التحية للأستاذ صديق عبدالهادى وصل الحزب الشيوعى السودانى لدرجة التكلس فى فهم النص الخلاق المرن للماركسية ومقاربته مع الواقع الشيوعيين الأوائل كانوا مبدعين فى مقاربة المفاهيم النصية لمقتضيات الواقع جاء كتاب الماركسية وقضايا الثورة السودانية كخلاصة لمؤتمر الحزب فى ١٩٦٧م وجاءت مقاربة الماركسية والدين لعبدالخالق محجوب كمقاربة أبداعية لتركيبة المجتمع السودانى
هناك كتاب الطبقة الجديدة الذى ينتقد فائض القيمة أمام النظرية الكلاسيكية للكاتب سلوفان دوجيلاس ترجمة د.
اليسار الجديد اليوم قطع شوط فى تطوير الماركسية فى الوسط الفرنسى واللبنانى على وجه الخصوص
الحزب الشيوعى شاخ ووصل لمرحلة الزهايمر
مازلنا فى حاجة لتفكير يسارى لتوازن الساحة الوطنية لترسيخ قيم حرية التنظيم وقضايا المساواة والعدالة الإجتماعية كنت أتطلع أن يكمل الصديق د.الشفيع خضر ما إبتدره المرحوم الخاتم عدلان من خلال ورقته الجسورة فى نقد الماركسية ومقاربات د.صديق الزيلعى
الحزب أصبح طارد للعقول النقدية واصبحت الديمقراطية المركزية اداة لتصفية الفكر النقدى والإتهام بالتحريف فأصبح الحزب مكان سيطرة للتيارات السلفية
الحزب الشيوعى منذ تأسيسه حزب صغير ولكن منظماته الجماهيرية وسط النساء والشباب والطلاب والنقابات والمبدعين كانت مصدر إلهام الحزب وفاعليته فى المجتمع كل هذه زبلت الآن وتراجعت التجربة الديمقراطية القادمة اتوقع لن يكون هناك وجود للحزب الشيوعى فى اى عملية إنتخابية
يجب ان نتعامل مع الشيوعى بمقولة
*أسكت خليهو الأيام بتوريهو*
صلاح جلال
٣ نوفمبر ٢٠٢٤م
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الحلقة الثامنة من كتاب عدسات على الطريق ..
بقلم : حسين الذكر ..
في وقت مبكر دخل العم كاظم الحزين ومعه رجلان يعملان في بيع المواد المنزلية المستعملة والمستهلكة والقديمة .. وبدأوا على الفور بتفحص المواد المعدة للبيع والتي أعدت وعزلت منذ الليل في غرفة خاصة.ــ تفضل يا عم كم تطلب من المال مقابل هذه الحاجيات المنهكة ، نحن على استعداد لشرائها اذا كان السعر مناسباً لنا ؟.
ــ تنفس العم كاظم عميقاً ثم قال : إنها معظم حاجياتنا الماسة وارجو ان تقدروا حاجتنا الملحة التي جعلتنا نضطر للتخلي عنها وبيعها واتمنى ان تكونوا منصفين معنا ولا تبخسوا اثمانها .
ــ ماذا تقول يا عم .. نحن هنا على باب الله لا نبخس الاشياء ونشتري بالسعر الذي نراه مناسباً ولنا ولك كامل الحرية في البيع او الإمتناع كما لك الحق في أن تعرضها على غيرنا .
ــ عفوا أيها السادة ، لا تسيؤوا الفهم ، إني آملت ان تميلوا على انفسكم قليلاً وتساعدونا قدر الامكان .
ــ طيب كم تريد مقابل هذه الحاجيات ؟
ــ كم برأيكم تساوي؟
ــ يا عم نحن نسمع منك .. نرجو أن لا تطيل علينا، فان محلاتنا فارغة ولنا مواعيد عمل عديدة .
ــ أريد مليوني دينار لا غيرها !
ــ قال أحدهم ساخراً : ماذا قلت لم اسمع جيداً ، أرجو أن تعيده على مسامعنا .!
ــ قلت إني أريد مليوني دينار وإني أراه سعراً مناسباً لكم !
ــ نحن نشتري اثاث دار كاملة بأقل من هذا السعر، يبدو أنك لا تعرف أسعار السوق هذه الايام ، فالبطالة مخيمة والاعمال معطلة والمحلات مغلقة والرزق صعب جداً .. سندفع لك مليون دينار ، آخذين بنظر الاعتبار حالتك التي ذكرتها ولك مطلق الحرية في البيع ؟
ــ هذا إجحاف منكم – حقاً إنه سعر بخس – !!
ــ طيب نحن دفعنا ما نراه مناسباً وهذا رقم الهاتف لديك ، واذا ما فكرت أن تبيع بهذا السعر فنحن اولى وجاهزون للدفع.. وعذراً عن الازعاج واسمح لنا بالمغادرة الان .
ــ عندها دخل الإبن وأخذ أباه جانباً وتكلما معا بهمس ، ثم قال : أرجوكم لحظة حتى أشاور عائلتي بالأمر .. وما أن تفرغوا من إحتساء الشاي حتى ابلغكم قرارنا !
ــ بعد قليل خرج إليهم العم مبتسماً : لا يسعدنا ان تنصرفوا قبل اتمام الصفقة ، وأرجو أن ترفعوا السعر قليلاً حتى نكون متفقين ونبارك لكم .
ــ ياعم أنت رجل طيب ويبدو أنكم عائلة خير وحتى لا تشعر بالغبن .. سندفع لك مليون ومائة ألف دينار لاغير فنرجو ان تبارك لنا .
ــ حسنا مبروك عليكم وعلينا !