شقيقة شاب مصري تروي لموقع الحرة التفاصيل المأساوية لمقتله في أميركا
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
بصوت يجهش بالبكاء سردت نسرين محمود لموقع "الحرة" تفاصيل مقتل شقيقها، الشاب المصري، مصطفى، المقيم في مدينة تامبا بولاية فلوريدا الأميركية، عند الساعة الواحدة والنصف من يوم الجمعة، بالتوقيت المحلي.
وأوضحت نسرين أن الواقعة تعود لخلاف في العمل بين شقيقها الذي يعمل مهندس ديكور وبين أحد العاملين معه من أصول لاتينية ، لافتة إلى أن الخلاف كان حول رفض المهندس المصري، مصطفى محمود، لجودة التشطيبات التي قام بها العامل الذي رفض إعادة العمل وسانده في ذلك والده الموجود في نفس مكان الحادث.
وتدخل الوالد وقام بتكسير حوائط السيراميك محل الخلاف قبل أن يطارد مصطفى الذي كان متوجها إلى سيارته فأطلق النار عليه وأرداه قتيلا، حسب رواية شقيقة الشاب المصري الراحل
وقالت نسرين لموقع "الحرة" إن هناك روايات متعددة للحادث، مؤكدة أن ما ذكرته آنفا هو أصدقها، وذلك نقلا عن شهود عيان شاهدوا الواقعة بأنفسهم.
وأكدت أن عائلتها تطالب بضرورة التحقيق في القضية للحصول على حق ابنهم.
وتقدمت أسرة الضحية بطلب مكتوب لوزارة الخارجية المصرية لاستعجال احضار الجثمان ودفنه في بلده، وناشدوا من خلال موقع "الحرة" الجهات المختصة بسرعة تحقيق رغبتهم شفاء لقلوبهم التي تحترق حزنا على فراق الابن الوحيد للأسرة، والذي لديه ثلاثة شقيقات.
ووصفت نسرين مصطفى الذي رحل عن عمر ناهز 39 عاما بالإنسان الخلوق والملتزم في بيته وعمله، مضيفة أن قلبه يمتلئ بالخير والحب لكل الناس.
وقالت أن لديه ابن وحيد يبلغ من العمر ستة عشر سنة وكان ينتظر عودته بفارغ الصبر حيث كان يستعد الرحلللعودة واصطحاب شقيقاته لأداء شعيرة العمرة في مكة المكرمة.
ومصطفى محمود شاب الذي يعمل في مجال المقاولات، كان هاجر إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من 12 عامًا بحثا عن حياة أفضل، واستقر هناك مع زوجته الأجنبيةمن أصول لاتينية، كما تقول شقيقته نسرين.
وفي أعقاب الحادث، انتشرت نداءات واستغاثات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يطلبون فيه المساعدة في إعادة جثمان مصطفى إلى مصر لدفنه بجوار أسرته.
وعبرت عائلته في القاهرة لموقع "الحرة" عن حزنها العميق على وفاته وطالبت السلطات المصرية والأميركية بالتحقيق الكامل لضمان تحقيق العدالة.
وتأمل شقيقة مصطفى رغم معرفتها بوجود الكثير من التحديات اللوجستية الكبيرة التي قد تستغرق وقتا لنقل الجثمان في تسريع هذه الاجراءات لدفنه وسط ذويه
وقد أقامت أسرة الشاب المتوفي صلاة الغائب على الفقيد، الأحد، في مدينته بالقاهرة، في حين نفت نسرين التي تعمل كذلك في مجال الديكور ما تردد على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تورط زوجته في واقعة مقتله.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
عباس 36 في عرضين بالأردن.. قصة بيت فلسطيني تروي النكبة والتهجير
عمّان – وسط تفاعل لافت، عُرض الفيلم الوثائقي "عباس 36" من إنتاج الجزيرة الوثائقية للمخرجة مروة جبارة، والمخرجة المشاركة نضال رافع، في عرضين متتاليين بالأردن خلال الأسبوع الماضي، كان الأول في جمعية وعد الثقافية في محافظة العاصمة عمان والثاني في مساحة زوايا في محافظة إربد.
وجرى بعد العرض الأول حوار ومناقشة حول الفيلم بحضور إحدى الشخصيات الرئيسية فيه دينا أبو غيدا، كما نُظم بعد العرض الثاني حوار بحضور صانع الأفلام سائد العاروري والذي قام بأعمال المونتاج للفيلم، وشاركت أبو غيدا في الحوار عبر تقنية زووم، وأدارت الحوارين الصحفية شروق طومار.
وشهد العرضان تفاعلا كبيرا بين طاقم العمل والجمهور الذي شكل الشباب نسبة كبيرة منه، بصورة أظهرت اهتمام هذه الفئة بالبقاء على مقربة من حكايات النكبة وتهجير الشعب الفلسطيني، كما أظهرت وعيا بأهمية نقل هذه الحكايات بين الأجيال لتكرس لديهم فهم التاريخ وتعزز التمسك بحق العودة.
ثلاثية النكبة والتهجيريتناول "عباس 36" ثلاثية النكبة والتهجير والعودة بمعالجة مبتكرة من خلال رواية قصة منزل فلسطيني في شارع عباس بحيفا، سكنته عائلتان فلسطينيتان في فترتين تاريخيتين مختلفتين، ومرافقة ابنة العائلة التي تسكنه حاليا في رحلة البحث عن أصحاب البيت الأصليين وزيارتهم في مناسبات عائلية وأخرى وطنية لبناء سرد متماسك لقصة هذا البيت، الذي شُيّد في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه في الواقع ليس مجرد جدران وسقف، بل هو شاهد على نكبة شعب وذاكرة أجيال لا تمحى بالبعد أو التقادم.
