من المنتظر أن ترفع محكمة في إسرائيل، اليوم الأحد 3 نوفمبر 2024، أمر حظر النشر عن "الفضيحة الإسرائيلية المناوبة"، المعروفة بـ"القضية الأمنية".

وبموجبها، وفقًا للشبهات الكثيرة، قام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومساعدوه بفبركة أخبار كاذبة، وتزوير مستندات سرية، وتغذية (تعمية) وسائل إعلام دولية، وذلك بهدف هندسة وعي الإسرائيليين، وتسويق روايته بأن حركة حماس هي الرافضة لـ"الصفقة"، والراغبة في إطالة أمد الحرب على غزة .

بحسب صحيفة " القدس العربي"

إقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة مباشرة موسعة على هذه الجبهة

وكانت الشرطة الإسرائيلية، بالتعاون مع "الشاباك"، قد اعتقلت، قبل أيام، عددًا من الإسرائيليين، من بينهم مساعد مقرّب من نتنياهو، ما زال اسمه ممنوعًا من النشر.

وفي المقابل، ينكر مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية أي علاقة بتسريب مستندات سرية، وبالموظف المسرّب، ويقول إنه لم يعمل فيها ولم يتقاضَ أي راتب منها، علمًا أن هناك قرائن كثيرة تُظهر أنه عمل مع نتنياهو، وشوهد عشرات المرات معه، بل شارك في اجتماعات سرية، وكان يدخل مواقع حساسة تعتبر "قدس الأقداس" الإسرائيلي.

وستطلب النيابة العامة من محكمة تمديد اعتقالهم، اليوم، بشبهة تسريب مستندات سريّة جدًا بشكل غير قانوني لوسائل إعلام دولية نشرت، عادة، مضامين تصبّ الماء على طاحونة نتنياهو الدعائية، وتغذّي "ماكنة السمّ" الخاصة بنتنياهو، والهدف هندسة وعي الإسرائيليين، وإلقاء الكرة في ملعب "حماس" بكل ما يتعلّق بنهاية الحرب والصفقة العالقة.

وحسب ما تسمح به الرقابة العسكرية الإسرائيلية حتى الآن، فقد تمّ تسريب مستندات سريّة، ونشر معلومات في وسائل إعلام دولية، مثل صحيفة "جويش كرونيكال" البريطانية، على لسان مصادر أمنية في إسرائيل، خلال الشهور الأخيرة، وكأنه لم ينج من المحتجزين في غزة سوى 20 شخصًا، أو أنه لن يكون ممكنًا إنقاذهم يومًا بسبب استخدامهم "درعًا بشريًا" من قبل قائد "حماس" يحيى السنوار، الذي استشهد لاحقًا في ميدان المعركة دون أي رهينة إسرائيلية، بخلاف مزاعم الاحتلال.

وفي 02.09.2024، وخلال ما عُرف بـ "خطاب محور فيلادلفيا"، استعرضَ نتنياهو قصاصة ورق قيل عنها إنها كُتبت على يد أحد قادة "حماس" في غزة، وفيها "إستراتيجية حرب نفسية ضد إسرائيل". والآن يتضح أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تعرف من كتبها، وأن خط اليد فيها لا يشبه خطوط أيدي أيّ من قادة "حماس" المعروفين.

وفي 05.09.2024، أجرى نتنياهو مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، قال فيها إن السيطرة على محور "صلاح الدين" (فيلادلفيا) تمنع تهريب المخطوفين لإيران واليمن.

وبالتزامن، نشرت صحيفة "جويش كرونيكال" البريطانية تقريرًا للصحفي الإسرائيلي إيلون بيري، على أساس "مستندات" أمنية إسرائيلية تؤيد مزاعم نتنياهو حول خطة السنوار السرّية لـ "تهريب المخطوفين لإيران".

وطبقًا لما يمكن نشره الآن، فقد نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية، المعروفة بخطها المساند لنتنياهو وحكومته، "مستندات السنوار"، وهي عبارة عن توجيهات مزعومة لقائد "حماس" يحيى السنوار حول كيفية إدارة المفاوضات كي تبقى بلا نتيجة، وتتيح إطالة الحرب، ومعاناة الطرفين دون حدود.

