطَّل أهم قطاعاته، والمتمثل في قطاع التكنولوجيا.
وتؤكّـد وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن إطلاق الصواريخ من اليمن يشكل تهديداً للاقتصاد الصهيوني، حَيثُ يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى الكيان، ويمنعه من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة، كما أَدَّى إلى إغلاق ميناء إيلات، ودفع السفن المتجهة إليه إلى اتِّخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا.
وللمرة الأولى منذ عدة عقود، أظهر تقرير هجرة الثروات الخَاصَّة لعام 2024 الصادر عن شركة “هنلي أند بارتنرز” أن المهاجرين الأثرياء المغادرين من الكيان أكثر من أُولئك المصرين على البقاء؛ الأمر الذي جعل الكيان الصهيوني يعاني من أزمات استثمارية كبيرة، وهجرة جماعية لأصحاب رؤوس الأموال.
ونقلت منصة “غلوبس” الصهيونية عن التقرير، التأكيد على خروج “إسرائيل” من قائمة “هنلي أند بارتنرز” للدول الـ20 المستقطبة للثروات الخَاصَّة، وهو خروج يؤكّـد حالة الذعر والهبوط التي تطال كافة مفاصل العدوّ الصهيوني.
ومع استمرار العمليات اليمنية، يعاني العدوّ الصهيوني من أزمات اقتصادية متلاحقة، تمثلت في تراجع قيمة عملة العدوّ “الشيكل”، وسقوط أسهم البورصة للشركات والبنوك الصهيونية وإغلاق أكثر من 60 ألف شركة، وهروب جماعي للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، فضلًا عن تعطل قطاع السياحة بنسبة تصل إلى 80 في المائة وفق تقارير صهيونية متخصصة.
ومن خلال التقارير التي أقر بها العدوّ الصهيوني، وتحدث فيها عن العجز المالي غير المسبوق، والانهيار الكبير في الاستثمار والسياحة والإنتاج، فَــإنَّ كلفة الإجرام على العدوّ الصهيوني في تصاعد مُستمرّ؛ ما يزيد سُمعة العدوّ الاقتصادية سوءًا في نظر المستثمرين.