الأكارم والكريمات في الحزب الشيوعي في المملكة المتحدة وآيرلندا، “ما دهاكم؟” إن الحزب الشيوعي ما زال حزباً كبيراً!
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
الأكارم والكريمات في الحزب الشيوعي في المملكة المتحدة وآيرلندا،
"ما دهاكم؟"
إن الحزب الشيوعي ما زال حزباً كبيراً!
صديق عبد الهادي
إطلعنا جميعنا على المكتوب الصادر من الحزب الشيوعي السوداني في المملكة المتحدة وآيرلندا، والذي عدد فيه أسباب إمتناعه عن الاجتماع بقيادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، وهي أسباب لها من الوجاهة و"النصاعة" مما يحد من إمكانية رفضها أو عدم الاتفاق معها.
في البداية اود أن أبدي إتفاقي الصميم مع مضمون تلك الأسباب، والتي في إعتقادي أنها جاءت أقل قليلاً مما يجب أن توصف به مواقف قوى الحرية والتغيير من لؤمٍ ومراوغةٍ ومخاتلة، بل وكذبٍ، أزعم بأنني شاهدٌ علي بعضٍ منها لأنني كنت شريكاً في المرحلة الإنتقالية، وبحكم منصبي.
إن الحزب الشيوعي، وكأي حزب مطلقاً، هو مؤسسة بكل ما تحمل مفردة مؤسسة من معنى. هو مؤسسة سياسية راسخة وليس فرداً أحداً أو شخصاً قائماً لوحده، وتلك هي القاعدة التي تحكم ممارسته السياسية والاجتماعية والثقافية. فالحزب الشيوعي السوداني وبرغم حجمه لا ينكر أحد ٌحقيقة أن له وزنه وتقديره بين صفوف شعب السودان، وذلك بالقطع لا لسحر يكتنفه، وإنما ذلك وفي مرده، لرجاحة تقديراته السياسية ولرصانة مواقفه النضالية ولصدقه في التعاطي مع قضايا شعبه.
للحزب الشيوعي السوداني فضائل جمة رفد بها إرث الوعي وتجربة الحياة عموماً، ومن أميزها معرفته البينة لتناقضات الصراع الاجتماعي والصراع السياسي وطرق فرزها، وتدقيق كيفية اعتمادها لأجل الأخذ بها، ومن ثم اتخاذ المواقف على ضوئها. ففي خضم ذلك، وليس للعارفين وحدهم، فإن معرفة وتعريف الحزب الشيوعي للتناقض الثانوي والتناقض الأساس، والتي دبج بها أدبياته ومنذ ظهوره الأول، لم تكن إستهلاكاً سياسياً وإنما كانت هي الأساس الفكري والفلسفي الذي ظل يقوم عليه كامل بناء الحزب في حال حركته وفي حال سكونه. وقد ظل الحزب في كل منعرجات الصراع، وبأشكاله المختلفة، ملتزماً وفي تمسكٍ صارم بمبدأ "تغليب الصراع الأساس على الصراع الثانوي". وذلك هو المبدأ الذي أنتج، ومن خلال تطبيقه الخلاق، مفاهيماً ومقولاتٍ كان لها الأثر الكبير في إنارة الطريق للحزب ليخطو وبمعرفة في شائك قضايا الوطن. ومن أبرز تلك المفاهيم وأميزها مفهوم "الحد الأدنى" الذي إنبنت عليه كل تحالفات الحزب السياسية والنضالية طيلة حقب الحكم المتصرمة، وفي ظل كل العهود التي مرت على السودان ومنذما قبل الإستقلال. لقد نجح الحزب الشيوعي في مسيرته في إحراز نجاحات باهرة إنعكست في مساهماته مع القوي الوطنية والسياسية الأخرى في إنجازات التغيير الكبرى التي حدثت في تاريخ السودان المعاصر.
الآن يواجه السودان وضعاً دموياً غير مسبوق أتحدت فيها قوى الظلام والإرهاب وبكل مكوناتها، وضعٌ جعلت فيه تلك القوى الغشيمة من الجيش الوطني يتيماً مُقاداً من أذنيه في حربٍ للمصالح لا تخف أجندتها على أحد. إن القوى التي تدير هذه الحرب الآن هي "العدو الأساس"، هي القوى التي يقوم بيننا وبينها "التناقض الأساس"، وما دون ذلك لا يعدو ان يكون "ثانويا". وبالتالي فإن أي قوى أو أي جهة تنادي الآن بوقف هذا الجنون وهذا الدم هي بالنسبة للحزب يجب الا يكون مكانها في التناقض غير ما هو "ثانوي"!