ويتكاتب مع ذلك بشكل رسمي كاريكاتير ساخر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، تظهر فيه سارة نتنياهو تحتسي قهوة الصباح، وإلى جانبها زوجها وهو يقرأ صحيفة "يديعوت أحرونوت" معنونة بعنوان رئيسي يقول: "قضية أمنية خطيرة في مكتب رئيس الوزراء"، وهو من جهته يقول: "أنا لا أصدق ذلك طالما لم يُنشر في صحيفة بيلد".

وفي 08.09.2024، أي بعد يومين من نشر صحيفة "بيلد"، تطرّق نتنياهو لتقريرها المذكور، فقال، خلال اجتماع للحكومة: "كشفت، في نهاية الأسبوع، خطة عمل "حماس"، وهدفها زرع الفرقى بيننا، وتمزيقنا من الداخل (رسالة مبطنة تعني: لا تتظاهروا أيها الإسرائيليون)، إدارة حرب نفسية ضدنا، وضد عائلات المخطوفين، إنتاج ضغط سياسي داخلي وخارجي على إسرائيل، مواصلة الحرب حتى إلحاق الهزيمة بإسرائيل".

وفي 09.09.2024، نشر محرر الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" (ومراسل "نيويورك تايمز") رونين بيرغمان مقالاً قال فيه إن تقرير "جويش كرونيكال" حول تهريب المخطوفين لإيران عبر "فيلادلفيا" كاذب. وتابع: "لا توجد وثيقة كهذه".

كما أوضحت "يديعوت أحرونوت" أن المستند مشوّه ومزوّر ونصه كاذب ويصب الماء على طاحونة دعاية نتنياهو.

بعد تسريب المستندات السرية هذه وغيرها، فتح الجيش الإسرائيلي، قبل أسابيع، تحقيقاً لفحص السؤال كيف خرجت هذه من المنظومات المعلوماتية الأمنية السرية، وما لبث أن دخل الشاباك والشرطة على خط التحقيقات.

في اليوم التالي، 10.09.2024، نشرت "يديعوت أحرونوت" نبأ عن اجتماع سارة نتنياهو بعائلات المخطوفين، قالت خلاله: "لا خيار إلا السيطرة على فيلادلفيا… فهناك أنباء عن تهريبهم لإيران" (جويش كرونيكال).

وغداة ذلك، في 11.09.2024، كشف رونين بيرغمان، في "يديعوت أحرونوت"، أن ما نشرته صحيفة "بيلد" لا قيمة كبيرة له، وأن الحديث يدور عن مجرد اجتهاد أو رأي لأحد قادة "حماس" في الطبقة المتوسطة فيها، ولا علاقة للسنوار بالقصاصة الورقية المذكورة، موضحاً أن مواقف "حماس" في القصاصة الأصلية أكثر اعتدالاً من تلك التي عرضتها "حماس"، ومتساهلة أكثر مما عُرض في "بيلد".

وضمن عملية التضليل، ومحاولة المستوى السياسي النيل من هيبة ومكانة وشعبية المؤسسة الأمنية، تم تسريب "مستند سري" يستنتج منه أن رئيس الموساد يؤيد السماح للغزيين من شمال القطاع بالعودة لديارهم، بعكس موقف نتنياهو وائتلافه الحاكم، وهذا جزء من السجال غير المتوقف بين المكوّنين السياسي والعسكري حول مسؤولية مَن أكبر عن السابع من أكتوبر.

ولا تقتصر الفضيحة الجديدة على نشر مستندات سرية فحسب، بل تزويرها وتشويهها وتضليل العالم بتفسيرات وتأويلات مرفقة كاذبة، وهذه أيضاً وفق العرف الإسرائيلي مخالفة أمنية. وعادة عندما تُحوّل مستندات لصحيفة محلية أو دولية، ينبغي أن تمر بمسيرة إجراءات يصادق عليها من قبل جهات حكومية رسمية، بما فيها الرقابة العسكرية، وهذا لم يحدث في التسريبات الكثيرة المذكورة.

وما ورد أعلاه هو رأس جبل جليدي سيُكشف عنه اليوم، على ما يبدو، بحال استجابت المحكمة لطلب عدة صحف عبرية تطالب برفع حظر النشر، ويتضح، من الآن، أن تسريب وإرسال مواد أمنية سريّة بواسطة رسل ومبعوثين، وليس بالطرق الإلكترونية، ويبدو أن هذه محاولة لمنع اكتشاف هوية المسرب، تحاشيًا للفضيحة والمحاكمة.

