في ذيول عدوان الدعم السريع على الجزيرة: الأبرياء هم أعدائي
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
ملخص
يقال في السودان "الجاب كتالك (قاتلك) جاب حجازك". أي من رتب لقتلك رتب خلال الوقت نفسه لمن يحجزك عنه. و"حجاز" هذه الحرب تطوعاً منذ اندلاعها خلال الـ15 من أبريل 2023 هي "تقدم" بموقفها المعلن "لا للحرب".
طاف بنا أحد عناصر "الدعم السريع" بعدسة هاتفه داخل قرية السريحة في ولاية الجزيرة "الخاوية على عرشها" بحسب وصف أحدهم، بعد هجوم القوات التي يقودها "حميدتي" عليها خلال الـ25 من أكتوبر2023، وهي واحدة ضمن ست مدن و58 قرية في الولاية.
طاف بنا فيديو عنصر "الدعم السريع" بشارع خامل من كل حركة في السريحة، وكان خلو البلدة هو ما ثأرت به "الدعم السريع" من خذلان كيكل لها كما جاء في تعليقات العنصر الذي لم يظهر هو نفسه، فأعلن العنصر من شارع فارغ (أو تظنه فارغاً):
من داخل السريحة، من داخل السريحة الأشاوس، كب نجف كب نجف (للفخر). يا فارات (يا جبناء). يا نسور الجو (سلاح الجيش للطيران) وين انتو يا فارات؟
(تظهر جثة رجل ملقاة في الشارع. لا تسترعي انتباهه) ويواصل:
يا نسور الجو وين؟
(يمر بفرن في شارع خال)
دا فرن واللا شنو؟
(يمر بدكان عند الفرن)
يا بتاع الدكان، يا كيكل يا كيكل يا كيكل يا كيكل ياكيكل يا كيكل، ناس السريحة بسلمو عليك.
يا كيكل آخ. كب نجف كب نجف.
آخ الأشاوس "الدعم السريع" فضو الحلة سريع
طردوا السريحة سريع
فرتقوهم سريع
وأكعب من حقة تمبول (أفظع مما فعلوا في بلدة تمبول).
و(قال إنه سينشر تسجيله هذا لجماعته لاحقاً لكي يرونه).
كشفو (هربوا) الحلة. البلد خلا. والله جرو دنقاس (مطأطئ الرأس ذليل). خلا. وكشف (هرب). الشوارع خلا. جرو دنقاس. تجو تطرولينا (تطرون أنفسكم) هنا. نسور الجو ونسور القيامة (...) نشوفو. كشفوا (هربوا) خلو البلد خلا. في حاجة فوق للجو بتعرفو ليها كويس؟ دا بيقولو ليهو ربنا سبحانه وتعالى (أي لن يغلب سلاح الطيران ربنا). انتهى.
عدة الشغل
كانت وصية محمد حمدان دقلو في خطابه الأخير (الـ11 من أكتوبر) لأفراد قواته في "الدعم السريع" أن يمتنعوا عن تصوير مجريات الميدان الذي يقاتلون فيه. وواضح من فيديو العنصر التابع له في السريحة أنه ربما كان الامتناع عن تصوير منجزهم الميداني صعب التحقيق إن لم يكن مستحيلاً، فالكف عن إعلان مثل هذا العنصر لأفعاله يصادم طبيعة "الدعم السريع" كجماعة إرهابية كثيراً ما استهدفت المدنيين كما رأينا في الجزيرة، ولا يقدح إرهابها في أن لها أغراضاً سياسية مبيتة اتفق لها تحقيقها بالترويع. ففي أصل تعريف الإرهاب أنه استهداف غير المحاربين أو من يقال عنهم "الأبرياء" في قول أحدهم، فما نراه من عنف لـ"الدعم السريع" في الجزيرة مما سبقهم إليه الإرهابيون. فحركة "نابراما" الميليشيات التي استنجد بها جيش موزمبيق في حربه ضد ميليشيات "رينامو" خلال السبعينيات دخلت في طور إجرامي من خطف للناس وطلب الفدية، وإجبار السكان على دفع الإتاوات. وعادت من قريب لتمارس خطف الأطفال وجز الرؤوس وتخريب المدارس والمستشفيات وإفزاع المدنيين للنزوح من وجهها بالآلاف. فإذاعة خبر الإرهابي هو إعلان ليعرف عنهم القاصي والداني أن الرحمة منزوعة منهم. ونشر عدوانهم بعضاً من "عدة الشغل".