إن تنسيقية القوى المدنية كقوى سياسية، ولنقل أن بينها وبين الحزب الشيوعي ما صنع الحداد، تقف ضد الحرب وتنادي بوقف الحرب، ألا يكفي ذلك ليكون سبباً للجلوس معها؟!
لا أحد، وأيٍ كان ذلك الأحد، دعك من أن يكون سياسياً، يمكنه أن يذهب للقول بأن الجلوس أي مجرد الجلوس يعني وبالضرورة الاتفاق. كان من الممكن للأكارم والكريمات في المملكة المتحدة وآيرلندا الجلوس مع قيادة "تقدم" وليقولوا في الاجتماع معهم نفس الذي ذكروا وسردوا في ردهم الكتابي، وليستمعوا إليهم، إن لم يكن ذلك من أجل حزبهم، فليكن في المقام الأول من أجل هذا الشعب المكلوم الذي كاد أن يفقد الثقة في أحزابه. هذا الشعب من حقه أن يعشم و"يتعشم" في أن تكون لأحزابه "نفوسٌ كبار"!
إن نوافير الدم التي تتفجر الآن، فعلاً وليس قولاً، تستدعي الجلوس مع الشيطان نفسه ولو على مشارف الجحيم، لأن لا جحيم أكبر مما يجري الآن في هذا الوطن، السودان. لقد رأينا بعيوننا المجردة كيف النساء يقدنا أطفالهن ويضربن في الوهاد والفلوات الجُرد وعلى غير هدى. إذا لم يكفكم ذلك كحزب وطني للجلوس، وليس الاتفاق، مع الآخرين المنادين بوقف الحرب، فما الذي سيكفيكم لتجلسوا أيها الأكارم والكريمات؟!
بعد يوليو 1971 خرج الحزب مثخن بالجراح وظهره مثقل بحمولة كل الإتهامات الجزافية عن المجازر التي حدثت في العامين الأولين من إنقلاب مايو 1969، أحداث ود نوباوي، الجزيرة أبا وبيت الضيافة، ولكن وبرغمه وفي اقل من ست سنوات خرج الحزب الشيوعي على الناس بندائه وبرنامجه الشهير "جبهة واسعة للديمقراطية وأنقاذ الوطن"، فجلس مع كل الأحزاب السياسية وبما فيها تلك التي كانت تتهمه وبغلظة بإدارته القتل وسفك الدماء. وأخذت علاقته التحالفية معها في المد والجزر، وفوق كل صعاب العمل العام، إلى ان تم إنجاز ثورة الشعب في إنتفاضة مارس/ابريل 1985. لم يعادِ الحزب الشيوعي الأحزاب السياسية الأخرى ولما بينه وبينها من خلاف وصل حد الإتهام بالدم، لم يفعل ذلك لأنه كان يعرف من هو العدو الأساس! فهذا إرث ثر وواعي يجب أن يُستَصحب في كل فعل سياسي.
إن الحزب الشيوعي السوداني، وعبر كل تاريخه السياسي والنضالي، كان يتعامل معاملة الكبار، وسمة الكبار تلك هي التي جعلت له مكاناً وسط الناس وحتى بين من يناصبونه الإختلاف.
ان الشعب السوداني وفي ظروفه التي يمر بها الآن يستحق أن يستجاب لمطالبه بما هو أحسن من "مقاطعة" القوى الوطنية لبعضها البعض. والحزب الشيوعي، وكما نعرفه، خليقٌ بان يعامل الشعب ليس بأقل من ذلك.
إن الحزب الشيوعي أرفع مما يُنتصر له من فوق المآسي والدماء! فالحزب لا يقاطع وإنما من يقاطع هم الأفراد، لأن الحزب مؤسسة، وللشعب سهمٌ كبير فيها.
