فضل يوم الجمعة وأهم العبادات المستحبة فيه
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
فضل يوم الجمعة وأهم العبادات المستحبة، يوم الجمعة له مكانة خاصة في قلوب المسلمين، فهو أفضل أيام الأسبوع، يوم مميز فيه تجتمع النفحات الإلهية، ويُعد عيدًا أسبوعيًا للمسلمين.
حثَّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على تعظيم هذا اليوم، ووردت في فضل يوم الجمعة أحاديث كثيرة تبيِّن مكانته وفضله، وما يجب على المسلمين فعله من عبادات وطاعات فيه.
يوم الجمعة هو اليوم الذي اختاره الله عز وجل ليكون فيه الكثير من الفضائل والخيرات، وقد ثبتت هذه الفضائل في القرآن الكريم والسنة النبوية.
فضل يوم الجمعة وأهم العبادات المستحبة فيهقال الله تعالى في سورة الجمعة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (الجمعة: 9).
ومن الأحاديث النبوية التي تبين فضل يوم الجمعة، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة: فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة" (رواه مسلم).
يدل هذا الحديث على مكانة يوم الجمعة في تاريخ البشرية وأهمية تقديره وتعظيمه.
الأعمال المستحبة في يوم الجمعة1. الاغتسال والتطيب ولبس أفضل الثياب: يُستحب للمسلم أن يغتسل قبل الذهاب إلى صلاة الجمعة، ويتطيب ويرتدي أجمل ملابسه.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة، وتطهر بما استطاع من طهر، ثم ادهن أو مس من طيب، ثم راح فلم يفرق بين اثنين، فصلى ما كتب له، ثم إذا خرج الإمام أنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" (رواه البخاري).
2. قراءة سورة الكهف: من السنن المستحبة في يوم الجمعة قراءة سورة الكهف، لما فيها من الأجر العظيم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" (رواه النسائي).
3. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: يُستحب للمسلم أن يكثر من الصلاة والسلام على النبي في هذا اليوم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" (رواه أبو داود).
4. التبكير إلى صلاة الجمعة: يُستحب التبكير إلى المسجد لحضور خطبة الجمعة والصلاة، والمكث فيه لذكر الله وقراءة القرآن، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة، أجر صيامها وقيامها" (رواه الترمذي).
5. الدعاء وساعة الاستجابة: يوم الجمعة فيه ساعة لا يرد فيها الدعاء بإذن الله، وقد اختلف العلماء في تحديدها، لكن من المشهور أنها في آخر ساعة من نهار الجمعة. يُستحب أن يتحرى المسلم هذه الساعة ويكثر من الدعاء والذكر والتضرع إلى الله تعالى.
الأهمية الروحية والاجتماعية ليوم الجمعة
يوم الجمعة ليس مجرد يوم للعبادة فقط، بل يحمل أبعادًا اجتماعية وروحية عظيمة.
يجتمع المسلمون في المساجد لتأدية صلاة الجمعة، فتتجدد الروابط بين أفراد المجتمع، ويستمعون إلى خطبة الجمعة التي تحمل رسائل تربوية ودينية تعينهم على مواجهة التحديات في حياتهم.
كما أن صلاة الجمعة فرصة لتعزيز الوحدة والأخوة بين المسلمين، حيث تلتقي القلوب وتتآلف النفوس.
دعاء يوم الجمعة للابن الصغير فوائد الالتزام بعبادات يوم الجمعة1. نيل رضا الله ومغفرته: إن المحافظة على عبادات يوم الجمعة وأداء الصلاة في وقتها مع الجماعة تمنح المسلم فرصة عظيمة لنيل رضا الله ومغفرته.
2. الشعور بالسكينة والراحة النفسية: التفرغ للعبادة والذكر في هذا اليوم يمنح الإنسان طمأنينة وراحة نفسية، ويبعد عنه القلق والهموم.
3. تعميق الروابط الاجتماعية: لقاء المسلمين في المسجد، والتآخي بينهم، يساهم في تقوية الروابط الاجتماعية ويعزز المحبة بينهم.
يوم الجمعة يوم عظيم في الإسلام، يوم تتجدد فيه الإيمان والعبادة، ويُستحب فيه الإكثار من الأعمال الصالحة.
لذا، يجب على المسلم أن يستغل هذا اليوم المبارك بأداء العبادات والطاعات، وبتذكر عظمة هذا اليوم وفضله، يدرك أن الفرص فيه لا تُعوَّض.
فاجعل يوم الجمعة يومًا للتقرب إلى الله ولتقوية أواصر المحبة مع إخوتك المسلمين، واحرص على استثمار بركات هذا اليوم المبارك بأفضل طريقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يوم الجمعة فضل يوم الجمعة عبادات مستحبة فضل الدعاء يوم الجمعة النبی صلى الله علیه وسلم فضل یوم الجمعة فی یوم الجمعة المستحبة فی صلاة الجمعة هذا الیوم ی ستحب
إقرأ أيضاً:
أسامة فخري: التصوف ليس مجرد موائد بل منهج تربوي
قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الحديث الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، حول زيارة جبريل عليه السلام للنبي، يعد من أهم الأحاديث التي تشرح مراتب الدين الإسلامي بشكل واضح، حيث ذكر أن هذا الحديث يلخص جوهر الإسلام ويقسمه إلى ثلاث مراتب: الإسلام، الإيمان، والإحسان.
وقال الجندي، فى تصريح له: "أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه روى لنا تفاصيل زيارة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم، عندما جاء وسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان، وفي نهاية الحوار، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن هذا كان جبريل الذي جاء ليعلم المسلمين دينهم".
ونص الحديث: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " . قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة ؟ . قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أمارتها ؟ . قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال لي : “ يا عمر ، أتدري من السائل ؟ . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ”.
واوضح الجندي أن أول مرتبة هي الإسلام، والتي تتضمن الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج، و هنطائفة من العلماء قد اهتمت بحفظ هذه المرتبة عبر فقه الأحكام والتشريع، أي من خلال علم الفقه الذي يوضح كيفية تطبيق هذه العبادات، وأما المرتبة الثانية فهي الإيمان، التي تشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وقد قام علماء العقيدة بتوضيح هذه المفاهيم من خلال علم العقيدة وعلم التوحيد، حيث يتم تعليم الناس كيفية الإيمان بكل هذه الأركان.
أما المرتبة الثالثة فهي الإحسان، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وبالتالي التصوف المعتدل هو الذي يختص بحفظ هذه المرتبة، حيث يهدف إلى تهذيب النفس ورفعها عن الرذائل مثل الكبر والغرور، أن الصوفية المعتدلين هم من قاموا بشرح كيفية الوصول إلى هذه المرتبة، من خلال علم التصوف، الذي يوجه المسلم إلى تحسين علاقته بالله..
وأكد أن التصوف في عصرنا الحالي يعاني من مشكلات، حيث أصبح بين الأعداء الذين ينكرون التصوف والادعياء الذين يزعمون تمسكهم بالتعاليم الصوفية وهم في الحقيقة يبتدعون ممارسات بعيدة عن التصوف الحقيقي.
وبين: "التصوف ليس مجرد موائد أو طقوس خرافية، بل هو منهج تربوي يهدف إلى تهذيب النفس والتقرب إلى الله وفقًا للكتاب والسنة".
ودعا العودة إلى التصوف المعتدل الذي يتسم بالاعتدال والضبط وفقًا لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، بعيدًا عن أي انحرافات أو بدع.