عمره الافتراضى يصل إلى 70 عاما.. رحلة «البامبو» من البحيرة إلى القصور
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
«من البحيرة إلى القصور والفيلات».. عبارة مدونة على ورشة صناعة «البامبو» في أحد أزقة شوارع مدينة دمنهور، إذ تجذب أعين المارة كراسي ذات طابع ريفي بألوان زاهية متراصة أمامها، تدفعك للبحث عن تلك الصناعة وأسرارها التي قلما رأيتها.
وفي ورشة صناعة «البامبو» يسرد أصحابها أسرار تلك المهنة التي أوشكت على الاندثار، إلا أنها تقاوم محتفظة برونقها الريفي المعبر عن محافظة البحيرة، ويروي عادل عبيد، أشهر صانعى «البامبو» في المحافظة، تاريخ المهنة.
يحكي «عبيد» أن مهنة صناعة «البامبو» تتوارثها الأجيال في البحيرة، إذ يعمل بها منذ طفولته مع والده وجده، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى فن وإبداع لتُجاري الذوق العصري في صناعة الكراسى والأثاث المنزلي، حيث ينفذها على هيئة قطع ديكورية.
وحول أسرار صناعة الأثاث من «البامبو» يروي «عبيد» أنه يتم استيراد الأخشاب من دول جنوب شرق آسيا وإندونيسيا والصين، مؤكداً أن الصناعة تمر بعدة مراحل مثل تجفيف الأخشاب ثم التقطيع طبقاً للطلب من حيث صناعة «الكراسي، أنتريهات، سرائر، طاولات»، مشيراً إلى أنه يمكن صناعة غرف نوم كاملة من «البامبو».
أسعار القطع المصنوعة من «البامبو»ويشير أشهر صانعى «البامبو» في البحيرة إلى أن الأثاث المصنوع من «البامبو» يصل عمره الافتراضى إلى أكثر من 70 عاماً، إذ يستقبل الآن العديد من القطع التى صنعها جده في الوقت السابق لإعادة ترميمها مرة أخرى، موضحاً أن أسعار القطع المصنوعة من «البامبو» تبدأ من 300 جنيه حتى 10 آلاف جنيه.
ويوضح «عبيد» أن «البامبو» عبارة عن أخشاب نباتية تم اكتشافها منذ آلاف السنين في الصين، تشتهر بصلابتها وقدرتها على التشكيل، لذا تُستخدم في صناعة الأثاث، ويضيف أن صناعة الأثاث من «البامبو» تلقى رواجاً واسعاً في دول الخليج، إذ يتم تصديرها إلى العديد من الدول العربية، مضيفاً أنه يتم تدريب العاملين معه في الصناعة، إذ يتخصص كل فرد منهم في صناعة جزء معين، كونها صناعة تحتاج إلى ذوق ومهارة عالية، لذا يبدع كل منهم في صناعة الجزء المخصص له.
محمد عاطف، واحد من عمال صناعة «البامبو»، الذي يستمتع بالتدريب فيه حتى يحترفها ويكمل سلسال عائلته: «طلعت لقيت أهلي كلهم شغالين في البامبو، وحبيت أكمل صناعتهم»، مؤكداً أنه يسعى إلى تطوير المهنة خوفاً عليها من الاندثار: «صناعة أثاث البامبو يتم تصميمها لعدد من القصور والفيلات، حيث تنفذ بطريقة إبداعية تلائم الديكورات الحديثة، كما أنها تضيف لمسات فنية إلى المكان، بالإضافة إلى جودتها العالية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البحيرة مهن تراثية فی صناعة
إقرأ أيضاً:
في جبال الألب.. اكتشاف عالم بيئي متكامل عمره 280 مليون عام (صور)
اكتشفت امرأة كانت تتجول في جبال الألب الإيطالية جزءا من نظام بيئي عمره 280 مليون عام، يحتوي على آثار أقدام وأحافير نباتية وحتى بصمات قطرات المطر حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وكانت كلوديا ستيفنسن تسير خلف زوجها في منتزه جبال فالتيلينا أوروب في لومباردي في عام 2023 عندما خطت على صخرة تشبه لوحا من الأسمنت.