ويبدو أن انتهاكات "الدعم السريع" في الجزيرة ربما قربنا من مطلب عدها منظمة إرهابية كما تطلب الدولة السودانية من المجتمع الدولي. فللمرة الأولى تستقل "الدعم السريع" بإدانة أميركية على انتهاكاتها في الجزيرة بغير ذكر قرين للقوات المسلحة بما ربما ارتكبت لوقتها. فوصف المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر اعتداءات "الدعم السريع" بـ"الذميمة". وأخذ على قادة "الدعم السريع" عدم الوفاء بالالتزامات التي قطعوها للعالم بحماية المدنيين الذين أدخلتهم قوات "الدعم" في دورة الحرب حتى تهددت المجاعة 24 مليوناً منهم، بينما تشرد 14 مليوناً منهم في الآفاق. ونوه بالعقوبات التي أوقعتها أميركا بحق القوني حمدان دقلو موسى شقيق "حميدتي" لدوره في الحرب، كما جدد ميلر التزام واشنطن بوقف الحرب والعودة لمسار الانتقال الديمقراطي.
ومن المؤسف ألا تجد هذه المقاربة المباشرة لانتهاكات "الدعم السريع" عند جماعة مرموقة من الصفوة السياسية في الحزب الجمهوري وتنسيقية القوى التقدمية المدنية (تقدم)، فبياناتهما تمزج بين هذه الانتهاكات وأشياء متعلقة بالقوات المسلحة في ماضيها وحاضرها، مزجاً يعادل بين سوءتهما مما يعرف بـ"التكافؤ المعياري" (moral equivalency) ربما في غير ما وقت. فلم يعادل بيان الجمهوريين (الـ25 من أكتوبر) بين "الدعم السريع" والقوات المسلحة فحسب بل رجحت كفة كلماته إحصائياً لمصلحة "الدعم" كما يلي:
1- فقرة عن ارتكاب قوات "الدعم السريع" انتهاكات بشعة (13 كلمة).
2- فقرة بتذكير هذه الانتهاكات بما قام به نظام الإنقاذ في دارفور وجبال النوبة (78 كلمة).
3- فقرة عن أن الفلول (الإسلاميون ممن اختطفوا الجيش) هم من أشعل الحرب (72 كلمة).
4- فقرة "لوم" لـ"الدعم السريع" لتنصلها عن التزامها بإعلان أديس أبابا (يناير "كانون الثاني" 2024) مع "تقدم" بحماية المدنيين. فلو فعل ذلك لقربه من الشعب فينفض يده عن الجيش المختطف من الفلول. وعليه نجح الفلول بدعوتهم لتسليح الشعب لقتال "الدعم" في استفزاز لـ"الدعم السريع" وجره للدخول في معركة غير متكافئة مع الشعب، سيتاجر الفلول بضحاياها (60 كلمة ونحسبها مناصفة بين "الدعم" والجيش).
5- فقرة فيها دعوة للوقوف ضد الجيش واستنفار المواطنين وتسليحهم (36 كلمة).
وسترى أنه جاءت إدانة الجيش في 216 كلمة بينما جاءت إدانة "الدعم السريع" في 43 كلمة بنسبة 19 في المئة للجيش.
أما بيان "تقدم" (الـ26 من أكتوبر) فحافظ على أخذ الطرفين بالنقد لانتهاكاتهما متى كان العدوان ليومنا من جانب "الدعم السريع":
الفقرة الأولى: استنكار ما حدث في شمال الجزيرة وشرقها.
الفقرة الثانية: تعبير عن الأسف لتسليح المواطنين من قبل الجيش وتحويلهم إلى مقاتلين بجرهم إلى حرب أهلية.
الفقرة الثالثة: حملت "الدعم السريع" مسؤولية ما حدث وطلبت منها وقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها (وهي فقرة متوقع إنشائياً أن تأتي بعد الفقرة الأولى التي عرضت لتلك الانتهاكات مباشرة).
فقرة رابعة: دعوة الأطراف للتوقف عن خطاب الكراهية والتحشيد على أساس قبلي والعودة إلى اتفاق جدة عن حكاية المدنيين.
