العهد الوثيق في المعنى والاهداف والرسائل .. الولائي مغردا
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
بقلم : الخبير عباس الزيدي ..
أيذانا لانطلاق المرحلة الثالثة من عمليات الاسناد لكل من غزة ولبنان التي تقوم بها فصائل المقاومة العراقية غرد الامين العام لكتائب سيد الشهداء الحاج ابو الاء الولائي بهذه المرحلة والتي سماها بالعهد الوثيق
اولا_ في المعنى
1_ تجديد العهد مع العلماء من القادة والسادة المراجع و ولاة الأمر
2_العهد مع شهداء الامة باننا ماضون في تنفيذ الاهداف الكبرى التي ارخصوا دمائهم الطاهرة وانفسهم الزكية لأجلها
3_ العهد مع ابناء الامة الابرار من المجاهدون المرابطين والصابرين
4_ العهد مع بيئة وحواضن المقاومة المعتادة و الوفية
5_ العهد مع احرار العالم في كل بقاع الارض ونحن نقاتل نيابة عن الانسانية والقيم النبيلة
ثانيا_ في الاهداف
لاشك ان العهد الوثيق للحاج الولائي جاء في مفصل مهم ومرحلة حرجةوهو ذو مضامين عاليةكشف عن اهداف عديدة منها تكتيكية واخرى استراتيجية يعرفها العدو قبل الصديق وفي ذات الوقت تكشف عن القدرات الهائلة والمتنامية لابناء محور المقاومة عموما وفصائل المقاومة العراقية خصوصا بالاضافة الى التكتيكات العملانية الجديدة التي ستشكل مفاجئة كبيرة للعدو مع عامل المباغتة الذي سيكون كالصاعقة على الاعداء ويقينا سوف يسلبهم كل زمام المبادرة ويزدادون تيها فوق تيههم ووهنا على وهنم 1 أيلام العدو وتركيعه وانزال اكبر قدر من الخسائر في قواته في الارواح والمعدات
2_ تقديم المساندة الميدانية للاحبة في ساحات العز والكرامة
3_ التاكيد والمواصلة على مبدأ وحدة الساحات وعدم الفصل بينهما مهما كانت ضغوط الاعداء
4_ تنفيذ كل قواعد الاشتباك التي ارساها سيد شهداء النصر
5_ ادامة زخم العمليات مع ابناء محور وفق استراتيجية الدفاع عبر التنسيق المشترك
6_ الثأر للدماء الطاهرة لشهداء الامة وانزال القصاص العادل من قتلة الأطفال والنساء والشيوخ حتى ايقاف العدوان على غزة ولبنان وايقاف عمليات الابادة الممنهجة التي يقوم بها العدو الصهيو امريكي
ثالثا_ في الرسائل
1_ الاحتلال الامريكي والتركي في العراق
2_ العدوان الامريكي الخليجي البريطاني المشترك على اليمن
3_ رسائل نارية لعصابات الارهاب والاحتلال في سورية
4_ رسائل عملياتية للاستكبار والصهيونية العالمية التي تعادي عمقنا الاستراتيجي المتمثل بالجمهورية الاسلامية في ايران
5_ رسائل لكل ادوات التطبيع القذرة في المنطقة وتحذيرها من مغبة الانخراط او الاشتراك الجزئي وتقديم المساعدة في اي عدوان على ابناء وبلدان محور المقاومة•
أن اهم ماكشف عنه الامين العام لكتائب سيد الشهداء المنصورة الحاج ابو الاء الولائي_ اعلى الله توفيقاته _ هو
1_ ان هذه الامة ولودة وليست عقيمة في انجاب القادة الابرار ونحن اصحاب مشروع لاينتهي باستهاد قادتها وان روح القيادة متاصلة في عموم ابناء المقاومة لان المقاومة قرار والشهادة عشق واختيار
2_ الفارق الإنساني الكبير بيننا وبين العدو مع امتلاكنا لكل القدرات الا اننا نتعامل وفق ابجديات وادبيات الجهاد الاي نص عليها الاسلام المحمدي الاصيل
3_ الواقع الجهادي المتأصل في نفوس قادتنا وتواجدهم في الصفوف الأولى
4_البطولة الرائعة للبواسل والغيارى للمجاهدين