وقالت ستيفنسن للصحيفة: "لاحظت بعد ذلك هذه التصاميم الدائرية الغريبة ذات الخطوط المتموجة ألقيت نظرة فاحصة وأدركت أنها آثار أقدام".
وحلل العلماء الصخرة ووجدوا أن آثار الأقدام تنتمي إلى زواحف ما قبل التاريخ، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هناك أدلة أخرى بخلاف "الصخرة صفر" (بمعنى صخرة البداية أو الصخرة التي تم اكتشاف الآثار عليها لأول مرة) التي تحدثت عنها ستيفنسن، مختبئة في هذه المرتفعات الألبية.
وزار الخبراء الموقع بعد ذلك عدة مرات ووجدوا أدلة على وجود نظام بيئي كامل يعود تاريخه إلى فترة العصر البرمي (منذ 299 مليون إلى 252 مليون سنة مضت).
وتميز العصر البرمي بمناخ سريع الاحترار وبلغ ذروته في حدث انقراض يُعرف باسم "الموت العظيم"، والذي قضى على 90% من أنواع الحياة الأرض.
وتتكون آثار هذا النظام البيئي من آثار أقدام متحجرة للزواحف والبرمائيات والحشرات والمفصليات التي غالبا ما تتجمع لتشكل "مسارات" (بمعنى الآثار المتتالية)، وفقا لورقة بحثية.
وإلى جانب هذه "المسارات"، وجد العلماء آثارا قديمة لبذور وأوراق وسيقان النباتات، بالإضافة إلى بصمات قطرات المطر وأمواج المياه التي لامست شواطئ بحيرة ما قبل التاريخ.
وعثر على دليل على هذا النظام البيئي القديم على ارتفاع يصل إلى 3 آلاف متر (9850 قدما) في الجبال، وأسفل في قاع الأودية، حيث أدت الانهيارات الأرضية إلى ترسب صخور تحمل حفريات على مر العصور.
يعود الفضل في الحفاظ المدهش لهذا النظام البيئي إلى قربه السابق من المياه.
ويوضح أوسونيو رونشي، عالم الحفريات بجامعة بافيا في إيطاليا، الذي فحص الحفريات، في البيان: "لقد تم صنع آثار الأقدام عندما كانت هذه الأحجار الرملية والطينية ما تزال رملا وطينا مشبعة بالمياه على حواف الأنهار والبحيرات، والتي كانت تجف بشكل دوري، وفقا للمواسم. وقد أدت شمس الصيف إلى تجفيف تلك الأسطح، ما أدى إلى تصلبها لدرجة أن عودة المياه الجديدة لم تمحو آثار الأقدام، بل على العكس من ذلك، غطتها بطين جديد، ما شكل طبقة واقية".
ووفقا للبيان، حافظت الحبيبات الدقيقة لهذا الرمل والطين على أدق التفاصيل، بما في ذلك علامات المخالب والأنماط التي خلفتها بطون الحيوانات أثناء حركتها.
وقال العلماء إن الآثار تأتي من خمسة أنواع مختلفة من الحيوانات على الأقل، بعضها ربما وصل إلى حجم تنانين كومودو الحديثة (Varanus komodoensis)، حيث بلغ طولها ما بين 2 إلى 3 أمتار (6.5 و10 أقدام).
وقال كريستيانو دال ساسو، عالم الحفريات الفقارية في متحف التاريخ الطبيعي في ميلانو، والذي كان أول خبير يتم الاتصال به بشأن الاكتشاف، في بيان: "في ذلك الوقت، لم تكن الديناصورات موجودة بعد، ولكن الحيوانات المسؤولة عن أكبر آثار الأقدام التي وجدت هنا لا بد أنها كانت ذات حجم كبير".