وهذا يدفع للترجيح بأن نتنياهو سينجح هذه المرة أيضًا من الإفلات من المسؤولية، لكن الكشف عن الصورة البشعة، بعد رفع حظر النشر، من شأنه أن يغذي الاحتجاجات والمعارضة لنتنياهو وحكومته بطاقات جديدة، فالشبهات خطيرة ومقزّزة، حتى وإن عدمت عملية برهنتها وتثبيتها قضائيًا، وهذا ما دفع محرر الشؤون الحزبية السياسية في صحيفة "هآرتس" يوسي فرطر للقول، اليوم، إن الفضيحة هذه تدلل على أن نتنياهو محاطٌ بـ "عائلة إجرامية".

من جهته، قال زميله المحلل العسكري عاموس هارئيل إنها عملية هندسة وعي تستهدف الإسرائيليين من خلال نشر الأكاذيب والمواد المزوّرة، تخدم هدف نتنياهو بالتهرب من الصفقة.

ويضيف: "بعد نشر التفاصيل المحظورة، سنكون أمام صورة مروّعة لماكنة نثر السم".

كذلك، هذا ما دفع عائلات المخطوفين للقول إن هناك حملة أو عملية هندسة وعي يقودها نتنياهو بواسطة أنباء كاذبة ضدها وضد المخطوفين بـ "وثائق سرية مزورة" هدفها توريط الصفقة وإبقائها عالقة.

ولا يمكن المبالغة في وصف خطورة هذه الفضيحة من عدة جهات، وبعدة مستويات، فالحديث يدور عن رئيس حكومة يشارك، حسب الشبهات، بالكذب والافتراء واختلاق أخبار كاذبة وتعمية صحفية وتضليل الإسرائيليين والفلسطينيين، مواصلة الحرب والنزيف والتنازل عن المحتجزين، والمخاطرة باتساع الحرب، عدا عن المتاجرة بمستندات سرية ومقدرات أمنية، كما فعل في فضيحة الغواصات التي باعتها ألمانيا للجيش المصري عام 2013 مقابل تشغيل قريبه المحامي دافيد شومرون، وحصوله على 13 مليون أجرة مقابل خدماته كمحام، وحسب الشبهات والتلميحات الغليظة كان لنتنياهو نصيب بذلك.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس العربي

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: یدیعوت أحرونوت فی صحیفة

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية.. لنعترف: خسرنا الحرب منذ 7 أكتوبر.. وطموحات نتنياهو واليمين قد تصطدم بترتيبات ترامب

#سواليف

كتب .. #عاموس_هرئيل

عند مشاهدة صور الفوضى في #غزة أمس، حيث الجمهور الفلسطيني الهائج أحاط بالسيارة التي تقل المخطوفات الإسرائيليات الثلاث، وردت فكرة أننا نشاهد بداية النهاية. من خلال الحرب الملعونة، التي هزت حياة #الإسرائيليين والفلسطينيين منذ 7 أكتوبر، تظهر الآن طريق خروج محتملة. المرحلة الأولى في #صفقة_التبادل انطلقت، وربما تنتهي بنجاح بعد ستة أسابيع. من الواضح أن الانتقال إلى المرحلة الثانية سيكون أصعب. من غير الواضح إذا كان لزعماء الطرفين مصلحة في ذلك. وحتى الآن، صعدنا أمس على مسار استكمال #الصفقة و #إنهاء_الحرب، بتشجيع كبير من ترامب، الذي سيؤدي اليمين هذا المساء رئيساً للولايات المتحدة.

خرجت #حماس أمس في عملية استعراض قوة على خلفية انسحاب #الجيش_الإسرائيلي من بؤر الاحتكاك في القطاع، وتسليم المخطوفات الثلاث الأوائل – دورون شتاينبرغر وايميلي دماري (كيبوتس كفار عزة)، وروني غونين من حفلة “نوفا” – للصليب الأحمر في مركز مدينة غزة. على بعد بضعة كيلومترات من المكان الذي عملت فيه قوات الجيش الإسرائيلي قبل بضعة أيام، ظهر أمس مئات النشطاء المسلحين. يبدو أن حماس عرضت بذلك أيضاً قوة عسكرية وعلامات سيطرة مدنية. ولكن ما زال هذا حقيقة غير ثابتة حتى الآن؛ يجب أن تكون ترتيبات أخرى لمستقبل القطاع خلال بضعة أشهر على الأجندة.