5_نموذج الصمود الأسطوري والملحمي والثبات والصبر لابناء المقاومة في غزةوجنوب لبنان ليس على مستوى القتال في خطوط الصد والالتحام فقط مع فارق الامكانيات والقدرات بيننا وبين العدو بل على مستوى بيئة المقاومة الوفية الطاهرة وعظيم تضحياتها وصمودها والتي اصبحت مثلا يحتذى به بل اصبح معيارا للتنافس مابين ابناء المحور وتقديم العطاء حيث لايمكن باي حال من الاحوال تقديم مستوى اقل منه درجة•
وهنا لانريد الكشف عن تفاصيل العهد الوثيق والمرحلة الثالثة وستكشف الايام عن مواضينا وعن جزء يسير من بأسنا بعد ان عزمنا وتوكلنا على الله
وانه ناصرنا ومنه نستمد العون
فانتظروا اني معكم من المقاومين.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات العهد مع
إقرأ أيضاً:
تفكيك سطوة المعنى: من الدال إلى ما بعد المدلول
في البدء، حين أراد فرديناند دي سوسير أن يشيّد تصورًا بنيويًا للغة، كان يدرك أنه يؤسس لمفهوم جوهري: الدال لا يرتبط بالمدلول إلا عبر اعتباطية متفق عليها داخل النسق الاجتماعي. غير أن هذا الاتفاق، الذي بدا وكأنه حقيقة بديهية، لم يكن سوى بناء هش، قابلاً للتشظي تحت وطأة التحليل النقدي الذي جاء لاحقًا ليخلخل سطوة المركزيات اللغوية. إن العلاقة بين الدال والمدلول لم تكن يومًا علاقة طبيعية أو جوهرية، بل هيمنوية بامتياز، تتحكم فيها سلطة المعايير والسرديات المهيمنة، حيث يتم تطويع المدلولات وفقًا لسياقات متغيرة، ليست بريئة من وقع الأيديولوجيا وصراعات السلطة. ففي كل لحظة، كان للغة دور في تشكيل الوعي الجمعي، لا كوسيلة محايدة للتواصل، بل كأداة تُعيد إنتاج الأنظمة السياسية والاجتماعية السائدة.
لم يكن جاك دريدا حين فجّر مفهوم “الاختلاف” يفعل أكثر من كشف هذا الزيف البنيوي، إذ أوضح أن المعنى ليس حاضراً ولا ثابتاً، بل هو دوماً مؤجل، منزاح، متوارٍ خلف سلسلة لا نهائية من الإحالات الدلالية التي تفكك أي ادعاء بالاستقرار. وهكذا، بدأ تشظي العلاقة بين الدال والمدلول، وصارت اللغة فضاءً مفتوحًا على احتمالات لا تنتهي، يتعذر اختزالها في يقين واحد أو دلالة قارة. فقد فقد الدال سطوته التقليدية، وانفلت من إساره البنيوي، متحولًا إلى طيف عابر لا يستقر في معنى بعينه، بل ينفتح على عمق اللامحدود من التأويلات. إن هذا التباعد المستمر بين الدال والمدلول قد جعل اللغة تتأرجح بين الممكن والمستحيل، بين التفكيك والتراكم، متكسرة تحت وطأة التساؤل، وممزقة بين سرديات متنافسة، لا تسعى للتوصل إلى حقيقة واحدة، بل إلى تقويض الأوهام التي كانت تُرسخ عن اليقين.
غير أن هذا التشظي لم يكن محصورًا في الخطاب الفلسفي وحده، بل سرعان ما انعكس على بنية الواقع السياسي والاجتماعي. إذ لم يعد للغة وظيفة وصفية محايدة، بل تحولت إلى أداة للهيمنة، حيث أُعيدت صياغة المعاني لتناسب مشاريع السلطة. الديمقراطية، الحرية، العدالة، باتت كلمات منزاحة عن دلالاتها الأصلية، مستنزفة في دوائر الدعاية، تُحمل من المدلولات ما ينسجم مع مصالح القوى المهيمنة، لا مع الواقع الفعلي لمن يعيشون في هامش السردية الكبرى. كلمات مثل “الحرية” و”العدالة” لم تعد مجرد مفاهيم مجردة، بل أصبحت مسلّحة تُستخدم كأدوات لتثبيت الأوضاع القائمة، تمارس وظيفة تطويعية للأفراد والجماعات على حد سواء. إن لعبة الدال والمدلول لم تعد مسألة لغوية صرفة، بل غدت فعلًا سياسيًا بامتياز، حيث يتم إنتاج المدلولات وفقًا لحاجات السوق، والإعلام، والدولة، في عملية محكمة لإعادة تشكيل الوعي الجمعي، عبر قسر الدال على الامتثال لسياقات سلطوية تحكمها المصالح لا الحقائق.