هذه "اللجة" بين الجيش و"الدعم" التي وسمت أدبيات "تقدم" هي ما قصده ربما وزير الإعلام في الحكومة الانتقالية الصحافي فيصل محمد صالح بقوله "القسمة على اثنين"، أي ألا تذكر عدواناً لطرف بغير ذكر عدوان للطرف الآخر، ضربة لازب. وفيصل معدود في "تقدم" بسليقته الصحافية المستقلة. وقال في مقالة أخيرة إن إدانة "الدعم السريع" على انتهاكاتها في الجزيرة هي "الموقف الصحيح الذي لا يقبل القسمة على اثنين". بعبارة، فلننسى القوات المسلحة لحين ونأخذ المنتهك في يومنا بجريرته، وزاد برفض الربط الذي أقامه بيانا "الجمهوري" و"تقدم"، وسوءة "الدعم السريع" فاقعة بين انتهاكاته واستنفار القوات المسلحة للمقاومة الشعبية. فقال إن ربط ما حاق بالمواطنين العزل بدعوات الاستنفار "هي تبرير لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية واسعة النطاق التي يقوم بها ’الدعم السريع‘ بحق المدنيين". وزاد أن مثل هذا الربط "يرقى إلى التواطؤ مع القتلة والمجرمين على أفعالهم".
ويقال في السودان "الجاب كتالك (قاتلك) جاب حجازك"، أي من رتب لقتلك رتب خلال الوقت نفسه لمن يحجزك عنه. و"حجاز" هذه الحرب تطوعاً منذ اندلاعها في الـ15 من أبريل 2023 هي "تقدم" بموقفها المعلن "لا للحرب". وبدا أخيراً أن كسبها من هذه الجهة ليس موضع رضا حتى بين من يعد من أصدقائها ناهيك بخصومها. فكتب الواثق كمير الأكاديمي النقابي ذو الباع الطويل في الممارسة السياسة زاهداً في طرائقها لبسط السلام، قائلاً إنه لا بد من نهج مختلف لمقاربة إنهاء الحرب بعد عدوان "الدعم السريع" على السودانيين الأبرياء بولاية الجزيرة. فالمفاوضات مع "الدعم السريع" التي لا يمتثل عناصرها لأوامر قائدهم المعلنة "مجرد سراب". وهذا ما يستدعي من هذه القوى السياسية أن تعيد النظر في "موقفها في شأن وقف الحرب وإنهائها".
وهذه كلمة عنوانها النهائي "تقدم" لا محالة. ولعل أول ما تبدأ به "تقدم" بصدد شق طريق جديد لإنهاء الحرب هو مراجعة إعلانها السياسي مع "الدعم السريع" في أديس أبابا خلال أوائل هذا العام. فـ"الدعم السريع" لم تلتزم بأي مما تعاقدت مع "تقدم" على عمله. فرأينا حتى الجمهوريين ينعون عليها الغفلة أو سوء التقدير لأنها لو لم تمتنع عن تنفيذ الإعلان لكسبت الناس جميعاً. فلم تهيئ "الدعم"، في قولهم، الأجواء كما التزمت لعودة المواطنين إلى منازلهم في المناطق التي تأثرت بالحرب (الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة) فحسب، بل وسعت الفتق على الراتق في التهجير القسري. فنزح فقط جراء تعدياتها الأخيرة نحو 14 ألف نسمة من أرياف الجزيرة. ولم تحل الإدارة المدنية التي اتفق أن ينشأ مثلها في مواضع سيطرتها التي أقامتها في ولاية الجزيرة دون ما فشا عن عنفها البدني والجنسي والنفسي على أهلها. ولم يعد من يذكر إعلان أديس أبابا جدياً أو يرجو خيراً منه. فما يسمع الناس عنه إلا في معرض لوم "تقدم" للحكومة على امتناعها عن التوقيع عليه بعد مناقشته وتعديله ما شاءت. إلا أن إعادة النظر فيه مع "الدعم السريع" لوضعه موضع التنفيذ أو إلغائه مما قد تتحقق به دعوة الواثق من ابتداع -مثل "تقدم"- طرق مختلفة لوقف الحرب. فالإعلان بات عالقة تحرج "تقدم" من فرط خمولها في حين كسبت "الدعم السريع" منه ليومه. ولا أظنه يخطر له ولو لماماً.
