ملامح الصراع الحضاري في ضوء خطاب السيد القائد
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أكثر منها مأتم للشهادة يقدم السيد مناسبة استشهاد الإمام زيد ذكرى للثورة ..
وقد ضرب مع الحشد الخارج لإحيائها نهار الخامس والعشرين من محرم موعداً ، ليلقيَ خطاباً فصلاً أو فصلاً من حطابات الثورة وفصول المواجهة مع العدو واستشراف طبيعة الصراع القادم وملامح المواجهة القائمة منذ زمن ..
يشرع السيد في خطابه قادمًا من الذكرى يطفق مسحاً على الوعي انطلاقاً من التاريخ سردا لفصله الأموي تحديدا الهشامي الدموي؛ يسرد الاحداثَ لا بغرض عودةً رجعية بل لأخذ عبرةً ثورية وعظةً قيميّة وقيمة مبدأية تياعظ على النصر وتبصر الناس كيف يجب أن يكونوا بالاستفادة مما كان وجرى.
كان زيدٌ مضطرًا للخروج وكان الخروج حتميةٌ تحمي الإسلام .. وقد أوغل هشام بالفسق وأبدع زيد بالعتق من ربقة الذل وفبضة الطاغي.
يذكر السيد بحقيقة كم أن التاريخ يُعيدُ نفسه يكرّر الناسُ أخطاءَهم ويفرض الطاغي ظلمه إن لم يجد من يردّه ويصدّه ؛ ردّاً جميلاً كما حاول زيد أو دماً عزيزا غزيرا .. كما ثار هو و ولده وأحفاده.
يستحضرُ السيدُ المواقفَ ويسترجعُ الحوادث لا بتواريخ وقوعِها بل غوصًا في أسبابها حتى الجذور وعوداً على تمظهراتها حتى اليوم؛
وبين الأسباب الكامنة ومآلاتها البديهية يطوف السيد ما كان حتى لا يكون من جديد.
..
من زاوية جديدة يقرأ السيد المشهد :
هشامٌ بمجلسِهِ يُغضي عن شاتم الرسول يندامه الفحش والفجور، وزيد كأنه اليوم يقارعه ويفضحه، تتمادى الشتائم من دمشق الأمس أمويةً إلى الغرب اليوم حرقاً للمصحف وصفحًا عن المجرم وهكذا دواليك، ووحده زيدٌ تمتد ثورته صوتًا يُجلجل يعبر القرون يكسر الصمت في موقف رسمي تعلنه صنعاء وتتبناه موقفاً يتيما وسط موات الأنظمة وتماهي الزعماء وتخاذل الشعوب إلا من بقيت فيه بقية الثورة أو أحيت منه نفَسها.
..
مقارنةً باليوم يعودُ السيد إلى المشهد الراهن وعنه يقول: يتجرّأُ الغربُ على كل المقدسات ويتحرج المسلمون عن الدفاع عن تقديم رموزهم عن اتباع أعلامهم ، يضعون بين البشرية وخلاصها حجب من الضعف جدر من هوان
ويردفُ السيد : أهان اللوبي اليهودي كل مقدس وحرّم عن نفسه مجرد النقد المجرد .
ينثر السيد الأسئلة في طريق النهضة على سبيل ثورة إنسانية دينها الإسلام وغايتها السلام سؤال للحث وآخر للبحث ..
أي مقدس يبعثُ غيرة الزعماء وماذا بعد المصحف و الرسول، وكيف لمن هان عليه هوان المقدسات أن يبقى في الحكم أو يحكم بالحق .
..
يجعل السيدُ من كل إحياء مناسبةٍ، مناسبةَ حياة .. يهيئ الذاكرة من الذكرى، يجب أن يزداد وعينا بزيد وإن تبلغ الثورة بعزمنا الذروة .. وإن كان في الماضي ما يحبط إلا أن من التاريخ ما يلهم الأجيال ويسهم في التصحيح والإصلاح، فيه ما يكفي من العظات ومن التجارب ما لا يجب أن تتكرر الآن ولا أن تُمرر اليوم.