هذه العلاقة بين الدال والمدلول تجلت أيضًا في المجالات الثقافية والفنية، حيث كانت اللغة والعلامات تُستعمل في معركة أكبر من تلك التي تُخاض داخل الكتب والأدوات الفكرية. فإذا كانت الفلسفة قد عكفت على تفكيك البنى اللغوية وإظهار هشاشتها، فإن الأدب والفن قد تطرقا إلى تلك الهشاشة بصورة أكثر جسدية وملموسة. فمن تيار الوعي في الرواية، حيث تتفكك الحبكة ويتوارى السرد الخطي لصالح تداعيات سيالة للوعي، إلى التجريدية في التشكيل، حيث يتوارى الشكل لصالح اللاشكل، صار الفن تعبيرًا عن هشاشة العلاقة بين العلامة ومعناها. فالفن، بعنفوانه التجريدي، يتحدّث بلغة متشظية، لا تبحث عن معنى محدد، بل عن حرية في التعبير. لم يكن ذلك محض تجربة جمالية، بل كان استجابة لمأزق ثقافي عميق: إذا كانت المعاني غير مستقرة، وإذا كانت اللغة غير قادرة على القبض على الحقيقة، فما الذي تبقى للفن سوى الاحتفاء باللايقين والانفتاح على احتمالات التأويل؟ إن الفن، كما الفلسفة، يصبح أرضًا اختبارية يُقاس فيها هشاشة العلاقة بين ما يُقال وما يُراد قوله، بين الدال والمدلول في تفاعل مستمر لا يحاول تثبيت شيء بل يظل في حركة دائمة.
في السياق الراهن، ومع الطفرة الرقمية، جاء هذا الانهيار ليجد صدىً عميقًا في التحولات التي فرضها الزمن الرقمي. إذ بات الدال يتحرر كليًا من أي مدلول ثابت، متحولًا إلى محض ترميز رقمي، يتجلى في أشكال متعددة، لا يحكمه سوى تدفق المعلومات واستراتيجيات الخوارزميات. المعنى أصبح متقطعًا، عائمًا، يتم إنتاجه وفقًا للميكانيزمات الخوارزمية التي تحدد له مواضعه في فضاء رقمي لا مركزي. لم يعد المعنى مجرد كلمة أو فكرة يمكن فهمها بشكل ثابت، بل هو سلعة خاضعة لتحولات السوق الرقمية. يصير كل شيء تحت سيطرة التفاعلات الرقمية، حيث يصبح كل دال في حالة من اللامحدودية والتغير المستمر. كما أن المعنى أصبح عرضة للتشويه والانتقاء، حيث تتدخل خوارزميات ضخمة في تشكيل ما يُعرض لنا من معاني، وبالتالي يتحول الدال إلى أداة لتحقيق مصالح مهيمنة.
وقد تحوّل الفضاء الرقمي إلى ساحة تتسابق فيها السرديات المختلفة، كل واحدة تسعى لإنتاج معانٍ جديدة تتلاءم مع مصالح السلطة الاقتصادية أو السياسية. من خلال منصات التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، يمكن التحكم في ما يُقال ويُكتب، ويُشوه المعنى أو يُقلب وفقًا لمصالح ضيقة. في هذا السياق، لا يعود الحديث عن معنى أو مدلول ثابت، بل عن سطوة الخوارزميات التي تحدد ما يعبر عنه الدال في واقع بلا مرجعيات ثابتة. إن الأسئلة التي تطرحها هذه التحولات الرقمية أصبحت وجودية بامتياز: إذا كانت الكلمات قابلة للبرمجة، وإذا كانت السرديات تُصنع وفقًا لميكانيزمات التحكم الرقمي، فأين تقع الحقيقة في عالم تُعاد فيه صياغة الواقع وفقًا لما تقتضيه المصالح الاقتصادية والسياسية؟ ماذا يعني أن تكون هناك لغة في فضاء رقمي لا تملك فيه الكلمات أي مركز ثابت؟ وماذا يعني أن تكون المعاني مجرد مكونات قابلة للتغيير مع تدفق الخوارزميات؟
هكذا، لا يبدو أن الأمر مجرد تفكك لعلاقة الدال والمدلول، بل هو انهيار كامل للفرضيات التي كانت تؤطر مفهوم المعنى نفسه. لقد تجاوزنا مرحلة التأجيل الدلالي، ودخلنا في طور جديد: ما بعد المعنى، حيث لا يقين، ولا مدلولات قارة، بل فضاء مفتوح على احتمالات لا نهائية، تدور فيه اللغة حول ذاتها، بلا أفق واضح، وبلا سلطة حاسمة تحدد ماذا تعني الأشياء حقًا. وبذلك، تُصبح اللغة، في هذا السياق المعاصر، مجرد ركام من الإحالات المتداخلة التي تبتعد عن أي محاولة جادة للاقتراب من حقيقة ثابتة، بل هي تنبض بحرية محكومة فقط بالآليات التي تشكل الواقع الاجتماعي والسياسي في عصر المعلومات
zoolsaay@yahoo.com