مقالات ذات صلة بعد معركة استمرت 15 شهراً.. هل نجح نتنياهو والنظام العالمي بكسر المقاومة؟ 2025/01/20 من اللحظة التي سيتم فيها إخلاء ممر نتساريم نهائياً، سيبدأ تدفق الجمهور نحو الشمال؛ أي أكثر من مليون شخص، حسب التقديرات. بعد ذلك، سيجد الجيش صعوبة في استئناف القتال في الأسابيع الستة القادمة، حتى لو انهار الاتفاق.

الأعصاب المشدودة استمرت أمس حتى اللحظة الأخيرة. لا سبب للافتراض بأن تكون الأمور مختلفة في الأسابيع القادمة، سواء بسبب صعوبات إعلامية داخلية نابعة من القتال أو لرغبة في الاستمرار بالتنكيل النفسي لعائلات المخطوفين، حماس لم تلتزم بالجدول الزمني المحدد، ولم ترسل السبت أسماء المخطوفات اللواتي يتوقع إطلاق سراحهن. عندما استمر التأخير حتى صباح أمس، أعلنت إسرائيل بأنها لن تحترم وقف إطلاق النار الذي كان يمكن أن يدخل إلى حيز التنفيذ عند الساعة 8:30. في نهاية المطاف، أرسلت الأسماء بعد ساعتين، وأوقف الجيش الإسرائيلي إطلاق النار بعد ذلك بقليل. حتى ذلك الحين، قصف سلاح الجو عدة قوافل انتصار لرجال الذراع العسكري في أرجاء القطاع، وأبلغ عن 14 قتيلاً على الأقل.

ظهرت قوافل المسلحين في البداية جنوبي القطاع. ركب رجال حماس سيارات “تيوتا” التي اشتهرت يوم المذبحة، وأطلقوا النار في الهواء كعلامة على السرور. تبذل حماس الكثير من الجهود لترسيخ رواية النصر في نظر سكان القطاع رغم المعاناة التي مرت عليهم في الـ 15 شهراً الأخيرة. في هذه المرحلة، لم تبدأ حركة جماهيرية للسكان في مناطق اللجوء في المواصي على الشاطئ الجنوبي باتجاه شمال القطاع؛ لأن الجيش الإسرائيلي لم يخل بعد ممر نتساريم بصورة كاملة، مثلما هو مخطط له.

في المقابل، يتم الشعور الآن بحركة داخلية في شمال القطاع، بين مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، وهي الأحياء التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع. ومن اللحظة التي سيتم فيها إخلاء ممر نتساريم نهائياً، سيبدأ تدفق الجمهور نحو الشمال؛ أي أكثر من مليون شخص، حسب التقديرات. بعد ذلك، سيجد الجيش صعوبة في استئناف القتال في الأسابيع الستة القادمة، حتى لو انهار الاتفاق.

النقاشات حول استئناف الحرب، التي قد تجري بعد انتهاء النبضة الأولى للصفقة بعد ستة أسابيع، تبدو الآن نظرية في أساسها. والمفتاح في يد ترامب. الوعود الكثيرة التي وعد بها نتنياهو الوزير سموتريتش لضمان بقاء حزب “الصهيونية الدينية” في الحكومة حتى انتهاء المرحلة الأولى، ستصطدم بطلبات ترامب لاحقاً. إذا صمم الرئيس على إنهاء الحرب في غزة، فسيجد نتنياهو صعوبة في فرض إرادته.

في غضون ذلك، تفاصيل التنازلات التي قدمتها إسرائيل في الصفقة بدأت تظهر. إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الكثيف يثير ردوداً عامة شديدة، على الأقل بسبب العدد الكبير، والأكثر بسبب هوية بعض المحررين (المخربون المشاركون في عمليات قاسية قتل فيها الكثير من الإسرائيليين في التسعينيات وفي الانتفاضة الثانية).

لكن كل من تابع الوضع في القطاع ولم تخدعه تصريحات نتنياهو وألاعيب أقواله، كان يمكنه التخمين من فترة طويلة بأنها نتيجة الحرب. الحقيقة البائسة هي أن إسرائيل خسرت الحرب في 7 أكتوبر بدرجة كبيرة. وكل ما فعلته منذ ذلك الحين كان تقليص الأضرار ولو قليلاً. ولاستكمال صفقة تحرير جميع المخطوفين، كان مطلوباً منها تقديم تنازلات كبيرة، وسيشمل القسم الثاني في الصفقة سجناء أثقل، أكثر قتلاً، من المحررين في القسم الأول من الصفقة.