إذا أرادت "تقدم" أن تكون حجازاً صح أن تستصحب عبارة سودانية في المعنى "الحجاز ليهو عكاز أي أنه على حياده، ذو حيلة وصولة.
ibrahima@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی الجزیرة
إقرأ أيضاً:
المرحلة الثالثة من عمليات الجيش.. الجزيرة نت تكشف ملامح المسار المقبل للمعارك بالسودان
الخرطوم- مرحلة جديدة أعلن عنها الجيش السوداني في إطار عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع وذلك بعد فك حصار القيادة العامة للقوات المسلحة بالتحام قواته في بحري وأم درمان مع القوات في القيادة في 24 يناير/كانون الثاني، مؤكدا بذلك اكتمال المرحلة الثانية من عملياته وبدء الثالثة. فما الذي ستشهده مسارح العمليات العسكرية في السودان؟
امتصاص الصدمةفي 17 أبريل/نيسان 2023، أي بعد يومين من اندلاع الحرب، قال الجيش السوداني إن قواته في المرحلة الأولى نجحت في امتصاص الصدمة وتأمين الموقف، وإن الظروف باتت مهيئة للانتقال إلى المرحلة التالية بقوات جديدة واتساع نطاق عمليات التأمين.
وأعقب ذلك عمليات مستمرة ومعارك ضارية بين الجيش السوداني والدعم السريع حتى تمكن الجيش، فجر 26 سبتمبر/أيلول 2024 في عملية عسكرية وُصفت وقتها بالأكبر منذ بدء الحرب، من عبور جسري النيل الأبيض والحلفايا نحو وسط الخرطوم والخرطوم بحري التي بسط سيطرته عليها في الأيام الأخيرة.
ووفق ذلك، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إبراهيم شقلاوي، أن الجيش السوداني انتهج التقسيم المرحلي للمعارك أو ما سماها "إستراتيجية التدرج"؛ التي تهدف إلى تحقيق مكاسب متراكمة، بما يضمن تقليل الخسائر البشرية والمادية واستنزاف قدرات العدو اللوجستية.
إعلانوأضاف شقلاوي في حديثه للجزيرة نت، أنه مع إعلان الجيش اكتمال المرحلة الثانية من العمليات العسكرية ضد الدعم السريع يجري الآن الانتقال لمرحلة ثالثة من العمليات، وهي "كسر العظم"، ربما تكون الأخيرة في تطور حرب السودان وستُشكّل هذه المرحلة نقطة تحول حاسمة.
وتوقع أن تركز هذه المرحلة على تطهير المناطق الريفية والنائية، ومواصلة عمليات تنظيف المدن الكبرى مثل الخرطوم وأم درمان وبحري وشرق النيل باستخدام تكتيكات "الاشتباك المحوري" و"السيطرة العميقة".
تصميم خاص خارطة مناطق السيطرة في الخرطوم (الجزيرة) مسار المواجهات العسكريةوتشهد ساحة المعارك في عدد من جبهات القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع تقدما للجيش لا سيما في الخرطوم وفقا لقائد العمل الخاص بولاية سنار فتح العليم الشوبلي، الذي يؤكد أن لها أهمية خاصة، كونها العاصمة ومركز صناعة القرار السياسي وأن الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة في بحري والتقدم نحو تحرير القصر الجمهوري شكلا تحولا عسكريا سلبيا بالنسبة "للمليشيات" على حد وصفه.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول الشوبلي إنه "مع انطلاق المرحلة الثالثة التي أعلن عنها القائد العام سيمضي الجيش في تحرير ما تبقى من المناطق التي تسيطر عليها المليشيا في جنوب وشمال وجنوب شرق الخرطوم".
وفي ظل تقهقر الدعم السريع وانسحابها جراء الزحف الذي يقوده الجيش، فإن عامل الزمن يُمثل دورا مهما في منع هذه القوات من إعادة ترتيب صفوفها بعد الهزائم التي لحقت بها، على حد تقدير الشوبلي.