إعلانويحكي الفيلم قصة عائلة أبو غيدا، العائلة الأرستقراطية التي بنت المنزل وسكنته حتى عام 1948، قبل أن تجبرها العصابات الصهيونية على مغادرة حيفا تحت التهديد والسلاح، ضمن واحدة من أكبر حملات التهجير القسري التي تعرض لها الفلسطينيون خلال النكبة. ومنذ ذلك الحين، تشتت أفراد العائلة في منافي 17 بلدا، لكنهم حملوا معهم العلم والكرامة ووعيا عميقا بالهوية والانتماء، وإصرارا كبيرا على النهوض والنجاح.
وبعد النكبة، سكنت البيت عائلة يهودية مهاجرة من النمسا، ثم باعته لاحقا لعائلة فلسطينية جديدة هي عائلة رافع. وهنا تبدأ الحكاية الثانية في الفيلم، حيث نتابع سيرة علي رافع، الذي فقد والده في النكبة، وزوجته سارة جودة، المنحدرة من القدس والتي تنتمي لعائلة تتولى حفظ مفتاح كنيسة القيامة منذ قرون. فالزوجان، رغم كونهما مالكي البيت، لم ينسيا أبدا أن لهذا البيت أصحابا شرعيين طُردوا منه قسرا.
ويتتبع الفيلم خطّين سرديين متوازيين ومتقاطعين: الأول عبر رحلة نضال رافع، ابنة سارة وعلي، التي تسعى لاكتشاف العائلة التي بنت البيت وسكنته قبل عائلتها، والثاني عبر رحلة دينا أبو غيدا، حفيدة أصحاب البيت الأصليين، التي تحاول استعادة ذاكرة عائلتها المرتبطة بهذا المكان، وهي لاجئة تنقلت ما بين سوريا ولبنان وأميركا والأردن، تحمل معها حنينا عميقا إلى بيت الجدّ، ورغبة في تحقيق العودة، ولو رمزية، إلى الوطن.
واستذكرت دينا أبو غيدا خلال الحوار الذي أعقب العرضين أجواء تصوير الفيلم والمشاعر المختلطة التي كانت تشعر بها كلما زارت بيت عائلتها التي اقتلعت منه، في حين تسكنه اليوم عائلات أخرى، ووصفت قسوة الشعور بالغربة عن بيت هو في الأصل بيتها لكنها اليوم لا تعرف الطريق المؤدية إلى غرفه ومرافقه.
إعلانوقالت أبو غيدا إن التمسك بحق العودة من المهم أن يقترن بممارسات على أرض الواقع وألا يقتصر فقط على التذكير المستمر بهذا الحق على أهمية حفظ الذاكرة، وأن هذه الممارسات قد تختلف من شخص لآخر وفقا لما يتوفر لديهم من إمكانيات، لكن المهم هو استخدام جميع الأدوات المتاحة التي يمكن أن تشكل خطوات، ولو كانت رمزية، على طريق العودة.
وتحدث المخرج وصانع الأفلام سائد العاروي عن تجربته كأحد أفراد فريق العمل في الفيلم حيث قام بأعمال المونتاج، قائلا إن مونتاج هذا العمل لم يكن مجرد ترتيب للقطات، بل محاولة لإعادة جمع ذاكرة لعائلتين تمثلان شعبا بأكمله، وكان علينا أن نمنح للبيت نبضا إنسانيا، وأن نُظهر كيف يمكن لمكان أن يكون رمزا للتهجير والبقاء والتمسك بالعودة في آن.
وأشار العاروري إلى ضرورة أن يستمر الحراك السينمائي الموجه لتوثيق القضية الفلسطينية وإلى أهمية ذلك في بناء السردية الفلسطينية المضادة لسردية الاحتلال، قائلا إن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية واحدة لكن قصص معاناة هذا الشعب لا تنتهي لذلك ينبغي ألا تنتهي الأعمال التي تحكي تلك القصص.
وعقبت شروق طومار مديرة الحوار في نهايته قائلة إن "عباس 36" يقدم عرضا بصريا وتوثيقيا غنيا بصور قديمة، رسائل مكتوبة، وثائق رسمية تفصّل مراحل بناء البيت، ومشاهد إنسانية مليئة بالعواطف والرسائل، فهو يعرض مشاهد لأفراد عائلة رافع الذين يحرصون في كل مناسبة على رواية قصة النكبة وقصة أصحاب البيت الأصليين للجيل الجديد من أبناء العائلة، كما يعرض مشاهد لأفراد عائلة أبو غيدا في الشتات وهم يشمّون تراب حيفا أو يلمسون أغصان زيتون منها، في محاولات لاستعادة الاتصال مع الأرض والوطن.
والأهم، أن الفيلم يُظهر كيف يتحوّل البيت إلى رمز أكبر من مجرد عقار. فهو مساحة للذاكرة، والتاريخ، والألم المشترك. ويرصد تقاطعات المصير بين من بقي في الوطن ومن شُرّد عنه، ويؤكد أن الاحتلال قد يغيّر الخارطة، لكنه لا يستطيع محو الذاكرة أو كسر ارتباط الفلسطيني بأرضه وبيته.