السبب الرئيسي للوضع الذي وصلنا إليه ينبع من رفض نتنياهو المستمر لمناقشة أي حل يتناول اليوم التالي لحماس في قطاع غزة، لا سيما تدخل للسلطة الفلسطينية في غزة. ربما تؤدي خطط ترامب، التي تندمج بصفقة أمريكية – سعودية – إسرائيلية، إلى محاولة فرض اتفاق آخر على نتنياهو. لأنه بالنسبة لاتباعه، غير متهم أو مسؤول عن أي شيء، لذا يتم بذل جهود كبيرة لحرف الانتباه، الذي يهدف إلى جسر الهوة بين وعوده والوضع الفعلي. عندما يذكرون السجناء الذين سيطلق سراحهم، يتهم اليمين يتهمون على الفور اليسار و”احتجاج كابلان”، وكأنهم هم الذين يمسكون هذا التأثير بأيديهم.

المفتاح في يد ترامب. الوعود الكثيرة التي وعد بها نتنياهو الوزير سموتريتش لضمان بقاء حزب “الصهيونية الدينية” في الحكومة حتى انتهاء المرحلة الأولى، ستصطدم بطلبات ترامب لاحقاً. إذا صمم الرئيس على إنهاء الحرب في غزة، فسيجد نتنياهو صعوبة في فرض إرادته.

ويرى اليمين أن الجيش الإسرائيلي يفشل الحكومة في طريقها إلى النصر المطلق. تم طرح تسريع إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي مؤخراً في محادثات بين أعضاء الليكود وسموتريتش والوزير بن غفير، في إطار محاولة إقناعهم بالبقاء في الائتلاف. سموتريتش وصف هاليفي في مقابلة مع وسائل الإعلام بأنه “رئيس أركان تقدمي” وضابط دفاعي. يبدو أن الرسالة الموجهة للجمهور هي: سنستغل وقف إطلاق النار لتطهير قيادة الجيش الإسرائيلي من الانهزاميين، ثم استئناف الحرب بقيادة جديدة. عملياً، هذه جهود لتشويش المواطنين. إذا كان الضباط في الجيش هم المذنبون بما حدث، حينئذ يمكن للحكومة التي بلورت استراتيجية غبية واستخفت بالخطر الذي تشكله حماس، الاستمرار في جهود الكبح ضد المبادرة المطلوبة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية.

كان أمس يوماً جيداً مقارنة مع أيام أخرى في السنتين الأخيرتين. وقف إطلاق النار في غزة، وثلاث مخطوفات يلتقين مع عائلاتهن بعد معاناة كبيرة، واستقالة وزير الأمن الداخلي – هذا محصول معقول إذا أخذنا في الحسبان ما تعودنا عليه مؤخراً. الأمر الأهم والأساسي، الذي تصدع في يوم المذبحة وفي معالجة الحكومة الفاشلة لأزمة المخطوفين فيما بعد، هو شعور التضامن بين الدولة والمواطنين، الذين تم التخلي عنهم ليموتوا في غلاف غزة. ربما بدأت أمس عملية الإصلاح، ولكن بتأخير واضح.

هآرتس 20/1/2025

مقالات مشابهة

  • سيف الإسلام القذافي يكشف تفاصيل مدوية عن فضيحة تمويل حملة نيكولا ساركوزي
  • يديعوت أحرونوت: 3 قضايا غير قابلة للتفاوض بالنسبة لإسرائيل
  • صحيفة عبرية.. لنعترف: خسرنا الحرب منذ 7 أكتوبر.. وطموحات نتنياهو واليمين قد تصطدم بترتيبات ترامب
  • يديعوت: هذا ما أظهرته صور الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات من غزة
  • يديعوت أحرونوت: خطر اليمن على الكيان الصهيوني مستمر ويتطور
  • نتنياهو: سنواصل العمل على إعادة كل المخطوفين
  • نتنياهو: هذا يوم مثير للمشاعر وسنعيد كل المخطوفين ونحقق أهداف الحرب
  • يديعوت أحرونوت: مصلحة سجون الإحتلال بدأت نقل 90 أسيرا من السجون المختلفة في البلاد إلى معتقل عوفر
  • مكتب نتنياهو: إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بعد الساعة الرابعة مساء اليوم
  • يديعوت أحرونوت: 14 ألف جندي إسرائيلي أصيبوا منذ بداية الحرب