4 مراحلمن جانبه يُرجح عضو لجنة إسناد قوات درع السودان "التي شاركت في المرحلة الثانية من عمليات الجيش"، يوسف عمارة أبوسن، تعامل القوات المسلحة مع الحرب منذُ اندلاعها على 4 مراحل عملياتية، منها:
المرحلة الأولى تمثلت في امتصاص الصدمة وتحشيد قوات الدعم السريع في العاصمة، ما أغراها لاحقا بالانفتاح نحو ولايات دارفور والجزيرة، وما صاحب ذلك من استنزاف قدراتها ومواردها العسكرية. المرحلة الثانية تمثلت في إعادة الانفتاح والتحول لمبدأ كسب الأرض، بعد سد الفجوة في الموارد بين القوات المسلحة "والمليشيات المتمردة". وعند إعلان قيادة الجيش انتهاء هذه المرحلة الثانية من العمليات العسكرية، كانت 80% من مدينتي بحري وأم درمان تحت سيطرة القوات، و30% من مدينة الخرطوم. أعمدة من الدخان ترتفع أثناء اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم (رويترز) خطة واحدة وجبهات متعددةمن جهته قال أستاذ الدراسات الإستراتيجية والأمنية أسامة عيدروس -في حديثه للجزيرة نت – إن المرحلة القادمة تعني استثمار النجاح، حيث يعمل الجيش في كل الجبهات بخطة واحدة في الفاشر بولاية شمال دارفور، وبابنوسة غربي كردفان، والأبيض شمالي كردفان، وشمال الجزيرة وشرق النيل.
وتابع أن المرحلة القادمة ستشهد اكتمال النصر في الجزيرة وشرق النيل ونقل العمليات بنشاط كبير إلى غرب النيل وهذا يعني تهديدا مباشرا لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور في الجنينة ونيالا والضعين وزالنجي وحتى الحدود.
المرحلة الثالثةوبعيدا عن مسرح المعارك الملتهب في العاصمة، واصل الجيش السوداني تقدمه واستعاد السيطرة على مدينة أم روابة شمال كردفان التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في سبتمبر/أيلول 2023، مع صد هجمات الدعم السريع على الفاشر شمال دارفور.
إعلانويرى عضو لجنة إسناد قوات درع السودان يوسف عمارة إن المرحلة الثالثة من عمليات القوات المسلحة تشمل شرق النيل وجنوب الخرطوم.
وأضاف -للجزيرة نت- ضمن هذه المرحلة سيتم تحرير العاصمة، مع استكمال تحرير ولاية الجزيرة، لأن شرق النيل مرتبط بشرق الجزيرة، وجنوب الخرطوم مرتبط بمحليتي الكاملين والحصاحيصا ومحلية "أبو قوتة" بولاية الجزيرة وسط السودان.
وأضاف: "المرحلة الرابعة ستكون توجيه الجهد العسكري المبذول في مناطق العمليات السابقة بتسخير كافة محاور ومتحركات القتال لتحرير عواصم إقليم دارفور".
وباستعادة السيطرة على مدينة أم روابة شمال كردفان والتقدم لتحرير مدينتي الرهد وبارا، يقول عمارة "سيكون هذا مفتاحا للمرحلة الرابعة، عندما تتخلص قوات الهجانة من الحصار وتأخذ زمام المبادرة لخوض معارك تطهير محيط ولايتي شمال وغرب كردفان من جيوب الدعم السريع".
قائد العمل الخاص سر الختم (وسط) داخل قاعدة قري العملياتية (الجزيرة) عودة المدنيينويقلل قائد العمل الخاص بولاية سنار فتح العليم الشوبلي، من فرص عودة المدنيين في المرحلة الثالثة من عمليات الجيش السوداني. بل توقع إجلاء وإخلاء المدنيين الموجودين في الأماكن التي تسيطر عليها "الدعم السريع" حيثُ يمكن أن تشهد هذه المناطق معارك ضارية.
من جهته قال قائد قوات العمل الخاص العميد "سر الختم أدروب"، للجزيرة نت، إن مواقع كبيرة من مدن ولايات السودان أصبحت آمنة، وهذه المرحلة على مشارف الانتهاء وتبقت جيوب قليلة سيتم تحريرها.
وأضاف: "بالتأكيد هناك إجراءات قانونية ستقوم بها قيادة الجيش ضد الدول التي دعمت التمرد بشكل مباشر وغير مباشر ومعاونيهم وسُتقدّم الأدلة للمجتمع الدولي".
وبتقديره، فالمرحلة القادمة ما بعد الحرب هي مرحلة بناء وتعمير وإعادة النسيج السوداني الذي حاولت "مليشيا الدعم السريع" تفكيكه. وقال إن الجيش السوداني سيلاحق هذه القوات والمرتزقة في كل مكان من أرض السودان حتى يبسط الأمن والاستقرار.
إعلان