نتمنى أن يعدل الأكارم والكريمات من موقفهم على الأقل بان يجلسوا وبأن يسمعوا لكل منْ أراد وقف الحرب وللآخرين أيضاً وليس بالضرورة ان يتفقوا مع ما يقال. فذلك اقل ما يمكن عمله في حق حزب له قدره ومكانته وسط شعبه.
siddiq01@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی المملکة المتحدة وآیرلندا الشیوعی السودانی
إقرأ أيضاً:
“الأحوال المتنقلة” تقدم خدماتها في (30) موقعًا حول المملكة
الرياض : البلاد
تقدم الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية خدماتها للرجال والنساء في (30) موقعًا حول المملكة, ضمن مبادرة ” نأتي إليك” التي تنفذها وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية للجهات الحكومية والخاصة، ومبادرة “موجودين” الموجهة لخدمة المحافظات والمراكز والقرى البعيدة عن مكاتب الأحوال المدنية.
وبدأت الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية بالمنطقة الشرقية بتقديم خدماتها اليوم للرجال والنساء في مركز التأهيل الشامل بمدينة الدمام، وللنساء في مستشفى الملك خالد بمحافظة حفر الباطن، وغدًا تقدم الخدمة للرجال في محافظة البيضاء، فيما تقدم الخدمة يوم الثلاثاء للرجال والنساء في مركز الرعاية الصحية الأولية بحي غرناطة بالدمام، وللرجال في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية بمحافظة بقيق لمدة يوم واحد لكل موقع، ويوم الأربعاء تقدم الخدمة للرجال والنساء في جامعة اليمامة بمحافظة الخبر لمدة يومين، وللنساء في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بمحافظة الأحساء، ومستشفى حفر الباطن المركزي لمدة يوم لكل منهما.
وتقوم الوحدات المتنقلة بمنطقة مكة المكرمة بتقديم خدماتها اليوم للرجال في مركز مستورة لمدة ثلاثة أيام، وفي مركز دغبج، ومركز هدى الشام لمدة يومين لكل منها، فيما تقدم الخدمة يوم الثلاثاء للنساء في مركز هدى الشام لمدة ثلاثة أيام، ويوم الأربعاء في مركز مستورة لمدة يومين، وللرجال في مقر الخطوط السعودية بجدة، ويوم الخميس للنساء لمدة يوم لكل منهما.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة الباحة خدماتها اليوم للرجال في مركز جرب ، ومدرسة ابتدائية ومتوسطة الملك عبدالعزيز بمحافظة العقيق لمدة يومين لكل منهما، ويوم الاثنين في مدرسة ابتدائية ومتوسطة الغوث بمحافظة العقيق، ويوم الثلاثاء في المعهد العلمي بمحافظة العقيق لمدة يوم لكل منها، وفي مركز كراء لمدة يومين.
وفي منطقة القصيم تقوم الوحدات المتنقلة بتقديم خدماتها يوم الاثنين للنساء في جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية لمدة يوم واحد، ويوم الثلاثاء تقدم الخدمة للرجال مركز العاقر لمدة ثلاثة أيام، وفي دار الرعاية الاجتماعية بمحافظة عنيزة، وفي إدارة المساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة المذنب لمدة يوم واحد لكل منهما.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة الرياض خدماتها اليوم للنساء في محافظة عفيف لمدة ثلاثة أيام، ويوم الاثنين للرجال والنساء في مركز واجهة الرياض، ويوم الثلاثاء للرجال في متوسطة وثانوية مركز سنام لمدة يومين لكل منهما، فيما تقدم الخدمة يوم الأربعاء للرجال والنساء في ملتقى بيبان لريادة الأعمال بمركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات لمدة أربعة أيام.
وفي منطقة عسير تقوم الوحدات المتنقلة بتقديم خدماتها اليوم للرجال والنساء في المدينة العسكرية بمحافظة خميس مشيط لمدة ثلاثة أيام، وللرجال في كلية العلوم والآداب بمحافظة النماص لمدة يوم واحد.
وتقدم الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية خدماتها اليوم للرجال والنساء في مركز الضميرية بمنطقة المدينة المنورة، وللرجال في محافظة ثار بمنطقة نجران لمدة أسبوع لكل منهما، فيما تقدم الخدمة يوم الأربعاء للنساء في مركز التأهيل الشامل بمنطقة حائل لمدة يوم واحد.
وتوفر الوحدات المتنقلة للمستفيدين والمستفيدات خدمات السجل المدني، كإصدار بطاقة الهوية الوطنية وتجديدها وبدل تالف عنها.
وتعد الخدمات المتنقلة من أبرز وسائل تقديم الخدمة الميدانية في الأحوال المدنية، بما تقدمه من تسهيلات لعموم المستفيدين من الرجال والنساء، وتسهم في اختصار الوقت وتقليل الجهد على المستفيدين.