لا يجلد السيد الذات فينا، بقدر ما يوقظ الضمير ويفتح للنهضة المسارات، قبل أن تحرق ديمقراطية الغرب المصحف مزقه وليد بالأمس، يضع السيد المفارقة التاريخية بين ماض مستهتر من موقع الحاكم وعالم مستهزئٍ من موقع المحرر والمتحضر..
..
يمدُّ السيد جسور الوعي لعبور الشعوب خلاصها مستحضراً في خطاب واحد مكامن أزمة البشرية وكمائن أعدائها اليهود مرورا بالمخانق الأخلاقية عبورا بسرقات الشعوب ونهب الموارد ومصادرة الحقوق واحتلال الأوطان، كلها يصفها السيد بمجازر التقصير ومذابح التفريط الناجمة عن ثغرات الوعي الناقص والبصيرة القاصرة ، يصفها إجمالا بحروب الإبادة الواقعة باستمرار على مذبح الاسلام عبر حلقات وغالبا ماكان عالمنا الإسلامي هو أضعف حلقاتهة أضعف حلقاتها برجع أثر إسلام أمريكي بديل.
..
ثم يسرد السيد في ثنايا الخطاب الواعي سينات أسئلته تحفيزًا للمتأمل تارةً، وتارةً استنكاراً لشعاراتِ الغرب وإسقاطاً لمنظومته الأخلاقية؛. موضحًا كيف أكلت الديمقراطية أجزاء منها وتناقضت الحرية مع بعضها وتصادمت الحقوق مع نفسها..
وعلى نحو من النهضة والاستنهاض يبني السيد ما هدمه الغرب لدينا ويهدم ما بناه الغرب لنفسه في نفوسنا وأوطاننا .. في صيرورة الصراع الحضاري في الجزء الواعي من الذات وفي المساحة المستعادة توًا من هيمنة الغرب يؤكد السيد لسنا في مأمن لكنا لسنا في غفلة.
ويردف: أنتم على ما أنتم عليه بخبثكم ومكركم ونحن بإيماننا أحق أن ندافع عن حقوقنا ونحمي ذواتنا وهويتنا و وجودنا ؛ لا نعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما نعبد.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الإيسيسكو ومكتبة الإسكندرية توقعان اتفاقية تعاون في مجالات الحوار الحضاري والثقافة والتراث
وقعت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومكتبة الإسكندرية، اتفاقية تعاون بينهما لتعزيز الحوار الحضاري بين الثقافات وأتباع الأديان المختلفة، والتعريف بتراث العالم الإسلامي والمساهمة في إحيائه ونشره، ودعم الثقافة العربية وثقافة العالم الإسلامي وإغنائهما بإسهامات ومؤلفات جديدة، والعناية بالمواهب الشابة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتطوير قدراتهم الإبداعية.
وقع الاتفاقية، اليوم /الجمعة/ بمقر المنظمة في الرباط، الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، والدكتور أحمد عبد الله زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وذلك في ختام أعمال الندوة الدولية "العقاد والعالم الإسلامي"، التي عقدتها الإيسيسكو ومكتبة الإسكندرية، لتسليط الضوء على الإسهامات الفكرية للكاتب والمفكر المصري الكبير عباس محمود العقاد، ومؤلفاته التي اتسمت بالتجديد والأصالة والعمق، وأثرت الثقافة الإنسانية والمكتبة العالمية.
وتنص الاتفاقية، التي تمتد لـ5 سنوات، على تنظيم مؤتمرات دولية وإصدار كتب وأبحاث تعنى بدعم الحوار الحضاري بين الثقافات وأتباع الأديان المختلفة، والتعريف بالحضارة العربية وحضارة العالم الإسلامي، وتطوير المكتبات في العالم الإسلامي وتدريب العاملين فيها، والتعاون في تنفيذ برامج نشر وترجمة المطبوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة المطبوعات المعنية بالخط العربي وتاريخه، ونشر إصدارات الإيسيسكو على المنصات الإلكترونية الخاصة بمكتبة الإسكندرية، وتبادل الدعوات للمشاركة والحضور في الأنشطة التي ينفذها كل جانب.